دراسة تكشف نسبة رفض تأشيرات الشنغن.. والجزائريون في المقدمة
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
رفضت فرنسا طلبات التأشيرة المقدمة من نبيل تباروت، مطور البرمجيات الجزائري البالغ من العمر 29 عاماً، مرتين، حيث كان يأمل في زيارة شقيقته هناك هذا العام.
يعتبر تباروت واحداً من العديد من الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في الحصول على التأشيرة في أفريقيا، حيث ترتفع معدلات رفض تأشيرات الشنغن الأوروبية بشكل ملحوظ مقارنة بباقي أنحاء العالم.
وقال تباروت لوكالة أسوشيتد برس: “هذا هو الحال”، مشيراً إلى أنه نجح مرة واحدة فقط في الحصول على تأشيرة دخول إلى فرنسا، وأضاف: “كل متعة تستحق الألم”.
ورغم أن النقاش حول الهجرة في أوروبا يركز غالباً على الأشخاص الذين يصلون بشكل غير قانوني، فإن الكثيرين يختارون القدوم بطرق قانونية ليجدوا أن اتباع القوانين غالباً ما يكون غير ناجح، حسبما ذكرت أسوشيتد برس.
وتشير دراسة أجرتها شركة “هينلي آند بارتنرز” لاستشارات الهجرة في أبريل، إلى أن معدلات الرفض غير المتناسبة، التي تزيد بنسبة 10% في أفريقيا عن المتوسط العالمي، تعيق الشراكات التجارية والاقتصادية والتعليمية، مما يؤثر سلباً على الاقتصادات الأفريقية.
ووصفت الدراسة هذه الممارسات بأنها تمييزية، وحثت دول شنغن على إصلاحها.
ولا يوجد مكان يتم فيه رفض المتقدمين أكثر من الجزائر، وفق تعبير أسوشيتد برس، حيث تم رفض أكثر من 392 ألف متقدم في عام 2022. ويتبع معدل الرفض للجزائريين، البالغ 45.8 في المئة، معدل رفض قدره 45.2 في المئة في غينيا بيساو و45.1 في المئة في نيجيريا.
وتم رفض واحد فقط من بين 25 متقدما يعيشون في الولايات المتحدة.
وبينما وجدت الدراسة أن المتقدمين من البلدان الفقيرة تعرضوا لرفض أعلى بشكل عام، فقد لاحظت أن المتقدمين من تركيا والهند واجهوا رفضا أقل من المتقدمين من غالبية البلدان الأفريقية.
وقد تكون أسباب هذا التحيز ضد أفريقيا سياسية، وفق ما نقلته الوكالة عن مؤلف الدراسة، مهاري تاديلي مارو، من مركز سياسات الهجرة التابع لمعهد الجامعة الأوروبية.
ويشير مارو إلى أن الحكومات الأوروبية، بما في ذلك فرنسا، تستخدم رفض التأشيرات كأداة سياسية للتفاوض على ترحيل أولئك الذين يهاجرون إلى أوروبا دون الحصول على تصريح مناسب. من جانبها، رفضت حكومات دول شمال أفريقيا تقديم الوثائق القنصلية لمواطنيها الذين يواجهون الترحيل.
وأضاف مارو في حديثه لأسوشيتد برس أن الجزائر لديها معدلات رفض عالية في القارة، لأن عدد المتقدمين لديها يفوق عدد المتقدمين من البلدان الأفريقية الأخرى لأسباب جغرافية واقتصادية وتاريخية، مشيرا إلى أن العديد من الجزائريين يتقدمون بطلب للحصول على تأشيرات في فرنسا، حيث يتحدثون اللغة وربما تكون لديهم روابط عائلية.
وأشار إلى أن أن قرب شمال أفريقيا من أوروبا يعني أن الرحلات الجوية قصيرة ورخيصة مقارنة بالرحلات الجوية من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يدفع المزيد من الأشخاص إلى التقدم بطلبات التأشيرات.
وقال مارو إنه بالإضافة إلى معدلات الرفض، فإن صعوبة التقديم هي أيضا خيار سياسي من جانب الحكومات الأوروبية، موضحا “عندما نتحدث عن زيادة العوائق أمام المتقدمين المحتملين، فإننا لا نتحدث فقط عن معدل الرفض، بل أيضا عن القيود المفروضة على التقديم”.
وذكرت أسوشيتد برس أن هذا يعني أن التحديات يمكن أن تكون محلية أيضا.
وبالنسبة للجزائريين مثل تباروت، تعد شركة “VFS Global” لاعبا جديدا في عملية طلب التأشيرة، وتم التعاقد مع هذا المقاول من قبل السلطات القنصلية الفرنسية بعد سنوات من الانتقادات بحق النظام السابق الذي هيمن عليه ما يسمى “مافيا التأشيرات”.
واجه مقدمو الطلبات في السابق تحديات في تأمين فترات زمنية، والتي يتم حجزها بسرعة من قبل وسطاء خارجيين ثم إعادة بيعها للجمهور، على غرار الطريقة التي سيطر بها المضاربون على منصات الحفلات الموسيقية، وانتشرت الشائعات حول برامج الكمبيوتر المعقدة التي تتصل بمنصات المواعيد وتستحوذ على النوافذ المفتوحة في غضون لحظات، وفق أسوشيتد برس.
وأكد علي شلالي، الذي ساعد ابنته مؤخراً في تقديم طلب تأشيرة طالب لفرنسا، للوكالة “إنهم مجموعة من المحتالين الذين يمارسون هذه المهنة منذ سنوات، ويجمعون ثروات على حساب المواطنين الفقراء من خلال جعلهم يدفعون ثمنا باهظا لتحديد موعد لتقديم طلب للحصول على تأشيرة”.
وبموجب النظام السابق، قال المتقدمون لوكالة أسوشيتد برس إنه كان عليهم دفع ما بين 15 ألف إلى 120 ألف دينار جزائري (103 إلى 825 يورو) فقط للحصول على موعد.
وفي الجزائر، يقرر الكثيرون متابعة الفرص في فرنسا بعد عدم العثور على فرص اقتصادية كافية في الداخل أو طلب الإقامة بعد الذهاب إلى الجامعات الفرنسية بتأشيرات طلابية. وفقا لتقرير صدر عام 2023 عن المديرية العامة الفرنسية لشؤون الأجانب، فإن 78 في المئة من الطلاب الجزائريين “يقولون إنهم لا يعتزمون العودة إلى الجزائر” بعد الانتهاء من دراستهم.
تاريخيا، كانت قضية التأشيرة سببا للتوترات السياسية بين البلدين. ومن المقرر أن يزور الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، فرنسا في وقت لاحق من العام الحالي.
وقال السفير الفرنسي، ستيفان راموتيت، في مؤتمر اقتصادي عقد مؤخرا في الجزائر العاصمة: “كل ما يمكن أن يساهم في زيادة التجارة بين فرنسا وأوروبا والجزائر يجب تسهيله في كلا الاتجاهين”، مضيفا “الجزائريون الذين يريدون الذهاب إلى فرنسا لتطوير أعمالهم يجب أن يكونوا قادرين على ذلك، للاستفادة من كافة التسهيلات وخاصة التأشيرات”.
أسوشيتد برس
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المتقدمین من أسوشیتد برس فی المئة إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة علمية تكشف ارتباط حالات وراثية مبكرة بخطر الإصابة بالسرطان
أميرة خالد
تمكنت دراسة حديثة من تحديد حالتين وراثيتين رئيسيتين تتشكلان خلال المراحل المبكرة من تطور الإنسان، مما يؤثر بشكل مباشر على احتمالية الإصابة بالسرطان على مدار الحياة.
ونُشرت هذه النتائج في مجلة Nature Cancer، حيث تقدم رؤية جديدة حول أصول المرض وآليات نشأته، وقام بالدراسة باحثون في معهد فان أندل الأمريكي.
وأوضحت الدراسة أن إحدى الحالتين الوراثيتين تساهم في تقليل خطر الإصابة بالسرطان، بينما تزيد الأخرى من احتمالية التعرض له.
ووفقًا للباحثين، فإن الأفراد الذين يحملون الطفرة ذات الخطر المنخفض قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأورام السائلة مثل سرطان الدم والليمفوما، في حين أن أصحاب الطفرة ذات الخطر المرتفع يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأورام الصلبة مثل سرطان الرئة والبروستاتا.
وأشار الدكتور جيه أندرو بوسبيسيليك، رئيس قسم علم الوراثة في المعهد وأحد المشاركين في البحث، إلى أن هذه النتائج قد تعيد تشكيل فهم العلماء لخطر الإصابة بالسرطان.
وأضاف أن اكتشاف هذه الحالتين الوراثيتين يفتح آفاقًا جديدة لدراسة أسباب المرض، ما قد يسهم في تطوير أساليب تشخيصية وعلاجية أكثر دقة وفعالية.
ووجد الباحثون أن الأخطاء الجينية التي تحدث خلال المراحل المبكرة من التطور الجنيني قد تؤثر على آليات مراقبة جودة الخلايا، مما يسمح للخلايا غير الطبيعية بالاستمرار والتكاثر.
وعلى الرغم من أن خطر الإصابة بالسرطان يزداد مع التقدم في العمر نتيجة لتلف الحمض النووي والتعرض للعوامل البيئية، فإن الدراسة تشير إلى أن بعض التغيرات الوراثية قد تضع الأساس للمرض في وقت مبكر جدًا.
وفي تجارب أُجريت على الفئران، لاحظ العلماء أن انخفاض مستويات الجين Trim28 يؤدي إلى ظهور نمطين وراثيين مرتبطين بالسرطان، ما يدل على أن الجذور الجينية للمرض قد تتشكل خلال مراحل النمو الأولى.
ويعتبر هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم أعمق للسرطان، مما قد يسهم في تطوير استراتيجيات جديدة للتشخيص والعلاج المبكر.
وتعزز هذه النتائج الفرضية القائلة بأن التغيرات فوق الجينية تلعب دورًا محوريًا في تطور السرطان، مما قد يسهم في تطوير علاجات مستهدفة تعتمد على فهم أعمق للأنماط الوراثية للمرض.