دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد يُصبح نوع جديد من الطائرات الهجينة الكهربائية بالكامل الدعامة الأساسية للمجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم، وفقًا لشركة "REGENT" الناشئة المصنِّعة لها، ومقرها ولاية رود آيلاند الأمريكية.

تمامًا مثل القوارب، تطفو الطائرة البحرية في البداية، ومن ثم تبدأ بالانزلاق فوق سطح الماء عند زيادة سرعتها باستخدام هياكل تشبه الأجنحة تُدعى زلاقات مائية (hydrofoils) قابلة للتراجع عندما تقلع المركبة أخيرًا لمرحلة الطيران.

وهذه الطائرات لا ترتفع إلى السماء أبدًا، بل تحلّق على ارتفاع يصل إلى 9 أمتار فوق الماء، وذلك للاستفادة من مبدأ يُسمى "التأثير الأرضي" يضمن التمتع برحلةٍ سلسة مع انخفاض السَّحْب مقارنةً برحلة جوية عادية.

أفادت شركة "REGENT" أنّ تكلفة تشغيل مركباتها تعادل نصف تكلفة تشغيل الطائرات، كما أنّها أسرع من العَبَّارات بـ6 مرات.Credit: Regent

وقال المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "REGENT"، بيلي ثالهايمر: "سنضع البشر على متن نموذج أولي شامل يبلغ وزنه 15،000 رطل (6،800 كيلوغرام) في وقتٍ لاحق من هذا العام"، مضيفًا أنّ الطائرات البحرية الأولى ستحمل ما يصل إلى 12 راكبًا، وسيصل مداها إلى 290 كيلومترًا تقريبًا، ما يضعها في منافسة مباشرة مع العبارات الصغيرة والطائرات المائية.

وقد تم بيع أكثر من 600 طائرة بحرية بالفعل، وزادت قيمتها الإجمالية عن 9 مليارات دولار، وفقًا لثالهايمر.

 وستُصنَّع المركبات في أمريكا الشمالية، لكن وقّعت شركة "REGENT" مؤخرًا اتفاقًا مع حكومة أبوظبي لبناء مصنع ثانٍ في دولة الإمارات العربية المتحدة لخدمة العملاء في المنطقة، وفي جميع أنحاء أوروبا، وآسيا.

وبمجرد تشغيلها، ستقوم الطائرات البحرية بربط أبوظبي بدبي، بالإضافة إلى مجتمعات الجزر التي تعاني من نقص الخدمات.

مفهوم كلاسيكي نموذج أولي يحلق فوق الماء. Credit: Regent

أما مبدأ "التأثير الأرضي" الذي تستخدمه الطائرات البحرية فليس جديدًا، وقد اختُبِر على نطاقٍ واسع من قبل الاتحاد السوفييتي في الستينيات.

وأدى ذلك إلى ظهور بعض الأمثلة البارزة على مركبات "ekranoplans"، وهي طائرات كبيرة مصممة للطيران على ارتفاعات منخفضة فوق الماء، أو الجليد، أو اليابسة.

وشرح ثالهايمر: "من الناحية الفنية، يستفيد كل شيء يطير من التأثير الأرضي أثناء الإقلاع والهبوط، لذا فقد اختبره الجميع، لكنهم لا يدركون ذلك حقًا".

وقامت الولايات المتحدة وألمانيا أيضًا بتجربة المركبات ذات التأثير الأرضي، ولكن لم ينجح المفهوم في النهاية.

بالنسبة للطائرات البحرية، يتيح السَّحْب المنخفض لنطاق أكبر باستخدام تقنية البطاريات الحالية، كما أنّه يُسهِّل التنقل بين المراحل الأخرى من الرحلة، مثل عند التواجد في الميناء، وهي مرحلة تتطلب الإبحار أكثر من الطيران.

ولبناء مركبة ذات تأثير أرضي حديثة وسليمة، كان على شركة "REGENT"حلّ العديد من المشاكل.

أولاً، أشار ثالهايمر إلى أنّ الطائرات البحرية أفضل في التعامل مع الأمواج مقارنةً بطائرات "ekranoplans" القديمة. 

وقال: "حللنا مشكلة تحمّل الأمواج باستخدام الزلاقات المائية"، مع تمكن الطائرات البحرية الشاملة على تحمُّل الأمواج التي يصل ارتفاعها 1.5 متر تقريبًا.

وشكل التحدي الثاني القدرة على المناورة في الميناء. 

ونظرًا لعدم تمتع طائرات "ekranoplans" بآلية توجيه تحملها عبر المياه، فقد كانت غير آمنة في بيئات الموانئ المزدحمة. 

وتساعد الزلاقات المائية وأوضاع التشغيل الثلاثة في ذلك. 

وشرح ثالهايمر: "بدلاً من الانتقال مباشرة من الطفو إلى الطيران، لدينا وضع انتقالي يُدعى التثبيط (foil). يسمح لنا وضع التثبيط هذا بالمرور عبر الميناء، ويسمح لنا بالحركة كقارب حيث يكون من المنطقي أن نكون كذلك". 

التنقل بين الجزر بيعت أكثر من 600 من هذه الطائرات بالفعل، وفقًا للمؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة "REGENT"، بيلي ثالهايمر. Credit: Regent

في صيف عام 2022، اختبرت شركة "REGENT" نموذجًا أوليًا بلغ حجمه ربع حجم طائرتها البحرية، وهي نسخة يتم تشغيلها عن بُعد، وتزن 180 كيلوجرامًا، ويبلغ طول جناحيها 5 أمتار تقريبًا. 

ويبلغ طول جناحي المركبة التجارية الشاملة، والتي تحمل اسم "Viceroy"، حوالي 20 مترًا، وهي تطير على ارتفاع يتراوح بين 6 و9 أمتار فوق سطح البحر.

وذكر ثالهايمر أن شركة "Surf Air Mobility" تُعتبر من بين العملاء الأوائل الذين سيستخدمون الطائرات البحرية، حيث ستستخدم المركبات لربط الجزر في هاواي، وعلى طول ساحل ميامي، عبر كي ويست وصولاً إلى جزر البهاما. 

في أوروبا، أعربت "Brittany Ferries" عن اهتمامها بالطائرات البحرية لربط المملكة المتحدة وفرنسا عبر القناة الإنجليزية منذ فترة طويلة.

ورأى ثالهايمر أنّ هناك صفقات قائمة عبر البحر الأبيض المتوسط ​​لربط جنوب فرنسا، وإيطاليا، والجزر اليونانية أيضًا.

في أبوظبي، لن تدعم الطائرات البحرية العمليات السياحية فحسب، بل ستساهم أيضًا في التخفيف من الازدحام على متن وسائل النقل العامة.

وقال ثالهايمر: "تتطلع دائرة النقل في أبوظبي بالتحديد إلى زيادة الترابط مع الإمارات البعيدة مثل رأس الخيمة، التي تبعد عدة ساعات بالسيارة حاليًا، بالإضافة إلى مجتمعات الجزر التي تعاني من نقص الخدمات في الخليج، مثل جزيرة دلما". 

100 راكب؟

بمجرد تشغيل طائرة "Viceroy"، تخطط "REGENT" لوضع طائرة بحرية أكبر حجمًا في الخدمة، تُسمى "Monarch" ستتسع لما يصل إلى 100 راكب.

وأوضح ثالهايمر أن طائرة الخدمة ستدخل في الخدمة بنهاية العِقد. 

مع ذلك، ستكون هناك حاجة إلى تحسين تكنولوجيا البطاريات لدعم المدى المتوقع الافتراضي للمركبات، والذي يتراوح بين 480 و800 كيلومتر تقريبًا.

ووفقًا لما ذكره رئيس قسم البيانات في شركة "AviationValues" لاستشارات الطيران، دارن بيدلكومب، فإنّ خطة "REGENT" ممكنة من الناحية التكنولوجية. 

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أبوظبي تكنولوجيا دبي مواصلات هاواي الطائرات البحریة تقریب ا

إقرأ أيضاً:

إبداع|«متى يرحل الماضي».. قصة قصيرة للكاتبة السعودية دارين المساعد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يقلب المارة تراب الأرض بين أقدامهم في الشارع القديم. محاصرون ضمن الحارة الشعبية، حيث تجاري تعابيرهم رتابة الأيام. يسعى بين أيديهم طفل في السابعة، بملامح المتوسل وخطوات التائه.

اخترقت الحشود وخطوتُ فوق كل بائع افترش الأرض وصولا له. كان انتهاك حقوق الطفل يؤلمني «لقد أنقذت الكثير، لكنهم يتزايدون»، هكذا كنت أردد وكل دائرة حول نفسي تعيدني طفلاً. أفتش عنه، وأغرق في شعور التوسل للملاحظة. صوتي يختنق وسط الزحام وجدال البيع والشراء، لا أحد يراني.


فجأة لمسني من يدي، ثم شدّ كمّي يرجو شراء بضاعته. نزلت إلى مستوى عينيه وبلغته بخطورتها وبقدرتي على المساعدة. فهم أنني أرغب بشرائها فتهلل وجهه. لكنني، بعد إيماءة رفض حازم، عرّفته بنفسي، وقصصت قصتي من طفل مشرّد الى شرطي في مكافحة المخدرات.

تفحص وجهي بعينيه البنية، ثم تحسس ذقني بيده الملوثة. قربته، وبجملة وعود، زرعت الأمان في نفسه. شعرت بالانتماء لرائحة الضياع التي تفوح منه. احتضنته وملئت صدري من قوته وصبره.

كان هادئاً مطيعاً، طلبت عنوانه وأجاب برفع بضاعته مرة أخرى يريد بيعها. شعرت بالسوء من إصراره هذا ونهرته. وضع يده في صدره، ومن جيبٍ جانبي مرقوع، أعطاني قطعة نقود خشبية مصنوعة يدويا، عرفتها لمّا أخرجت مثلها من جيبي.

إنها ذاكرتي! تجترّ كل ما يؤلمني، وتمثله حياَ أمامي. فهمت أن الماضي لا يغادرنا بالنسيان، ويرحل للأبد بالتقبل والتشافي.

مقالات مشابهة

  • "الشارقة للرياضات البحرية" يكشف عن أول قارب للفورمولا من صنعه
  • «أبوظبي لبناء السفن» تُوقّع عقداً لبناء قارب البيت العائم 24-A
  • إبداع|«متى يرحل الماضي».. قصة قصيرة للكاتبة السعودية دارين المساعد
  • «الشارقة للرياضات البحرية» يكشف عن أول قارب لـ«الفورمولا» من إنتاجه
  • حادث بحري في جنوب غرب عدن
  • يحمل 25 سوريا.. غرق مركب هجرة غير شرعية قبالة سواحل ليبيا
  • دراسة «إعادة هيكلة» منظومة تشغيل العبَّارات النهرية ببني سويف
  • شركة أمريكية تختبر استخدام طائرات هليكوبتر ذاتية القيادة لرش المحاصيل ومكافحة الحرائق والكوارث
  • فيروس «C» أصبح من الماضي
  • الخروج من منطقة عملياتها العسكرية .. سابقة في تاريخ البحرية الأمريكية (تفاصيل)