كان الطفل محمد أكرم، ابن الأربعة أعوام، جالسا في منزل العائلة عندما اخترقت رصاصة طائشة السقف، واستقرت داخل رأسه في أبريل/نيسان الماضي، مهددة بإصابته بشلل رباعي، في مشهد كثيرا ما يتكرر في العراق، حيث ينتشر السلاح غير المرخص.

في المناسبات السعيدة، كما في الخلافات حتى البسيطة منها، يُطلق الرصاص عشوائيا في العراق، حيث يعد حمل السلاح ظاهرة شائعة في بلد لا يزال يعاني مخلّفات حروب ونزاعات استمرت عقودا.

تقول رندة أحمد (30 عاما)، لوكالة الصحافة الفرنسية، فيما يجلس ابنها بين أحضانها في منزلها ذي السقف المعدني في الرضوانية غرب بغداد، إن الأطباء قالوا إن حالة ابنها حرجة وخطيرة، وهناك احتمال أن يُصاب بالصرع.

وتوضح أنه "إذا تحركت الرصاصة ستؤدي لإصابته بشلل رباعي"، وبسبب صعوبة العملية نصح الأطباء بعدم سحب الرصاصة.

بذلك، أصبح اللعب شيئا من الماضي بالنسبة لمحمد، إذ بدأ يشعر بإرهاق سريع ويعاني من صداع شديد بشكل متكرر.

يواجه الطفل محمد أكرم مخاطر صحية كبيرة جراء استقرار رصاصة طائشة في رأسه (الفرنسية) 7 ملايين سلاح

وتنتشر الأسلحة الخفيفة والثقيلة بالعراق، وفي عام 2017، كان في حوزة المدنيين نحو 7.6 ملايين سلاح ناري من مسدسات وبنادق، بحسب مسح أجرته منظمة "سمول آرمز سورفي" التي تتعقّب انتشار الأسلحة في أنحاء العالم.

ويقول المستشار لدى المنظمة آرون كارب لوكالة الصحافة الفرنسية إنه يتوقع أن تكون الأرقام اليوم أعلى بكثير، ويقدر أن تكون الزيادة بين 3% إلى 5% سنويا منذ 2017.

خطة حكومية

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية مقداد ميري إن قوات الأمن حثت المدنيين على تسجيل أسلحتهم في 697 مركزا، مما يسمح لكل أسرة بامتلاك سلاح خفيف واحد فقط "للحماية".

كما بدأت الحكومة مؤخرا في عرض ما يصل إلى 4000 دولار على المدنيين لشراء أسلحتهم. لكن ميري أقر بأن العديد من الناس في المناطق القبلية والريفية "يعتبرون الأسلحة جزءا من هويتهم".

وبموجب القانون العراقي، يعاقب بالسجن لسنة واحدة من يملك سلاحا من دون ترخيص.

مرتبطون بأسلحتهم

ويوضح ميري أن مشكلتهم الرئيسية ليست الأسلحة الصغيرة، ولكن الأسلحة المتوسطة والكبيرة، في إشارة إلى البنادق الهجومية العسكرية، وغيرها من الأسلحة القوية التي يجب أن تكون بيد الدولة.

ويؤكد خبراء أن السيطرة على السلاح وحصره في يد الدولة العراقية أمر بالغ الصعوبة، إذ يوضح الخبير أحمد الشريفي أن هناك مواطنين يتمسكون بسلاحهم، كما أن هناك سلاح الجماعات المسلحة للأحزاب والعشائر، معتبرا إياه الأخطر.

ففي مارس/آذار الماضي، قُتل ضابط في الاستخبارات خلال تدخله لفض خلاف عشائري تخلله إطلاق نار في جنوب البلاد.

وسبق ذلك بأسابيع قليلة انتشار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر مواجهات مسلحة نهارا داخل سوق مزدحمة في شرق بغداد، سببها خلاف بين أقارب أدى لمقتل شخص واحد على الأقل، وغالبا ما يكون ضحية إطلاق النار أبرياء موجودون صدفة في مكان الحادث.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

عرّض حياة المواطنين للخطر.. القبض على سائق سمح لشخص بالجلوس أعلى سيارة

تمكنت الأجهزة الأمنية المعنية بوزارة الداخلية، من كشف ملابسات تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يتضمن قيام قائد سيارة «أجرة» بالسماح لأحد الأشخاص بالجلوس على الجزء الأمامي للسيارة أثناء سيرها بأحد الطرق، معرضاً حياته والمواطنين للخطر.

وبالفحص أمكن تحديد وضبط السيارة وقائدها، عاطل، مقيم بدائرة قسم شرطة الجيزة، وبسؤاله أقر بارتكابه الواقعة على النحو المشار إليه.

وتم اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية حيال السيارة وقائدها.

اقرأ أيضاًلـ 22 يونيو.. تأجيل محاكمة 111 متهما في خلية «طلائع حسم الإرهابية»

قضايا قيمتها 13 مليون جنيه.. ضربات متتالية ضد تجار العملة

مقالات مشابهة

  • 119 فريق إطفاء و13 طائرة تحاول السيطرة على النيران بجبال غرب القدس
  • بني ملال.. مسلح يستولي على سيارة شرطي بداخلها سلاح ناري
  • ضبط ورشة لتصنيع السلاح دون ترخيص بالبحيرة
  • السجن المشدد 10 سنوات لمتهم بالتعدى على طفل تحت تهديد السلاح بقنا
  • عندما تغفو العدالة.. الحرب المنسية على المدنيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • ضبط أطراف مشاجرة بالأسلحة البيضاء في الجيزة.. والكشف عن مخزن زيوت فاسدة
  • زي أفلام الخيال العلمي.. ما سر السلاح الغريب في جنازة البابا فرانسيس؟
  • عرّض حياة المواطنين للخطر.. القبض على سائق سمح لشخص بالجلوس أعلى سيارة
  • الاحتلال يطلق الرصاص الحي باتجاه منازل المواطنين خلال اقتحام مخيم الفوار بالخليل – فيديو
  • نزع السلاح والإعمار بإشراف أميركي