التكنولوجيا.. منصة لتحويل الخدمات التقليدية إلى ذكية
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
خولة علي (دبي)
يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً في تحسين العمليات التقنية والتحول الرقمي بمختلف القطاعات والمجالات الحيوية، بدءاً من التعلّم، ووصولاً إلى سوق العمل مما يسهم في تطور وتقدم المجتمعات ناهيك عن مساهمة هذه التقنية في متابعة ومعرفة مجمل القضايا، ومنها مشاكل البيئة والتغير المناخي وغيرها من الأحداث التي تشهدها المنطقة، هذا ما أكدته خلود الحبسي المدربة في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، والحاصلة على بكالوريوس في تقنية المعلومات تخصص الشبكات من جامعه الامارات، وحاصلة على ماجستير في إدارة الأعمال بالجامعة الأميركية، ولديها خبرة في مجال إدارة وتنفيذ مشاريع البنية التحتية الرقمية، كما أنها مدربة في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتسويق الرقمي.
حلول التكنولوجيا
سعت خلود الحبسي، إلى تعزيز ونشر تقنية الذكاء الاصطناعي من خلال تأسيسها لشركة «هيكسا 7» لحلول التكنولوجيا، والتي تعمل على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، من خلال تقديم استشارات لإدارة المشاريع والتسويق الرقمي وخدمات دراسة الجدوى وصناعة المحتوى، لتحويل هذه الأعمال من تقليدية إلى ذكية باستخدام التقنيات الناشئة، والأدوات الأنسب لأعمالهم.
أساليب مبتكرة
وعن بداية اهتمامها بالذكاء الاصطناعي، تقول خلود الحبسي «في عام 2020 وتحديداً بعد جائحة كوفيد-19، وجدت أن الكثير من المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي كانت تعتمد على الأسلوب التقليدي في البيع والتسويق، قد تراجعت في مبيعاتها بشكل ملحوظ، حتى اضطر بعضهم إلى إغلاق مشروعه، فقررت تقديم المساعدة لزملائي، في محاولة للنهوض مجدداً والارتقاء بمنظومة عملهم لتواكب التغيرات الجديدة واستراتيجية الإمارات في التحول الرقمي، فبحثت حينها عن أساليب جديدة ومبتكرة لإدارة العمل الناشئ باستخدام التحول الرقمي وبأقل تكلفة، ومن هنا كانت البداية».
الوقت والجهد
ومن خلال بحثها واطلاعها في مجال الذكاء الاصطناعي، اكتشفت أدوات وتقنيات متعددة تسهم في تطوير الأعمال الناشئة، حيث تمكنت من الرد على استفسارات المتعاملين من دون الحاجة للمكوث طوال اليوم خلف الشاشة، ومكنتهم من الوصول الى آلاف النماذج والنصوص في التسويق وكتابة الإعلانات وتصميم المحتوى الممتع والدعائي للمنتجات والخدمات وغيرها من الأدوات الرائعة والإبداعية، التي توفر الوقت والجهد أيضاً.
دور حيوي
وعن دور وأهمية هذه التقنية في المجالات التعليمية والعملية، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، تؤكد الحبسي أن التكنولوجيا لها دور حيوي في التطور الحديث للمجتمع والاقتصاد، وتأثيرها يمتد إلى مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك التعليم والعمل، ففي المجال التعليمي تسهل عملية الوصول للمعلومات وموارد التعلم التفاعلية والذكية، بالإضافة الى توفير تجارب تعلّم مخصصة لاحتياجات المتعلم من خلال تكنولوجيا التعلم الآلي وتعزيز مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات من خلال تصميم التمارين التعليمية، وأما من جهة المجال العملي، تقوم هذه التقنية بتحسين إنتاجية وزيادة كفاءة العمل، وتسهيل وسائل الاتصال بين الأفراد، وتوظيف هذه التقنيات في تقديم حلول مبتكرة لتحديات العمل وتطوير مهارات الموظفين، وتحقيق المرونة في بيئة العمل مما يسهم في تحسين التوازن بين العمل والحياة.
«ثلاثية العمل الناشئ»
وعن دورها كمدربة، أكدت الحبسي أن لديها شغفاً كبيراً بمشاركة المعرفة، وهذا ساعدها في دعم أكثر من 2000 متدرب من الطلاب ورواد الأعمال الطموحين، وقد استحدثت منهجية في تدريبها أطلقت عليها «ثلاثية العمل الناشئ»، والتي تعتمد على تدريب الرائد الطموح في 3 مجالات هي: الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال الناشئة والتسويق الرقمي، وهذه المجالات، من وجهة نظرها، تلعب دوراً مهماً من خلال تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز المشروع الناشئ وعملياته والأدوات اللازمة لتحسين التسويق والتواجد الرقمي، بما يدعم الانتشار والوصول لعملاء جدد محتملين في نطاق جغرافي أوسع.
مهارات أساسية
واعتمدت الحبسي في نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي على مجموعة من الأساليب المتنوعة، لتسهيل فهم الناس لهذه التقنية المتقدمة، وتحفيزهم للاستفادة منها بشكل فعّال ومستدام، ومن هذه الأساليب توعية الجمهور عبر الوسائط المختلفة من خلال تبسيط مفاهيم الذكاء الاصطناعي وتسليط الضوء على أثر الذكاء الاصطناعي على حياتنا اليومية، بالإضافة إلى تقديم ورش عمل ودورات تدريبية لتعلّم المهارات الأساسية وتشجيع التفاعل والتجارب العملية، من خلال المشاركة في فعاليات المجتمع لنقل المعرفة حول الذكاء الاصطناعي، ومنها المخيمات الصيفية والمؤتمرات والندوات.
مساهمات عربية
من أهم الورش والبرامج التدريبية التي قدمتها خلود الحبسي في مجال الذكاء الاصطناعي، ورشة مفاتيح الذكاء الاصطناعي، وورشة الذكاء الاصطناعي في تطوير الأعمال الناشئة، مقدمة في الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، ودبلوم الذكاء الاصطناعي للتنفيذيين.
وحالياً تقوم الحبسي بدراسات بحثية عن تأثير الذكاء الاصطناعي وإثراء المساهمات العربية في التطور التكنولوجي العالمي، وتعزيز التواصل والتفاعل بين الباحثين والمهتمين بهذا المجال في الوطن العربي، مما يسهم في بناء شبكات التعاون وتبادل المعرفة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الخدمات الذكية التكنولوجيا الخدمات التكنولوجية التسويق الرقمي الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی هذه التقنیة فی مجال من خلال
إقرأ أيضاً:
ملتقى الصنّاع الثاني يفتح آفاق الابتكار والتصنيع الرقمي للشباب
صراحة نيوز- عقدت مؤسسة ولي العهد، خلال ملتقى الصنّاع بنسخته الثانية، السبت، سلسلة من الجلسات النقاشية والحوارية بمشاركة 17 خبيراً ومبتكراً ورائد أعمال، لبحث قضايا الابتكار والتكنولوجيا والتصنيع الرقمي وريادة الأعمال، ولتبادل الخبرات المحلية والعالمية في هذا الإطار.
وضم الملتقى خمس جلسات نقاشية تفاعلية امتدت على مدار اليوم، إلى جانب جلسات قصيرة ملهمة عبر مساحة ديناميكية غطت مجالات متنوعة.
وجرى خلال الجلسات استعراض عدد من رواد الأعمال والمبتكرين تجاربهم، لتسليط الضوء على التجارب الريادية والمشاريع المبتكرة والتقنيات الناشئة لمدة عشر دقائق لكل منهم، ويهدف هذا الأسلوب إلى إثراء معرفة الحضور وتزويدهم برؤى متنوعة في وقت وجيز، بطريقة تفاعلية وجاذبة.
كما استضاف الملتقى متحدثا دوليا بارزا في عالم الابتكار والذي تحدث في جلسة رئيسية حول مفهوم بناء آلات التصنيع الرقمي مفتوحة المصدر (Open source)، ودور التصنيع الرقمي في تطوير الحلول الهندسية القابلة للتكرار والمفتوحة أمام المبتكرين حول العالم.
وتناولت الجلسة محاور متعددة أبرزها: اكتشاف الشغف في مختبرات التصنيع الرقمي (Fab Labs)، والمشاريع المفتوحة المصدر في مختبرات الابتكار، وإمكانية بناء الآلات الخاصة، وتطوير أنظمة تشغيل خاصة للآلات، إضافة إلى توثيق المشاريع ومشاركتها في منظومة الابتكار العالمية، كما واستعرض عدداً من المنشورات والأبحاث في هذا المجال.
وفي جلسة أخرى بعنوان “دور التصنيع الرقمي في تصميم وتصنيع العلاجات الطبية المخصصة”، ناقش عدد من الخبراء والمختصين من قطاعات طبية وتكنولوجية مختلفة، إمكانات تقنيات التصنيع الرقمي وأدواته في ابتكار حلول طبية متقدمة، وتطوير أدوات طبية مخصصة تلبي احتياجات الأفراد بدقة أعلى، بما يعكس التكامل بين القطاعين الابتكاري والطبّي.
كما تناولت جلسة “إعادة التفكير في الاستثمار في المنتجات الملموسة: المخاطر والمكافآت والحقائق” واقع الاستثمار الصناعي في ظل التحولات الرقمية، والتحديات التي تواجه رواد الأعمال في تطوير منتجات مادية في سوق متغير، إضافة إلى مناقشة فرص النمو في القطاعات الإنتاجية القائمة على الابتكار.
وهدف الملتقى من خلال هذه الجلسات إلى توفير منصة تجمع العقول المبدعة والمواهب الشابة والخبراء لتبادل المعرفة والأفكار، وبحث السبل الكفيلة بتعزيز ثقافة الابتكار وتبني الحلول التكنولوجية الحديثة وأبرزها تقنيات التصنيع الرقمي في عالم المنتجات الملموسة وفي كافة القطاعات.
وشهد الملتقى مساحات متنوعة مفتوحة لكافة الزوار مجاناً، مثل معرض الابتكارات بمشاركة أكثر من 114 عارضا لمشاريع وابتكارات من مؤسسات أكاديمية ومصممين وطلاب مبتكرين مستقلين، إلى جانب ورشات عمل تطبيقية مجانية وأنشطة تفاعلية عديدة لكافة الأعمار كما وأتاح الملتقى للزوار فرصة لتجربة أدوات التصنيع الرقمي والتعرف عليها عن قرب، مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد، وآلات التشغيل الرقمي (CNC)، وقاطعات الليزر وغيرها الكثير، والمستخدمة في مختبرات التصنيع الرقمي حول العالم.
ويجسد ملتقى الصناع نهج مؤسسة ولي العهد في تمكين الشباب وإلهامهم، وفتح آفاق جديدة أمامهم في مجالات الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال، بما يواكب الرؤية الوطنية في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والإبداع.