مكة المكرمة

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة المسلمين بتقوى اللهِ عزَّ وجلَّ، فإنَّ من اتّقاهُ وقاهُ، وفرَّجَ همّهُ وكفاهُ، ويسّرَ أمرَهُ وأدناهُ، وبلّغَهُ مُناهُ وحققَ لهُ مُبتغاهُ، وصرفَ عنهُ السُّوءَ، وجنّبهُ خُطاهُ.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: ها قد دارَ الزَّمانُ دَوْرتَهُ، وأظلّتكُمْ فيهِ خيرُ أيّامِ الدُّنيا، أيّامُ عشْرِ ذي الحجّةِ، الَّتي عَظَّمَ اللهُ أمرَها، ورفَع قدرَها، وأعلَى شأْنَها، فنَهَلْتُم مِن مَنبعِها العذبِ، واغترفتُم مِن معِينِها الَّذِي لا ينْضَبُ، أفضْلَ الأعمالِ وأزْكاها، وأجلَّ القُرباتِ وأَسْناها، تَسلَّمها المولى منكُم كما سلَّمَكُم إيّاها، مقبولةً بقَبُولٍ حسَنٍ، مشمُولةً منهُ بالرِّضَى الأتمِّ الـمُستحْسَنِ.


وأضاف لقد آذَنَتْ أيّامُكُم هذهِ بالرَّحيلِ، فلم يبْقَ منها إلّا القليلُ، بقيَ منها الثّلُثُ، والثّلُثُ كثيرٌ، كيف لا؟! وفيهِ يومكُم هذا يومُ التّرويةِ، يومُ سقايةِ الحجيجِ، وقد صادفَ يومَ جمعةٍ، الَّذي قال فيه صلى الله عليه وسلم : « خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ »رواهُ مسلمٌ في صحيحِهِ، يليهِ يومُ عرفةَ، اليومُ الذي أكملَ اللهُ فيهِ الدّينَ، وأتمَّ نعمتَهُ على سيّدِ المرسلينَ عليه الصلاة والسلام ثم اليومُ العاشرُ يومُ النحرِ، وما أدراكُم ما يومُ النحرِ، يومُ الحجِّ الأكبرِ، عنِ ابنِ عمرَ ب أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وقفَ بينَ الجمراتِ يومَ النحرِ في الحجّةِ التي حجَّها، وقال: « هَذَا يَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ » أخرجه البخاريُّ في صحيحهِ، وهو أعظمُ الأيامِ عندَ اللهِ جلَّ وعلَا، فعنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: « إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ» أخرجه أبو داودَ في سننِهِ. أقسمَ اللهُ بهِ وبيومِ عرفةَ بعدَ أن أقسمَ بالعشرِ، لـمكانتِهِما وعظِيمِ منزلتِهِما عندَهُ، وإِنَّ العشرَ عَشرُ النَّحرِ، ‌والوَتْرَ ‌يَومُ ‌عَرَفَةَ، وَالشَّفعَ يَومُ النَّحرِ » أخرجهُ الإمامُ أحمدُ في المسندِ والنّسائيُّ في الكبرى.
وأوضح أن حجُّ بيتِ اللهِ الحرامِ، مَنسكٌ عظيمٌ، فيه تتلاشَى النِّزاعاتُ، وتذوبُ الخلافاتُ، وتتهاوَى النَّعراتُ، وتتجهُ النفوسُ إلى ربِّ الأرضِ والسماواتِ، لا مجالَ فيهِ للتّباهِي بالألوانِ والأجناسِ، ولا فضلَ فيه لأحدٍ من النَّاسِ على النَّاسِ إلّا بالتقوى، خيرُ لباسٍ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: « إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّـيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ، ‌وَآدَمُ ‌مِنْ ‌تُرَابٍ » أخرجهُ الإمامُ أحمدُ في مسندهِ وأبو داودَ في سننِهِ. والعُبِّـيَّةُ: الكِبْرُ والفَخْرُ.
وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن العبرةُ في هذا الدّينِ العظيمِ بما وَقَرَ في القلبِ وصدَّقهُ العملُ، عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ ‌يَنْظُرُ ‌إِلَى ‌قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ» أخرجه مسلمٌ، فتزوَّدُوا عبادَ اللهِ، فإنَّ خيرَ الزّادِ التقوى، واستمسِكُوا مِن دينكُم بالعُروةِ الوثقى، وعليكُم بالجماعةِ، فإنَّ يدَ اللهِ مع الجماعةِ، ومَن شذَّ شذَّ في النّارِ عياذًا بالله.
وبين الدكتور بندر بليلة أن كُبْرى القضايا التي قام عليها مَنسكُ الحجِّ العظيمِ، بل وقامَت عليهِ جميعُ الطَّاعاتِ والعِباداتِ: هي تحقيقُ التّوحيدِ، وتجريدُهُ لربِّ العبيدِ، وإظهارُ الاستسلامِ للهِ بالطاعةِ، والانقيادُ لهُ بالعبادةِ، والبراءةُ من الشركِ وأهلهِ يقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ رحمهُ اللهُ: ” التوحيدُ ‌هو ‌أصلُ ‌الدِّينِ ‌الذي ‌لا ‌يقبلُ اللهُ من الأوَّلينَ والآخرين ديناً غيرَهُ، وبه أرسلَ اللهُ الرسلَ وأنزلَ الكُتبَ والتوحيدُ هو الحسنةُ التي لا تعدلُـها حسنةٌ، والقربةُ التي لا تُوازيها قربةٌ، فحسنةُ التّوحيدِ تأتي على السيئاتِ فتمحُوها، وعلى الآثامِ فتجلُوها. عن عبدِ الله بنِ مسعودٍ رضي الله عنه حينما أُسريَ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: « فَأُعْطِيَ رَسُولُ اللهِ عليه الصلاة والسلام ثَلَاثًا: أُعْطِيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتِيمَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَغُفِرَ لِمَنْ لَمْ يُشْرِكْ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ شَيْئًا، ‌الْمُقْحِمَاتُ » أخرجهُ مسلمٌ قال أهلُ العلمِ رحمهُم اللهُ: الـمُقْحِماتُ: الذنوبُ العظامُ التي تُقحمُ وتُدخلُ صاحبَها النارَ ـ عياذًا باللهِ ـ.
وشدد إمام وخطيب المسجد الحرام على وجوب تحقيقِ التوحيدِ، والحذر ممّا يُعكّرُ نقاءَهُ، ويَخدِشُ صفاءَهُ، والتمسك بالسنةِ، وجانبُوا أهلَ الأهواءِ والبدعِ المُضلَّةِ، فالعبادةُ لا تُصرفُ إلّا للهِ وحدهُ، لا لملَكٍ مُقرَّبٍ، ولا لنبيٍّ مرسلٍ، فضلًا عمّن دونهُم من الأولياءِ والصالحينَ، ممّن لا يملكُ لنفسهِ نفعًا ولا ضرًّا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نُشُوراً.
وفي المدينة المنورة أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي المسلمين بتقوى الله تعالى قال جل من قائل ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) .
وقال فضيلته : في مثل هذه الأيام في موسم الحج؛ تتجدد لدى المسلم بل المسلمين أجمع مواقف تنشرح بها صدورهم، وتهيم بها أرواحهم قبل مشاعرهم، يقلب المرء ناظريه فيرى بأم عينيه مشاهد تثلج الصدر، وتسر الخاطر؛ في ردهات الحرمين وفي صعيد المشاعر المقدسة؛ منظر مهيب حقاً، اجتماع الأمة في ملتقى إيماني روحاني، لباس واحد، نداء واحد، قبلة واحدة، نبي واحد، مقصدهم رضا رب واحد لاشريك له؛ فلا غرو أن أراد الله لهذه الأمة أن تكون عظيمة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكم تُتِمُّونَ سبعينَ أُمَّةً، أَنْتُمْ خَيْرُهَا وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللهِ» رواه الترمذي.
وبين فضيلته أن سنة الله وحكمته في هذه العبادات الموسمية، يتجلى فيها التئام شمل الأمة متجردين من الشعارات والنداءات والعصبيات، في ظل أمن وارف، وحشد جبار للجهود، وبذل سخي من قيادة وولاة أمر هذه البلاد خدمةً لوفد الله الحجاج والعمار.
ومضى فضيلته قائلاً: ما أعظم هذه الأمة المحمدية وهي ترفل في أبهى حلتها، وتكتسي أجمل كسوتها، متلبسة بعبادة تتساوى فيها مقامات الناس وطبقاتهم، دون اعتبار للون ولا جنس ولا مرتبة ولا منصب، مشيراً إلى أنها تعلو قيمة المخبر على المظهر، والصدق في القول والفعل على الادعاءات، تجلت هذه المعاني في خطبة الوداع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إِنَّ ‌أَكۡرَمَكُمۡ ‌عِندَ ‌ٱللَّهِ أَتۡقَاكُمۡ).
وأوضح فضيلته أن المشهد الذي نراه اليوم في مناسك الحج يحكي كثيراً من قيم الإسلام؛ المساواة والعدل والألفة والمحبة والتآخي وتحقيق العبودية والتجرد لله والإخلاص والتواضع، وهذا سبب الانجذاب الفطري لمبادئه السامية؛ أحب الناس الإسلام؛ وانتشر وينتشر لأنه واضح المعالم، وحق أبلج، يسعد النفوس، يشرح الصدور، يشبع فراغ القلوب، يهذب حيرة الأرواح، يملأ خواء الفكر، يلبي حاجات النفس ويروي ظمأها، ويمنح الأمن، مستشهداً بقول الله تعالى:(فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا ‌تَبۡدِيلَ ‌لِخَلۡقِ ‌ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ ).
وأشار إلى أن هذه الجموع الغفيرة والألوف المؤلفة لم تأت إلى الحج بالقوة والقهر؛ بل سبقت أفئدتها أجسادها إلى أروقة الحرمين حبا وشوقا ورغبة، وتكبدت المشاق طلباً لرضا الرحمن، وهذا خير شاهد على أن انتشار الإسلام كان وما زال بالبرهان الساطع والدليل القاطع، والسماحة والقيم والأخلاق؛ حيث قال تعالى: (لَآ إِكۡرَاهَ ‌فِي ‌ٱلدِّينِۖ ‌قَد ‌تَّبَيَّنَ ‌ٱلرُّشۡدُ مِنَ ٱلۡغَيِّۚ)، وقال: (أَفَأَنتَ ‌تُكۡرِهُ ‌ٱلنَّاسَ ‌حَتَّىٰ ‌يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ ).
وأكمل فضيلته بقوله: فلا تعجب أيها المسلم إن اجتمعت هذه الوفود من أقطار الأرض كلها من كل حدب وصوب؛ فإن قيم الإسلام وركائز الإيمان تتجاوز السدود، وتخترق الحدود، وتصل إلى شغاف النفوس في أي بقعة في الأرض؛ فترقيها وتطهرها وتجعلها خلقا آخر؛ قال الله تعالى: (صِبۡغَةَ ٱللَّهِ ‌وَمَنۡ ‌أَحۡسَنُ ‌مِنَ ‌ٱللَّهِ ‌صِبۡغَةٗۖ).
وبين فضيلته أن هذه الجموع أقبلت على الإسلام لأنه دين متوازن متجاوب مع متغيرات الحياة والعصور؛ يستوعب كل أحد، كل زمان، وكل مكان، يجيب عن كل مسألة، ويفكك رموز كل نازلة؛ قال الله تعالى: (ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ ‌دِينَكُمۡ ‌وَأَتۡمَمۡتُ ‌عَلَيۡكُمۡ ‌نِعۡمَتِي ‌وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ)، مشيراً إلى أن هذه الأمة الإسلامية أحبت دينها لأنه منبع الاستقرار ومصدره، الاستقرار النفسي، الاستقرار الأمني، الاستقرار الاجتماعي؛ يزيل أسباب القلق والتوتر، ويسكب في النفس الراحة والسعادة والطمأنينة؛ قال عز وجل: (فَمَن يُرِدِ ٱللَّهُ أَن يَهۡدِيَهُۥ يَشۡرَحۡ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِۖ وَمَن يُرِدۡ أَن يُضِلَّهُۥ يَجۡعَلۡ ‌صَدۡرَهُۥ ‌ضَيِّقًا ‌حَرَجٗا ‌كَأَنَّمَا ‌يَصَّعَّدُ فِي ٱلسَّمَآءِۚ).
وذكر فضيلته أن الإسلام قوى رابطة الأمة الإسلامية بتعزيز معاني الأخوة، والارتقاء بمشاعر المسلم ليكون محباً للخير لكل الخلائق؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)، مضيفاً أن أمة الإسلام تقف شامخة بإسلامها، قوية بإيمانها، عزيزة بمبادئها؛ لأنها أمة القيم والمثل والأخلاق، هذا الذي نشاهده اليوم يجسد الأمة الواحدة المتحدة في الشريعة والشعور؛ نعمة عظيمة تستوجب معرفتها واستشعار قيمتها والحفاظ عليها بشكر المنعم، وقد كفل الله ديمومتها بنعمة أخرى عظيمة وهي نعمة كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ الحصن الحصين والحرز المكين، وبقدر تمسك الأمة بها تدوم ألفتها، ويتماسك صفها، ويشتد بنيانها؛ وهذا يقتضي نبذ الفرقة بكل صورها بالقول أو بالفعل أو بحمل السلاح؛ قال تعالى: (وَلَا ‌تَنَٰزَعُواْ ‌فَتَفۡشَلُواْ ‌وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ ).
ونبه إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن الأمة الإسلامية مطالبة بتحقيق الأمن الشامل الذي يتحقق به أمن الدنيا والآخرة وذلك بتحصين العقيدة من الزيغ والشبهات، وتعزيز الأمن الفكري لشباب الأمة من التطرف والغلو والتحزبات، ومن السقوط في براثن الشبهات ومزالق الشهوات، قال تعالى: (فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ).
وأشار إلى أن الأمة الإسلامية أمة العلم والعمل؛ تواكب التطور النافع، وتشارك في تنمية الحياة، وتحفز على السعي في مناكب الأرض وبناء الأوطان، وتنأى بنفسها عن الجهل والكسل والتواكل، مع المحافظة على ثوابت الدين وركائز الإسلام والقيم، وفي هذا السياق يتحتم على الأمة إبراز سماحة الإسلام ويسره وعدله وسعة أحكامه، والبعد عن كل ما يشوه صورة الإسلام ونصاعة تشريعاته، مضيفا أن المتدبر في الكتاب والسنة، ومن خلال آيات المناسك وغيرها؛ يرى دعامة ثابتة من دعامات هذا الدين من الحث على التيسير لا التعسير، والتبشير لا التنفير؛ قال تعالى: (يُرِيدُ ٱللَّهُ ‌بِكُمُ ‌ٱلۡيُسۡرَ ‌وَلَا ‌يُرِيدُ ‌بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ)، وقال: (هُوَ ‌ٱجۡتَبَاكُمۡ ‌وَمَا ‌جَعَلَ ‌عَلَيۡكُمۡ ‌فِي ‌ٱلدِّينِ ‌مِنۡ ‌حَرَجٖ ).
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي بأن المسلم يعتز بهذه الأمة؛ فهي أكرم الأمم؛ قال تعالى: (كُنتُمۡ ‌خَيۡرَ ‌أُمَّةٍ ‌أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ)، أمة وسط، لا غلو ولا تنطع ولا تهاون، محفوظة من الهلاك والاستئصال، فلا تهلك بالسنين ولا بالجوع ولا بالغرق، باقية ما بقي الزمان؛ ألا ترون هذه الصفوف التي نصطف بها في الصلاة قد خصت بها هذه الأمة؛ إذ جعل اصطفافها كصفوف الملائكة، والتكريم الأكبر يوم القيامة حين تأتي هذه الأمة غراً محجلين من أثر الوضوء، وهي الصفة التي يعرف النبي صلى الله عليه وسلم بها أمته، ثم تترقى منزلتهم؛ فتكون هذه الأمة أول من يجتاز الصراط وأول من يدخل الجنة .

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم إمام وخطیب المسجد الأمة الإسلامیة ى الله علیه وسلم المسجد الحرام المسجد النبوی أمة الإسلام الله تعالى فضیلته أن هذه الأمة قال تعالى إلى أن

إقرأ أيضاً:

مستحبات الجمعة.. 10 سنن احرص عليها اليوم

مستحبات يوم الجمعة كثيرة في السنة النبوية المشرفة، حثنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على القيام بها فمن فعلها كتب له الأجر والثواب في ميزان حسناته يوم القيامة ، ومن لم يفعلها فلا ذنب عليه، لكن المسلم الفطن من يحرص عليها والتي منها على سبيل المثال قراءة سورة الكهف والإكثار من الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما ذكرنا أن مستحبات يوم الجمعة كثيرة نعرضها في السطور التالية.

مستحبات يوم الجمعة 

منها قراءة سورة الكهف وورد فيها حديث نبوي شريف يقول عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين" فيكون أسبوع المسلم نور حتى الجمعة التي تليها ، والحرص أيضا على قراءة سورة المنافقين ، أو الأعلى، أو الغاشية، وسورة الدخان، ويس في الليل، عن أبي إمامة قال: قال سيدنا رسول -صلى الله عليه وسلم- : (من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أو يوم جمعة بنى الله له بيتا في الجنة )، وعن أبي هريرة قال: قال الرسول عليه الصلاة و السلام: (من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك.

كما أن مستحبات يوم الجمعة الإكثار من الصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم، والاغتسال والتطيب وتقليم الاظافر والدليل على ذلك ما ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله صلى الله وعليه وسلم قوله:"الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ ، وَالسِّوَاكُ ، وَيَمَسُّ مِنَ الطِّيبِ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ"، و التبكير في الخروج من المنزل لأداء صلاة الجمعة قال سيدنا رسول الله ﷺ : «إِذَا كانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ وقَفَتِ المَلَائِكَةُ علَى بَابِ المَسْجِدِ يَكْتُبُونَ الأوَّلَ فَالأوَّلَ، ومَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثَلِ الذي يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ، ويَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ». [متفق عليه].

وورد ابن عمر رضي الله عنهما قال : رَمَقتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عِشرِينَ مَرَّةً يَقرَأُ فَي الرَّكعَتَينِ بَعدَ المَغرِبِ، وَفِي الرَّكعَتَينِ قَبلَ الفَجرِ : "قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ"، و " قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ".

وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا جَاءَ أحَدُكُمُ الجُمُعَةَ، فَلْيَغْتَسِلْ». [متفق عليه] فنصحنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاغتسال، والتطيب، والتسوك.. قال سيدنا رسول الله ﷺ: «..وأَنْ يَسْتَنَّ، وأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إنْ وجَدَ» [متفق عليه]

و الإكثار من الدعاء، والصلاة على رسول الله أن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَكْثِرُوا عَلَيَّ الصَّلاَةَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا، أوَ شَافِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ».، والإكثار من الحمد، والتهليل، والتسبيح والابتهال، وإجلال الله عزّ وجل، وارتداء افضل زي عند الصلاة قال تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}. [الأعراف:31] و الذهاب إلى المسجد ماشيا.

قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا». [أخرجه الترمذي]، وتحري ساعة الإجابة وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "خيرُ يومٍ طلعت عليه الشَّمسُ يومُ الجمعةِ، فيه خُلِق آدمُ، وفيه أُدخل الجنَّةَ، وفيه أُخرج منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجمعة".

مستحبات يوم الجمعة

 الدعاء والصلاة على النبي وورد في كتاب الله الكريم: «إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.

ويحرص كثير من المسلمين على اتباع هذه الأعمال التي أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تعتبر من مستحبات يوم الجمعة.

دعاء للمتوفي يوم الجمعة

دعاء للمتوفي يوم الجمعة يجب أن يحرص عليه كل مسلم كل يوم جمعة ، أن يتذكر المتوفى بالدعاء، لأنه في أمس الحاجة لذلك، لا ينفعه يوم القيامة سوى دعوة من أخية المسلم بالرحمة والمغفرة وأن يثبته الله عند السؤال، ونتذكر كل مبتلى بدعوة عسى له عز وجل أن يرفع عنه ابتلائه، وهناك الكثير من الكلمات التي تقال كدعاء للمتوفي يوم الجمعة.

ويستحب في دعاء للمتوفي يوم الجمعة أن نقول اللهم يا جامع الناس الى يوم لا ريب فيه اجمع أبي بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كما جمعت بين الروح والجسد اسأل الله العظيم رب العرش العظيم، أن يتقبل منا ومنكم الدعاء، ويغفر لموتانا وموتاكم وموتى المسلمين، وان يحسن خاتمتنا انه قادر على كل شيء.

اللهم في يوم الجمعة أنر قبرا أبي فيه قطعة من قلبي اللهم ارحم والدينا رحمة واسعة وجميع المسلمين الاحياء منهم والاموات امين يا رب للهم في ليلة الجُمعة ارحم الأنفس الطيبة التي انتقلت إلى جِوارِك واغفر لهم و وسع لهم بِقبورهم واجمعنا بِهم بِجناتك اليوم يالله يوم جمعه، وما فقد الأب إلا بترٌ في الروح رحم الله وجهاً أحنُّ إليه ولم أعد أراه، اللهم أرحم أبي حبيبي وأجمعني به في جنات النعيم.

-اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين يارب العالمين اللهم في يوم الجمعة سر خواطرنا إشف مرضانا ارحم موتانا اشرح صدورنا يسر أمورنا واجعلها فرج لكل صابر واستجابة لكل دعاء، إنها الجمعة قد رحل إلى جوارك يا الله فأسألك يا ربي فيها أن تغفر له وترحمه وتآنس وحشته وتوسع قبره وتجعل له في ذلك القبر النور الدائم الذي لا ينقطع وتجعل له مقعداً في جنة الفردوس يارب العالمين.

- اللهمّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك، وأنت أعلم به، اللهم أرحم من عجزت عقولنا عن استيعاب فراقهم وأجعل قبورهم نوراً وضياء إلى يوم يبعثون".

- ونقول أيضًا دعاء للمتوفي يوم الجمعة اللهم إنّا نسألك في يوم الجمعة أن تغفر لحيّنا وميّتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا. اللهم من أحييته منّا فأحيه على الإسلام، ومن توفيّته منّا فتوفّه على الإيمان.

-اللهم إنّا نسألك في هذا اليوم المبارك أن تُبدل موتانا وموتى المسلمين دورًا خيرًا من دورهم، وأهلًا خيرًا من أهلهم، وأنت تدخلهم الجنة وتعيذهم من عذاب القبر ومن عذاب النار.

- اللهم أنزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين، واجعل قبره روضةً من رياض الجنة ولا تجعله حفرةً من حفر النار. اللهم إنّا نتوسّل بك إليك، ونقسم بك عليك، أن ترحم ميّتنا، وألّا تُعذّبه، وأن تُثبّته عند السؤال.

الهي أذهب البأس ربّ النّاس، اشف وأنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقمًا، أذهب البأس ربّ النّاس، بيدك الشّفاء، لا كاشف له إلّا أنت يا ربّ العالمين وفي يوم الجمعة اللهم أعطنا خير ما تعطي السائلين واجمع لنا صلاح الدنيا والدين واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.

- اللهم أذهب عنا الحزن وأزل عنا الهم، واطرد من نفوسنا القلق واجعل لنا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا برحمتك يا أرحم الراحمين .

-اللهم في يوم الجمعة أرحم من مات منا ومن عجزت عقولنا عن استيعاب فراقهم، وأجعل قبورهم نورا وضياء إلى يوم يبعثون نسألك يا رحمن يا كريم ان ترحم عبدك وتنير قبرة وان ترزقة جنة فردوس لا نهاية لها، وأن ترزقنا رؤياه في الاخرة منعّماً في جنتك يا كريم.

-اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين واشفي مرضانا ومرضى المسلمين اللهم اشف مرضانا إرحم موتانا إشرح صدورنا يسر أمورنا واجعلها فرج لكل صابر وإستجابة لكل دعاء اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا.

- اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفّه على الإيمان، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده وعن أبي هريرة قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة على جنازة، فقال: (اللهم أنت ربها وأنت خلقتها، وأنت رزقتها وأنت هديتها للإسلام، وأنت قبضت روحها، وأنت أعلم بسرها وعلانيتها، جئنا شفعاء له فاغفر له ذنبه. رواه أحمد وأبو داود.

مقالات مشابهة

  • عضو بـ«العالمي للفتوى»: السنة النبوية علمتنا حقوق الأطفال ورعايتهم
  • لمحات من حروب الإسلام
  • أهمية العمل والحث على إتقانه في الشرع الشريف
  • هدي النبوة.. خطيب المسجد النبوي: يجعل للحياة قيمة وللمسلم قدرا
  • مهمة الرسل.. خطيب المسجد الحرام: دعاة إلى الخير وهداة للبشر
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: حري بنا أن نطيع أمر نبينا الكريم ونذب عن ملته وشريعته.. وخير الناس أنفعهم للناس
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • أهم أنواع الخط العربي التي تزين أرجاء المسجد الحرام
  • سنن يوم الجمعة.. قبل الصلاة وأثنائها وبعدها
  • مستحبات الجمعة.. 10 سنن احرص عليها اليوم