قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم الجمعة 14 يونيو 2024، إنه "يبدو أن لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة تريدان وقفاً فعلياً للحرب على غزة ، وأن الانطباع لدى جهات عربية رفيعة المستوى أن الاتصالات التي جرت في الأيام الأربعة الماضية، تشير إلى وجود توجه لمزيد من الضغط على المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن".

وأضافت الصحيفة، أنه "وإلى جانب التشاور غير المعلن القائم على قدم وساق بين قيادات أميركية وإسرائيلية وعربية بشأن الحرب في غزة وتفرّعاتها، فإن اللقاءات العلنية لم تعد تخرج عن هذا السياق، خصوصاً أن التقييم الأميركي للرد الذي سلّمته حركتا حماس والجهاد الإسلامي للوسيطين القطري والمصري عكس تبايناً ليس ناجماً عن خلافات بقدر ما يؤكد حقيقة المناورة الكبيرة الجارية منذ مدة غير قصيرة".

إقرأ أيضاً: حـماس: هذا ما نحتاج إليه من إسرائيل وواشنطن لتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار

ونقلت الصحيفة عن مصدر عربي مشارك في الاتصالات، قوله بان "الأميركيين تحدّثوا صراحة عن أن وقف الحرب بات حاجة للجميع، لكن طريقة وقفها ونتائج أي هدنة أو تسوية، يجب أن تأخذ في الاعتبار أن التباينات القائمة بين الإدارة الأميركية وحكومات غربية من جهة وبين حكومة بنيامين نتنياهو من جهة ثانية، لا يمكن أن تكون عنصراً يستفيد منه أعداء إسرائيل في المنطقة، خصوصاً أنهم أساساً أعداء للسياسات الغربية".

وأوضح المصدر للصحيفة، أن الجميع يجيد التمييز في المبادرة الأميركية الأخيرة بين الحاجات الداخلية لإدارة الرئيس جو بايدن، التي فرضت هذا الشكل من التعامل مع المبادرة، والمصالح الاستراتيجية لإسرائيل وتالياً للأميركيين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه "وفي مقدّم نقاط الالتباس تقف فكرة أن تتولى واشنطن مهمة الناطق باسم حكومة إسرائيل وعدم التزام نتنياهو بإعلان موافقة صريحة على المقترح، أو إعلان الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي".

ولفتت إلى أن "واشنطن صارحت الوسطاء بأنها لا تريد إحراج نتنياهو بدفعه إلى موقف يظهره في موقع الخاسر داخلياً وفي مواجهة حماس، وأن الإدارة الأميركية تعرف أن وقف الحرب الآن، من دون الحصول على مكتسبات بعيدة المدى على صعيد من يدير غزة ومصير المقاومة، يعني خسارة استراتيجية لإسرائيل، كما تدرك واشنطن أن فتح إسرائيل لجبهة واسعة مع لبنان من شأنه وضع المنطقة أمام آفاق سلبية كبيرة، لكنها في الوقت نفسه غير قادرة على ترك إسرائيل في حالة استنزاف أمام حزب الله".

ونوهت إلى أن "ما جرى فعلياً هو أن رد المقاومة الفلسطينية لم ينل من جوهر المبادرة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي شخصياً، ولا مع تفسيراته لبعض البنود".

وتابعت بأن "التعديلات التي قدّمتها المقاومة تكشف أن ما أضافته المقاومة لا يتجاوز طلب خروج الاحتلال من معبر رفح وكل الحدود بين غزة ومصر، وأن لا يتم السير في عملية تبادل الأسرى في المرحلة الثانية إلا بعد إعلان الاتفاق على الوقف المستدام للحرب، وهي أمور سبق للوسطاء أن أثاروها مع الجانب الأميركي، وقال الأميركيون إن بايدن شخصياً يتعهد بعدم عودة إسرائيل إلى الحرب في حال وافقت حماس على المقترح. بل أكثر من ذلك أن حماس التي تحدثت في الاجتماعات مع الوسطاء عن الحاجة إلى ضمانات أكيدة وأكثر قوة من جانب الولايات المتحدة لعدم خرق إسرائيل للاتفاق، ولم تصرّ على إيراد هذا المطلب كفقرة منفصلة في النص الذي سُلّم إلى الوسيطين القطري والمصري".

وقالت إن "ردة فعل الجانب الأميركي التي راوحت بين تحميل حماس المسؤولية عن فشل المسعى، والحديث عن احتمال البحث في صيغ تلبّي مطالبها، هي ردة فعل طرف يعرف في الجوهر أن إسرائيل لا تريد إنهاء الحرب، ولا تريد بالتحديد الخروج من محور فيلادلفيا وإعادة تسليم معبر رفح للجهات الفلسطينية، كما لا تريد الخروج من محور نيتساريم حيث تبني منشآت عسكرية ضخمة لتثبيت الوجود العسكري لقوات الاحتلال في المنطقة الفاصلة بين شمال القطاع وجنوبه".

وأوضحت أن إسرائيل تقترب أصلاً من لحظة إعلان نهاية عمليتها في منطقة رفح، والسؤال الآن هو حول كيفية إعلان "الانتصار في رفح"، وهو تحدّ جدّي أمام حكومة نتنياهو التي تواجه معضلات داخلية كبيرة، حيث يخشى أن يهرب نتنياهو وعسكره نحو مزيد من العنف سواء في غزة أو على الجبهة مع لبنان".

ولفت المصدر العربي للصحيفة "إلى أن حراكاً من نوع جديد تقوده الولايات المتحدة بالتعاون مع حلفاء لها في المنطقة يقود إلى تقديرات بأن المنطقة على شفير انفجار أكبر".

وقال المصدر للصحيفة إن الجهد يتركز الآن على التالي:

أولاً، إطلاق مرحلة جديدة من الضغوط على المقاومة في فلسطين، وعلى أهالي غزة لإجبارهم على الاستسلام والقبول بإدارة جديدة وإعلان براءتهم من المقاومة، وهو أمر يصعب تحقّقه، ما يعني استمرار العنف والحصار والتجويع.

ثانياً: تهديد لبنان بأن مشاهد غزة ستنتشر في كل مناطقه إذا لم يبادر إلى إلزام حزب الله بوقف إطلاق النار على قوات الاحتلال، بما ينزع مبرّرات أي عدوان إسرائيلي.

ثالثاً، إعادة تفعيل التحالفات العسكرية في منطقة الخليج العربي من خلال خطة عمل بدأت في اجتماع القادة العسكريين في البحرين، حيث يقتصر جدول الأعمال على بند واحد، وهو كيفية الشروع في خطة لحصار "أنصار الله" في اليمن، وإيجاد مظلة أكبر لحماية المصالح الأميركية والإسرائيلية في البحريْن الأحمر والعربي.

وأشارت إلى أنه "عملياً، تقف المنطقة عند نقطة مفصلية، وهو الأمر الذي تتعامل معه القوى المعنية في محور المقاومة بطريقة خاصة، ذلك لأنها ليست في موقع المنتظر لما ستبادر إليه إسرائيل، بل تملك أيضاً القدرة على تعزيز المبادرة الموجودة في يدها، داخل فلسطين أو على حدودها أو حتى على مسافات بعيدة عنها".

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الأخبار اللبنانية

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: لا ترید إلى أن

إقرأ أيضاً:

صحيفة إسرائيلية: ممثل يهودي يشبه أفعال إسرائيل بجرائم النازية

وجّه ممثل يهودي أميركي شهير نقدا لاذعا لإسرائيل، وشبّه تصرفاتها تجاه الفلسطينيين بمعاملة ألمانيا النازية لليهود، متهما حكومة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو بالجنون المؤقت.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أنه ليس غريبا على الممثل المخضرم والاس شون (81 عاما) -المعروف بأدواره في أفلام "الأميرة العروس"، و"كلوليس"، و"حكاية لعبة" و"شيلدون الصغير"- انتقاد إسرائيل ودعم النشطاء المؤيدين للفلسطينيين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: خطة ترامب حول غزة غير واقعية ولن تنجحlist 2 of 2صحف عالمية: مقترح ترامب بشأن غزة غير واقعي ويجلب الوبال للمنطقةend of list رفع سقف انتقاداته

وأفادت، في تقرير لمراسلها في نيويورك دانيال إديلسون، بأن الإسرائيلي الأميركي والاس شون ظل منذ بداية الحرب على قطاع غزة يشارك بانتظام في المظاهرات والفعاليات التي تنظمها الجماعات والهيئات المناهضة للصهيونية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، لكنه الآن يرفع من سقف تصريحاته، حيث يشبه إسرائيل بألمانيا النازية ويتهم الإسرائيليين الذين يدعمون حكومة نتنياهو بـ"الجنون المؤقت".

وفي مقابلة على البودكاست أجرتها معه المؤلفة والكوميدية اليهودية كاتي هالبر، شبّه شون إسرائيل بالنازية واتهمها بـ"الشر الشيطاني".

وقال شون إن الإسرائيليين "غزوا أراضي الغير، واستولوا على منازل الناس، وفعلوا أشياء كثيرة شبيهة بما فعله النازيون باليهود".

إعلان أسوأ من النازيين

وأضاف -بحسب يديعوت أحرونوت- أنه "لا يمكنك أن تكون أكثر شرا منهم. إنهم يرتكبون شرورا تضاهي في فداحتها ما فعله النازيون بالضبط، بل أسوأ من ذلك في بعض النواحي لأنهم يتباهون بما يفعلونه".

وتابع أن الزعيم النازي أدولف هتلر أحسن التصرف عندما أبقى أفعاله طي الكتمان، لكن "الإسرائيليين يكادون يفتخرون بما فعلوه، وهو شر شيطاني".

وقال شون أيضا إن العالم كله يعرف أن الفلسطينيين يتضورون جوعا، وإن الإسرائيليين يمنعون الدواء عن الأطفال عن قصد، ويقصفون المستشفيات، "فإذا كنت لا ترى أن من الشر فعل هذه الأشياء بأناس آخرين، فأنت عندي في عالم مختلف".

مذبحة الأبرياء

ومضى الممثل الأميركي في انتقاداته واصفا تلك الأفعال بأنها قد "تكون جنونا مؤقتا"، معربا عن اعتقاده بأن بعض الإسرائيليين "الذين يؤيدون اليوم ما تقوم به دولتهم في غزة أو الضفة الغربية سيقفون بعد 10 سنوات ليسألوا أنفسهم: كيف تسنى لنا تبرير ذلك؟".

ووفقا للصحيفة، فقد كان شون لما يزيد على عقد من الزمن عضوا في المجلس الاستشاري لمنظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" المناوئة للصهيونية. وفي مقابلة أجريت معه في عام 2009، قال "كان من الأفضل من الناحية الأخلاقية لو كنا نحن الضحايا".

وكان الممثل الأميركي اليهودي قد شارك العام الماضي في العديد من الاحتجاجات ضد إسرائيل، بما في ذلك مظاهرة خارج البيت الأبيض للمطالبة بوقف إطلاق النار، حيث اعتبر أن الهجوم على غزة كان متعمدا.

كما اتهم إدارة الرئيس السابق جو بايدن بدعم ما أكد أنها "مذبحة الأبرياء"، في إشارة إلى سكان غزة وليس الأسرى والضحايا الإسرائيليين الذين سقطوا في هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على دولة الاحتلال في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حسب يديعوت أحرونوت.

مقالات مشابهة

  • فاتورة التشخيص الخاطئ للحرب علي الأبواب – إحنا فرحانين أوي أوي
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • خسارة “إسرائيل” في طوفان الأقصى لا تعوَّض مهما حاولت أمريكا
  • طهران تحذّر: أمريكا وإسرائيل تعملان لإثارة الفوضى في المنطقة
  • صحيفة إسرائيلية: ممثل يهودي يشبه أفعال إسرائيل بجرائم النازية
  • التبرع بالأجزاء !!
  • صحيفة عبرية: الجيش الإسرائيلي “أخطأ” في إعلان اغتيال قادة “حماس” دون التأكد
  • ميدل إيست آي: الأردن مستعد للحرب مع إسرائيل إذا طرد الفلسطينيون إلى أراضيه
  • صحيفة تتحدث عن 4 سيناريوهات إسرائيلية لمن يحكم غزة في اليوم التالي للحرب
  • حل إنهاء الحرب في غزة.. إسرائيل تقترح تكرار "نموذج تونس"