لم تدم طويلا قصة نجاة الطفل توفيق أبو يوسف (5 أعوام) من مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة أمس الخميس بعد إعلان سابق عن وفاته وعودته للحياة مجددا.

وجرت أحداث القصة المثيرة في الثامن من يونيو/حزيران الجاري عندما تم إعلان وفاة توفيق ونقله إلى ثلاجة للموتى في مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع الفلسطيني المحاصر، لكن المفاجأة حدثت عندما تم تكفينه حيث عاد إلى الحياة وسط دهشة المحيطين، وذلك حسب مصدر طبي وأفراد من عائلته.

وفي هذه المجزرة، قتل الجيش الإسرائيلي 274 فلسطينيا، بينهم 64 طفلا و57 امرأة، في حين أصيب مئات المدنيين، وذلك ضمن حرب متواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ونفذ الجيش مجزرته لتخليص 4 أسرى كانوا في قبضة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي أعلنت مقتل 3 أسرى إسرائيليين آخرين في المجزرة التي أثارت إدانات وانتقادات واسعة ضد إسرائيل.

ولم تطل تلك "العودة للحياة" لأكثر من 6 أيام، حيث توفي أمس الخميس متأثرا بجروحه البالغة التي أصيب بها جراء القصف الإسرائيلي.

وقد وثّق مقطع مصور، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الواقعة، ويُظهر توفيق وهو يبدي أول استجابة بعد إعلان مقتله.

"عاد إلى الحياة بعد أن تم نقله إلى ثلاجة الموتى"..
بينما كانوا يبحثون عن مكان لجثته بين جثث الشهداء على الأرض في مستشفى شهداء الأقصى بغزة.. الطفل توفيق أبو يوسف يحرك ذراعه ليظهر أنه ما زال حياً بعد المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مخيم النصيرات. pic.twitter.com/2yojqsrJsa

— AJ+ عربي (@ajplusarabi) June 10, 2024

وقالت مصادر طبية في المستشفى الأوروبي للأناضول إن "الطفل توفيق توفي متأثرا بجروحه بعد تعرضه لإصابة خطيرة في منطقة الرأس في مجزرة النصيرات".

وأضافت المصادر أن "توفيق أُصيب بشظايا في رأسه واستقرت قطع حجارة داخل دماغه، لذلك تم نقله من مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة إلى المستشفى الأوروبي في خان يونس (جنوب)، حيث خضع لعدة عمليات جراحية، لكنه فارق الحياة".

وتوفيق الطفل الوحيد لأسرته التي فقدت طفلتيها في قصف إسرائيلي سابق استهدف سوق النصيرات، ونجلها الأكبر العام الماضي جراء إصابته بمرض السرطان وعدم توفر العلاج المناسب في ظل الحصار.

تفاصيل يوم المجزرة

بدورها، قالت والدة توفيق للأناضول إن "الوضع في النصيرات كان طبيعيا قبل أن يتحوّل في غضون دقائق إلى ساحة حرب".

وأضافت الأم "لم نفهم ماذا جرى، فجأة حاصرنا الرصاص من كل حدب وصوب في جو من الرعب".

وبقوة، احتضنت آنذاك طفلها الأخير، وقالت إنه كان "خائفا جدا في تلك اللحظة من أصوات الانفجارات القريبة.. هذا الولد الأخير لي، هو أملي في الحياة، حرصت على حمايته".

وبعد دقائق، استهدف صاروخ منزلا مجاورا لعائلة أبو يوسف، مما أدى إلى انهيار نصف منزلهم فوق رؤوسهم، وفق قولها.

وأردفت "فجأة تحوّل المكان إلى ظلام جراء دخان القصف الكثيف، فحملت توفيق وحاولت الهروب به".

والدة الطفل توفيق أبو يوسف فقدت جميع أطفالها بسبب الحصار والقصف الإسرائيلي (الأناضول)

وشعرت الأم بدماء على يديها، فاعتقدت أنها أصيبت، ولم تتمكن من رؤية شيء جراء الدخان الكثيف. لكن صرخة استغاثة من طفلها جعلتها تدرك أنه أصيب لتهرع به إلى المستشفى، كما أضافت.

وقالت الأم إن "الشارع كان خاليا إلا من أصوات الرصاص الذي كان يصيب جدران المنازل، وأصوات الانفجارات".

وأوضحت أن "جزءا من دماغ توفيق كان خارج رأسه بسبب الإصابة، ومشيت طويلا حتى وجدت أحد الأقارب وقدم لي المساعدة".

الأم تنقلت بين مستشفيي العودة وشهداء الأقصى لإنقاذ طفلها، وبينما تولى والده مهمة متابعته داخل المستشفى، عادت هي إلى المنزل.

وهناك أُبلغ الأب من المستشفى بـ"استشهاد توفيق" جراء خطورة إصابته، حسب الأم.

وتابعت "في مكالمة هاتفية، أبلغوني باستشهاد توفيق، وهذه كانت من أصعب اللحظات التي تمر عليّ، ولم أشعر بنفسي إلا داخل مستشفى العودة (بسبب الإغماء من صدمة الخبر)".

وأضافت "حينما استعدتُ وعيي أبلغوني أن توفيق عاد للحياة مجددا".

الأم لم تستوعب الصدمة، فحملت نفسها وهرعت نحو مستشفى شهداء الأقصى لتجد طفلها داخل غرفة العمليات.

حرمان من الحياة

واستكملت "بقي في غرفة العمليات لثلاث ساعات ونصف الساعة، وبعد خروجه أبلغنا الطبيب أنه أخرج شظيتين وحجرين من الدماغ، وأنه تم تحويله للعناية المركزة".

وختمت قائلة "هذه أهداف إسرائيل.. كان المطلوب إخراجه للعلاج كي يأخذ حقه في الحياة".

ومنذ 7 مايو/أيار الماضي، استولت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر (جنوب) بعد يوم من إعلان تل أبيب بدء عملية عسكرية في المدينة المكتظة بالنازحين، مما تسبب في إغلاق المعبر أمام خروج الجرحى للعلاج.

وإجمالا، خلفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أكثر من 122 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات معظمهم أطفال.

وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مستشفى شهداء الأقصى قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

"مدمرة ومهددة للحياة".. تحذيرات من رياح وحرائق بجنوب كاليفورنيا

بدأت الرياح تكتسب قوة في جميع أنحاء جنوب كاليفورنيا اليوم الثلاثاء، حيث حذر خبراء الأرصاد من رياح "مدمرة ومهددة للحياة" يمكن أن تستمر لعدة أيام.
وتتسبب الرياح في سقوط الأشجار وتكون أمواج خطيرة ومخاطر اندلاع حرائق شديدة في المناطق التي لم تشهد أمطارا غزيرة منذ أشهر.
أخبار متعلقة طقس المملكة.. رياح مثيرة للأتربة والغبار على الأجزاء الساحلية"ترند" يومي.. انفرادات "اليوم" تحظى بأعلى المشاهدات في 2024إصابة 11 شخصًا في تحطم طائرة صغيرة جنوب كاليفورنياوقالت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية إن أقوى عاصفة تضرب منطقة سانتا آنا منذ أكثر من عقد من الزمان ستبدأ في فترة ما بعد الظهر عبر مقاطعتي لوس أنجليس وفنتورا، وتصل إلى ذروتها في الساعات الأولى من غد الأربعاء عندما تصل سرعة الرياح إلى 80 ميلا (129 كيلومترا) في الساعة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } محاولة إخماد حرائق بجنوب كاليفورنيا- أ ف ب سقوط خطوط الكهرباءويمكن أن تتجاوز العواصف المعزولة سرعة 100 ميل في الساعة في الجبال وسفوح التلال، وحذرت هيئة الأرصاد الجوية من احتمال سقوط خطوط الكهرباء وتحطم شاحنات كبيرة ومقطورات ومنازل متنقلة.
كما ستتسبب العواصف البحرية القوية أيضا في ظروف خطيرة قبالة سواحل مقاطعتي أورانج ولوس أنجليس، بما في ذلك جزيرة كاتالينا، فضلا عن تأخيرات واضطرابات محتملة في المطارات المحلية.
واستجاب رجال الإطفاء صباح اليوم الثلاثاء لمجموعة من الحرائق الصغيرة المشتعلة بالقرب من المنازل في مقاطعة لوس أنجليس، وسارعوا لإخماد النيران قبل أن تتسبب الرياح المتزايدة في انتشارها بشكل أكبر.

مقالات مشابهة

  • أسرة من سكان أكتوبر الجديدة: خدمات مميزة وبيئة مثالية للحياة
  • بيريز «دون معارضة» في انتخابات «الريال»
  • بعد قرار لبنان بترحيله.. ما هي التهم التي يواجهها عبد الرحمن يوسف القرضاوي؟
  • "مدمرة ومهددة للحياة".. تحذيرات من رياح وحرائق بجنوب كاليفورنيا
  • أيهما أفضل نوم الرضيع مع الأم أم في سرير خاص.. طبيبة تحسم الجدل
  • رشوان توفيق يروي قصة رؤيته لـ حسن يوسف في المنام
  • الإهمال القبيح.. أم أمريكية تحرم طفلتها من الطعام لمدة 6 شهور
  • تشييع جثامين عدد من الشهداء في مستشفى الأقصى بغزة.. فيديو
  • من جبل الشيخ.. حرب تخطط لها إسرائيل ضدّ لبنان لتحرمه من أهم عنصر للحياة
  • حال زواج طليقتك.. ما هى الحقوق التى تسقط عنها كحاضنة؟