لبنان ٢٤:
2025-04-27@05:33:52 GMT

مبادرات اللاثقة جعجعة بلا طحين

تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT

مبادرات اللاثقة جعجعة بلا طحين


حركة مبادرات أشبه بجعجعة بلا طحين، تمخّضت عنها الأيام الأخيرة من الحراك النيابي والسياسي، انطلقت من هامش يتعلق بفقدان الثقة بين المتحاورين
وكتبت هيام قصيفي في" الاخبار": إزاء تعدّد المبادرات، يرتاح الثنائي الشيعي إلى أن الحركة القائمة تقف عند حدوده. ما يفعله حزب الله أنه يلتزم بالحوار تحت مرجعية الرئيس نبيه بري فحسب، لا بالانتخابات الرئاسية كمفصل سياسي.

وهنا جوهر الخلاف بين اتجاهين سياسيين: أيهما أهم الحوار أم الرئاسة؟ بين أول طاولة حوار دعا إليها بري والحوار المشروط اليوم إشكالات وفوارق عدة. ما خلص إليه تمسك الثنائي بالحوار برئاسة بري، يعكس جانباً من أزمة الثقة الزائدة التي يمارسها الثنائي في خضمّ الفراغ الرئاسي الذي يقترب من عامه الثالث. وهذا ما يعني بالدرجة الأولى خصومه، لأنه مع كل فراغ رئاسي تتكرّس أساليب جديدة في إعادة الإمساك بمفاصل السلطة، بما يتعدّى حتى ما يُحكى اليوم عن العرف المستحدث في شأن فرض سابقة الحوار قبل الانتخاب. وفائض الثقة يتعلق بقاعدة أولى، تخالف عملياً ما يقوله الحزب بأن الرئاسة مفصولة عن غزة.
لأن الاهتمام الأول يبقى لغزة والجنوب استطراداً بالنسبة إلى الحزب، لا يمكن بعد تطورات الأيام الاخيرة جنوباً الكلام عن وضع الميدان من دون الأخذ في الاعتبار ما حصل وردود الفعل المتبادلة حيال حدث جويا، والحجم غير الاعتيادي في التعامل معه، من جانب الحزب. لأن الحدث يستكمل ارتباط الوضع الجنوبي بغزة وبما يمكن أن تحمله التهديدات الإسرائيلية أو يلجمها. وهذا يعزز أن الأولوية في مكان آخر.
ويضاف إليها الحدث الإيراني الذي يبدأ بالرئاسيات ويُستكمل بوضع الملف النووي مجدداً في دائرة الضوء الأوروبي والأميركي، ما يجعل الأزمة اللبنانية تراوح مكانها. لكن الحزب لا يضيره في هذا الوقت استكمال مسار تحقيق مكاسب، تُترجم عندما تقترب لحظة الحل. بالنسبة إلى معارضيه، فإن الخطاب الانتقالي للتيار اليوم إحدى الخطوات، بعد تجميع شخصيات مسيحية أصبحت تدور في فلك الحزب كذلك، عدا إمساكه بورقة التفاوض عن لبنان في حالتي الحرب والسلم. وكلما تضاعفت الأحداث، ازداد تمسك الحزب بما حقّقه لينطلق منه إلى تقدّم آخر، يعكس واقع أنه ينتظر تحولاً يصب في ترتيب ما لمصلحته. ما يقوله معارضو الحزب هو العكس تماماً، لأن فائض الثقة بحصول هذا الترتيب لا يعكس واقع ما يصل إلى بعض دوائرهم من أن أي حل يبدأ بغزة، لن ينتهي في لبنان لمصلحة الحزب. لكن مشكلة معارضي حزب الله أن أيديهم مكبّلة، في انتظار جلاء أكثر للاتجاه الذي تقوده واشنطن والسعودية في المنطقة، سواء مع إسرائيل أو مع إيران، وفي انتظار ما ستسفر عنه حقيقة المفاوضات في غزة قبل وصولها إلى لبنان، ما يجعل الأفرقاء المعارضين أكثر تريّثاً في الإقدام على خطوات تكسر المراوحة الحالية. في حين يتصرف حزب الله، رغم الإرباكات الناجمة عن أشهر الحرب والتوترات الإقليمية، على أنه مرتاح أكثر إلى أن معارضيه لا يملكون بعد عدّة المواجهة ولا كلمة السر الخارجية.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

خبراء إسرائيليون يحذرون الاحتلال من نعي حزب الله وإزالته من خارطة التهديدات

يجمع الإسرائيليون في الآونة الأخيرة عددا من التطورات التي تزيد من الضغط على حزب الله، أهمها اغتيال قيادته السياسية والعسكرية الأولى، وسقوط نظام الأسد، وإضعاف المحور الإيراني، وتلقيه ضربات تلو الأخرى، مما أبعده عن خريطة التهديدات التي تستهدف الاحتلال.

ويتزامن ذلك مع إعلان الرئيس اللبناني عن نيّته نزع سلاح حزب الله، فيما يتم إزالة راياته من بعض المدن، ورغم كل ذلك، تصدر أصوات إسرائيلية ترى أنه من السابق لأوانه "تأبين" الحزب، وإزالته من خارطة التهديدات الأمنية. 

مجلة "غلوبس" الإسرائيلية أجرت في تقرير مطول ترجمته "عربي21"، جولة مع عدد من الباحثين العسكريين والاستراتيجيين لاستشراف مستقبل حزب الله في الساحة اللبنانية، ومدى خطورة التهديد الذي ما زال يمثله على دولة الاحتلال. 


شموئيل ألمي الكاتب في المجلة ذكر أن "الحملة العسكرية المباشرة ضد حزب الله التي شنها جيش الاحتلال قبل أشهر سبقها تخوفات إسرائيلية كبيرة من أنها ستضرّ بالدولة أكثر من أي وقت مضى، لكن مع بدئها، وتحقيقها لعدد من أهدافها، وبسرعة كبيرة، اختفت نبوءات الغضب بسرعة كبيرة، رغم أن ذلك لا يعني طي صفحة الحزب نهائياً". 

وأضاف أن "الحرب وتداعياتها في سوريا، مع الإطاحة بالأسد، أدت لثلاث تحديات كبرى وضعت الحزب في أخطر أزمة في تاريخه: أهمها القيادة عقب تصفية معظم قادته الكبار، واحدا تلو الآخر، لكن الضربة الأكثر تدميراً تكمن، بطبيعة الحال، في اغتيال أمينه العام حسن نصر الله، صحيح أن لكل زعيم بديل، لكن هذا ليس بالضرورة هو الحال بالنسبة له، وقد حرص الاحتلال على استهداف كل بدلائه المحتملين".
  
أفيرام باليش، نائب رئيس مركز القدس للشؤون الخارجية والأمنية، ذكر أن "اغتيال نصر الله ومركز القيادة شكّلا ضررا كبيرا للحزب، الحديث يدور عن مركز قيادة عمل لسنوات بتناغم تام مع نفسه ومع إيران، كما أن هؤلاء رموز مهمة وخاصة، وقد أضرّ اغتيالهم بصورة الحزب، وكشف عن اختراقها الاستخباراتي والتكنولوجي ، مما ألحق ضررًا بالغًا به، ووضع صعوبات أمام استعادة صورته". 

 ميكي أهارونسون، الرئيس السابق لقسم الشؤون الخارجية في الأمانة السياسية لمجلس الأمن القومي، والباحث الحالي في مركز الاستراتيجية الكبرى (ICGS)، أكد أن "الحزب يخشى اليوم من تفكيكه، لأنه ضعف كثيرًا بسبب ضعف إيران، رغم أن الاحتلال لم يحقق عليه نصرًا كاملاً، فالحزب لا يزال لديه فروع حول العالم، صحيح أن سقوط الأسد أضعف الحزب، لكن بروز محور سوريا-تركيا-قطر لا يصب في المصالح الإسرائيلية". 

بانينا شيكير، عضو منتدى "ديبورا"، والمحاضرة في مركز شاليم الأكاديمي والكليات العسكرية، ومعهد القدس للاستراتيجية والأمن، زعمت أن "الحزب ضعف عسكريًا بشكل ملحوظ نتيجة الهجمات الإسرائيلية على مواقعه منذ سبتمبر 2024، وأدت لإضعافه سياسيًا، لكنه لا يزال متجذرًا بعمق في الحمض النووي اللبناني، كما أن الطائفة الشيعية لن تتخلّى بسهولة عن السلطة السياسية التي حصلت عليها بفضل الحزب". 


أورينا مزراحي، نائبة رئيس مجلس الأمن القومي السابق للسياسة الخارجية، والباحثة بمعهد دراسات الأمن القومي (INSS)، أوضحت أن "ضعف الحزب منح دولة لبنان سهولة التحرك ضد النشطاء المسلحين الفلسطينيين، ولكن رغم الحديث عن ضعف قيادة الحزب، وتضرّرها، لكن هناك آلاف العسكريين الذين تنبض فيهم روح المقاومة، وتبقي علامة استفهام كبيرة تتعلق بالنشاط العسكري للحزب في بقية أنحاء لبنان، صحيح أنه قد يغيب عن الجنوب كي لا يصطدم بالدولة، لكن لا أعتقد أنه سيغيب عن أماكن أخرى". 

تال باري، رئيس قسم الأبحاث بمركز "ألما" لدراسة التحديات الأمنية في الشمال، كشف أنه "منذ الإطاحة بالأسد، تم إغلاق طرق التهريب الجوي والبحري عبر سوريا للحزب، ومع ذلك، لا تزال عمليات التهريب مستمرة عبر الحدود البرية في البقاع وشمال شرقي لبنان، كما يتم إرسال شحنات نقدية بالطرق الجوية عبر تركيا والعراق، أي أن الحزب لجأ لطرق بديلة. 

روث واسرمان لاندا، عضو الكنيست السابقة ونائبة السفير في مصر وباحثة بمعهد ميسغاف للأمن القومي، ذكرت أن "تراجع دور الحزب في لبنان عقب ضعف الدور الإيراني أفسح المجال أمام قطر لملء الفراغ الناجم، وهي تعرض الاستمرار بتمويل الجيش اللبناني لزيادة نفوذها، كما تموّل جماعة الإخوان المسلمين، وحماس والمعارضة المصرية، قطر تعمل على جميع الجبهات للحفاظ على الإسلام السياسي، وانضمامها للجيش اللبناني أمرٌ مقلق للغاية لإسرائيل، ويجب لفت الانتباه إليه". 

مقالات مشابهة

  • بري في موقف مفاجئ : لن نسلم السلاح الآن!
  • خبراء إسرائيليون يحذرون الاحتلال من نعي حزب الله وإزالته من خارطة التهديدات
  • «مستقبل وطن» يطلق مبادرة اليوم الواحد لتوفير السلع بأسعار مخفضة في شرم الشيخ
  • الرئيس عون من روما: وجودي هنا اليوم لأجدد التأكيد على الدور الروحي والرسالي الذي يحمله لبنان
  • الرئاسة والحزب... نحو مخرج منظّم
  • صحيفة إسبانية: حزب الله يعرقل مبادرات إنقاذ لبنان
  • نائب ينسحب من جلسة مجلس النواب.. ما السبب؟
  • حزب الله في لبنان.. من حرب العصابات إلى احتكار العمل المقاوم
  • سلام خلال استقباله رئيس المجلس الوطني الاتحادي في الإمارات: نعمل على ردم فجوة الثقة بين لبنان والدول العربية
  • ماتيو زوبي كاهن الحزب الاشتراكي الذي يرأس مجلس أساقفة إيطاليا