تقرير: خالد فضل

منذ أن أعلن عن احتفال بإطلاق سراح أكثر من 500 فرد من المحتجزين لدى قوات الدعم السريع معظمهم من ضباط الشرطة ومنسوبيها وبعض أفراد القوات المسلحة والمدنيين، ذلك بمسيد الشيخ أبو قرون بمنطقة شرق النيل بالخرطوم السبت الماضي، تباينت ردود الأفعال تجاه تلك الخطوة بين الترحيب والتشكيك والتعليل.

من جانبها أعلنت قوات الدعم السريع على صفحتها في منصة (×)، أنّ قيادة الدعم السريع بالتنسيق مع الصيب الأحمر أفرجت رسمياً عن مئات الأسرى من قوات الشرطة بعد رفض مليشيا البرهان استلامهم- على حد وصفها- فيما قال عدنان حزام الناطق الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان إنّ اللجنة لم تشارك في عملية إطلاق سراح المحتجزين من قبل قوات الدعم السريع، لكنه رحّب بأي مبادرة تأتي من أي طرف منخرط في الصراع تهدف إلى التخفيف من معاناة السودانيين في ظل هذا الصراع.

وأضاف في حديث لراديو دبنقا 10 يونيو 2024م، الأطراف المعنية تواصلت مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسهيل هذه العملية لأن الصليب الأحمر يلعب دور الوسيط الإنساني المحايد في مثل هذه العملية، ولكن للأسف لم يتمكن من تسهيل هذه العملية لعدم توفر الضمانات الأمنية لزملائنا العاملين على الأرض.

بيد أنّه أشار إلى تمكن اللجنة من إطلاق سراح أكثر من 565 محتجز من منطلق إنساني بحت؛ ذلك منذ اندلاع الصراع في أبريل2023م.

وفي السياق، أفاد خبير سوداني في القانون الدولي الإنساني- فضّل حجب اسمه- أنّ التوصيف القانوني لوضعية المفرج عنهم هو (المحتجزين) لأنه جرى احتجازهم في أتون صراع داخلي مسلح، وهو التوصيف للحالة السودانية بناء على البروتوكول الإضافي الثاني لإتفاقية جنيف، مضيفاً أن حقوقهم كذلك مضمنة في القانون، وهي الحقوق الإنسانية الكاملة المعروفة.

وحول وضعية الصليب الأحمر على الأرض الآن، أضاف أنّه لم يتمكن من العمل منذ حادثة الشجرة المشهورة في الأيام الأولى لنشوب الحرب، عندما كانت فرق منه تعمل وقتها على إجلاء عدد من الأسر في تلك المنطقة الملتهبة من نواحي الخرطوم، وتعرضت سيارات الإجلاء لإطلاق النار من جانب قوات الجيش بحجة أن السيارات لم تسلك الطريق المتفق عليه مسبقا بين الطرفين والصليب الأحمر، وقد نجم عن تلك الحادثة وفاة بعض أفراد تلك الأسر وإصابة بعض العاملين ضمن بعثة الصليب الأحمر مما قاده لتجميد عمله في الخرطوم من حينها.

وحول ما تم ذكره بأن الشرطيين المفرج عنهم قد تم تسجيلهم لدى رئاسة الصليب الأحمر في جنيف، أفاد المصدر نفسه، أنّ هناك آراء متداولة حول فرضية حصول قوات الدعم السريع على (فورمات) تسجيل الأسرى من مكاتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الخرطوم إثر سيطرتها على المناطق التي تقع فيها تلك المكاتب ومن ثم نهب ممتلكاتها بما فيها تلك الفورمات ليتم استغلالها بعد ذلك من جانبهم ودون علم الصليب الأحمر.

(تقدّم) على الخط

من جانب آخر أبلغ بكري الجاك المتحدث الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) صحيفة (التغيير) الإلكترونية، أنّ إطلاق سراح ضباط الشرطة المحتجزين لدى قوات الدعم السريع يأتي ضمن إعلان أديس أبابا الموقع في يناير الماضي بين (تقدم) والدعم السريع، حيث التزم الأخير بذلك في الإعلان، وقال إنّ الجيش رفض الحضور للتنسيق مع الصليب الأحمر أكثر من مرّة (طبعا لا نعرف سبب رفض الجيش بشكل مفصل)- بحسب تعبيره.

مسيد أبو قرون.. النجاح في صمت

في بيان باسم الشيخ إدريس الحسن أبو قرون؛ خليفة مسيد الشيخ أبو قرون بمنطقة شرق النيل في الخرطوم بحري، تلقت (التغيير) نسخة منه، كشف عن تواصله منذ نوفمبر 2023م مع قيادات الدعم السريع لإطلاق سراح الأسرى، وتأمين منطقة شرق النيل.

ويمضي البيان إلى أنهم وجدوا من قيادة الدعم السريع كل التقدير والاحترام والموافقة الكاملة على المبادرة والوفاء بالعهد وإطلاق سراح عدد كبير من العسكريين والمدنيين على فترات متفاوتة. وكذلك العمل على تأمين المنطقة من المتفلتين مما قاد إلى بقاء المواطنين وعدم مغادرة قراهم، وحل كثير من المشاكل، وقد تمّ كل ذلك في صمت وبعيداً عن الإعلام، وأنّ المبادرات ستستمر لجمع الصف الوطني وإطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين، كما نوه البيان بالشكر لقائد الدعم السريع وعدد من قياداته لدورهم الإيجابي في نجاح المبادرة.

تشكيك وخشية على الطرف الآخر

عشية وصول عدد من المفرج عنهم من منسوبي الشرطة السودانية إلى مدينة شندي- بولاية نهر النيل التي تقع تحت سيطرة قوات الجيش والمليشيات المتحالفة معه- انطلقت دعوات تطالب بالتحقيق معهم قبل إطلاق سراحهم وتسليمهم إلى ذويهم خشية أن يكونوا مصادر لقوات الدعم السريع، جاء ذلك في تسجيل صوتي تم نشره على نطاق واسع عبر وسائط التواصل الاجتماعي، حيث دعا فيه الفريق شرطة عابدين الطاهر مدير المباحث الأسبق إلى استجواب الضباط المفرج عنهم، والتعامل معهم بحذر شديد، وعزلهم لمدة زمنية، وعدم السماح لهم بدخول الوحدات الرسمية.

بيد أنّ  رأياً مخالفاً تمت نسبته إلى العميد شرطة الطيب شاور دكين، تمّ تداوله كذلك في عدة منصات تواصل سودانية، حيث يطالب العميد دكين بأن يتلقى المفرج عنهم الرعاية الصحية والطبية لأنهم سودانيون ولهم أسر قبل أن يكونوا شرطيين، ونوه إلى أن الخطوة تمت في المسار الذي افترعته (تقدم) باتفاقها مع الدعم السريع على إطلاق سراح المحتجزين لديها.

وتساءل في خاتمة كلمته عن أي جريرة يريد الفريق الطاهر حبسهم بها لمدة 6 أشهر. والملاحظ أنه لم تصدر أي ردود من جانب القوات المسلحة أو قيادة الشرطة حول موضوع هؤلاء المحتجزين المفرج عنهم حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

في سياق ذي صلة، وبحسب معلومات من مصادر متطابقة وذات صلة في الأسابيع الأولى لاندلاع القتال في الخرطوم فإن أعداداً كبيرة من ضباط الشرطة كانوا قد عبروا الحدود إلى مصر المجاورة ضمن موجات اللجوء الكثيفة في تلك الأيام، خاصة مع حملات الاستهداف الواضحة داخل الأحياء السكنية  لمنسوبي الأجهزة العسكرية والأمنية من جانب قوات الدعم السريع، فيما يعرف معد التقرير أفراداً من منسوبي الشرطة ممن تجمعهم به أواصر وصلات إجتماعية، في الخرطوم والجزيرة، التحقوا  للعمل في بعض الولايات التي يسيطر عليها الجيش، أو اتجهوا لأعمال أخرى طلباً للرزق.

الوسومالجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الصليب الأحمر القوات المسلحة شرق النيل ضباط الشرطة مسيد الشيخ أبو قرون

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الصليب الأحمر القوات المسلحة شرق النيل ضباط الشرطة قوات الدعم السریع الصلیب الأحمر ضباط الشرطة المفرج عنهم إطلاق سراح فی الخرطوم شرق النیل أبو قرون من جانب ذلک فی

إقرأ أيضاً:

السودان: الدعم السريع وجماعات متحالفة معها توقّع على دستور انتقالي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وقّعت قوات الدعم السريع السودانية وحلفاؤها على دستور يمهّد الطريق إلى تشكيل حكومة موازية، حسب ما أفاد عضو في التحالف، اليوم الثلاثاء.

وقال العضو في اللجنة التحضيرية لـ«تحالف السودان التأسيسي»، أحمد تقد لسان: «تمّ التوقيع على الوثيقة الدستورية في نيروبي الليلة الماضية من قِبل جميع الأطراف المشاركة في التوقيع على الميثاق التأسيسي»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

كانت الحكومة السودانية قد نددت باستضافة كينيا اجتماعاً لتوقيع اتفاق سياسي بين «قوات الدعم السريع» وقوى سياسية وجماعات مسلحة لتشكيل «حكومة موازية»، لافتة إلى أن ذلك يعني تشجيع تقسيم الدول الأفريقية وانتهاك سيادتها.

 ويخوض الجيش السوداني حرباً ضد «قوات الدعم السريع» منذ أبريل 2023 بعد خلافات حول خطط لدمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة في أثناء عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني.

وأدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني. كما تسببت في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

مقالات مشابهة

  • السودان: الدعم السريع وجماعات متحالفة معها توقّع على دستور انتقالي
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • الجيش السوداني يتقدم شرقي الخرطوم
  • الإصلاح الإداري كمدخل لإنقاذ الاقتصاد .. دروس من قصة يوسف عليه السلام
  • معارك شرق الخرطوم والجيش يكثف غاراته على الدعم السريع بمحيط الفاشر
  • شهادات ميدانية: الدعم السريع ترتكب أعمال قتل ونهب بالفاشر
  • لجنة إغاثية سودانية: مقتل 4 نازحين في مخيم (أبوشوك) بقصف للدعم السريع
  • الجيش السوداني يتقدم أكثر باتجاه العاصمة و مقتل 10 من مليشيات الدعم السريع
  • مقتل 10 من الدعم السريع والجيش يتقدم في محاور القتال شرقي الخرطوم
  • القسام تنشر تسجيلًا مصورًا لأسرى إسرائيليين يودعون المفرج عنهم في صفقة التبادل