تولي هيئة الشارقة للمتاحف، موسم الحج، أهمية كبرى حيث تعرض في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية مقتنيات فريدة تسلط الضوء على مناسك الحج والشعائر الدينية المقدسة، وما تمثلها من جوانب دينية ووجدانية، مؤكدة في هذا الإطار، حرصها واهتمامها بكل ما يحظى بتركيز الجمهور واهتمامه، وسعيه الى معرفة المزيد من المعلومات عن هذه المناسبة.

ويوافق غدا السبت، التاسع من شهر ذي الحجة، اليوم الذي يتم فيه تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة، واستبدالها بأخرى جديدة.

ويحتضن متحف الشارقة للحضارة الإسلامية مقتنيات للتعريف بمناسك الحج والعمرة، وصورا تعكس المشاعر المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، من خلال عرض مميز يتضمن مجسم للكعبة وقطع من أجزاء كسوتها وستارتها.

ويجد زوار المتحف، مجسم الكعبة المشرفة الذي صنعه أحد العاملين في مجال النجارة بالمتحف الإسلامي القديم يكسوه ستارة يرجع تاريخ صنعها إلى عام 1421هـ /2000 م، وكانت هدية ثمينة وإضافة نوعية لكنوز المتحف قدمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

ويحيط الستارة برواز مستطيل الشكل من الرسوم المزخرفة، بداخله دوائر مستطيلات بيضاوية وكردشيات مربعة بها آيات قرآنية وعبارات دينية، علاوة على زخارف إسلامية متنوعة.

وتم صنع الستارة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود، ومبطنة بقماش أخضر متين من الحرير، زينت بآيات قرآنية وزخارف إسلامية مطرزة بتطريز بارز، ومغطاة بأسلاك الفضة المطلية بالذهب.

إلى جانب ذلك، يضم المتحف مخطوطات نادرة من المصاحف والتفاسير وبعض الصور والنماذج المعمارية للمسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى ومسجد قباء وصور لمسجد البدية ومساجد من مختلف أنحاء العالم الإسلامي وأوروبا.

ويزخر متحف الشارقة للحضارة الإسلامية بأكثر من 5000 قطعة أثرية تغطي فترات زمنية مختلفة من التاريخ الإسلامي، ما يجعله وجهة ثقافية هامة في الشارقة.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الشارقة للحضارة الإسلامیة

إقرأ أيضاً:

فيلم “٣٠٠ميل”… رصد لمحطات في الثورة السورية من درعا إلى حلب

دمشق-سانا

من بين الأفلام الوثائقية العديدة التي وثقت للثورة السورية بعدسات مخرجين سوريين وأجانب، يتميز فيلم “300 ميل” للمخرج عروة المقداد برصده جبهات القتال المشتعلة بين الثوار وجيش النظام البائد في مختلف المناطق السورية.

الفيلم الذي عرض في دمشق للمرة الأولى خلال تظاهرة “بداية” المقامة حالياً في بيت فارحي، يمتد على 36 دقيقة، ويبدأ من مشهد إنساني مؤثر يجمع بين المخرج المقداد وابنة شقيقه نور، التي تسأل عمها ببراءة: “من أين أبدأ الحكاية؟”.

ينتقل الفيلم من درعا، حيث تولى التصوير فراس ونور المقداد، إلى حلب شمالاً التي صور مشاهدها المخرج نفسه، ليكون عنوان الفيلم مستوحى من المسافة بين حلب في الشمال وحوران في الجنوب “300 ميل”، حيث كان من المستحيل على المدنيين قطعها، ولكنها بالوقت نفسه هي مسافة مكونة من خطوط الجبهات والحواجز والمعارك.

وتظهر الطفلة نور بعدة مشاهد لتحدثه عن الأهل وأحوال حوران، ولتصف له تغيرات الأماكن وقطع الشجرة المحببة لها، بينما تسمع أصوات الانفجارات والقنابل.

لقد تغيرت اهتمامات الطفولة البريئة لدى نور كسائر أطفال سوريا، فلم تعد تعنيها أرجوحتها القديمة، بل تتساءل عن معاني ومصطلحات الحرب، فما هي “التصفية؟ ..الهدنة؟ قصف؟ الطيران؟…”، وكأنها تحاسب الضمير الإنساني عن سكوته أمام معاناة السوريين.

نسمع في الفيلم أحاديث الثوار وتساؤلاتهم الدائمة بلا أجوبة: “أين العدل؟…إلى متى؟…ماذا سيحدث إذا خرج كل العالم مظاهرات داعمة لنا؟…هل مكتوب على الإنسان أن يموت كي يكون حراً؟.

شخصية القائد الثوري الشريف كانت عبر “أبو يعرب” الأربعيني الذي يصف المحاربين الأوفياء للمبادئ التي قامت عليها الثورة، وهو الذي يلخص البطولة والشجاعة والإقدام: “جيش عرمرم مدجج بأعنف الأسلحة، ويقف بوجهه بارودة عمرها ٥٠ سنة بيد شاب ٢٠ سنة، أليس ذلك إنجاز أسطوري؟”… “سأحارب الجميع قدر الإمكان.. الثورة غربلت كل شيء”، ثم أخيراً يختفي وسط الضباب.

ونرى أحلام الشباب عبر “عدنان” الطالب الجامعي الذي ترك دراسته والتحق بالثورة وبأهدافها السامية، مع أصدقائه الشبان وهم يهتفون للحرية، مع تعليقات ساخرة كئيبة تعبر عن الواقع الأليم في ظل تفشي إجرام النظام بحق المدنيين.

نسافر في الفيلم ما بين واقع مدينة حلب التي يطالها قصف النظام وواقع حوران، ما يؤكد التمازج بين أوجه الثورة المتعددة، كما نعيش جبهات القتال ويوميات الثوار، وظروفهم الصعبة، وحركة الكاميرا المهتزة التي ترافقهم في حركاتهم بين الركام، مؤكدين أنهم مصممون على تخليص سوريا من براثن الظلم.

هدوء الفيلم رغم تصويره من جبهات القتال كان لافتاً، ومن الأصوات غناء جدّة المخرج ذات الأصول الفلسطينية من الفلكلور الحوراني بصوت مليء بالحزن والأسى، على بلد يحترق بنيران القصف وشباب يرحل.

وفي المشاهد الأخيرة .. صمتٌ غداة القصف، لتخترقه أصوات سيارات الإسعاف التي تهرع لنجدة الناس، ودمار وخراب، ثم سنابل القمح الصفراء تعلن النهاية الممزوجة بالأمل.

وفي رسالة أرسلها المخرج لتظاهرة بداية ولسوريا كلها، وبحضور والدته، أكد فيها أن ١٤ عاماً خسرنا فيها الكثير، أحبة وأحلاماً وذكريات، لكننا مازلنا هنا وإن حال النظام البائد بيننا وبين أحلامنا وأحبتنا، ووجدنا طرقاً كثيرة لنلتقي ومنها السينما التي نختصر فيها ما قد يستحيل قوله.

ولفت المقداد إلى أنه أنتج الفيلم وهو مختبئ في بيت، ممنوع من المغادرة، ثم دار الفيلم العالم ولم يستطع أن يكون معه، لكن هذا التوقيت هو الأحب للقلب لأنه “يسبقني لدمشق، ربما لأن الفن في جوهره قادر أن يكون أكثر حرية من صانعه”.

يُشار إلى أن الفيلم عرض في العديد من المهرجانات العالمية المهمّة مثل مهرجان “لوكارنو- سويسرا”، وحائز عدة جوائز، منها جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان “دوك ليزبوا – البرتغال”.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • كتاب بغلاف مصنوع من جلد قاتل أُعدم قبل نحو 200 عام.. ما قصته؟
  • رابطة العالم الإسلامي تعزّي الشعب الإيراني في ضحايا الانفجار بمدينة “بندر عباس”
  • “التعاون الإسلامي” تأسف للقرار الأمريكي برفع الحصانة القانونية عن “الأونروا”
  • مسؤولات المراكز الصيفية في المحافظات لـ”الثورة “: المراكز الصيفية دستور حياة ومنهج إيماني وثقافة قرآنية
  • فيلم “٣٠٠ميل”… رصد لمحطات في الثورة السورية من درعا إلى حلب
  • الحركة الإسلامية السودانية… المأزق والغنيمة
  • السوداني يرحب بالحزب الإسلامي العراقي “حماس” لدعم حكومته
  • كرنفال السيارات النادرة بمصر.. “متحف متحرك” يحيي أجواء الزمن الجميل
  • الملك أحمد فؤاد يزور متحف أم كلثوم بالمنيل
  • “الجهاد الإسلامي” تشدد على أهمية وحدة القرار الفلسطيني