تعرف على تفسير حديث «يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة»
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
يوم عرفة له مكانة خاصة عند المسلمين، فهو يومٌ مباركٌ حافلٌ بالخير والرحمة والمغفرة وفرصة للتوجه فيه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء حتى يعتق فيه العبد من النار، كما يزداد فيه فضل الله تعالى على عباده، ويُتيح لهم فرصة عظيمة للتوبة والإنابة والتقرب من الله سبحانه وتعالى، وورد حديث نبوي شريف عن فضل اليوم، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ» (رواه مسلم).
وجاء في تفسير الحديث النبوي، أنّ الله قد فضل الأيام على بعض، وتعتبر مواسم لنفحات الله وعطاياه لعباده ويغفر فيها الذنوب، ويُرفع فيها الدرجات ومن بينها يوم عرفة، وجاء في حديث «ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ»، تأكيدًا من رسول الله أنّه في يوم عرفة يُعتق العباد من النار.
وعن فضل يوم عرفة، إلى جانب أنه ورد حديث شريف عن أهميته للمسلم في العتق من النار، فهو يوم مغفرة الذنوب، ويزداد فضل الله تعالى في يوم عرفة، فيغفر لعباده ذنوبهم ويُمحو خطاياهم، كما قال تعالى: «وَإِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ» (البقرة: 192).
ويُستجاب الدعاء في يوم عرفة، خاصةً عند الدعاء بِما فيه خيرٌ للمسلم في دينه ودنياه وآخرته، إضافة إلى أنّ يوم الوقوف بعرفة ركنًا أساسيًا من أركان الحج، وفيه يقف الحجاج على جبل عرفة يدعون الله ويُناجونه ويُرجون رحمته ومغفرته.
يوم عرفة يوم رحمة ومغفرة لجميع المسلمينوقال الشيخ رمضان عبدالمعز على قناة DMC عن فضل يوم عرفة وأهميته في الإسلام، أنه يعد من أعظم الأيام عند الله تعالى، يعتق فيه الله أكبر عدد من عباده من النار، وهو اليوم الذي يقف فيه الحجاج على صعيد عرفات يدعون المولى ويتضرعون إليه.
وأكد أنّ هذا اليوم هو فرصة عظيمة للمسلمين للتوبة والاستغفار والدعاء، إذ إن الله يباهي بعباده الملائكة ويستجيب لدعواتهم، ويجب اغتنام هذا اليوم بالصوم والذكر والدعاء، والحرص على أداء الأعمال الصالحة، ويوم عرفة ليس فقط للحجاج، بل هو يوم رحمة ومغفرة لجميع المسلمين في كل مكان، مؤكدًا أن الصيام في هذا اليوم يكفر سنتين من الذنوب، السنة الماضية والمقبلة، كما ورد في الأحاديث النبوية.
ويعد فرصة عظيمةٌ للتغيير والتجديد والتخلص من ذنوب الماضي، وفرصةٌ لبداية جديدة مباركة مع الله تعالى، ويجب اغتنام فضل هذا اليوم المبارك، والإكثار من الأعمال الصالحة، ونُناجي الله تعالى بِقلوبٍ خاشعةٍ، ونرجو رحمته ومغفرته.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: يوم عرفة الحج العتق من النار فضل يوم عرفة الله تعالى هذا الیوم یوم عرفة من النار
إقرأ أيضاً:
هل صلاة الفجر علامة على حب الله لك؟.. انتبه لـ10 أسرار
لاشك أن الاستفهام عن هل صلاة الفجر علامة على حب الله تعالى لك؟،يحمل الكثير من الطمأنينة لقلب العبد ، وذلك لما لصلاة الفجر من فضل عظيم كما أن وقتها مبارك، دل عليه أنه تعالى خصها بمزيد من الحث في كتابه العزيز : (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)، ولعل كل هذا يطرح سؤال عن هل صلاة الفجر علامة على حب الله تعالى؟، خاصة وأن هناك الكثيرين يستهينون بها ويفرطون فيها سواء بتأخيرها أو حتى بتركها ، لذا فمن شأن إجابة استفهام هل صلاة الفجر علامة على حب الله تعالى؟ أن تكون دافعًا لمزيد من الحرص طمعًا في الفوز بمحبة الله عز وجل.
لماذا أوصى النبي بالجلوس بعد الفجر حتى الشروق.. لجلب 7 أرزاق فاغتنمها هل وجود النمل في البيت يدل على الحسد أو السحر؟.. اعرف الحقيقة هل صلاة الفجر علامة على حب اللهورد في مسألة هل صلاة الفجر علامة على حب الله تعالى لك ؟ ، أن أهل الفجر هم أهل الله، لقول النبي- صلى الله عليه وسلم: "أثقل الصلاة على المنافقين صلاةُ العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأَتَوْهما ولو حَبْوًا"، وقول النبي-صلى الله عليه وسلم- "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة"، لذا فعلى الإنسان الذي أراد ان يكون مع الله- سبحانه وتعالى- وفي حماه وحفظه ورعايته طوال اليوم عليه ان تبدأ يومه بصلاة الفجر، لحديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-حيث قال:" من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله"، وقد سئل أحد العلماء بقول "ما سر نقاء الهواء في وقت الفجر، فقالوا لأنه يخلو من أنفاس المنافقين".
وجاء أن ربنا- سبحانه وتعالى- لم يوقظ أحدا لأداء صلاة الفجر غير الشخص الذي يحبه، وعلى الإنسان ان يحذر من ترك صلاة الفجر، فتوفيق الله تعالى للعبد للمحافظة على الطاعات ، وأفضلها : الصلوات الخمس جماعة، أمارة على محبة الله تعالى له ورضاه عنه، وأنه سبحانه قد أراد هدايته، فقال الله تعالى: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ) محمد/17.
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى: " ثم بين حال المهتدين، فقال: ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا ) بالإيمان والانقياد، واتباع ما يرضي الله ( زَادَهُمْ هُدًى ) شكرا منه تعالى لهم على ذلك، ( وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ) أي: وفقهم للخير، وحفظهم من الشر، فذكر للمهتدين جزاءين: العلم النافع، والعمل الصالح " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 787)، ولذا تعدّ أكبر الكرامات التي يكرم الله بها عبده هي أن يثبته على الاستقامة إلى أن يلقاه، كما أن تخلف العبد عن الطاعات وخاصة الصلوات أمارة على ضعف في الإيمان.
وروى البخاري (657)، ومسلم (651) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَيْسَ صَلَاةٌ أَثْقَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنَ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ الْمُؤَذِّنَ فَيُقِيمَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ آخُذَ شُعَلًا مِنْ نَارٍ، فَأُحَرِّقَ عَلَى مَنْ لَا يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ بَعْدُ).
وروى ابن أبي شيبة في "المصنف" (3/229) عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " كُنَّا إِذَا فَقَدْنَا الرَّجُلَ فِي صَلاَةِ الْعِشَاءِ وَصَلاَةِ الْفَجْرِ أَسَأْنَا بِهِ الظَّنَّ "، لكن قد يبتلي الله تعالى بعض عباده بما يقعدهم عن حضور بعض الطاعات، كما ابتلى بعض الصحابة بفقد البصر، فلم يحضروا الغزوات، فلم يكن تخلفهم هذا مسيئا لهم؛ لأن قلوبهم صادقة في محبة الطاعات والتطلع لها وتمنيها، لذا أدركوا الخير بقلوبهم.
حديث صلاة الفجر دليل على حب اللهوجاء في حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي غَزَاةٍ فَقَالَ: إِنَّ أَقْوَامًا بِالْمَدِينَةِ خَلْفَنَا مَا سَلَكْنَا شِعْبًا وَلَا وَادِيًا إِلَّا وَهُمْ مَعَنَا فِيهِ ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ ) رواه البخاري (2839)، وهذا حال كل معذور لم يستطع القيام بطاعة من الطاعات، ومنها من غلبه النوم عن حضور الفجر .
وروى الإمام أحمد في "المسند" (18/ 281 - 282)، وأبو داود (2459) عن أبي سعيدٍ، قال: "جاءتِ امرأةٌ إلى النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلم- ونحن عنده فقالت: يا رسولَ اللهِ، إن زوجي صفوانَ بنَ المُعطَّل يضرِبُني إذا صليتُ ويُفطِّرني إذا صُمْتُ، ولا يُصَلي صلاةَ الفجر حتى تطلعَ الشمسُ، قال: وصفوانُ عندَه، قال: فسأله عما قالت، فقال: يا رسولَ الله، أما قولُها يَضْرِبُني إذا صليتُ، فإنها تقرأ بسُورتَين وقد نهيتُها، قال: فقال: ( لو كانت سورةً واحِدةً لكَفَتِ الناس)، وأما قولُها يفطِّرني، فإنها تنطلق فتصومُ وأنا رَجُل شابٌّ فلا أصبِرُ، فقال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلم- يومئذ: ( لا تَصُومُ امرأةٌ إلا بإذن زوْجِهَا )، وأما قولها إنِّي لا أُصلِّي حتى تطلُعَ الشمسُ، فإنا أهْلُ بَيْت قد عُرِفَ لنا ذاك، لا نكادُ نستيقِظُ حتى تطلعَ الشمسُ، قال: ( فإذا استيقظتَ فَصَل ).
وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (5/280)، ومحققو المسند، وقال الشيخ الألباني: " إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذلك قال الحاكم والذهبي، وصححه ابن حبان" انتهى من "صحيح سنن أبي داود" (7/221)، وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِيَّ النَّوْمِ تَفْرِيطٌ، إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الْأُخْرَى) رواه مسلم (681)، فالذي ينبغي للمؤمن أن يحرص على شهود الصلوات جماعة في المسجد ، فإن تخلف عنها لعذر من غلبة نوم – مع احتياطه لذلك، وأخذه بالأسباب - أو مرض ونحو ذلك : فلا حرج عليه ، لكن يلزمه الصلاة متى استيقظ، أو تذكر ما فاته من الصلوات.