وزير التعليم العالي السابق يتحدث عن استمرارية مشروع الراحل المهدي المنجرة في الدفاع عن القيم
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
قال خالد الصمدي، وزير التعليم العالي سابقا، إن الراحل المهدي المنجرة، ترك فكرا هاما ينبغي أن يحتفى به، وأفضل ما يمكن أن يقدم في ذكرى وفاته هو استلهام فكره، واستئناف الاشتغال به، وتحقيق ما كان يطمح إليه من مشاريع إصلاحية.
بالنسبة للصمدي الذي كان يتحدث عن المنجرة في ملتقى تخليد ذكرى وفاته العاشرة، الذي نظمته جمعية أماكن في الدار البيضاء، فإن وفاته أحيت مشروعه، الذي كان ينبني على ثلاث قضايا مركزية رئيسية، والعالم بحاجة إليها اليوم، أولها حديثه عن فكرة الحوار شمال – جنوب، التي تصنف ضرورة استراتيجية في فكره، حين دعا إلى الوقوف ضد كل ما يتعلق بالهيمنة، وهذا بالنسبة للصمدي فكر استراتيجي كوني مهم جدا تدافع عنه كل شعوب العالم، وخصوصا المقهورة منها.
وثاني هذه المرتكزات التي ينبني عليها فكر المنجرة، ضرورة القيم، ثم المرتكز الثالث لمشروعه، المستقبليات كأفق للتفكير، على اعتبار أن المفكر المنجرة، يضيف الباحث الصمدي، لم يكن يفكر للحظة بالذات، بل كان يفكر بمنطق علم المستقبليات، ومن ثم نحن أمام تركيبة فلسفية وفكرية غاية في الأهمية يحتاجها العالم اليوم، فهو يتحدث بمنطق مفتوح يبحث فيه عن الحلول للجميع وليس فقط لفئة بعينها، يضيف الصمدي.
سياق الاحتفال بالذكرى العاشرة لوفاة المفكر المهدي المنجرة، تفرض الحديث عن أزمة القيم التي يعيشها العالم اليوم، يؤكد الصمدي، خصوصا على مستوى الرؤية والتصور، بين الهيمنة وبناء المشترك، فنرى كيف أن مؤسسات دولية أسست بعد الحروب العالمية لترعى هذا المشترك وتحافظ على الحقوق، كيف أصبح يثار حولها سؤال الصدقية والمصداقية والثقة، بما فيها قرارات تصدر عن مؤسسات تعنى بصون حقوق الإنسان، يلقى بها عرض الحائط، يضيف الصمدي في شهادته، بمعنى أن العالم دخل في أزمة حقيقية على مستوى حقوق الإنسان ومنظومة القيم.
ويكشف الصمدي أيضا في شهادته، أن فكر الراحل المنجرة، كان سباقا للحديث عن ضمور دور هذه المؤسسات، وتأثيرها في النزاعات الدولية، قائلا: « الآن النزاع في أوكرانيا والشرق الأوسط. يتوقع الراحل المنجرة، رحمه الله، أنه ستكون هناك حروب أخرى، مادام أنه كلما ضعفت منظومة القيم، كلما انتشرت الحروب، وهذا في تقديري يقول المتحدث » مهم حين ربط الرجل بين ظهور منظومة القيم، وظهور النزاعات والخلافات، وإذا أردنا أن نقلص منها، علينا أن نحيي من جديد منظومة القيم، لأن التدافع الاقتصادي والعسكري والسياسي، لن يزيد هذه الأوضاع إلا توترا، لذلك ألف المهدي المنجرة في آخر حياته، كتاب قيمة القيم ».
آمن المنجرة بالحوار وإمكانيته، وفقا لوزير التعليم العالي سابقا، رغم الهواجس التي تحكم نظرة الغرب إلى الآخر من خلال هاجس الديمغرافية، والإسلام واليابان والصين حسب تطور فكره، إلا أن الراحل يوضح الصمدي، اعتبر أن شرط التمكن من ثقافة الذات، هو الذي يمكن أن يعين الأمم على التفاعل الإيجابي مع الثقافات الأخرى.
وختم الصمدي شهادته في المنجرة، بقولة للراحل… « أن يكون الإنسان واعيا بقيمة القيم، فتلك قيمة في حد ذاتها ».
كلمات دلالية المهدي المنجرة جمعية أماكن خالد الصمدي ذكرى وفاة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: جمعية أماكن ذكرى وفاة
إقرأ أيضاً:
مؤسسة عبد الله الغرير تنضمّ إلى قائمة المساهمين بمشروع دعم برامج استمرارية التعليم في لبنان
أعلنت مؤسسة عبد الله الغرير انضمامها إلى قائمة المساهمين في مشروع دعم برامج استمرارية التعليم في لبنان، الذي بدأت تنفيذه مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” ممثَّلة بالمدرسة الرقمية، بالتعاون مع مجموعة من الشركاء والجهات المعنية.
يستهدف المشروع في مرحلته الأولى 40 ألف مستفيد، ويجري تنفيذه ضمن مسارين اثنين الأول مسار حلول التعليم الرقمي، والثاني مسار دعم استمرارية التعليم في مراكز النزوح في لبنان.
وجاء مشروع “استمرارية التعليم في لبنان 2024 – 2025″، تماشياً مع الحملة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، لدعم الشعب اللبناني الشقيق، حيث وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، في 30 أكتوبر الماضي، بتوفير برامج لدعم استمرارية التعليم في لبنان عبر “المدرسة الرقمية”، في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها الأطفال والقطاع التعليمي، بسبب الأحداث الراهنة التي تمرّ بها الجمهورية اللبنانية الشقيقة.
وبموجب تعاونها مع “المدرسة الرقمية”، تقدّم مؤسسة عبد الله الغرير، من خلال “صندوق عبدالعزيز الغرير لتعليم اللاجئين” التابع للمؤسسة، تمويلاً مباشراً لدعم تعليم 4500 طالب وطالبة تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً.
وقال معالي عبد العزيز الغرير رئيس مجلس إدارة مؤسسة عبد الله الغرير إن المساهمة في مشروع دعم برامج استمرارية التعليم في لبنان، تجسد التزام المؤسسة بدعم المبادرات الإنسانية والخيرية التي تطلقها دولة الإمارات من أجل تمكين الأشقاء من تجاوز الظروف الصعبة، حيث نؤمن بأن القطاع التعليمي هو الركيزة الأساسية للتنمية، وأن استمرار التعليم في لبنان يمثّل الخطوة الأولى الضرورية لمواجهة التحديات التي تعترض عملية التعافي واستئناف دورة الحياة الطبيعية.
وأضاف معاليه أن انضمامنا لهذا المشروع الطَّموح يترجم الرسالة التي قامت عليها مؤسسة عبد الله الغرير منذ تأسيسها في العام 2015، والتي تهدف إلى تمكين الأجيال الجديدة من التطور والمساهمة في التنمية المستدامة من خلال توفير حلول تعليمية مبتكرة وشراكات حقيقية فاعلة، ونتطلّع من خلال هذا التعاون مع مؤسسة (مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية) ممثَّلة بالمدرسة الرقمية، إلى تحقيق رؤانا المشتركة في مساعدة الأشقاء في لبنان وصناعة تأثير إيجابي دائم في المنطقة العربية”.
من جانبه، أكد الدكتور وليد آل علي أمين عام المدرسة الرقمية، أن مشروع دعم برامج استمرارية التعليم في لبنان، الذي يُعدّ جزءاً من الاستجابة الشاملة من دولة الإمارات لدعم الشعب اللبناني، ويشمل ذلك تقديم الدعم الإغاثي، والغذائي، والصحي، قد قطع خطوات مهمة نحو تحقيق مستهدفاته، حيث أتاحت المدرسة الرقمية إمكانية الوصول مجاناً لمختلف الدروس التعليمية وفق المنهج الرسمي اللبناني، وتوفير حلول تسهيل التعليم الرقمي من دون إنترنت، مشيراً إلى التوسع في تسجيل الطلاب لتلقّي الدروس في مراكز الإيواء، وكذلك تسجيل المعلمين بهدف إعدادهم وتدريبهم لدعم المشروع.
وقال إن انضمام مؤسسة عبد الله الغرير إلى المساهمين في مشروع دعم برامج استمرارية التعليم في لبنان، يعبر عن روح التضامن والعمل الجماعي الذي يميّز مجتمع دولة الإمارات، ما يمثّل عاملاً رئيسياً في نجاح المبادرات والبرامج الإنسانية التي تطلقها الإمارات، ونثق بأن هذا التعاون سيسرّع في إعادة طلبة لبنان المتأثرين بالأحداث الجارية إلى مقاعد الدراسة، وسيمثّل دفعة كبيرة من أجل توفير المستلزمات الأساسية للطلبة في مراكز الإيواء.
يذكر أن الحملة المجتمعية “الإمارات معك يا لبنان” انطلقت مطلع شهر أكتوبر الماضي، بإشراف مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، ولاقت تفاعلاً مجتمعياً واسعاً بمشاركة مختلف الجنسيات والشرائح والفئات، يتقدّمهم سمو الشيوخ وأصحاب المعالي والسعادة ورجال الأعمال، الذين شاركوا في مختلف مراكز أنشطة تجميع سلال الإغاثة بأبوظبي ودبي والشارقة والفجيرة بإدارة وتنسيق المؤسسات الإنسانية والجمعيات الخيرية الإماراتية المانحة كافة.
وتولي مؤسسة “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” أهمية خاصة لقطاع التعليم ونشر المعرفة بوصف التعليم المرتكز الأول والأخير في بناء أي مجتمع من خلال الاستثمار في أحد أهم موارده وهو العنصر البشري.
وانطلاقاً من رؤية المؤسسة بدور التعليم في تحسين جودة الحياة ودفع عجلة التنمية، فقد تم تخصيص عشرات البرامج والمشاريع والحملات المعنيّة بدعم العملية التربوية في البلدان النامية والمجتمعات التي تفتقر إلى بيئات تعليمية توفر الحدّ الأدنى من احتياجات الطلبة والمعلمين، مع التركيز على التعليم الأساسي لضمان مستقبل أفضل للأجيال الشابة، إلى جانب دعم برامج القضاء على الأمية، وتأهيل وتدريب الكوادر التعليمية، وبناء مؤسسات ومرافق تعليمية مزوّدة بأحدث المعدّات والتجهيزات، وتنفيذ مشاريع ومبادرات في التعليم المهني لمساعدة الطلبة في المناطق الفقيرة والمحرومة على تحسين ظروف حياتهم وحياة أسرهم.وام