وصمة الدم والهجرة الذكرى العاشرة لـ داعش في العراق
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وافق يوم ١٠ يونيو ٢٠٢٤ الذكرى العاشرة لقتل وتهجير المسيحيين بالموصل – العراق- على يد تنظيم داعش فى عام ٢٠١٤، وفى هذه الذكرى المؤلمة قال بطريرك الكلدان مارافائيل ساكو إنه من المفيد أن يدرك العراقيون إنْ بقيت الأمور على ما هى عليه حاليا من دون معالجة حقيقية للخروج من هذه الأزمات ليعيش الناس بالسلام.
وأضاف مارافائيل ساكو: وإن استمرت الهجرة فسوف يفرغ العراق من المسيحيين، وما يمثلونه من أصالة وعمق تاريخى وحضارى من هوية العراق. ينبغى إدراج تاريخهم فى مناهج المدارس العامة العراقية. رغم الجراح يبقى المسيحيون يحبون بلدهم، وكنيستهم، ويتمسكون برسالتهم. ووجه "ساكو" رسالة للدولة العراقية فى هذه الذكرى قال فيها:
أولا: يُنتظر من الدولة الاعتراف بخصوصية سكان بلدات سهل نينوى المكسورين، واحترام هويتهم ودعمهم. وسحب الميليشيات المهيمنة فى مناطقهم، وتسليم الملف الأمنى للشرطة الاتحادية والحراسات من أبناء هذه البلدات؛ وذلك وفق أسس قانونية ودستورية نافذة.
ثانيًا: الفكر الإلغائى ليس لصالح الإسلام. أيدولوجية داعش ومثيلاتها كونها فكرا متشددا، يلغى كل من يختلف معهم فى الحياة والدين. يستخدمون العنف والقتل وحرق الكرامات. لا يفهمون أن العالم تغير، وأن التنوع الدينى والمذهبى والثقافى وحرية التعبير غَدَت قيما معترفًا بها عالميًّا. يجب تجريم وإدانة من يحرض على الكراهية والعنف. وبنفس المنطق خطاب الازدراء والدعاء ضد الديانات، لا سيما ما تظهره المنتديات الإلكترونية فى مواقع كثيرة للتواصل الاجتماعي. وهنا نشدد على دور القيادات الدينية الكريمة ذات التأثير الكبير فى إشاعة القيم الإنسانية والوطنية المشتركة.
ثالثًا: بناء دولة حقيقية ديمقراطية مدنية. ما يُعيد الأمل إلى المواطنين أيّا كانت انتماءاتهم هو أن تعمل الحكومة والأحزاب السياسية الرصينة، على وضع خارطة طريق لإصلاح الأمور وبناء دولة ديمقراطية حقيقية مدنية، مستقلّة وقوية، تتجاوز التوتّرات الطائفية.
وتحتضن جميع المواطنين بكافة أطيافهم، ومكوناتهم الدينية والقومية على حدٍّ سواء، مستندة إلى قاعدة دستورية عادلة. وتقوم على اعطاء الأولوية للتربية وتثقيف مواطنيها وتنشئتهم على الولاء المطلق للوطن، والارتقاء إلى آفاق جديدة، بما يحقق الأمان والاستقرار والنمو. ثمة ضرورة لتغيير المناهج التعليمية الحالية.
وفق تلك القاعدة الدستورية تتعامل الحكومة مع” الاقليات” على مبدأ المواطنة والمساواة، ومحافظة حقوقهم، وتوفّير لهم سبل العيش الكريم، هذه البيئة الملائمة ستشجع الكفاءات والنخب على العودة الى البلاد، وتجلب استثمارات وتخلق فرص عمل، وتساهم فى اعمار البلد وازدهاره، وتضع العراق فى مصاف الدول المتحضرة.
ماذا حدث فى يونيو ٢٠١٤؟
ما حدث لم يكن يتخيَّله أحد. ففى يوم ١٠ يونيو ٢٠١٤ أعلن تنظيم داعش الخلافة فى مدينة الموصل، فى ١٧ يوليو خُيِّر المسيحيون بين مغادرة المدينة، أو دفع الجزيّة، أو القتل، ومصادرة املاكهم. وفى ٢٠ يوليو خرج من تبقى من مسيحيى الموصل، وكتب على ابواب بيوتهم حرف (ن) أى النصارى!
فى ليلة ٦-٧ اغسطس من نفس العام، خرج نحو ١٢٠ ألف مسيحى فى حالة من الرعب، من بلدات سهل نينوى بلباسهم، تاركين كلَّ شيء يملكونه، للنهب والسلب، من قبل عناصر التنظيم.
لجأ معظم المُهجرين الى مدن إقليم كردستان الآمنة، واستقبلتهم الكنائس الكلدانية التى تبقى مصدر قوة للمسيحيين، فى عينكاوا / اربيل، ومدن وقرى دهوك وزاخو والسليمانية. وخلال ثلاث سنوات هبت الكنائس بتنوّع مسمياتها، بدعم من الجمعيات الخيرية لتوفير السكن والطعام ومواصلة دراسة اولادهم.
وبالرغم من تحرير مناطقهم عام ٢٠١٧، وقيام الكنائس والجمعيات الخيرية بتأهيل بيوتهم ومدارسهم وكنائسهم، ودعمهم لم يرجع سوى ٤٠٪ (الموصل ١١٠ اشخاص من مجموع ٥٠.٠٠٠ بحسب الخور أسقف رائد عمانوئيل كلو، وتلكيف ٥٢ عائلة متعففة من اصل ٨٠٠ عائلة بحسب الاب شاهر نوري).
أما الباقون فهاجروا الى بلدان الشتات، أو استقروا فى اقليم كردستان الذى استقبلهم، بسبب غياب الثقة بمستقبل مستقر وآمن فى أماكنهم الأصلية، بل نقلت بعض الكنائس مقرّها الى عينكاوا، وشيدت لها كنائس خاصة بها فى الاقليم.
هذه المأساة الجماعيّة بحق المسيحيين والاقليات الاخرى لا تزال عالقة فى أذهانهم. وقد عمقها ما يتعرضون له بعد التهجير من انتهاكات تفزعهم وتدفعهم الى الهجرة، وتهدد استمرارية وجودهم فى بلدهم الأم: اذكر منها: هيمنة الميليشيات على مناطقهم، والإقصاء الوظيفى بسبب منطق المحاصصة، وعدم دفع رواتب موظفى اقليم كردستان بانتظام.
الإحصائيات
نحو ١٢٧٥مسيحى قتل فى حوادث عنف متعددة فى عموم العراق فى الفترة بين عام ٢٠٠٣ – ٢٠٢٣.
اُختطف عدد من رجال الدين فى الموصل وفى بغداد واُستُشهِدَ عدد منهم، المطران بولس فرج رحو، رئيس أساقفة الموصل للكلدان والاباء: رغيد كنى وبولس اسكندر، ويوسف عادل، والابوان ثائر عبدال ووسيم صبيح فى مذبحية سيدة النجاة( ٢٠١٠).
فُجِّرت ٨٥ كنيسة ودير فى بغداد والموصل والبصرة من قِبَل المتطرفين ثم داعش.
الاستحواذ على ٢٣ ألف بيت وعقا لهم وللأقليات. هذا موثّق فى حالة مجيئ حكومية تضع الامور فى نصابها.
هجرة أكثر من مليون مسيحى الى الخارج قلصت عددهم بشكل كبير.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الكنائس المسيحي المسيحيين
إقرأ أيضاً:
السوداني: فلول داعـش المندحرة لم تعد تشكل تهديداً على الأرض العراقية
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن المنعطفات الخطيرة التي تمر بها المنطقة منذ تاريخ 7 أكتوبر 2023 خلفت تداعيات غير مسبوقة.
وذكر رئيس الوزراء في تصريحات له خلال لقائه السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية في بغداد ، ان العراق تواصل مع عدد من القادة الأشقاء العرب والأصدقاء حول الشأن السوري وقدم ورقة العمل العراقية التي ركزت على احترام الإرادة والاختيارات الحرة للشعب السوري
وشدد رئيس الوزراء علي أهمية أن تعمل الدول العربية على دعم سيادة سوريا في أراضيها ، لافتا إلي أن التعرّض للتنوع الإثني والديني في سوريا ستكون له ارتدادات في المنطقة خصوصاً في العراق لا سيما مع وجود المراقد المقدسة واحتمالية استهدافها من أجل خلق الفتنة.
وأكد رئيس الوزراء العراقي جهوزية القوات العراقية والاقتدار الأمني والاستخباري.
وختم رئيس الوزراء: فلول عصابات داعـش المندحرة لم تعد تشكل تهديداً على الأرض العراقية.