سواليف:
2025-03-12@03:18:47 GMT

أرقام الحرب أخطر من صورها

تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT

#أرقام_الحرب أخطر من صورها _ #ماهر_أبوطير

تخدع الصورة كثيرا، وإذا كانت الصورة وثيقة ودليلا في حالات كثيرة، فإن الرقم أهم بكثير من الصورة، لكن أغلب شعوب العالم تتعلق بتأثيرات الصورة، وتدفع الرقم خلف الذاكرة.

كل صور الكوارث في قطاع غزة، أثارت مشاعرنا، وغضبنا، وتسببت بندوب في وجدان كل إنسان، لكن الكارثة الأكبر تكمن في الأرقام، أرقام الشهداء والجرحى والمتضررين وكل ما يتعلق بقطاع غزة خلال الحرب، أو في حال توقفت الحرب، والأرقام تقرأ لك المستقبل، وليس مجرد اللحظة الانفعالية، لأن الانفعال هنا، لا يصنع مستقبلا صلبا، ولا حاضرا مزدهرا.

بين يدي عشرات التقارير الدولية حول قطاع غزة واحتياجاته، وإذا كان الأردن هنا استضاف مؤتمر الاستجابة الإنسانية الطارئة لصالح قطاع غزة الذي تقدر احتياجاته الإغاثية الغذائية والعلاجية بمليارات الدولارات، في وقت تتراجع فيه المساعدات أصلا، فإن الأخطر يتعلق بكل بنية القطاع الداخلية، وما تعرض له من تأثيرات مدمرة حيث تشير الأمم المتحدة إلى أن قطاع غزة بحاجة إلى 80 سنة لإعادة الإعمار، وتخيلوا ماذا يعني هذا الرقم من دلالات؟.

مقالات ذات صلة كاريكاتير د. علاء اللقطة 2024/06/13

في تقرير للأمم المتحدة صدر مطلع مايو، وقبل أن تتواصل المذبحة الحالية، تقول الأمم المتحدة إن قطاع غزة بحاجة إلى 40 مليار دولار لإعادة الإعمار، التي سوف تحتاج إلى 80 سنة حتى تكتمل، أي أن أغلب سكان القطاع لن يكونوا على قيد الحياة حين يسترد القطاع طبيعته المعتادة، بما يعنيه ذلك من أجيال نازفة وغاضبة بلا حياة أو بنى تحتية أو حياتية.

في التقرير نقرأ أن القطاع يحتاج قرابة 80 عاما لاستعادة جميع الوحدات السكنية المدمرة بالكامل في حال كانت وتيرة إعادة الإعمار بالإيقاع نفسه الذي حدث في الحروب السابقة، كما أن إجمالي الركام الذي تراكم حتى الآن في غزة يصل إلى 37 مليون طن، وهذا الرقم هائل ويتصاعد يوميا وآخر البيانات تشير إلى أنه يكاد يبلغ الـ40 مليون طن، وهذه أرقام مطلع شهر أيار، أي أننا بتاريخ اليوم في شهر حزيران نكون أمام مشهد أكثر خطورة، كما يشير التقرير إلى أنه إذا استمرت الحرب 9 أشهر- وقد دخلنا الشهر التاسع- سيزداد الفقر بين سكان غزة من 38.8 % نهاية عام 2023 إلى 60.7 % ليلقي بقطاع كبير من أبناء الطبقة الوسطى تحت خط الفقر، إضافة إلى هدم 70 بالمائة من بيوت القطاع كليا أو جزئيا، والكل يعرف أنه لم يتبق هنا مدارس ولا مستشفيات ولا جامعات ولا مؤسسات لإدامة الحياة في القطاع.

لماذا نعود إلى تقرير صادر قبل أسابيع، عن مؤسسة دولية، والإجابة سهلة، لأن المؤسسات الدولية تخفض الأرقام ولا تريد أي مبالغات، خصوصا، أن بين أيدينا أرقاما ثانية تتحدث عن الحاجة لتسعين مليار دولار لإعادة الإعمار، كما أن العودة إلى تقرير صادر قبل أسابيع، يراد منه إذكاء الخيال السياسي لدى كثيرين حول الواقع اليوم، وهذا يعني أن كل الأرقام السيئة تضاعفت جدا، وأن المشهد الإنساني بات فوق الوصف، حين يتم شطب مدن بأكملها.

نحن اليوم أمام أكثر من عقدة، عقدة الإغاثة الإنسانية الطارئة كما في جهد الأردن المبذول والمقدر لإدامة حياة الغزيين والتخفيف عنهم في وجه كل العراقيل الإسرائيلية، وأمام عقدة إعادة الإعمار، وهي عقد أشد من كل العقد، لأن المبالغ المطلوبة فلكية، ولن يكون متاحا تأمينها، وسوف تضع دول كثيرة شروطها على دفع المال لإعادة الإعمار، وهي شروط قد تكون في بعضها جزءا من تفاصيل اليوم التالي للحرب، ومن يدير القطاع وسط هذه المأساة، ومن سيتولى عمليات إعادة الإعمار، وسيشرف على إنفاق المال، وتوزيعه على الأولويات.

الأرقام تحكي لنا أمرا أسوأ من الصور، وأن ما بعد الحرب أسوأ من الحرب، بما يجعل ملف إعادة الإعمار أساسيا، وبحاجة لمبادرة عربية ودولية، ستواجه عراقيل متعددة من حيث القدرة على الفصل بين المسار السياسي للإعمار وتوظيفه سياسيا، وكونه مجرد عملية إنسانية مجردة من الدوافع، بما يجعلنا حقا أمام استعصاءات لا حل لها، وفقا لكل المؤشرات الحالية.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: أرقام الحرب لإعادة الإعمار إعادة الإعمار قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الدعم الأوروبي يتزايد.. هل تتحقق رؤية مصر لإعادة إعمار غزة؟

في ظل التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، جاءت القمة العربية الطارئة بقرارات تعكس طموحات الشعب الفلسطيني، وصاغت مصر خلال القمة خطة لإعادة إعمار غزة تضمن بقاء سكان القطاع فيه دون تهجير.

خطة مصر لإعادة إعمار غزة

وتشمل الخطة المصرية تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المستقلين وذوي الخبرة، تُكلف بإدارة شؤون غزة بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع، على أن تتولى هذه اللجنة مسؤولية الإشراف على المساعدات الإنسانية وإدارة شؤون القطاع لفترة انتقالية تحت إشراف السلطة الفلسطينية.

وتهدف الخطة إلى مواجهة مقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي كان يسعى إلى فرض سيطرة أمريكية على غزة وإعادة إعمار المناطق المدمرة بعد تهجير سكانها.

وحسب وكالة انباء رويترز، أعرب وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، يوم السبت، عن دعمهم للخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، والتي تقدر تكلفتها بـ 53 مليار دولار، وتهدف إلى منع تهجير سكان القطاع.

وفي بيان مشترك صدر في برلين، أكد الوزراء أن "الخطة توفر مسارًا عمليًا لإعادة إعمار غزة، وتعد، في حال تنفيذها، بتحقيق تحسن سريع ومستدام في الأوضاع المعيشية المتدهورة للفلسطينيين داخل القطاع".

وشدد البيان على التزام الدول الأوروبية الأربع بالتعاون مع المبادرة العربية، مشيدًا بالخطوة المهمة التي اتخذتها الدول العربية من خلال صياغة هذه الخطة.

وأشار البيان إلى أن "حركة حماس لا ينبغي أن تستمر في حكم قطاع غزة أو أن تشكل تهديدًا لإسرائيل"، مؤكدًا دعم هذه الدول للدور المحوري للسلطة الفلسطينية في إدارة القطاع، إلى جانب تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

وجاء البيان الأوروبي عقب تبني منظمة التعاون الإسلامي للخطة العربية رسميًا، حيث دعت المنظمة المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية إلى تقديم الدعم اللازم لتنفيذها بسرعة.

وكان الرئيس ترامب قد رفض الخطة المصرية، وطرح رؤيته الخاصة التي تهدف إلى تحويل غزة إلى ما أسماه "ريفييرا الشرق الأوسط"، عبر تهجير سكانها وحرمانهم من حق العودة.

وفي هذا السياق، علّق الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، على مخرجات القمة وخطة مصر لإعادة إعمار غزة، مشيرًا إلى التحديات التي تعترض طريق التنفيذ.

تطلعات وطموحات

أكد الدكتور أيمن الرقب أن مخرجات القمة العربية الطارئة جاءت على مستوى تطلعات وطموحات الشعب الفلسطيني، لكنها تحتاج إلى آليات واضحة لتنفيذها على أرض الواقع. 

وأضاف الرقب خلال تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الاحتلال الإسرائيلي، مدعومًا من الولايات المتحدة الأمريكية، يشكل العائق الأساسي أمام تنفيذ مخرجات القمة وإعادة إعمار قطاع غزة.

وأشار الدكتور الرقب إلى أن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة تتميز بعمقها وتفاصيلها الدقيقة، مما يعكس إدراكًا شاملاً لواقع القطاع واحتياجاته. وأوضح أن من وضع هذه الخطة شخص على دراية كاملة بغزة، يعرف تفاصيلها، ويدرك مزاياها وعيوبها، ما مكّنه من وضع تصور متكامل لإعادة الإعمار.

وتعد الخطة المصرية خطوة محورية في جهود إعادة إعمار غزة، إلا أن تنفيذها يعتمد بشكل كبير على تذليل العقبات السياسية المفروضة من قبل الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة.

ومع استمرار هذه التحديات، يظل التفاعل العربي والدولي ضروريًا لدعم هذه الجهود وضمان تنفيذها بشكل يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • 11.8 مليار يورو استثمارات وتمويلات البنك الأوروبي للقطاع الخاص بمصر منذ 2012
  • اقتصادية النواب تقر توسيع نطاق عمليات البنك الأوروبي بدول أفريقيا جنوب الصحراء
  • بحضور وزيرة التخطيط.. اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب تُقر توسيع نطاق عمليات البنك الأوروبي بدول أفريقيا جنوب الصحراء
  • مصر تدعم توسيع عمليات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في أفريقيا والعراق
  • صحيفة: إسرائيل متمسكة باستدامة حرب غزة والمرحلة الثانية غير مطروحة
  • البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يقدم قرضاً لتحسين إنارة الشوارع في الأردن
  • الحرب كلّفت 14 مليار دولار و11 ملياراً للإعمار
  • بعد تهديدات «ترامب».. إسرائيل تقطع الكهرباء عن قطاع غزة المحاصر
  • الاتحاد الأوروبي يرحب بالخطة العربية لإعادة إعمار غزة
  • الدعم الأوروبي يتزايد.. هل تتحقق رؤية مصر لإعادة إعمار غزة؟