رفضت فرنسا طلبات التأشيرة المقدمة من نبيل تباروت، مطور البرمجيات الجزائري البالغ من العمر 29 عاماً، مرتين، حيث كان يأمل في زيارة شقيقته هناك هذا العام.

يعتبر تباروت واحداً من العديد من الأشخاص الذين يواجهون صعوبات في الحصول على التأشيرة في أفريقيا، حيث ترتفع معدلات رفض تأشيرات الشنغن الأوروبية بشكل ملحوظ مقارنة بباقي أنحاء العالم.

تأمين المواعيد غالباً ما يكون صعباً، ويجب على المتقدمين إثبات حد أدنى من الرصيد البنكي وتأكيد غرض زيارتهم والالتزام بالعودة إلى وطنهم.

وقال تباروت لوكالة أسوشيتد برس: “هذا هو الحال”، مشيراً إلى أنه نجح مرة واحدة فقط في الحصول على تأشيرة دخول إلى فرنسا، وأضاف: “كل متعة تستحق الألم”.

ورغم أن النقاش حول الهجرة في أوروبا يركز غالباً على الأشخاص الذين يصلون بشكل غير قانوني، فإن الكثيرين يختارون القدوم بطرق قانونية ليجدوا أن اتباع القوانين غالباً ما يكون غير ناجح، حسبما ذكرت أسوشيتد برس.

وتشير دراسة أجرتها شركة “هينلي آند بارتنرز” لاستشارات الهجرة في أبريل، إلى أن معدلات الرفض غير المتناسبة، التي تزيد بنسبة 10% في أفريقيا عن المتوسط ​​العالمي، تعيق الشراكات التجارية والاقتصادية والتعليمية، مما يؤثر سلباً على الاقتصادات الأفريقية.

ووصفت الدراسة هذه الممارسات بأنها تمييزية، وحثت دول شنغن على إصلاحها.

ولا يوجد مكان يتم فيه رفض المتقدمين أكثر من الجزائر، وفق تعبير أسوشيتد برس، حيث تم رفض أكثر من 392 ألف متقدم في عام 2022. ويتبع معدل الرفض للجزائريين، البالغ 45.8 في المئة، معدل رفض قدره 45.2 في المئة في غينيا بيساو و45.1 في المئة في نيجيريا.

وتم رفض واحد فقط من بين 25 متقدما يعيشون في الولايات المتحدة.

وبينما وجدت الدراسة أن المتقدمين من البلدان الفقيرة تعرضوا لرفض أعلى بشكل عام، فقد لاحظت أن المتقدمين من تركيا والهند واجهوا رفضا أقل من المتقدمين من غالبية البلدان الأفريقية.

وقد تكون أسباب هذا التحيز ضد أفريقيا سياسية، وفق ما نقلته الوكالة عن مؤلف الدراسة، مهاري تاديلي مارو، من مركز سياسات الهجرة التابع لمعهد الجامعة الأوروبية.

ويشير مارو إلى أن الحكومات الأوروبية، بما في ذلك فرنسا، تستخدم رفض التأشيرات كأداة سياسية للتفاوض على ترحيل أولئك الذين يهاجرون إلى أوروبا دون الحصول على تصريح مناسب. من جانبها، رفضت حكومات دول شمال أفريقيا تقديم الوثائق القنصلية لمواطنيها الذين يواجهون الترحيل.

وأضاف مارو في حديثه لأسوشيتد برس أن الجزائر لديها معدلات رفض عالية في القارة، لأن عدد المتقدمين لديها يفوق عدد المتقدمين من البلدان الأفريقية الأخرى لأسباب جغرافية واقتصادية وتاريخية، مشيرا إلى أن العديد من الجزائريين يتقدمون بطلب للحصول على تأشيرات في فرنسا، حيث يتحدثون اللغة وربما تكون لديهم روابط عائلية.

وأشار إلى أن أن قرب شمال أفريقيا من أوروبا يعني أن الرحلات الجوية قصيرة ورخيصة مقارنة بالرحلات الجوية من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مما يدفع المزيد من الأشخاص إلى التقدم بطلبات التأشيرات.

وقال مارو إنه بالإضافة إلى معدلات الرفض، فإن صعوبة التقديم هي أيضا خيار سياسي من جانب الحكومات الأوروبية، موضحا “عندما نتحدث عن زيادة العوائق أمام المتقدمين المحتملين، فإننا لا نتحدث فقط عن معدل الرفض، بل أيضا عن القيود المفروضة على التقديم”.

وذكرت أسوشيتد برس أن هذا يعني أن التحديات يمكن أن تكون محلية أيضا.

وبالنسبة للجزائريين مثل تباروت، تعد شركة “VFS Global” لاعبا جديدا في عملية طلب التأشيرة، وتم التعاقد مع هذا المقاول من قبل السلطات القنصلية الفرنسية بعد سنوات من الانتقادات بحق النظام السابق الذي هيمن عليه ما يسمى “مافيا التأشيرات”.

واجه مقدمو الطلبات في السابق تحديات في تأمين فترات زمنية، والتي يتم حجزها بسرعة من قبل وسطاء خارجيين ثم إعادة بيعها للجمهور، على غرار الطريقة التي سيطر بها المضاربون على منصات الحفلات الموسيقية، وانتشرت الشائعات حول برامج الكمبيوتر المعقدة التي تتصل بمنصات المواعيد وتستحوذ على النوافذ المفتوحة في غضون لحظات، وفق أسوشيتد برس.

وأكد علي شلالي، الذي ساعد ابنته مؤخراً في تقديم طلب تأشيرة طالب لفرنسا، للوكالة “إنهم مجموعة من المحتالين الذين يمارسون هذه المهنة منذ سنوات، ويجمعون ثروات على حساب المواطنين الفقراء من خلال جعلهم يدفعون ثمنا باهظا لتحديد موعد لتقديم طلب للحصول على تأشيرة”.

وبموجب النظام السابق، قال المتقدمون لوكالة أسوشيتد برس إنه كان عليهم دفع ما بين 15 ألف إلى 120 ألف دينار جزائري (103 إلى 825 يورو) فقط للحصول على موعد.

وفي الجزائر، يقرر الكثيرون متابعة الفرص في فرنسا بعد عدم العثور على فرص اقتصادية كافية في الداخل أو طلب الإقامة بعد الذهاب إلى الجامعات الفرنسية بتأشيرات طلابية. وفقا لتقرير صدر عام 2023 عن المديرية العامة الفرنسية لشؤون الأجانب، فإن 78 في المئة من الطلاب الجزائريين “يقولون إنهم لا يعتزمون العودة إلى الجزائر” بعد الانتهاء من دراستهم.

تاريخيا، كانت قضية التأشيرة سببا للتوترات السياسية بين البلدين. ومن المقرر أن يزور الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، فرنسا في وقت لاحق من العام الحالي.

وقال السفير الفرنسي، ستيفان راموتيت، في مؤتمر اقتصادي عقد مؤخرا في الجزائر العاصمة: “كل ما يمكن أن يساهم في زيادة التجارة بين فرنسا وأوروبا والجزائر يجب تسهيله في كلا الاتجاهين”، مضيفا “الجزائريون الذين يريدون الذهاب إلى فرنسا لتطوير أعمالهم يجب أن يكونوا قادرين على ذلك، للاستفادة من كافة التسهيلات وخاصة التأشيرات”.

أسوشيتد برس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المتقدمین من أسوشیتد برس فی المئة إلى أن

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف سبب تفاقم حرائق لوس أنجلوس: تغير المناخ في قفص الاتهام!

المناطق_واس

خلصت دراسة علمية إلى أن تغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية زاد من احتمالية وشدة الظروف الحارة والجافة والرياح، التي أججت حرائق الغابات المدمرة مؤخرا في مقاطعة لوس أنجلوس جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية.

ولكن أسباب الحرائق المستمرة والمعقدة تتداخل بشكل كبير، لذا يبدو أن تأثير الاحتباس الحراري على الحرائق، التي استمرت لأسابيع أقل نسبيا مقارنة بدراسات سابقة عن موجات الحرارة القاتلة والفيضانات والجفاف.

أخبار قد تهمك سعر الذهب عالميا يستقر عند 2765.35 دولارًا للأوقية 29 يناير 2025 - 11:21 صباحًا زلزال بقوة 5 درجات يضرب شرق إندونيسيا 29 يناير 2025 - 11:18 صباحًا

ووفقا للتقرير الذي صدر، الثلاثاء، فإن الاحتباس الحراري زاد من احتمالية الظروف المناخية المؤدية إلى الحرائق هذا الشهر بنسبة 35 بالمئة وزاد من شدتها بنسبة 6 بالمئة.

وأشار معدو الدراسة إلى أن عوامل أخرى ساهمت في هذه الحرائق السريعة التي دمرت آلاف المنازل وأودت بحياة ما لا يقل عن 29 شخصا.

وتشمل هذه العوامل الرياح القوية النادرة “سانتا آنا”، التي تحدث مرة واحدة في العقد، والخريف الجاف الذي أعقب عامين شديدي الأمطار أديا إلى نمو سريع للأعشاب والشجيرات القابلة للاشتعال والطقس الحار والهواء الجاف والمنازل المعرضة للخطر في المناطق المهددة بالحرائق.

لكن فريق الدراسة المعني بتتبع تأثير المناخ تمكن فقط من قياس العوامل المتعلقة بمؤشر الطقس الخاص بالحرائق، وهو الظروف الجوية التي تسهم في خطر الحرائق.

ويشمل مؤشر الطقس الخاص بالحرائق قياسات هطول الأمطار السابقة والرطوبة وسرعة الرياح، وهو المجال الذي نظر فيه الفريق ووجد دلائل على تغير المناخ يمكن قياسها.

 

نسخ الرابط تم نسخ الرابط 29 يناير 2025 - 12:23 مساءً شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد29 يناير 2025 - 9:49 صباحًاأمير منطقة المدينة المنورة يرعى حفل تخرّج 650 طالبًا من كليات ومعاهد الهيئة الملكية بينبع أبرز المواد29 يناير 2025 - 9:46 صباحًا“حكاية مشاريع”.. مبادرة بجامعة طيبة أبرز المواد29 يناير 2025 - 9:42 صباحًامغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الخامسة عشرة التي يُسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري أبرز المواد29 يناير 2025 - 8:05 صباحًاأمير منطقة المدينة المنورة يُدشّن الواجهة البحرية بمدينة ينبع الصناعية أبرز المواد29 يناير 2025 - 8:02 صباحًاإصابة 7 أشخاص جراء اندلاع حريق داخل طائرة ركاب في كوريا الجنوبية29 يناير 2025 - 9:49 صباحًاأمير منطقة المدينة المنورة يرعى حفل تخرّج 650 طالبًا من كليات ومعاهد الهيئة الملكية بينبع29 يناير 2025 - 9:46 صباحًا“حكاية مشاريع”.. مبادرة بجامعة طيبة29 يناير 2025 - 9:42 صباحًامغادرة الطائرة الإغاثية السعودية الخامسة عشرة التي يُسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة لمساعدة الشعب السوري29 يناير 2025 - 8:05 صباحًاأمير منطقة المدينة المنورة يُدشّن الواجهة البحرية بمدينة ينبع الصناعية29 يناير 2025 - 8:02 صباحًاإصابة 7 أشخاص جراء اندلاع حريق داخل طائرة ركاب في كوريا الجنوبية سعر الذهب عالميا يستقر عند 2765.35 دولارًا للأوقية سعر الذهب عالميا يستقر عند 2765.35 دولارًا للأوقية تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • أثر التقييم المستمر.. دراسة تكشف معاناة النساء في صالات الرياضة
  • دراسة تكشف عن الحليب الحيواني الأكثر فائدة
  • دراسة تكشف النظام الغذائي للأشخاص أصحاب الأعمار الطويلة
  • MSD تكشف عن رؤى دراسة طرابلس لمرضي السرطان
  • دراسة إماراتية تكشف عن “سلاح فعّال” ضد أحد أنواع السرطان
  • دراسة تكشف عن إمكانية بدء خطر الإصابة بالسرطان قبل الولادة
  • حماس تكشف عن أسماء المجندين الصهاينة الذين ستفرج عنهم غداً الخميس 
  • العمل من المنزل أو المكتب؟.. دراسة تكشف أيهما الأفضل لصحتك
  • دراسة تكشف سبب تفاقم حرائق لوس أنجلوس: تغير المناخ في قفص الاتهام!
  • الأمم المتحدة تكشف عدد الفلسطينيين الذين عادوا إلى شمال غزة