سواليف:
2025-04-23@04:57:24 GMT

الله أكبر … بين القول والايمان / د. نبيل الكوفحي

تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT


د نبيل الكوفحي

الله أكبر نفتتح بها صلواتنا، الله أكبر تصدح بها المآذن نداء للصلاة، الله اكبر نشدو بها في أيام أعيادنا، الله أكبر ننطقها عفويا تعبيرا عن الفرح، الله أكبر صوت نشوة و علامة المنتصر ، الله أكبر محرك الإقدام والبطولة في معاركنا، الله أكبر باختصار علامة مسجلة لهذا الدين العظيم.

تلك هي المعاني المقصودة في نداء” الله أكبر” فهل أمنا به؟ وهل انضبطت سلوكياتنا وقراراتنا في مفهومه وحقيقته؟!.

في المقولة المشهورة ( ليست بحديث شريف) للإمام الحسن البصري رضي الله عنه : ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال. نعم فليس كل من يرددها يؤمن حقيقة أن” الله أكبر”.

الله أكبر معناها؛ أن الضار والنافع هو الله، تصدق الحديث الشريف بكل حواسك وخلجات نفسك ( … واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).

الله اكبر معناها ؛ ان تؤمن ان الاجل بيده سبحانه، وان الرزق من عنده لا يمنعه أحد عنك الا بتقديره، جاء في الحديث الشريف ( … هذا رسولُ ربِّ العالمِينَ ؛ جِبريلُ نَفَثَ في رُوعِي : إنَّه لا تَموتُ نفسٌ حتى تسْتكمِلَ رِزْقَهَا وإنْ أبطأَ عليهَا ، فاتَّقُوا اللهَ ؛ وأجْمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يحْمِلَنَّكم اسْتِبْطاءُ الرِّزقِ أن تَأخذُوهُ بِمعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ لا يُنالُ ما عِندَه إلا بِطاعتِه).

مقالات ذات صلة من الإمام علي إلى شهيد الحج الأكبر “ 2024/06/14

الله أكبر معناها؛ ان قوته وقدرته جلّ علاه فوق قوة وبطش امريكان وعربدة وجرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين. وان النصر حصرا من عنده ( وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) يرتبط بنصرتنا لله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )، واعداد المستطاع من القوة ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )، ولا يتعلق ” بموازين القوى العسكرية” ولا باعداد الجيوش والتكنولوجيا، وما صمود أهل غزة للشهر التاسع الا دليل نراه يوميا على هذه الحقيقة، برغم حجم الالم وضخم التضحيات.

كم نحن بحاجة الى ادراك معنى ” الله أكبر” التي نرددها كل يوم، وهي عنوان تلبية الحجيج الان في مناسك الحج، وعنوان لعيد الاضحى في كل بقاع الارض. ان تصحيح الاعتقاد يعني الايمان بكل اركانه ايمانا عميقا لا تشوبه شائبة.

إن ابرز معاني الايمان العميق هو تقدير الله سبحانه، يقول تعالى عن حال غير المؤمنين( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)، وان حال كثير من ” المسلمين ” ممن تقول أفعالهم وقراراتهم ان بعض البشر والدول قوتهم غالبة لقوة الله وقدرته لا يختلف عن حال المشركين ممن عناهم الله بأنهم ( وما قدروا الله حق قدره).

هذه الايام المعدودات ( واذكروا الله في أيام معدودات ) فرصة لنا ان نعي هذه المعاني ونجدد ايماننا بأن ” الله أكبر”، لعلنا نكون من المؤمنين حقا ( أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).

وتقبل الله طاعتكم وصيامكم وحجكم وصدقاتكم ونصرتكم لاخوانكم في غزة وفلسطين، ومن علينا بتعجيل نصره لأهلنا هناك.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الله أکبر

إقرأ أيضاً:

الإصلاح الإداري.. خطوات واثقة نحو كفاءة أكبر

 

 

خالد بن حمد الرواحي

"هل سبق لك أن أنجزت معاملة حكومية في وقت قياسي بفضل التحول الرقمي؟ هل لاحظت كيف أصبحت بعض الإجراءات الإدارية أكثر سلاسة وسرعة؟" هذه التحولات الإيجابية لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة لجهود حكومية حثيثة تهدف إلى تعزيز كفاءة الجهاز الإداري وتحقيق نقلة نوعية في الخدمات المقدمة للمواطنين والمستثمرين، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040".

شهدت الفترة الماضية تنفيذ العديد من الإصلاحات الإدارية التي ركزت على تبسيط الإجراءات، وتسريع المعاملات، وتوسيع نطاق الخدمات الإلكترونية. وفقًا للتقرير السنوي للتحول الرقمي لعام 2024 الصادر عن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، بلغت نسبة الأداء العام للبرنامج الوطني للتحول الرقمي الحكومي "تحول" 73% حتى نهاية نوفمبر 2024، مقارنة مع 53% في عام 2023. كما أظهر التقرير أن متوسط أداء المؤسسات الحكومية في تحقيق متطلبات التحول الرقمي بلغ 77%، بينما سجلت المحافظات 71% من إجمالي 49 مؤسسة حكومية ومحافظة شملها قياس الإجادة الرقمية.

هذه الأرقام تعكس تطورًا ملموسًا في مجال التحول الرقمي، حيث أسهمت هذه الجهود في تقليل الوقت والجهد المبذولين في إنجاز المعاملات الحكومية، مما ساعد في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمجتمع. التوسع في الخدمات الإلكترونية كان له أثر واضح في تسهيل حياة المواطنين، حيث تم تبسيط إجراءات 2680 خدمة حكومية بين عامي 2021 و2024، من أصل 2869 خدمة مستهدفة حتى نهاية 2025، محققًا نسبة إنجاز بلغت 93%.

ومع تطور هذا المسار، لم يكن التحول الرقمي مجرد تحسين تقني، بل أصبح أداة لتعزيز كفاءة الأداء الحكومي ودعم الشفافية من خلال تقليل التدخل البشري في العمليات الإدارية. هذا التحول يقلل فرص الأخطاء، ويضمن سرعة إنجاز المعاملات بدقة أكبر، مما يعزز ثقة المواطنين والمستثمرين في المنظومة الإدارية.

وبالتوازي مع التحول الرقمي، كان تعزيز الرقابة المالية والإدارية محورًا أساسيًا في الإصلاح الإداري. شهدت الفترة الأخيرة خطوات واضحة نحو تعزيز الحوكمة المالية ورفع كفاءة التدقيق الداخلي، إذ سجلت المنصة الوطنية للتكامل الرقمي أكثر من 471 مليون بيان متبادل بين الجهات الحكومية من يناير إلى نوفمبر 2024، بزيادة بلغت 73% مقارنة بالفترة السابقة.

هذا التطور يُسهم في تسريع اتخاذ القرارات، وتحقيق تكامل أكبر بين المؤسسات الحكومية، مما يعزز من جودة الخدمات المقدمة. كما تعمل الحكومة على تطوير أنظمة التدقيق الداخلي لضمان الامتثال المالي والإداري، مما يرسخ مبادئ الحوكمة والشفافية، ويضمن الاستخدام الأمثل للموارد العامة. هذه الجهود تعكس التزامًا واضحًا بتعزيز الرقابة وتحقيق الاستدامة المالية للمؤسسات الحكومية، بما يسهم في كفاءة الإدارة العامة وتحقيق أفضل الممارسات.

ورغم هذه النجاحات، تظل هناك تحديات قائمة تتطلب استمرار الجهود، أبرزها التحول الثقافي داخل المؤسسات الحكومية. التغيير لا يقتصر على تحديث الأنظمة والتكنولوجيا، بل يتطلب تبني ثقافة جديدة ترتكز على الأداء المُتميز والمساءلة.

وأظهر التقرير السنوي للتحول الرقمي أن نسبة المؤسسات التي تمتلك خطة معتمدة لإدارة التغيير ارتفعت إلى 55% في 2024، مقارنة مع 17% في 2023. هذه الزيادة تشير إلى أن المؤسسات بدأت في استيعاب أهمية التحول الإداري، إلّا أن التحدي الأكبر يكمن في تنفيذ هذه الخطط بفعالية وضمان تحقيقها للنتائج المرجوة.

إلى جانب ذلك، تعمل الحكومة على تطوير القدرات الوطنية من خلال برامج تدريبية تستهدف تأهيل الكفاءات الإدارية والمهنية في القطاع العام، بما يضمن استدامة مسيرة التحديث الإداري. وقد تم التعاون مع أكثر من 26 شركة صغيرة ومتوسطة لتنفيذ مشاريع التحول الرقمي الحكومي، مما يعزز التكامل بين القطاعين العام والخاص في دعم مسيرة التحديث الإداري.

ومن خلال هذا النهج، يصبح التحول الإداري أكثر شمولية، حيث لا يقتصر على المؤسسات الحكومية فحسب؛ بل يمتد ليشمل الشراكة مع القطاع الخاص والاستفادة من الخبرات الوطنية في تطوير الحلول التقنية والإدارية.

ومع هذه الخطوات المتسارعة، تواصل الحكومة نهجها في بناء جهاز إداري أكثر مرونة وفعالية، قادر على مواكبة المتغيرات العالمية وتعزيز الإنتاجية. وقد انعكست هذه الجهود على التصنيفات الدولية؛ حيث تقدمت سلطنة عُمان 9 مراكز في مؤشر تنمية الحكومة الإلكترونية، لتحتل المرتبة 41 عالميًا وفقًا لمسح الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية لعام 2024.

هذه المؤشرات تؤكد أنَّ الإصلاح الإداري ليس مجرد إجراءات تنظيمية، بل هو عملية مستمرة تهدف إلى تحقيق جهاز حكومي أكثر استجابة وشفافية، حيث تسير الإصلاحات بخطى ثابتة نحو تحقيق كفاءة إدارية عالية، تدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتُحقق مستويات رضا مرتفعة للمواطنين والمستثمرين.

المستقبل يبدو أكثر إشراقًا، والمضي قدمًا في هذا المسار هو الخيار الوحيد نحو جهاز إداري حديث ومتطور يُلبي تطلعات المرحلة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • الأردن : المملكة أكبر من الرد على بيانات فصائل فلسطينية
  • هل النبي محمد ولد في 22 أبريل؟.. اعرف القول الراجح عند العلماء
  • هل يجوز الصلاة فور سماع الله أكبر دون انتظار انتهاء الأذان؟
  • إذاعة الاحتلال تعلن استهداف عضو بارز في حماس بعملية اغتيال في لبنان
  • البابا فرنسيس يُشيد بليونيل ميسي: "رجل نبيل ذو قلب كبير يُجسِّد نُدرة الإنسانية"
  • سناء منصور تكشف تفاصيل عزاء زوجها الدكتور نبيل سالم
  • الإصلاح الإداري.. خطوات واثقة نحو كفاءة أكبر
  • وفاة الدكتور محمد نبيل سالم زوج الإعلامية الكبيرة سناء منصور
  • وفاة الدكتور نبيل سالم زوج الإعلامية سناء منصور
  • العراق خارجها للعام الثاني.. دولتان عربيتان ضمن أكبر الحائزين للسندات الأمريكية