مخاوف أمريكية من انهيار السلطة الفلسطينية بعد قطع الاحتلال أموال الضرائب
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
نقل موقع "أكسيوس" الإخباري، عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ضغط على رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية.
وأضاف المسؤولون، أن إدارة الرئيس جو بايدن تشعر بقلق بالغ من احتمال انهيار السلطة الفلسطينية إذا لم يتم تحويل عائدات الضرائب قريبا ، حيث قد يؤدي الانهيار الاقتصادي بدوره إلى تصعيد في الضفة الغربية بالإضافة إلى الحرب على غزة وتصاعد التوترات بين الاحتلال وحزب الله في لبنان.
وقال مسؤولون أمريكيون إن البيت الأبيض غاضب من خطوة سموتريتش ليس فقط لأنها تزيد من زعزعة استقرار السلطة الفلسطينية والوضع الأمني في الضفة الغربية، ولكن أيضًا لأنه انتهك اتفاقًا تفاوضت عليه الولايات المتحدة وكان طرفًا فيه.
وأوضح المسؤولون أن بلينكن أبلغ نتنياهو خلال لقائهما يوم الاثنين أن قضية عائدات الضرائب مهمة للغاية بالنسبة لإدارة بايدن وأنه بحاجة إلى إصلاحها.
وأعلن وزير المالية المتطرف المتطرف، بتسلئيل سموتريش، بتجميد عائدات الضرائب في أوائل شهر أيار/مايو الماضي.
وتشكل عائدات الضرائب التي تجمعها دولة الاحتلال للسلطة الفلسطينية بموجب اتفاق بين الطرفين مصدرًا رئيسيًا للدخل للسلطة الفلسطينية، التي تعاني من أزمة مالية عميقة.
وبحسب أكسيوس فإن القضية كانت محور مكالمة هاتفية صعبة للغاية بين بايدن ونتنياهو في كانون الثاني/ ديسمبر الماضي، إذ طلب بايدن من نتنياهو حل القضية، وعندما رد رئيس وزراء الاحتلال بطريقة غير ملتزمة، قال الرئيس: “هذه المحادثة انتهت” وأغلق الهاتف.
واستمرت المحاولات أكثر من شهرين، حتى توصلت حكومة الاحتلال والسلطة الفلسطينية والنرويج والولايات المتحدة إلى اتفاق لاستئناف تحويل عائدات الضرائب، إلا أن الصفقة انتهت بعد قيام سموتريش بتجميد عائدات الضرائب الفلسطينية.
وقال الوزير المتطرف، أن ذلك بسبب الحملة القانونية التي تقوم بها السلطة الفلسطينية لإقناع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بتقديم طلب لإصدار أوامر اعتقال ضد قادة الاحتلال.
كما طالب النرويج بإعادة الجزء من عائدات الضرائب الفلسطينية التي كانت تحتفظ بها في الضمان كجزء من الاتفاقية، عقب اعترافها بدولة فلسطين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية بلينكن الاحتلال السلطة الفلسطينية السلطة الفلسطينية الاحتلال أموال الضرائب بلينكن المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة عائدات الضرائب
إقرأ أيضاً:
باحثون: لماذا فضّ أمن السلطة مسيرات الإضراب والتضامن مع غزة؟
ذكرت تقارير أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية قمعت أمس الاثنين مسيرة للتضامن مع غزة قرب دوار المنارة في مدينة رام الله، واعتقلت عددا من المتظاهرين بعد الاعتداء عليهم بالضرب.
وفي مقابلات مع الجزيرة نت، أكد باحثون سياسيون وخبراء أن ما قامت به أجهزة أمن السلطة يمثل مؤشرا خطيرا وسلوكا يخدم أهداف الاحتلال الإسرائيلي وحده، ويمثل إقصاء للتيار المقاوم والمناضل في الشعب الفلسطيني، ويعكس تنسيقا ممنهجا بين الأجهزة الأمنية وقوات الاحتلال، في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة منذ نحو 18 شهرا.
وأمس الاثنين، عمّ إضراب شامل جميع مدن الضفة الغربية، وخرجت مسيرات استجابة لدعوة أطلقتها القوى والفصائل الفلسطينية ونشطاء تنديدا بحرب الإبادة على القطاع والعدوان المتواصل على المدن والبلدات الفلسطينية، لكن هذه المسيرات تعرضت لقمع واعتقال بعض أفرادها من قبل عناصر في أجهزة السلطة الأمنية.
وأصدرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صباح اليوم الثلاثاء بيانا تدين فيه اعتقال أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية مشاركين في المسيرات التي تدعو إلى نصرة غزة والتضامن معها.
وقالت الحركة في بيانها إن "حملة الاعتقالات التي شنتها أجهزة أمن السلطة ضد أبناء شعبنا في الضفة عقب مشاركتهم في مسيرات وفعاليات نصرة غزة؛ هو مؤشر خطير وسلوك يخدم أهداف الاحتلال الإسرائيلي ويشكل طعنة جديدة لشعبنا وقضيتنا التي تمر بأخطر مراحلها".
كما أشارت حركة الجهاد الإسلامي إلى أن هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها القضية الفلسطينية "تستدعي تضافر كل الجهود من أجل وقف تهجير شعبنا من غزة والضفة".
إعلانوفي تصريحات خاصة للجزيرة نت، قال مسؤول العلاقات الوطنية في حركة الجهاد الإسلامي إسماعيل السنداوي إن "الاستجابة الواسعة لأبناء شعبنا في الضفة الغربية ليوم الإضراب العالمي تنديدا بحرب الإبادة وقتل المسعفين بدم بارد وقيام الأجهزة الأمنية الفلسطينية بقمع المتظاهرين والاعتقالات تعد أعمالا غير وطنية".
وأضاف السنداوي أنه "يجب على السلطة أن يكون لها دور في إسناد الشعب الفلسطيني في غزة من خلال العمل الجماهيري وتسيير القوافل إلى غزة".
موقف السلطة الفلسطينيةلكن الباحث والمحلل الفلسطيني الدكتور "ر. ع" (الذي رفض الكشف عن اسمه) يصف مظاهرات أمس بأنها قانونية ودعت إليها جهات رسمية وحركة فتح، وشارك فيها عدد كبير من فصائل العمل الوطني، وترافقت مع الدعوة إلى إضراب عام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتزم بها الجميع بما فيها الوزارات والمدارس والجامعات والقطاع التجاري.
وأشار الباحث الفلسطيني -في مقابلة مع الجزيرة نت- إلى أنه "شاهد بنفسه في هذه التظاهرات بعض من لهم أجندات خارجية أو ممن ينتمون لصفوف المعارضة الذين يستغلون الحشد الجماهيري في رام الله، وخرجوا عن البوصلة الأساسية التي رمت إليها هذه التظاهرات".
وأضاف المتحدث أن هؤلاء "بدؤوا بتخريب الممتلكات العامة والاعتداء عليها وعدم الالتزام بالخط الرسمي المقرر في هذه التظاهرة، مما أدى إلى تعطيل حركة المرور". مؤكدا أن بعض هذه الجماعات هتفوا "بعبارات التخوين والسب على عناصر الأمن المشاركين، وعرّضوا أمن المواطنين للخطر، وهذا يتعارض مع فحوى المظاهرات وهدفها، مما استدعى تدخل رجال الأمن لاعتقال هؤلاء الخارجين عن الصف الوطني".
"السلطة حسمت أمرها"
وبالعودة إلى تقييم الأحداث التي وقعت أمس الاثنين في مظاهرات الضفة الغربية في ميزان المحللين السياسيين، فإن ذلك يضع السلطة الفلسطينية أمام مفترق طرق لاختيار الوجهة التي ستمضي إليها، خاصة في ظل تحديات التهجير الشامل والعدوان المستمر اللذين يتعرض لهما الشعب الفلسطيني.
إعلانويقول الباحث السياسي محمد غازي الجمل إن السلطة الفلسطينية "يبدو أنها قد حسمت أمرها -منذ أمد- باتجاه الانحياز إلى القيام بالوظيفة الأمنية بغض النظر عن الأفق السياسي أو وجود مبرر وطني لهذا الأمر، وهو ما ينعكس سلبا على شرعيتها والتأييد الشعبي لها كما تظهره العديد من استطلاعات الرأي التي تعطيها درجة متدنية للغاية من الشعبية في الضفة الغربية أو خارجها".
وأضاف الجمل -في مقابلة مع الجزيرة نت- إلى أنه مع استمرار اليمين الإسرائيلي في تجريف مخيمات الضفة الغربية وتشريد أهلها، فإن السلطة الفلسطينية تلتحق شيئا فشيئا بالمنظومة الأمنية الإسرائيلية، وتأخذ منها الحماية والغطاء السياسي ما دام ذلك مقبولا لدى اليمين القومي والديني المتطرف في إسرائيل.
التزامات السلطةقضية الحسم الأمني وتنسيقه بين السلطة الفلسطينية والاحتلال التي تحدث عنها الجمل، يتوقف عندها مدير مؤسسة فيميد للإعلام إبراهيم المدهون، ويرى أنها تتم في إطار تنسيق وثيق وممنهج، وأشار إلى أن بعض العمليات تُنفذ بطلب مباشر من الاحتلال، وهناك اعتقالات تكون محددة وذات طابع أمني تكتيكي.
وذهب المدهون -في مقابلة مع الجزيرة نت- إلى "أن هناك اتفاقا ضمنيا بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية للحفاظ على حالة من الهدوء في الضفة، وضمان عدم حدوث أي تفاعل أو تعاطف جماهيري مع قطاع غزة، ولذلك يتم إفشال أي فعاليات داعمة لغزة بشكل استباقي، كما تتم ملاحقة واعتقال كل من يُظهر موقفًا مؤيدًا أو متضامنًا مع المقاومة هناك".
هذا الاتفاق بين الأجهزة الأمنية للسلطة والاحتلال -حسب مدير مؤسسة فيميد للإعلام- يثير عدة أسئلة تتعلق بالثمار التي تجنيها السلطة الفلسطينية من وراء ذلك؟
ويجيب المدهون بأن "السلطة لا تجني شيئًا فعليًا من هذه الاعتقالات سوى المزيد من الارتهان والتورط في التزاماتها الأمنية مع الاحتلال الإسرائيلي. لقد أصبح واضحًا أن السلطة عاجزة عن الفكاك من هذه الالتزامات (…) مما جعلها في موقع أقرب إلى الحارس منه إلى الممثل الوطني، وهذا الانحراف يعمّق أزمتها الداخلية ويزيد من فقدانها ثقة الشارع".
لكن الاعتقالات التي وقعت في مظاهرات أمس الاثنين في الضفة الغربية تأخذ أبعادا أكبر وأعمق من مجرد التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي عند الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني أحمد الحيلة.
إعلانإذ يعدد الحيلة -في تصريحات للجزيرة نت- وجوه الثمار التي تجنيها السلطة من التنسيق الأمني مع الاحتلال، ومنها:
هذه الاعتقالات تدخل ضمن سياسة إقصاء التيار المقاوم في الشعب الفلسطيني وتهميشه، كنتيجة لاستحقاقات اتفاقيات أوسلو الأمنية والسياسية. التنسيق يعد نتيجة لحالة إنكار الفشل العميق الذي وقع فيه رجالات السلطة الفلسطينية، وانهيار برنامجها السياسي، وخشيتها من تعاظم تيار المقاومة الجارف. محاولة التفرّد بالقرار الوطني الفلسطيني واحتكار السلطة بغض النظر عن الواقع المر والمآلات الكارثية على القضية الوطنية لأسباب ذاتية وبسبب سياسات الاحتلال الاستيطانية والتهويدية. هذه الاعتقالات هي استحقاق لاستدامة السلطة كإدارة محلية، واستمرار امتيازاتها المادية، وذلك كله وفق معايير الاحتلال المتحكّم في أموال الشعب الفلسطيني وفي السلطة وفي امتيازات شخصياتها، مما يجعل البعد الوطني ضحية، وحقوق الشعب الفلسطيني في مهب الريح أمام تغوّل الاحتلال في دماء الفلسطينيين وتنكره لحقوقهم الوطنية، حسب ما ذكره الحيلة.ومع هذه الحال، صعّد الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون عدوانهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 945 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 15 ألفا و800، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
كما يواصل الاحتلال تنفيذ غاراته الجوية والبرية والبحرية على القطاع، منذ استئنافه الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/آذار 2025. وحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن إسرائيل قتلت حتى اليوم الثلاثاء 1450 فلسطينيا وأصابت 3647 آخرين، حسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة.