أظهر استطلاع عالمي أن واحدا من كل ثلاثة مستهلكين حول العالم يقاطع علامات تجارية بسبب الحرب في غزة.

وتذكر وكالة "بلومبرغ" أن الكثير من المستهلكين يأخذون السياسة بالاعتبار عند اتخاذ قرارات الشراء.

ويتضمن الاستطلاع عدة مؤشرات تتعلق بتأثير الحروب والانتخابات المثيرة للانقسام وتحديات أخرى.

وارتفع عدد المستهلكين الذين قالوا إنهم يشترون أو يختارون أو يتجنبون العلامات التجارية بناء على سياساتهم بنسبة 2% إلى 60% منذ العام الماضي، وفقا لأحدث إصدار من تقرير مقياس الثقة السنوي من شركة العلاقات العامة "إيدلمان".

وقال أكثر من 71% من المستهلكين الذين شملهم الاستطلاع إن الشركات يجب أن تتخذ موقفا بشأن القضايا المثيرة للجدل.

وشملت النسخة السادسة من الاستطلاع عبر الإنترنت 15000 مستهلك في 15 دولة، بما في ذلك فرنسا والسعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. وفي الدول التي تضم أكثر من نصف سكان العالم وجرت فيها انتخابات هذا العام، قال 79% من المستجيبين إن نتيجة هذه الاقتراعات هي شاغلهم الرئيسي.

ووجد التقرير أن أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص شملهم الاستطلاع عالميا يقولون إنهم يقاطعون العلامات التجارية التي يعتقد أنها تدعم طرفا في الحرب في غزة.

وفي الولايات المتحدة، يعتقد ما يقرب من واحد من كل اثنين من المستهلكين أن نصف العلامات التجارية أو أكثر لديها توجه سياسي، وهذا الرأي يتصدر أيضا في الهند والسعودية والإمارات.

ومنذ أن بدأت الحرب بين إسرائيل وحماس في أكتوبر، توقفت نيرة أحمد، الطالبة البالغة من العمر 19 عاما في القاهرة، عن التردد على مقهى "ستاربكس" المحلي، بعد أن ظهرت سلسة القهوة الأميركية ضمن لوائح المقاطعة التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي بمصر.

وقالت أحمد لوكالة "بلومبرغ": "اعتدت الذهاب إلى ستاربكس طوال الوقت مع أصدقائي"، لكن الآن "من العار أن تتم رؤيتك في أحد تلك الأماكن.. هذا أقل ما يمكننا القيام به. لماذا أشتري من هذه الشركات الغربية؟".

واعتبرت بلومبرغ في تقرير لها، نشر في يناير الماضي، أن اتجاه مقاطعة شركات المشروبات والأطعمة الأجنبية الكبرى "يتسع في أجزاء من الشرق الأوسط وحتى خارجه"، مشيرة إلى أن المستهلكين المقاطعين "مدفوعون بمشاعر الغضب"، زاعمين أن القوى الغربية "لا تبذل المزيد من الجهد لحمل إسرائيل على إنهاء هجومها على غزة".

ويُنظر إلى بعض الشركات التي تستهدفها الحملة على أنها اتخذت مواقف محابية لإسرائيل، وتردد أن بعضها مرتبط بعلاقات مالية معها أو لها استثمارات هناك.

ومع بدء انتشار الحملة، اتسع نطاق دعوات المقاطعة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لتشمل عشرات الشركات والمنتجات، مما دفع بعض المتسوقين للتحول إلى البدائل المحلية.

وأوردت الوكالة، أنه بعدما جرت العادة أن تكون عشرات مقاهي ستاربكس ومطاعم ماكدونالدز بالقاهرة مزدحمة، تبدو اليوم "فارغة تماما"، مشيرة في المقابل إلى أن إحدى الشركات المصنعة لعلامة تجارية مصرية محلية للصودا، تقول إن مبيعاتها تضاعفت ثلاث مرات منذ بدء الحرب لأن المستهلكين يتجنبون مشروبات كوكا كولا وبيبسي.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟

تحظى المعادن النادرة بحضور قوي على طاولة المفاوضات الجارية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أبدت الولايات المتحدة اهتماما بالغا بتوقيع اتفاق مع كييف لإدارة هذه المعادن، وهو ما تم فعلا أمس الأربعاء.

ووفقا لتقرير أعده مراسل الجزيرة في كييف حسان مسعود، فإن هذه المعادن -التي تمتلك الصين نصف الاحتياطي العالمي منها- تعتبر واحدة من أهم ساحات التنافس الدولي نظرا لأهميتها الكبيرة في العديد من الصناعات الإستراتيجية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اشتباكات صحنايا تكشف هشاشة السلام بين الدروز والحكومة السوريةlist 2 of 2الأمن يستعيد السيطرة على أشرفية صحنايا بعد اشتباكات مسلحةend of list

وإلى جانب خصوبتها، تُعرف الأراضي الأوكرانية بغناها بالفحم والمعادن الثقيلة والنادرة التي تشد أنظار الغرب والشرق على حد سواء، وهو ما أحال السيطرة عليها من صراع إقليمي إلى نزاع دولي.

وبعد أن كانت السيطرة على إقليم دونباس -الذي يحمل اسم المناجم الضخمة التي يزخر بها- واحدة من أهم عوامل اشتعال الحرب قبل ثلاث سنوات، فإن حفاظ كييف على ما تبقى منه قد يكون سببا لتوقف هذه الحرب، كما يقول التقرير.

فقد خسرت أوكرانيا خُمس أراضيها في هذه الحرب، بما فيها أهم المناطق التي تحوي موارد طبيعية تقليدية كالفحم والحديد ورواسب النفط والغاز، وأجزاء من المعادن النادرة والحساسة.

وقف الحرب حفاظا على المعادن

ويبدو السعي الأميركي الحثيث إلى وقف الحرب محاولة لإنقاذ ما تبقى من هذه المعادن خارج السيطرة الروسية، حتى يتسنى لكييف وحلفائها الغربيين الاستفادة منها.

إعلان

وبعد بحث معمق، خلص التقرير إلى أن غالبية هذه المعادن بالغة الأهمية والندرة، تمثل مطمعا للدول الكبرى وكبار صناع التكنولوجيا في العالم- تقع في مناطق لا تزال خاضعة للسيطرة الأوكرانية.

فعلى حدود دونباس مباشرة، تقع مدينة دنيبروبتروفسك التي تسيطر عليها كييف بشكل كامل، وهي مدينة تختزن أرضها عددا من هذه المعادن النادرة مثل النيكل، الكوبالت، اليورانيوم، والمنغنيز وغيرها من المواد التي تدخل في الصناعات النووية والعسكرية الحساسية.

كما تحتضن منطقة "كريفي ريه"، أكبر مناجم الحديد الأوكرانية، الذي تمكنت الجزيرة من الدخول إليه والتعرف إلى طريقته في التنقيب عن الحديد والخامات الأخرى.

ووفقا لمدير منجم الحديد في شركة "بي آي سي" (BIC) بمقاطعة كريفي ريه، أوليغ غرافشينكو، فإن كييف لا تزال تستخرج الحديد منخفض التركيز من أحد محاجر المقاطعة، رغم أنهم لا يعملون بكامل طاقتهم بسبب الحرب.

الفولاذ الإلكتروني

وعلى ضخامتها، فإن المعدات والأجهزة الموجودة في هذا الموقع تظل صغيرة أمام حجم الموارد التي تخفيها الأرض الأوكرانية، وهذا ما جعل "سيرغي" يواصل العمل في مصنع "كريفي ريه ستال"، طوال مدة الحرب.

يقول هذا المواطن الأوكراني للجزيرة، إن خسارة بلاده مصنع آزوف ستال الشهير للصلب، دفعه أكثر إلى مواصلة العمل سبيلا للحفاظ على موارد البلاد.

ويمثل "كريفي ريه ستال"، أكبر مصانع الصلب المتبقية بيد الأوكرانيين، وهو لا يتوقف عن إنتاج ملايين الأطنان سنويا لإطفاء شيء من نار الطلب العالمي على الفولاذ وأنواع الحديد المختلفة.

ورغم أهمية ما ينتجه المصنع من الفولاذ والحديد المتنوع، إلا أن التركيز الأكبر ينصب على ما يسمَّى بالفولاذ الإلكتروني، الذي يدخل في صناعة محركات السيارات الذكية والمحولات وتوربينات الطاقة الكهربائية.

وينتج مصنع "كريفي ريه"، الفولاذ من خام الحديد، بينما تنتج مصانع أخرى أكثر تخصصا الفولاذ الكهربائي من خردة الحديد الذي يعالج بواسطة السيليكون.

إعلان

تريليونات الدولارات

وتقدر المعادن التي تحويها الأرض الأوكرانية بنحو 11 تريليون دولار، وهي قيمة ما تمكن العلماء من تقديره وبحثه حتى الآن، حيث تحتفظ جامعة دينبرو بقرابة 120 نوعا مختلفا منها.

وفي محاولة لتلخيص القصة الكبيرة للمعادن الأوكرانية النادرة، يقول رئيس قسم الجيولوجيا العامة بجامعة دينبرو، سيرغي شافشينكو، إن هذه العناصر الأرضية النادرة "تدخل في كل ما يحيط بنا".

ويضيف شافشينكو "لولا هذه المعادن ما كانت الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر موجوة في أيدينا، فضلا عن تقنيات الصواريخ والطائرات ووسائل الفضاء"، مؤكدا أن هذه العناصر "بالغة الأهمية، وهي جزء من الصراع لأن أوكرانيا ثرية بها".

وبعيدا عن مناطق القتال، تزداد قيمة المعادن النادرة الموجودة في وسط وغرب البلاد، بما فيها حقل التيتانيوم الواقع في "جيتومر"، حيث تمتلك أوكرانيا أكبر احتياطات أوروبا (ما يعادل 7% من الاحتياطي العالمي) من المعدن الذي يعتبر أساسيا في الصناعات الفضائية والطبية والبحرية.

ومع ذلك، فإن ما تمتلكه أوكرانيا من المعادن النادرة يعتبر بسيطا إذا قورن بما تمتلكه الصين التي تمتلك ثلث احتياطات العالم، وهو ما يعكس تمسك الولايات المتحدة بالوصول إلى ما تبقى خارج أيدي خصومها من هذه المعادن، وخصوصا أوكرانيا التي تعوم على بحر مما تحتاجه أميركا لصناعات الذكاء الاصطناعي مثل الغرافيت.

ففي مقاطعة كريفوغراد، جنوب وسط البلاد، حيث يقع أحد أضخم حقول الغرافيت، يبذل الأوكرانيون جهودا لتكرير المعدن الثمين وتجهيزه للاستخدام.

ويرى الخبير في المعادن النادرة، فلوديمير كادولين، أن الصين تعتبر أكبر لاعب عالمي في مجال المعادن النادرة اليوم، مؤكدا أنها تحتكرها تقريبا بعدما أزاحت الولايات المتحدة من سوقها العالمية.

وبالنظر إلى امتلاك أوكرانيا هذه الثروات وعدم قدرتها على استخراجها منفردة، سيكون من الجديد -برأي كادولين- اختيار أفضل الأطراف التي يمكنها تقديم أفضل شروط استثمارية لكييف، ما أدى إلى وضع قوانين خاصة بهذه الاستثمارات.

إعلان

في الوقت نفسه، يقول كادولين "إن هذه المعادن الأوكرانية لا يجب احتكارها من طرف واحد في ظل التنافس العالمي المحتدم عليها".

مقالات مشابهة

  • قائمة أكثر اللاعبين مساهمة تهديفيا في دوري أبطال آسيا بموسم واحد
  • استطلاع: تزايد مشاعر عدم الأمان لدى النساء المسلمات في بريطانيا
  • هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟
  • فيما توفي واحد منهم..سيارة تدهس ثلاثة أطفال بتيزي وزو
  • فيما توفي واحد منهم..شاحنة تدهس ثلاثة أطفال بتيزي وزو
  • غالبية الألمان قلقون على الديمقراطية بعد 80 عاما من نهاية النازية
  • مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
  • المعجزة الفيتنامية من بلد مزقته الحرب لمركز صناعي عالمي
  • تركيا تعلن أسماء الشركات التي ستقدّم خصومات للشباب المقبلين على الزواج! القائمة تضم 20 علامة تجارية
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم