آدم رجال: إنسان دارفور محكوم بالموت قصفاً أو بانعدام الغذاء والدواء
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
آدم رجال الناطق باسم منسقية النازحين واللاجئين، وصف تعاطي العالم مع واقع السودان بـ”الإهمال” و”التجاهل”، وأشار إلى سقوط الموتى يومياً بسبب الجوع.
خاص: التغيير
رسم الناطق الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين آدم رجال، صورة قاتمة لأوضاع الفارين من الحرب في الفاشر بشمال دارفور إلى منطقة طويلة التي تسيطر عليها حركة عبد الواحد محمد نور.
وقال خلال حديثه في مساحة (التغيير) على منصة “إكس”، الخميس، إن إنسان دارفور محكوم عليه بالموت إما بالقصف الجوي أو المدفعي أو انعدام الغذاء والدواء.
وأضاف أن الأسر التي وصلت من الفاشر إلى طويلة التي تسيطر عليها حركة عبد الواحد بلغت 7380 أسرة من 10 مايو الماضي حتى 11 يونيو الحالي، وهم في حاجة عاجلة للغذاء كأولوية أولى، ثم الدواء، والمياه ودور إيواء ومشمعات لأن فصل الخريف بدأ بالفعل في منطقة جبل مرة.
وأشار إلى أن ارتفاع وتيرة القتال في الفاشر منذ 10 مايو أجبرت المواطنين على مغادرة المدينة والتحرك إلى مناطق سيطرة حركة عبد الواحد.
ونوه إلى محدودية مصادر المياه في منطقة جبل مرة مما يدفع الناس لشرب مياه غير صالحة مع المواشي، وأكد أن المياه لا تكفي الأعداد الكبيرة للفارين من الحرب في الفاشر.
وقال رجال إن الناس كانوا يأكلون الجراد “والآن الجراد نفسه غير موجود”، كما نوه إلى عدم وجود شبكة اتصالات مباشرة عدا ستارلينك، ولا كهرباء، وأضاف: “نحن محرومون من كل أساسيات الحياة في دارفور”.
991 قتيل بسبب الجوع في معسكر كلمة أغلبهم من الشيوخ والأطفال والنساء
استجابة ضعيفةوقال رجال إن استجابة العالم لأوضاع المتضررين من الحرب ضعيفة جدا وهناك تجاهل تام لهذه الأزمة، وأشار إلى أن معسكر كلمة في نيالا بجنوب دارفور الذي تقطنه 520 ألف نسمة يوجد به 548 طفلاً يعانون من سوء تغذية حاد وكل 24 ساعة يموت 12 طفلا بواقع طفل كل ساعتين، وتوفي بسوء التغذية منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل العام الماضي 991 شخصا من الأطفال والنساء وكبار السن، وذلك لعدم دخول أي مساعدات لمعسكر كلمة منذ اندلاع الحرب.
رصدنا حالات انتحار خاصة وسط النساء بسبب سوء الأوضاع
وأضاف أن طرفي الحرب “الجيش والدعم السريع”، يستخدمان الغذاء والتجويع كسلاح، ونبه إلى ظهور حالات انتحار لم يتم حصرها بين النساء وهو سلوك جديد أدخلته هذه الحرب العبثية بسبب عدم توفر الغذاء والاوضاع الصعبة في المعسكرات.
وأكد أن المرأة أكثر طرف يدفع فاتورة هذه الحرب، ولفت إلى إجراء مسح في بداية شهر مايو كشف أنه بين كل 10 أسر توجد 8 أسر لا تجد غذاء كافياً.
وقال رجال إن كثيراً من القيادات باتت ترفض الحديث عن الواقع في دارفور لأنها ترى أنه لا توجد جدوى من الحديث.
وطالب السودانيين في دول المهجر بتنظيم وقفات احتجاجية للضغط على المجتمع الدولي للانتباه إلى الأوضاع المنسية في السودان.
ووصف تعاطي العالم مع واقع السودان بـ”الإهمال” و”التجاهل”، وأشار إلى سقوط الموتى يومياً بسبب الجوع.
العالم يهمل ويتجاهل الواقع الإنساني المتردي في دارفور
الضغط على الطرفينوناشد رجال، العالم بالضغط على طرفي الصراع لوقف إطلاق النار بصورة نهائية، وشدد على أنه لم يحصد الشعب السوداني منها غير الدماء والدموع، وأكد مشاهدته لتدهور أوضاع اللاجئين في تشاد خاصة الأطفال الذين يعيشون ظروفا إنسانية قاهرة وسط ارتفاع درجات الحرارة وانعدام المعينات الحياتية.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: وأشار إلى
إقرأ أيضاً:
رسالة لمناوى وجبريل ما تسقط الفاشر سقطت برلين
الرأى اليوم
صلاح جلال
(١)
???? تعاني مدينة الفاشر حالة حصار خانق على مدى سبعة أشهر منذ إندلاع حرب ١٥ ابريل ٢٠٢٣م ، في الآونة الأخيرة زادت عزلة المدينة وأصبح شريان الحياة الوحيد للمواطنين والجنود هو الإسقاط الجوى الذى يصيب ويخيب، وتعيش المدينة ظروف أمنية قاسية بين قطبى الرحى [المرحاكة وبنتها] قصف طيران الجيش الذى دمر معظم البنيات الأساسية فى المدينة وأزهق العديد من الأرواح ، والقصف العشوائى لمسيرات ومدفعية الدعم السريع التى نالت من أعداد مقدرة من الأرواح ، فى الحالتين أغلب الضحايا من المدنيين طوال فترة الحصار .
(٢)
????لقد إشتد الحصار الآن و لا يزال سكان هذه المدينة الحيوية والإستراتيجية يعيشون حالة من الخوف والقلق، مع تقييد حركة التنقل والحرمان من الحصول على الخدمات من طعام ودواء وزدات المخاطر على المدنيين فى المدينة ، خاصة بعد تراجع قوات المشتركة إلى داخل معسكر زمزم للنازحين مما يرشحه أرض لمعارك قادمة كلفتها باهظة على المدنيين
لقد هجر المدينة معظم سكانها القادرين على النزوح وتبقى من تقطعت به السبل وحرمهم الفقر المدقع من القدرة على الحركة ينتظرون أقدارهم رافعين أكف الضراعة لله عز وجل ليوقف هذه الحرب اليوم قبل الغد .
(٣)
???? منذ أن قررت القوة المشتركة المكونة من قوات مناوى وجبريل الإنحياز للقوات المسلحة ، أصبحت التعبئة فى داخل الفاشر تقع على عاتق مكون قبلى واحد ومعظم المستنفرين من هذا المكون مع مساهمات محدودة من قبائل أخرى ، لقد إستنزفت معركة الفاشر على مدى السبعة أشهر الماضية طرفى القتال الدعم السريع والمشتركة وتوسعت جغرافية الصراع فى محاولات السيطرة على خطوط الإمداد وقطعها فى مساحات واسعة من شمال دارفور ، وكثف الطيران الحربى قصفه العشوائي على الفاشر ونيالا والكومة وكبكابية ومليط راح الألوف من المدنيين ضحية لذلك
لتعرف حجم الكارثة الإنسانية فى الفاشر لقد عزيت أسرة واحدة خلال شهرين لفقدها خمسة من أفرادها فى معارك متعددة داخل الفاشر وحولها بواقع تعزية كل أسبوعين ، وأعرف عشرات الأسر لديها العشرات من الضحايا محاربين أو مدنيين تم فقدهم خلال السبعة أشهر الماضية .
(٤)
???? السؤال *هل الصراع حول الفاشر يستحق كل هذا النزيف من الدماء والخسائر ؟؟* سواء بإسم القبيلة أو الوطنية ، فى حرب المنتصر فيها خاسر *لماذا نسوق أهلنا للمحرقة فى الفاشر من أجل تحقيق أهداف سياسية؟؟* حتى إذا إنتصرنا هل نريد أن نحكم المقابر !!! أكتب هذا المقال ولدى رصد جيد لحجم الخسائر فى رأس المال البشرى خاصة فى معارك الفاشر وشمال الصحراء.
(٥)
???? *فى بداية الحرب قبل التطورات الأخيرة كتبت للأخ مناوى (ما تسقط الفاشر سقطت برلين* ) التى سيطر عليها الحلفاء بعد حصار طويل من عدة إتجاهات أنهك العسكريين والمدنيين معاً ، عملية الهجوم على برلين أو معركة برلين واحدة من المعارك الأخيرة على الجبهة الأوروبية في الحرب العالمية الثانية، والتي أطلق عليها السوفيت عملية الهجوم الإستراتيجي على برلين، حيث قامت جبهتان
سوفيتيتان بمهاجمة برلين من الشرق والجنوب، بينما قامت جبهة ثالثة باجتياح شمال برلين وإنتهت المعركة إلى إعلان الجنرال الألمانى فايدلنج عن إستسلام المدينة ، لقد فقدت ألمانيا أعداد ضخمة من الضحايا فى حصار برلين. وإنتهت إلى الإستسلام .
(٦)
????ماذا حدث بعد ذلك ، هل حمل الروس تراب برلين ليعودوا به إلى وطنهم؟؟
لقد تحررت برلين واليوم هى من أجمل المدن الألمانية ، لكن ضحاياها والدماء التى سالت من أجلها لم يعودوا للحياة ، لقد وقفت على سارى الجندى المجهول والمسلة فى برلين رفقة الحبيبة د.مريم الصادق المهدى ، المسلة التى خلدت الذكرى ، وهى شاهد على الحروب العبثية بين الشعوب فيما أطلقوا عليه الحرب العالمية الثانية وهى فى الحقيقة الحرب الأوربية الثانية .
(٧)
???? أدعى المعرفة وعلاقة ما بالأخوين د.جبريل ومناوى جمعتنا رفقه نضالية فى [مجموعة نداء السودان] رسالتى لهم *ما يجرى فى الفاشر نزيف دم يجب أن يتوقف فورا* فهو غير مُجدى وطنياً وقبلياً ، لقد أنهكتم الأهل وتحملوا فوق طاقتهم بتعبئة جائرة بإسم القبيلة والقومية ودفعوا ثمناً غالياً، لا ننكر عليهم أنهم فرسان قتال ولكن يجب توفيرهم لمعركة أعظم وأهم من هذه الحرب العبثية التى تفجرت فى الخرطوم بسبب طمع السلطة والثروة ، وبعد حمى وطيسها أراد لها من فجروها أن تلبس لبوس القبلية والمناطقية حتى تصبح حرب بالوكالة ، نيابة عن قيادة المركز الذى حاربتموها سنين عددا
لايوجد منطق لإستمرار الكلفة الباهظة لنزاع الفاشر ، *إذا تعذر وقف الحرب فى الخرطوم لماذا لا نوقفها فى الفاشر ؟؟ حيث الأهل هناك لا ناقة ولا جمل لهم فيها* !! ينتظرون إنتهاء الحرب ليعودوا لحياتهم الطبيعية التى فقدوها خاصةً أصحاب التجارة ورأس المال منهم ، الذين يريدون إقليم بلا حرب لتزدهر تجارتهم ويزيد رأسمالهم ، والحرب وما تخلفه من غبائن تحرم رأس المال من التوسع والأسواق التى لا تعرف القبلية والمناطقية .
(٨)
????????ختامة
رسالتى المتأخرة فى الساعة الخامسة والعشرين للأخوين جبريل ومناوى ومن معهم من المستنفرين فى الفاشر وقيادة الدعم السريع ممثلة فى الفريق حميدتى ، حرب الفاشر يجب أن تقف فوراً ، *كملتوا عيال الناس* ، فى حرب من فجروها أبنائهم فى تركيا والخليج ومصر وأوربا وأمريكا يعيشون فى أمان ويتعلمون فى أرقى الجامعات ينتظرون نهاية الحرب ليعودوا ليحكمومكم وأنتم تحرقون أبنائكم بلظى الحرب وتزيدون من الجهل والفقر والجوع والمرض الذى إستوطن فى تلك الأنحاء سنين عددا ولايحتاج للمزيد
*ماتسقط الفاشر سقطت برلين رغم الفارق ، برلين سقطت للأجنبى والفاشر تسقط فى حرب أهلية مؤسفة من حضن الوطن إلى حضن الوطن* فالنغنى مع الشاعر تميم البرغوثى
الذى عرف وعاش حروب الفصائل العبثية فى أرضه فانشد يقول
*بعض الحروب فى خسرانها شرف*
*من عاد منتصراً من مثلها إنهزم*
#لاللحرب
#لازم_تقيف