أدان خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة، المذبحة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات للاجئين، والتي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 274 مواطنا، بينهم 64 طفلا و57 امرأة، وإصابة نحو 700 آخرين.

وفي 8 حزيران/ يونيو الماضي، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بمساعدة جنود أجانب ومرتزقة، إلى خيم النصيرات متنكرين في زي نازحين وعمال إغاثة في شاحنة إنسانية، وقد داهمت تلك القوات المنطقة بعنف، واعتدت على السكان بهجمات برية وجوية وبحرية مكثفة نشرت الرعب والموت واليأس.

وبحسب الناجين، فإن شوارع النصيرات امتلأت بجثث الشهداء والجرحى، بينهم أطفال ونساء، ملقاة في برك من الدماء.

وقال الخبراء إن الجدران كانت مغطاة بأشلاء بشرية متناثرة بسبب الانفجارات المتعددة والمنازل المقصوفة.

وأضافوا أنه مع تدمير القطاع الصحي في غزة ، اضطر الجرحى الذين تم نقلهم إلى المستشفيات إلى الانتظار لتلقي العلاج الطبي على الأرضيات.

وتابعوا: "إن الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات بغيض في عنفه المفرط وتأثيره المدمر".

وأدانوا ما قامت به قوات الاحتلال بسبب اختبائها غدرا في شاحنة مساعدات إنسانية قادمة من الرصيف البحري الذي بنته الولايات المتحدة، والذي كان يهدف إلى تسهيل المساعدات الإنسانية. وقالوا: "إن الحصول على ملابس مدنية للقيام بعملية عسكرية يشكل غدرا، وهو أمر محظور تماما بموجب القانون الإنساني الدولي ويرقى إلى مستوى جريمة حرب".

وأضافوا أن "هذه الأساليب تعرض عمال الإغاثة وإيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى خطر أكبر، وتكشف عن مستوى غير مسبوق من الوحشية في الأعمال العسكرية الإسرائيلية".

وقد أعلن برنامج الأغذية العالمي بالفعل عن وقف عملياته من الرصيف بسبب "مخاوف أمنية".

وقال الخبراء إن "عدد القتلى المرتفع بشكل كبير بين الفلسطينيين المتأثرين بعملية الإنقاذ يؤكد استهتار إسرائيل الصارخ بحياة الفلسطينيين، وبموجب القانون الدولي، يجب أن تحظى جميع أرواح المدنيين بالتقدير والحماية على قدم المساواة، ولا توجد حياة تساوي أكثر من حياة أخرى".

وأشار الخبراء إلى أن إسرائيل أتيحت لها الفرصة لتحرير الرهائن دون إراقة المزيد من الدماء قبل ثمانية أشهر، عندما تم تقديم أول اتفاق لوقف إطلاق النار، وبدلا من ذلك، رفضت إسرائيل بشكل منهجي مقترحات وقف إطلاق النار، مفضلة الاستمرار في هجومها على غزة، والذي أدى حتى إلى مقتل رهائن إسرائيليين. وطوال الوقت، ادعت إسرائيل أنها تشارك في عمليات عسكرية لإنقاذهم.

وقال الخبراء: "إن استخدام ذريعة السعي لإنقاذ الرهائن لتبرير الاستخدام المفرط للقوة يفضح أعمال إسرائيل الإجرامية، بما في ذلك من خلال التمويه الإنساني، ويخبرنا أنها وصلت إلى مستوى جديد تمامًا".

ولفتوا إلى أن "العملية العسكرية في النصيرات تبرز باعتبارها واحدة من أبشع الأعمال في الهجوم الإسرائيلي المدمر ضد الشعب الفلسطيني منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 36,000 فلسطيني، وإصابة أكثر من 80,000، وتشريد وتجويع مليوني شخص في غزة، في حين أن العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية و القدس الشرقية مستمر أيضا بلا هوادة".

وأشار الخبراء إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 هو وسيلة للخروج من هذا الرعب، مكررين دعوتهم إلى فرض حظر على الأسلحة ضد إسرائيل لإنهاء العنف ضد الفلسطينيين من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين.

وقالوا: "رغم أن الوقت متأخر بالفعل، نأمل أن يمهد هذا القرار الطريق لسلام دائم للشعب الفلسطيني وحرية الرهائن الذين تحتجزهم الجماعات الفلسطينية المسلحة ولآلاف الرهائن الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل بشكل تعسفي".

الخبراء:

فرانشيسكا ألبانيز، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967؛ تلالينغ موفوكينغ، المقرر الخاص المعني بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة البدنية والعقلية؛ ريم السالم، المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات وأسبابه وعواقبه؛ تومويا أوبوكاتا، المقرر الخاص المعني بأشكال الرق المعاصرة، بما في ذلك أسبابها وعواقبها. وجورج كاتروغالوس، الخبير المستقل المعني بتعزيز النظام الدولي الديمقراطي والعادل؛ مايكل فخري، المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء؛ باولا جافيريا بيتانكور، المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان للمشردين داخلياً؛ والسيد أوليفييه دي شوتر، المقرر الخاص المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان؛ دوروثي استرادا تانك (الرئيس)، ولورا نيرينكيندي (نائب الرئيس)، وكلوديا فلوريس، وإيفانا كرستيتش، وهاينا لو، الفريق العامل المعني بالتمييز ضد النساء والفتيات؛ دومينيك داي، بينا دكوستا، فريق الخبراء العامل المعني بالسكان المنحدرين من أصل أفريقي؛ السيدة أشويني ك.ب. المقرر الخاص المعني بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب.

المصدر : وكالة سوا - وفا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

سوريون يتظاهرون بالقنيطرة ضد التوغل الإسرائيلي ويطالبون الأمم المتحدة بالتحرك

تظاهر مواطنون سوريون في محافظة القنيطرة الاثنين، احتجاجًا على التوغل الإسرائيلي في الأراضي السورية جنوب البلاد، وذلك في أعقاب سقوط نظام حزب البعث.

وانطلقت المظاهرة في مدينة السلام (المعروفة سابقًا باسم البعث)، حيث رفع المتظاهرون لافتات باللغتين العربية والإنجليزية، عبروا فيها عن استنكارهم للتوغل الإسرائيلي، ودعوا قوات الأمم المتحدة إلى لعب دورها في حفظ السلام.
القنيطرة
"وصل اليوم وفد برئاسة نائب الأمين العام للأمم المتحدة؛ حيث تجمع بعض من أهالي القنيطرة احتجاجًا على التوغلات الإسرائيلية في محافظة القنيطرة، مطالبين بانسحاب القوات الإسرائيلية من القرى والبلدات التي دخلت إليها مؤخرًا."
تصوير _ Nour Golan pic.twitter.com/lTv5ODkhjR — Nour Golan (@Nuorgolan) January 27, 2025
جاء ذلك أثناء مرور قافلة تابعة للأمم المتحدة عبر منطقة المظاهرة، متجهة نحو مبنى المحافظة الذي يحتله الاحتلال الإسرائيلي في مدينة السلام.

وفي خلال المظاهرة أكد الناشط في مجال حقوق الإنسان محمد فياض٬ أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ باحتلال القنيطرة بعد يوم واحد من سقوط نظام الأسد.


وأضاف فياض: "عندما دخلنا قرية الحميدية، لاحظنا أن إسرائيل تستعد لبدء مشروع استيطاني من خلال جمع معلومات إحصائية، مما يشير إلى تحول الاحتلال إلى مشروع استيطاني دائم".

وأشار فياض إلى أنه وفريقه يعملون على إنتاج فيلم وثائقي يكشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي، لافتًا إلى أن الجيش الإسرائيلي استجوبهم لمدة ثماني ساعات بتهمة تصوير القواعد العسكرية الإسرائيلية، معتبرًا أن توثيق الاحتلال ونشره يمثل تهديدًا لهم.

 ودعا فياض المجتمع الدولي وأصحاب الضمير إلى التحرك العاجل لوقف تصرفات الاحتلال الإسرائيلي.

من جهته، أدان المواطن السوري موفق الحفري من محافظة درعا الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أنه يمثل خرقًا لاتفاقية فصل القوات الموقعة بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي عام 1974.

وأعرب عن أن فرح السوريين بإسقاط نظام المخلوع بشار الأسد لم يكتمل بسبب استمرار احتلال إسرائيل لأجزاء من الأراضي السورية.


بدوره، أشار المواطن عمر محمد الطحان إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحتل 45 قرية سورية، مطالبًا بانسحابها الفوري منها.

 كما أكد المواطن يوسف الحوامدة أن المتظاهرين تجمعوا للتضامن مع شعبهم ووطنهم، معربًا عن قلق السكان من التقدم الإسرائيلي. ووجه الحوامدة نداءً إلى الأمم المتحدة وقادة العالم، قائلًا: "عليهم وقف العدو الصهيوني وضمان انسحاب إسرائيل إلى حدودها السابقة، دون الدخول إلى مناطق مثل القنيطرة وما بعدها".

يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في كانون الأول/ ديسمبر الماضي احتلاله للمنطقة السورية العازلة في هضبة الجولان، منتهكًا بذلك اتفاقية فصل القوات لعام 1974.

وقد وسع هذا التوغل من رقعة الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان، التي تحتل إسرائيل معظم أراضيها منذ حرب حزيران/ يونيو 1967.


وجاء هذا الاحتلال بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000-2024) في 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي، حيث تدير حكومة انتقالية جديدة برئاسة محمد البشير مرحلة انتقالية في البلاد بتكليف من قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.

مقالات مشابهة

  • البابا تواضروس يستقبل المقرر الخاص المعني بحقوق ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة
  • البابا تواضروس يستقبل المقرر الخاص المعني بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة
  • الفاو: 96% من الثروة الحيوانية في غزة دُمرت بفعل العدوان الإسرائيلي
  • الرئاسة الفلسطينية تعقب على قرار إسرائيل وقف عمل الأونروا
  • مدير الأونروا: تطبيق الحظر الإسرائيلي على الوكالة سيبدأ الخميس المقبل
  • استمرار تدفق آلاف الفلسطينين إلى وسط وشمال غزة.. ووكالة "الأونروا" تندد بالحذر الإسرائيلي
  • الأمم المتحدة: مقتل أطفال في الهجوم على المستشفى السعودي في الفاشر
  • إسرائيل تتعزم قطع كلّ الاتصالات مع الأونروا
  • الأمم المتحدة تدين الهجوم على المستشفى السعودي بالفاشر
  • سوريون يتظاهرون بالقنيطرة ضد التوغل الإسرائيلي ويطالبون الأمم المتحدة بالتحرك