من الإمام علي إلى شهيد الحج الأكبر “
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
مهند أبو فلاح
تغيب عن أذهان كثير من الناس في معمعة الأحداث المتسارعة المتلاحقة بعض التفاصيل الجزئية الصغيرة التي قد لا يراها أو يلتفت إليها إلى قلة قليلة من الباحثين المختصين المعنيين بأدق المعطيات الممكن البناء عليها .
في هذه الايام الفضيلة المباركة تحل الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حسب التقويم الهجري و الذي تم إعدامه شنقا في صبيحة يوم عيد الاضحى في أواخر العام 2006 للميلاد في العاصمة العراقية بغداد بعد محاكمة صورية هزلية حافلة بالمفارقات الساخرة المؤلمة يصعب الخوض في تفاصيلها الان لاعتبارات كثيرة متعددة ، بيد أنه يمكن تسليط الأضواء على حقائق يغفل عنها سوادٌ كبير من الجماهير العربية .
من أهم هذه التفاصيل هي تلك المقارنة بين الحروب التي خاضها الرئيس صدام حسين ” شهيد الاضحى أو الحج الأكبر ” كما بات يعرف بين اتباعه و أنصاره من جهة و تلك المعارك الدامية الطاحنة التي خاضها امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين خلال المدة الزمنية القصيرة التي تولى فيها خلافة المسلمين بعد اغتيال سلفه سيدنا عثمان بن عفّان رضي الله عنه في تلك الفتنة الشهيرة التي افتعلها اليهودي ذو الأصول اليمنية الصنعائية عبد الله بن سبأ الشهير في التاريخ الاسلامي بلقب ابن السوداء .
بغض النظر عن دور ابن السوداء في صناعة الفتنة المدبرة التي أسهمت إلى حد بعيد في تمزيق وحدة الصف العربي الإسلامي و ايقاف حركة الفتوحات الإسلامية في مشارق الأرض و مغاربها فمن المؤكد أن سيدنا علي بن ابي طالب قد تولى الخلافة في ظروف قاسية صعبة حرجة أجبرته على خوض سلسلة من المعارك الطاحنة إن لم نقل الحروب الأهلية الداخلية الدامية خلال فترة وجيزة لا تتعدى اصابع اليد الواحدة ، هذه المعارك تتلخص في ثلاثة معارك رئيسة .
مقالات ذات صلة ايدولوجيا وطن مستعاد في خاصرة معلم 2024/06/11المعارك الرئيسة الثلاث التي خاضها سيدنا علي أحد المبشرين العشر بالجنة و ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم في فترة خلافته الراشدة هي على الترتيب موقعة الجمل في منطقة الزبير قرب مدينة البصرة جنوبي العراق اولا ضد جيش يقوده الصحابة الابرار الاطهار الزبير ابن عوام حواري رسول الله صلى الله عليه و سلم و طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه و معهما امنا و أم المؤمنين جميعا السيدة عائشة البكار رضي الله عنها و ارضاها وثم معركة صفين شمال غرب العراق ضد جيش الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص رضي الله عنهما و اخيرا و ليس ءاخرا معركة النهروان ضد الخوارج .
كان العامود الفقري لجيش سيدنا علي الملقب بحيدرة الكرار رضي الله عنه وأرضاه قبل اغتياله غيلة و غدرا مشكلا من أبناء العراق العظيم كما عليه الحال في الحروب الثلاثة التي خاضها الشهيد القائد صدام حسين رحمه الله تعالى في مواجهة كل من إيران اولا على مدار ثماني سنوات فيما عرفت باسم قادسية صدام ثم ام المعارك في حرب الخليج ” الكويت ” في مواجهة العدوان الثلاثيني الغاشم على بلاد الرافدين ثانيا ، ثم ثالثا و اخيرا في معركة الحواسم التي خاضها العراق عام 2003 ضد الغزو الانجلو – امريكي الذي تعرضت له جمجة العرب العراق العظيم .
إن خوض ثلاثة معارك و حروب من قبل كلا الشخصيتين البارزتين اي سيدنا علي رضي الله عنه و الرئيس صدام حسين رحمه الله تعالى ناهيك عن كون جيشهما من ابناء العراق العظيم لهو دافع و باعث قوي على هذه المقارنة بين الرجلين الذين لعبا دور تاريخي مشرف في مسيرة أمتنا المجيدة ما يفتح الباب على مصراعيه لإدراك حقيقة مغيبة عن أذهان كثير من الناس و هي أن الرئيس صدام حسين رحمه الله تعالى و رفاقه الابطال الغر الميامين هم الاولى بشخصية سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه من اعدائه و خصومه .
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: رضی الله عنه التی خاضها صدام حسین سیدنا علی
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: العلماء اتفقوا على أنه لا ترادف في أسماء الله الحسنى
قال فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن العلماء اتفقوا على أنه لا ترادف في أسماء الله الحسنى، فلكل اسم صفات وخصائص تميزه عن غيره، حتى لو كان هناك تشابه بينهما، فمثلا الرزاق والمقيت، رغم تشابههما معنى، إلا أن لكل منهما صفاته وأثره المستقل.
وأضاف شيخ الأزهر في برنامجه الرمضاني اليومي، أن اسم الله تعالى "الرزاق" يطلق على كل أنواع الرزق مثل المال والسكن والصحة والمطر والخيرات وغيرها من أنواع الرزق المختلفة الواسعة.
أما "المقيت"، فمعناه القوت ويقسم حسب متلقيه، فقوت الأجسام هو الطعام، وقوت الأرواح هي المعرفة والعلم، وقوت الملائكة هو التسبيح، مصداقا لقوله تعالى: "يسبحون الليل والنهار لا يفترون"، فالقوت إما أن يكون قوتا بمعنى الطعام، على حقيقة اللفظ، أو قوتا بمعنى العلم والمعرفة والتسبيح، على سبيل المجاز.
وبيِن الإمام الطيب، خلال حديثه بالحلقة العاشرة من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» لعام ٢٠٢٥، أن للعبد حظ من اسم الله تعالى "المقيت"، عبر التشبه بأخلاق هذا الاسم قدر الإمكان وقدر ما تطيقه طبيعته البشرية، ونصيب العبد من هذا الاسم أن يقيت الآخرين من الجوعى والمحتاجين وأن يتصدق عليهم من طعامه وقوته وماله، ولا يتركهم لذلة المسألة والاحتياج إذا كان صاحب مال، أما إذا كان صاحب علم فيكون نصيبه أن يقيت عقول الآخرين وأرواحهم بما لديه من علم، وهذا هو معنى ما ورد في قول نبينا "صلى الله عليه وسلم" في حديثه المعجِز: "من كان معه فضل ظهر فليَعُدْ به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له".
واختتم شيخ الأزهر، أننا الآن في أمس الحاجة إلى أن نعي المقصود من هذا الحديث النبوي ونطبق ما جاء فيه، لإنقاذ الإنسان من أزمة أخلاقية لم تمر به من قبل، فنحن نجد دولا في منتهى الثراء والغنى والبذخ، ودول أخرى تعاني من الحاجة والفقر ولا تجد قوتها مثلما هو الحال في غزة، نسأل الله لها الخلاص، لافتا فضيلته أن ابن سينا قد لخص هذه المسألة بقوله: "لولا المأكول والمشروب لم يبق جسم، ولولا العلم لم تغنى روح"، فالروح بدون علم تكون روح ميتة.