مفتي الجمهورية: صوم يوم عرفة سُنَّة مؤكدة ويكفّر ذنوب عامين
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
هنأ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والشعب المصري وجميع الشعوب العربية والإسلامية بمناسبة حلول "عيد الأضحى المبارك" داعيًا الله عزَّ وجلَّ أن يديم على مصرنا الغالية وشعبها الأمن والاستقرار.
جاء ذلك خلال حواره في برنامج "اسأل المفتي" على فضائية "صدى البلد" مع الإعلامي حمدي رزق مضيفًا أن العشر الأول من شهر ذي الحجة هي أيام مباركة بثَّ الله خلالها نفحات إلهية وأشاع فيها الرحمة العامة، وهي تمتاز باجتماع أمهات العبادة فيها بكيفية لا تتأتى في غيرها كالصلاة والصيام والحج والصدقة والحث على فعل الخير والاجتهاد في الطاعة.
وعن فضل يوم عرفة قال المفتي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج مرة واحدة، وخطب خطبة الوداع في هذا اليوم، وهي خطبة عظيمة فيها أسس الإسلام والقواعد التي ينبغي علينا أن نتمسك بها، كما أن فيها قضية المساواة بين البشر جميعًا، مشيرًا إلى أن صيام يوم عرفة "سُنَّة" فعلية مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيصح صوم يوم عرفة لغير الحاج، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، وصومه يكفِّر عامين: عامًا ماضيًا وعامًا مقبلًا، كما ورد في الحديث.
وعن دور وأهمية حجة الوداع في يوم عرفة والرسائل الخالدة لها، فقد أكد فضيلته أن خطبة الوداع من الخطب الجامعة، حيث تكلم صلى الله عليه وسلم بكلمات موجزة قليلة تحمل مضامين عظيمة؛ فقد حملت كل ما يمكن أن نقول عنه: "حقوق الإنسان"، مشيرًا إلى أنه من أهم ما نقف عنده في هذه الخطبة الجليلة قضية مهمة وهي التأكيد على حرمة الأموال والأعراض والنفوس، مشددًا على أنه لا يجوز لأحد أن يعتدي على أعراض الناس أو أموالهم أو أنفسهم تحت أي دعوى؛ فنفوس الناس وأموالهم وأعراضهم حرام آمنة بتحريم الله وبهذه الوصية النبوية الخالدة.
وتابع قائلًا: إن وصية الرسول بالنساء على الخصوص في خطبة الوداع دليل على دور المرأة في الإسلام ومكانتها الكبيرة، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته بالمرأة؛ حتى تُكْرَم، ويُعتنى بها، وتُرفع إلى منزلتها اللائقة بها، وتأخذ نصيبها من التكريم والرعاية، وتحظى بتقدير جميلها، والوفاء لدورها.
حكم صكوك الأضاحيوردًّا على سؤال حكم صكوك الأضاحي، قال فضيلته إن صكوك الأضاحي جائزة شرعًا وهي آلية معتبرة فقهيًّا واجتماعيًّا، ولا حرج في توكيل المؤسسات المعتبرة والمعتمدة من الدولة للقيام بهذه المهمة في شكل صكوك. وصك الأضحية عبارة عن عقد شراء للأضحية، وعقد توكيل بالذبح، وهذا جائزٌ شرعًا إذا روعيت شروطه.
حكم إخراج بعض المال عِوَضًا عن ارتفاع أسعار الأضاحيوفي ردِّه على سؤال عن حكم إخراج بعض المال عِوَضًا عن ارتفاع أسعار الأضاحي، قال فضيلته: إن شعيرة الأضحية سنَّة مؤكَّدة على المُفتَى به في دار الإفتاء المصرية، وشرطها الاستطاعة، والأمر على السَّعة؛ فمن لم يملك ثمنها كاملًا فلا وزر عليه، ولا داعي لتكلف الإنسان بشأنها، مشيرًا إلى أنه لا يجزئ إخراج المال أو شراء لحم وتوزيعه عن القيام بالأضحية، ولكن مساعدة المحتاجين أمر مستحب على سبيل الصدقة.
وعن حكم ذبح الأضحية في بلد آخر لأن الأسعار فيها أقل قال فضيلته: إن الأولى أن يذبح المضحِّي أضحيته ويوزعها في بلده وسط أهله، ومن لم يستطع القيام بالأضحية في بلده فلا وزر عليه.
وعن ضوابط الاشتراك في الأضحية قال فضيلته: إذا كانت الأضحية من الخراف فإنه لا يجوز الاشتراك فيها، وإنما تجزئ عن الواحد وأهل بيته، أما إذا كانت من الإبل أو البقر فإنه يجوز الاشتراك فيها وتجزئ عن سبعة، كلُّ سُبع يجزئ عن الواحد وأهل بيته.
واختتم مفتي الجمهورية، حواره بالتأكيد على أن صيغة تكبيرات المصريين، صيغة شرعية صحيحة، فالأمر فيه سَعة كبيرة، التكبير سُنَّة عند جمهور الفقهاء، وبالنسبة لصيغة التكبير فلم يرد شيء بخصوصها في السنَّة المطهَّرة، والأمر فيه على السَّعة، وينبغي في الأمور المختلَف فيها ألَّا يُنكِر فيها أحدٌ على أحد، وأن تُترك المذاهبُ الفقهية الموجودة في كل قرية من القرى أو قُطر من الأقطار على ما هي عليه ما دامت لا تخالف نصوص الشرع الشريف.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية عيد الأضحي الشعوب العربية صدى البلد ذي الحجة صلى الله علیه وسلم مفتی الجمهوریة قال فضیلته یوم عرفة
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يتحدث في ندوة بجامعة السادات عن الارتباط بين العقد والسلوك
استقبلت الدكتورة شادن معاوية، رئيس جامعة مدينة السادات، ، الدكتور نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم، بحضور الدكتور خالد جعفر، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور خميس محمد خميس، مشرف قطاع شئون التعليم والطلاب، والدكتور عماد زكريا، أمين عام الجامعة، و عمداء الكليات.
واصطحبت رئيس الجامعة الوفد لتفقد أعمال بناء مسجد جامعة مدينة السادات في المقر الجديد، ثم توجهوا لفندق الجامعة لإقامة فعاليات الندوة التثقيفية؛ التي تنظمها الإدارة العامة لرعاية الطلاب، بالتعاون مع اتحاد طلاب الجامعة، تحت رعاية الدكتورة شادن معاوية، رئيس الجامعة، والدكتور خالد جعفر، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور خميس محمد خميس، مشرف قطاع شئون التعليم والطلاب، والدكتور إبراهيم الكفراوي، منسق الأنشطة الطلابية، و حافظ زايد، مدير عام الإدارة العامة لرعاية الطلاب، وذلك في إطار مبادرة رئيس الجمهورية “بداية جديدة لبناء الإنسان”.
وتناولت الندوة أهمية تجديد وتحديث الخطاب الديني ودوره في توعية وتثقيف الشباب، تحت عنوان "الارتباط بين العقد والسلوك".
وفي البداية رحبت الدكتورة شادن معاوية، رئيس الجامعة، بالدكتور نظير عياد، مشيدة بالدور الرائد الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية، التي تُعد من أعرق المؤسسات الدينية في مصر والعالم العربي، حيث يأتي دورها العظيم من خلال إبراز وتوضيح مفهوم الإسلام الوسطي، ونشر الفتاوى المستنيرة وفق منهج الأزهر الشريف لمواجهة الفكر المتطرف، والتحديات الفكرية والاجتماعية المختلفة والتي تطرأ على مجتمعنا من وقت لآخر، مما يعزز دور دار الإفتاء الريادي في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
من جانبه أعرب الدكتور نظير محمد عياد، مفتي جمهورية مصر العربية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم، عن تقديره البالغ لهذا اللقاء في جامعة مدينة السادات، مشيداً بدور الجامعة البحثي والتعليمي وخدمة المجتمع، متمنياً للجامعة وقيادتها كل التوفيق في تحقيق مراكز مرموقة محلياً وعالمياً.
وأكد فضيلة المفتي أن العلم النافع هو السبيل إلى قيادة ركب التطور والتقدم، والهدف من هذه الندوات هو بناء الوعي الصحيح لدى الشباب بما يستجد على مجتمعنا واسلامنا من فتن ومغالطات، والمساهمة في تطوير الذات وتقدم المجتمع.
استهلت الندوة بالسلام الوطني وآيات من الذكر الحكيم، ثم بدأت الدكتورة شادن معاوية، رئيس الجامعة كلمتها بالترحيب بالحضور مؤكدة ان جامعة مدينة السادات شُرفت بوجود فضيلة مفتي الديار المصرية، كما قدمت الشكر لاتحاد الطلاب؛ على تنظيم الندوة، وخصت بالترحاب الدكتور العالم الجليل نظير محمد عياد، مفتي الديار المصرية، وذلك تقديرا لقيمة العلماء مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم أن ( العلماء هم ورثة الأنبياء وأن الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما بل ورثوا العلم) ومن هنا يتضح لنا دور الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية في نشر الإسلام الوسطي لبناء جيل واعٍ وفق منهج الأزهر الشريف، البعيد كل البعد عن الأفكار المتطرفة.
كما قدمت التهنئة للجميع بقرب حلول شهر رمضان المبارك، داعية المولى عز وجل أن يعيده على مصر بالخير واليمن والبركات، وداعيه الله أن يوفق جميع قياداتها وعلى رأسها القيادة الحكيمة، الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأن يوفقه لما فيه الخير ورفع كلمة ومكانة مصر عاليا.
وفي كلمة فضيلة المفتي، قدم التهنئة للحضور بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، سائلًا الله عز وجل أن يديم الأمن والأمان على وطننا الحبيب مصر والأمتين الإسلامية والعربية، موجهاً الشكر لرئيس الجامعة ونوابه والعمداء وجميع الحاضرين على حسن الاستقبال.
وأشاد بعنوان الندوة وأهميته، مؤكدا أن الأمم تنهض بالأخلاق، وأن جميع الأنبياء دعوا إلى الخير وحذروا من الفساد، لافتًا إلى أن الله تعالى أرسى قواعد الدين ليكون سترًا للإنسان وحافظًا له، مستشهدًا بقوله تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14].
ونبَّه فضيلة المفتي الى أن الأخلاق تنطلق من أسس دينية، محذرًا من المجتمعات التي تقوم على المصالح النفعية حيث لا مكان فيها للضعيف، وتُبرر فيها الوسائل للوصول إلى الغايات، موضحًا أن الدين هو الضابط الذي يحفظ الأخلاق ويرشد الإنسان إلى الصواب.
كما أكد فضيلته على أهمية البناء العلمي، موضحًا أن العلم هو نقطة الانطلاق نحو نهضة وتقدم الأمم، وخاطب الطلاب قائلًا: "المكان الذي أنتم فيه أمانة، فبالعلم تُبنى الأمم، وأنتم في ميدان عظيم، وأنتم مسؤولون أمام الله عن هذه الأمانة"، كما أجاب فضيلته على مجموعة من الفتاوي والتساؤلات التي طرحها الطلاب والطالبات.
وفي ختام الندوة، أهدت الدكتورة شادن معاوية، رئيس الجامعة، درع الجامعة لمفتي الديار المصرية، تقديراً لمجهوداته، كما قدم فضيلة الدكتور نظير عياد الشكر والتقدير لحفاوة الاستقبال، معربا عن سعادته بتواجده في رحاب جامعة مدينة السادات.