قالت وزارة الخارجية الأميركية -الخميس- إن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوضح أن إيران تهدف إلى مواصلة توسيع برنامجها النووي بطرق ليس لها غرض سلمي حقيقي، وتوعدت بالرد على طهران في حال تنفيذها خططها. في حين بحث الرئيس الإيراني بالإنابة محمد مخبر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعزيز علاقات بلديهما.

ودعت الخارجية الأميركية -في بيان- إيران إلى التعاون مع الوكالة دون تأخير من أجل تنفيذ التزاماتها بشكل كامل.

وذكر البيان أن مجلس محافظي الوكالة سيستمر في محاسبة إيران إلى حين تنفيذ التزاماتها، كما أن واشنطن ستبقى على تنسيق وثيق مع شركائها.

وأبدت الخارجية الأميركية استعدادها لمواصلة زيادة الضغط على إيران في حال استمرارها في عدم التعاون مع الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أمس أن إيران تواصل زيادة قدرتها النووية وسرّعت برنامجها النووي بشكل كبير، وذلك بعد أسبوع من تبني مجلس محافظي الوكالة قرارا ينتقد ما وصفه بـ"عدم تعاون طهران".

وذكر البيان أن إيران أخبرت الوكالة بتركيب مزيد من السلاسل في منشآت تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو، وبدأت في تركيب أجهزة أخرى.

ضغوط أوروبية

وكان الاقتراح الذي قدمته بريطانيا وفرنسا وألمانيا ضد إيران، وعارضته الصين وروسيا في اجتماع مجلس الوكالة الذي يضم 35 دولة، هو الأول من نوعه منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وجاء القرار الذي وصفته طهران بأنه "متسرع ومتهور"، وسط مأزق بشأن تصاعد الأنشطة النووية الإيرانية ومخاوف القوى الغربية من سعي طهران لتطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه إيران.

وعلى الرغم من طابعه الرمزي في هذه المرحلة، فإن قرار الوكالة يهدف لزيادة الضغط الدبلوماسي على إيران، مع إمكان إحالة القضية على مجلس الأمن الدولي.

ودفعت قرارات مماثلة في الماضي طهران إلى الرد بتفكيك كاميرات المراقبة وغيرها من المعدات من منشآتها النووية وتكثيف أنشطتها لتخصيب اليورانيوم.

ووفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي الدولة الوحيدة التي لا تملك سلاحا نوويا ومع ذلك تخصب اليورانيوم إلى مستوى مرتفع يبلغ 60%، وهو مستوى قريب من الدرجة المستخدمة في تصنيع الأسلحة، في حين تواصل تكديس مخزونات ضخمة منه.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن طهران سرعت برنامجها النووي بشكل كبير، ولديها الآن ما يكفي لصنع عدة قنابل ذرية.

تعزيز العلاقات مع موسكو

في الأثناء، بحث الرئيس الإيراني بالإنابة محمد مخبر، في اتصال هاتفي، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الخميس، العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا أن علاقات طهران وموسكو إستراتيجية وتقوم على مبادئ ثابتة.

وحسب وكالة مهر للأنباء، فقد استعرض مخبر مع بوتين التعاون في قطاعات التجارة والترانزيت والطاقة، وكذلك التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف فيما يخص ممر العبور بين الشمال والجنوب، ومجموعة البريكس والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

من جانبه، وصف بوتين مستوى التعاون وسرعة تطور العلاقات بين طهران وموسكو في مختلف القطاعات الاقتصادية بأنها جيدة ومرضية، معتبرا وثيقة التعاون الشاملة بين البلدين أساسا قانونيا مناسبا لتطوير العلاقات بينهما.

كما أكد الرئيس الروسي أن التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقيات على رأس جدول الأعمال للعلاقات الثنائية.

وأشار بوتين كذلك إلى الموافقة والتوقيع على قانون التجارة الحرة بين الاتحاد الأوراسي والجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتبر ذلك أرضية مناسبة لتطوير وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.

وشدد على ضرورة متابعة الأطراف لتنفيذ الاتفاقيات بين البلدين، خاصة في قطاعي النقل والطاقة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الدولیة للطاقة الذریة برنامجها النووی بین البلدین

إقرأ أيضاً:

إحباط إسرائيلي من مواصلة أمريكا التفاوض مع إيران والعجز عن وقف ضغوط ترامب

أعربت أوساط الاحتلال عن خيبة أملها، مع استئناف المفاوضات الأمريكية الإيرانية، وسط عاجزة عن وقف ضغوط الرئيس دونالد ترامب من جميع الجبهات، وترويجه لنظام عالمي جديد في ‏حركة مستمرة.

الجنرال إيتان بن إلياهو القائد الأسبق لسلاح الجو، أكد أن "المبادرات المفاجئة التي يطلقها ترامب لا ‏تأتي متتالية، بل تظهر في وقت واحد، حتى قبل أن تكتمل مبادرة ما، تظهر أخرى، وتطفو على السطح، ففي غزة ‏أعلن خطة لتهجير سكانها، وجعلها مكانا أفضل، ثم واصل الضغط لإنهاء الحرب، وإعادة الرهائن، كما بدأ ‏يضغط بقوة على الرئيسين بوتين وزيلينسكي لإنهاء حرب أوكرانيا، فيما أشعل رفع الرسوم الجمركية حربا تجارية ‏ضد العالم أجمع، ولم يفوّت فرصة الاستيلاء على غرينلاند، وتحديد أسعار العبور عبر قناة بنما". ‏

وأضاف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" ان "ترامب يسعى لتنفيذ كل هذه المبادرات ‏بالتوازي، فيما تتمتع المفاوضات مع إيران بأهمية حاسمة بالنسبة لدولة الاحتلال، التي وقّعت اتفاق وقف إطلاق ‏النار في غزة في يناير، لكنها انسحبت منه كي لا تنتقل للمرحلة الثانية، واستأنفت العدوان، ونجح نتنياهو بإقناع ‏ترامب بإعطائه المزيد من الوقت بزعم أن الضغط العسكري سيجبر حماس على إعادة الرهائن دون الاضطرار ‏لوقف العدوان، والانسحاب من القطاع، وقد أبدى ترامب من الناحية الظاهرية، اقتناعا بذلك، ولو مؤقتاً".‏

وأكد أن "ترامب رغم أنف نتنياهو توجه مباشرة لإيران، ودعاها لمفاوضات مباشرة، وهي تُصرّ كشرط ‏مسبق على مواصلة تخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض (6.37 بالمئة)، لأنه الحد الأدنى الضروري بالنسبة لها ‏للأغراض السلمية، رغم انها تدير مفاعلاً نووياً لإنتاج الطاقة منذ سنوات عديدة بدعم من الروس، وأعلنت واشنطن ‏أنها ستقبل هذا الشرط الإيراني، وهذا خبر سيء للاحتلال، لأن الاتفاق الذي سيوقع بينهما مماثل، وربما مطابق ‏للاتفاق الذي وقعه الرئيس باراك أوباما في 2015، رغم أن الفارق بين الأعوام سيكون كبيراً". ‏



وأوضح ان "التخوف السائد في تل أبيب من مفاوضات واشنطن وطهران أنها تأتي مُنطلقة من النهج ‏التجاري الذي يحرك ترامب في عالم الدبلوماسية، فهو يسعى في كل اتفاق للحصول على الفوائد الاقتصادية، ‏ولتحقيق هذه الغاية، وبعيداً عن أهمية توقيع الاتفاق النووي، فإن الأهم هو الواقع الذي سيستيقظ عليه العالم في ‏اليوم التالي للتوقيع، لأنه قبل اكتمال اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا، من المقرر أن يتم التوقيع على اتفاق ‏بين كييف وواشنطن لدعوتها للاستثمار بإنتاج الموارد الطبيعية على أراضيها". ‏

وأكد أن "ما يزيد الأخبار السيئة في تل أبيب أنه بعد اجتماعين فقط بين طهران وواشنطن، ظهرت تقارير ‏عن أجواء إيجابية وتسريبات عن نية الأخيرة الاستفادة من الاتفاق للاستثمار بإنتاج واستخراج الموارد الطبيعية ‏الغنية بها إيران، مع العلم أنه قبل خمسين عامًا، تمتع الطرفان بعلاقات سلمية، ورأت فيها واشنطن أصلًا ‏استراتيجيًا في المنطقة، واليوم أصبح هذا الاهتمام أعظم". ‏

وختم بالقول أن "التوصل لاتفاق نووي سريع مع إيران، بمباركة روسيا، سيساعد الولايات المتحدة في ‏صراعها على النفوذ مع الصين، ويؤدي لنهاية فورية للقتال في غزة، وإعادة الرهائن لديارهم، ويمهد الطريق لتوقيع ‏اتفاق فوري للتطبيع بين السعودية ودولة الاحتلال".‏

مقالات مشابهة

  • إيران تعلن تعاوناً مع العراق بشأن النفط و الغاز المصاحب
  • إحباط إسرائيلي من مواصلة أمريكا التفاوض مع إيران والعجز عن وقف ضغوط ترامب
  • اتصال هاتفي بين الرئيس السيسي ورئيس الوزراء العراقي لبحث القمة العربية المقبلة
  • عاجل - الرئيس السيسى يؤكد استعداد مصر لتقديم الدعم والمساندة للأشقاء فى أنجولا
  • الرئيس السيسى: اتفقت مع الرئيس الأنجولى على ضرورة تعزيز التعاون
  • العراق:”نأمل” من واشنطن التوصل إلى إتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي
  • خبراء الوكالة الذرية في طهران لمناقشة القضايا الفنية مع اقتراب جولة جديدة من المحادثات
  • إيران تستقبل فريقا فنيا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران
  • نتنياهو: ينبغي اختفاء البرنامج النووي الإيراني بأكمله
  • ترامب متفائل باتفاق قريب مع إيران حول برنامجها النووي.. ونتنياهو يطالب بتفكيك بنيتها التحتية بالكامل