سواليف:
2025-03-17@22:30:43 GMT

من الإمام علي إلى شهيد الحج الأكبر “

تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT

مهند أبو فلاح
تغيب عن أذهان كثير من الناس في معمعة الأحداث المتسارعة المتلاحقة بعض التفاصيل الجزئية الصغيرة التي قد لا يراها أو يلتفت إليها إلى قلة قليلة من الباحثين المختصين المعنيين بأدق المعطيات الممكن البناء عليها .

في هذه الايام الفضيلة المباركة تحل الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حسب التقويم الهجري و الذي تم إعدامه شنقا في صبيحة يوم عيد الاضحى في أواخر العام 2006 للميلاد في العاصمة العراقية بغداد بعد محاكمة صورية هزلية حافلة بالمفارقات الساخرة المؤلمة يصعب الخوض في تفاصيلها الان لاعتبارات كثيرة متعددة ، بيد أنه يمكن تسليط الأضواء على حقائق يغفل عنها سوادٌ كبير من الجماهير العربية .

من أهم هذه التفاصيل هي تلك المقارنة بين الحروب التي خاضها الرئيس صدام حسين ” شهيد الاضحى أو الحج الأكبر ” كما بات يعرف بين اتباعه و أنصاره من جهة و تلك المعارك الدامية الطاحنة التي خاضها امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين خلال المدة الزمنية القصيرة التي تولى فيها خلافة المسلمين بعد اغتيال سلفه سيدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه في تلك الفتنة الشهيرة التي افتعلها اليهودي ذو الأصول اليمنية الصنعائية عبد الله بن سبأ الشهير في التاريخ الاسلامي بلقب ابن السوداء .

بغض النظر عن دور ابن السوداء في صناعة الفتنة المدبرة التي أسهمت إلى حد بعيد في تمزيق وحدة الصف العربي الإسلامي و ايقاف حركة الفتوحات الإسلامية في مشارق الأرض و مغاربها فمن المؤكد أن سيدنا علي بن ابي طالب قد تولى الخلافة في ظروف قاسية صعبة حرجة أجبرته على خوض سلسلة من المعارك الطاحنة إن لم نقل الحروب الأهلية الداخلية الدامية خلال فترة وجيزة لا تتعدى اصابع اليد الواحدة ، هذه المعارك تتلخص في ثلاثة معارك رئيسة .

مقالات ذات صلة ايدولوجيا وطن مستعاد في خاصرة معلم 2024/06/11

المعارك الرئيسة الثلاث التي خاضها سيدنا علي أحد المبشرين العشر بالجنة و ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم في فترة خلافته الراشدة هي على الترتيب موقعة الجمل في منطقة الزبير قرب مدينة البصرة جنوبي العراق اولا ضد جيش يقوده الصحابة الابرار الاطهار الزبير ابن عوام حواري رسول الله صلى الله عليه و سلم و طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه و معهما امنا و أم المؤمنين جميعا السيدة عائشة البكار رضي الله عنها و ارضاها وثم معركة صفين شمال غرب العراق ضد جيش الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص رضي الله عنهما و اخيرا و ليس ءاخرا معركة النهروان ضد الخوارج .

كان العامود الفقري لجيش سيدنا علي الملقب بحيدرة الكرار رضي الله عنه وأرضاه قبل اغتياله غيلة و غدرا مشكلا من أبناء العراق العظيم كما عليه الحال في الحروب الثلاثة التي خاضها الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله تعالى في مواجهة كل من إيران اولا على مدار ثماني سنوات فيما عرفت باسم قادسية صدام ثم ام المعارك في حرب الخليج ” الكويت ” في مواجهة العدوان الثلاثيني الغاشم على بلاد الرافدين ثانيا ، ثم ثالثا و اخيرا في معركة الحواسم التي خاضها العراق عام 2003 ضد الغزو الانجلو – امريكي الذي تعرضت له جمجة العرب العراق العظيم .

إن خوض ثلاثة معارك و حروب من قبل كلا الشخصيتين البارزتين اي سيدنا علي رضي الله عنه و الرئيس صدام حسين رحمه الله تعالى ناهيك عن كون جيشهما من ابناء العراق العظيم لهو دافع و باعث قوي على هذه المقارنة بين الرجلين الذين لعبا دور تاريخي مشرف في مسيرة أمتنا المجيدة ما يفتح الباب على مصراعيه لإدراك حقيقة مغيبة عن أذهان كثير من الناس و هي أن الرئيس صدام حسين رحمه الله تعالى و رفاقه الابطال الغر الميامين هم الاولى بشخصية سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه من اعدائه و خصومه .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: رضی الله عنه التی خاضها صدام حسین سیدنا علی

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: قصة سيدنا إبراهيم نموذج قرآني للتفكر في الكون والتوصل إلى الإيمان

أكد الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أن التفكُّر هو أمارة من أمارات الإيمان، وعلامة على صلاح الإنسان، وبوابة أساسية للوصول إلى المعرفة الحقيقية بالله سبحانه وتعالى، مشددًا على أن الإسلام يحث على التأمل والتفكر في ملكوت السماوات والأرض، وفي النفس الإنسانية، لأن هذا التدبر العميق هو ما يقود الإنسان إلى إدراك الحقائق الكبرى التي تحكم الكون والحياة.

هل هناك علاقة وثيقة بين الصوم والزهد؟.. مفتي الجمهورية يجيب| فيديومفتي الجمهورية: العمرة بالتقسيط جائزة لمن يستطيع السداد دون مشقة

جاء ذلك خلال اللقاء الرمضاني اليومي للمفتي مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي"، الذي يُبث عبر فضائية "صدى البلد"، حيث تناول فضيلته أهمية العقل والتفكر في الإسلام، وضرورة تحقيق التوازن بين النقل والعقل في فهم النصوص الدينية.

نعمة العقل

واستهلَّ المفتي حديثه بالتأكيد على أن نعمة العقل التي منحها الله للإنسان ليست عبثًا، بل هي لأجل تحقيق غاية عظيمة، وهي التأمل في الكون ومعرفة الله حق المعرفة، موضحًا أن القرآن الكريم يعرض لنا نموذجًا فريدًا في قصة خليل الله إبراهيم عليه السلام، حيث قاده التفكر العميق إلى استنتاج وجود خالق واحد لهذا الكون.

وقال: "حين نظر سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى الكواكب والنجوم والشمس، أدرك بعد تأمل عميق أنها ليست آلهة، لأنها تخضع لقوانين التغيير والتحول، فاستنتج أن هناك إلهًا واحدًا أزليًّا لا يتغير، هو الذي خلق هذه الأجرام وسائر المخلوقات".

وأضاف أن الإنسان إذا تأمل في ملكوت السماوات والأرض سيدرك النظام البديع الذي وضعه الله في الكون، وسيكتشف الإتقان والإحكام الذي يؤكد الوجود الإلهي، مؤكدًا أن النظر في العالم العلوي والسفلي، وتأمل النفس البشرية، يقود الإنسان إلى إدراك عظمة الخالق، استنادًا إلى قوله تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]، وقوله سبحانه: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53].

وفي سياق حديثه، شدَّد المفتي على أن الإسلام لم يضع العقل في مواجهة مع النصوص الدينية، بل جعله أداة لفهم هذه النصوص، مستشهدًا بما ذهب إليه العلماء من أن العقل والنقل يكمل أحدهما الآخر. وأوضح فضيلته أن بعض الناس قد يروجون لوجود تعارض بين المدرسة العقلية والمدرسة النقلية، وهذا غير صحيح، لأن الإسلام لا يقف ضد العقل، بل إن العقل يعد من مصادر التشريع الإسلامي، ويتجلى ذلك في القياس، وهو عمل عقلي يستند إلى أسس شرعية.

وأضاف المفتي أن الفيلسوف الإسلامي ابن رشد أكَّد على العلاقة القوية بين النصوص الدينية والأدلة العقلية، موضحًا أن أي ادعاء بوجود تعارض بينهما يرجع إما إلى سوء الفهم، أو ضعف التأمل، أو الأهواء الشخصية. كما أشار فضيلته إلى أن العلماء اعتبروا أن الله تعالى أرسل نوعين من الرسل للبشرية: الأول هو الرسول الظاهر وهو النبي، والثاني هو العقل الذي يعد أداة داخلية للوصول إلى الحق، ولا يمكن أن يستقيم أحدهما دون الآخر، فكما أن اتباع النبي واجب، فإن استقامة العقل ضرورية لفهم الدين بشكل صحيح.

وأشار إلى أن بعض المغرضين قد يحاولون إحداث قطيعة بين العقل والنقل، عبر اجتزاء القراءة للنصوص الدينية، أو إخراجها عن سياقها، أو الترويج لشبهات قائمة على مغالطات، مستدلًّا بقوله تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} [المؤمنون: 71]، مؤكدًا أن التأمل المنهجي في النصوص الدينية وَفْقَ الضوابط المعروفة يقود إلى إدراك أنها لا تتعارض مع العقل السليم، بل تتناغم معه.

وفي حديثه عن المدارس الفكرية، أوضح المفتي أن تقسيم العلماء إلى مدرسة عقلية ومدرسة نقلية أمر قديم، ويعود إلى ما يعرف بمدرسة الأثر ومدرسة الرأي، مشيرًا إلى أن هذه المدارس لم تكن سببًا في تعارض أو صراع فكري، بل كان لكل منها قواعده وضوابطه التي تحكمه. وقال: "لدينا على سبيل المثال مدرسة التفسير بالأثر التي يمثلها الإمام الطبري والإمام ابن كثير، ومدرسة التفسير بالرأي التي يمثلها الإمام الرازي والإمام الألوسي، ومع ذلك لم يكن هناك تعارض جوهري بين المدرستين، بل كانتا مكملتين لبعضهما البعض".

هل هناك تعارض بين العقل والنقل؟

وأضاف أن هذه المسميات لم تُستغل في الصراعات الفكرية إلا في العصور المتأخرة، حيث حاول البعض تصوير النصوص الدينية وكأنها تعطل العقل، بينما الحقيقة أن النصوص تدعو إلى التفكر والتدبر والتأمل، وأن كلتا المدرستين تنطلقان من أصول وقواعد منهجية تؤدي في النهاية إلى الوصول إلى الحقيقة.

وأكد المفتي أن الإسلام دين العقل والتدبر، وأن أي محاولة لإحداث تعارض بين العقل والنقل لا تستند إلى أسس علمية صحيحة، بل هي نتيجة لأهواء أو أغراض خاصة، مشددًا على أن الجمع بين العقل والنقل هو السبيل للوصول إلى الفهم الصحيح للدين، مستشهدًا بقول الله تعالى: {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} [النور: 35].

وأضاف المفتي أن الشريعة الإسلامية دعت إلى إعمال النظر وأوجبت الكفاءة في الاجتهاد، مشيرًا إلى أن الاجتهاد هو صناعة دقيقة جدًّا، وقد أوجبت الشريعة هذا النوع من الفكر والإعمال العقلي، لكنها في ذات الوقت لم تترك الأمر دون ضوابط وشروط ينبغي أن تتوافر في المجتهدين.

وأوضح أن المجتهد لا بد أن يكون متحليًا بعدَّة أمور أساسية، أولها الذكاء الفطري الذي يمكنه من الربط بين النصوص والواقع، وتمييز كيفية عرض الدليل، وطرح الفتوى بالشكل المناسب، إضافة إلى الموضوعية والعدل، والأمانة والعدالة، حيث ينبغي للمفتي أو المجتهد أن يدور مع الحق أينما دار.

وأشار المفتي إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أولى الاجتهاد عناية فائقة، حتى إنه قام بتدريب أصحابه عليه، وكأنه كان يتنبأ بما آل إليه حال الناس اليوم، من التسرع في الاجتهاد دون مراعاة الضوابط العلمية والقواعد الأصولية والأسس الشرعية، فضلًا عن إدراك الواقع والشأن الحياتي.

وفي سياق متصل، أجاب مفتي الجمهورية عن أسئلة المشاهدين، حيث تطرق فضيلة المفتي إلى مسألة الطلاق عبر الهاتف ووسائل التواصل الحديثة، موضحًا أن الأصل في الطلاق أن يقع مشافهة، لكن مع استحداث وسائل الاتصال الحديثة، إذا أرسل الزوج إلى زوجته عبارة الطلاق عبر تطبيقات مثل "واتساب"، يتم استدعاؤه للتحقق من نيته، فإذا أقر بأنه كتبها وقصدها؛ وقع الطلاق. أما إن كانت العبارة تحتمل التأويل وكانت من ألفاظ الكناية، فيتم استيضاح النية منه، فإن قصد الطلاق وقع، وإلا فلا.

وأضاف أن قضية الطلاق ليست بالأمر الهين، حيث تتجاوز آثارها الأسرة وتمتد إلى المجتمع، مشيرًا إلى أن هناك بعض الظواهر السلبية المنتشرة، مثل التسرع في التلفظ بالطلاق لأتفه الأسباب، أو استخدام ألفاظ الطلاق في المعاملات التجارية والمساومات، كقول بعض التجار: "عليَّ الطلاق بالثلاثة إن لم يكن هذا السعر هو الأقل"، وهو أمر غير جائز شرعًا لما فيه من امتهان لحدود الله.

كما تحدث المفتي عن انتشار ألفاظ مثل "أنتِ حرام عليَّ" أو "أنتِ كأمي"، موضحًا أن هذه العبارات تحتاج إلى تفصيل فقهي، حيث إن كان القصد منها التهديد أو الوعيد، فإنها تدخل في باب اليمين ويجب على الزوج حينها أن يكفر عن يمينه، أما إن كان يقصد بها الظهار، فيجب عليه الكفارة وفق الأحكام الشرعية، والتي تتضمن عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينًا.

كما شدد على خطورة قطع صلة الرحم بسبب الخلافات الزوجية، معتبرًا ذلك سلوكًا غير محمود شرعًا، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: "أنا الرحمن، خلقت الرحم، واشتققت لها اسمًا من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته." مؤكدًا أن قاطع الرحم ملعون ومطرود من رحمة الله، وأن الوصل بين الأرحام يجلب البركة في العمر والرزق.

وفي ختام حديثه، أجاب المفتي عن سؤال حول حكم الوفاء بالنذر، موضحًا أن من نذر طاعةً لله وجب عليه الوفاء بها، إلا إذا تعذَّر ذلك أو لم تكن لديه القدرة على الوفاء، فيسقط عنه العهد. مستدلًّا بحديث الرجل الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم معترفًا بأنه أتى أهله في نهار رمضان، فأعطاه النبي كفارة، فقال: "ما في المدينة أحوج إلى هذا مني"، فعفا عنه.

مقالات مشابهة

  • كردستان.. الرابح الأكبر من اتفاق الطاقة بين العراق وتركيا
  • الإمام الأكبر يكشف لماذا خالف اسم الرقيب القواعد الصرفية؟
  • جمعة: سيدنا عمر بن الخطاب كان سابق عصره وهو أول من أسس فكرة الديوان
  • الدكتور أسامة الجندي يفسر اشتياق سيدنا زكريا لإنجاب الولد.. فيديو
  • الفياض:كل مسؤولي الحشد مليارديرية وبحله يرجع الجميع إلى الأرصفة التي جاءوا منها والحشد باقٍ تحت أمرة خامئني
  • (4.900) ملايين برميل نفط الصادرات العراقية للشيطان الأكبر خلال الشهر الماضي
  • مؤشرات خطيرة في سوريا تنذر بتكرار فوضى العراق بعد صدام
  • رئيس الجمهورية يخالف الحقيقة التي تؤكد “إن إيران من قصفت حلبجة بالكيمياوي وليس العراق”
  • مفتي الجمهورية: قصة سيدنا إبراهيم نموذج قرآني للتفكر في الكون والتوصل إلى الإيمان
  • رغد صدام تنتقد مقتل صحفي عراقي وتدين غياب سلطة الدولة والفوضى في العراق