مفتي الديار اليمنية يدعو لأداء صلاة الاستسقاء .. غدا الجمعة
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
يمانيون../
نظمت رابطة علماء اليمن بالتعاون مع مكتب الإرشاد بأمانة العاصمة، اليوم فعالية خطابية بعنوان ” فريضة الحج ووحدة الأمة وأمنها الاستراتيجي وولاية الله ورسوله والمؤمنين، تزامناً مع فريضة الحج ومباركةً للإنجاز الأمني الاستراتيجي”.
وفي الفعالية التي حضرها رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد المتوكل، طالب مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، علماء اليمن وخطباء المساجد بدعوة الناس يوم غد في خطبتي الجمعة لأداء صلاة الاستسقاء والتذكير بأهميتها والرجوع والتوبة إلى الله والاستغفار.
وأكد على ضرورة التحدث عن أهمية المواجهة التي يقوم بها الشعب اليمني ومحور المقاومة ضد العدو الصهيوني، وعدم التقليل من شأن حضور الناس في الفعاليات والمظاهرات لأن هذا يعطي زخماً للقضايا المهمة والرئيسية في أذهان الناس واعتباره نوع من الجهاد في سبيل الله.
وأشار إلى أهمية الدور المعول على العلماء والخطباء في تحمل المسؤولية، مؤكداً أن عقوبة التفريط بتوجيهات وأوامر الله هو الخزي والعار في الدنيا والحسرة والندامة في الآخرة.
وبارك العلامة شرف الدين، الإنجازات الكبيرة التي حققتها الأجهزة الأمنية اليمنية، وأخرها الكشف والقبض على شبكة تجسس أمريكية وإسرائيلية قامت بأدوار تجسسيه وتخريبية في مختلف مؤسسات الدولة اليمنية على مدى عقود.
ولفت إلى ضرورة الاهتمام بهذا الأمر والحديث عن خطورة التجسس والخيانة لله ولرسوله والمؤمنين.. قائلاً ” تابعنا اعترافات الجواسيس وهم يدلون باعترافاتهم لأنهم يعلموا أنه لم يعد بإمكانهم أن يخفوا شيئاً”.
وثمن هذه الخطوة التي قامت بها الأجهزة الأمنية.. لافتا إلى أهمية أن يكون الشعب اليمني في منتهى اليقظة والحذر وأن يكون جزاء فاعلا على الحفاظ على البلاد والعباد والهوية الإيمانية وحاضراً بالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإبلاغ عن كل أمر يشتبه فيه.
وفيما يتعلق بفريضة الحج أشار العلامة شرف الدين، إلى أن الله سبحانه وتعالى أراد بمقاصد وشعائر الحج أن يجمع الأمة على كلمة واحدة، لأن سوء الظن مع الفرقة هو الغالب.. مبيناً أن الله جعل فريضة الصيام أيضاً لكي تصوم الأمة في وقت واحد وتفطر في وقت واحداً تأكيداً على واحدية الأمة المحمدية وجمع كلمتها وتوحيد صفها.
ولفت العلامة شمس الدين شرف الدين، إلى سعي الأعداء لطمس معالم الحج وتضييع مقاصده وفوائده الحقيقية من أذهان الناس، من خلال زرع احكاماً ثقيلة على الحجاج كرفع تكاليف الحج، والمفوجين الذين نصبوهم من أجل تفويج الحجاج وجعلوا من الحج ظاهرة لا ثمرة ولا تأثير لها في نفوس الناس ووحدة الصف.
وأشار إلى أن التفاعل مع قضايا الأمة أمر مهم وأساسي في إيجاد الروح الجهادية والنفسية العالية التي يتمتع بها الشعب اليمني والذي عول عليه النبي الكريم بقوله ” الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفقه يمان”.
وتساءل مفتي الديار اليمنية بقوله “هل من التقوى أن يباح الخمر في أرض الحرمين الشريفين، وأن تفتح المراقص والملاهي؟!”.
واستغرب العلامة شرف الدين، من السماح للاستثمارات الاسرائيلية والأمريكية في بناء سلسلة الفنادق العالمية والشهيرة في قلب مكة وبجوارها، وحول الحرمين الشريفين، مبيناً أن آل سعود يستخدمون الحج لأغراض اقتصادية وسياسية بحته بعيداً عن مقصده الديني الإيماني الحقيقي.
ودعا الشعب اليمني إلى أن يكون على قدر الشهادة التي منحهم الله ورسوله في حمل راية الإسلام والدفاع عن المستضعفين في مختلف أرجاء الأرض.
من جانبه أشاد مستشار المجلس السياسي الأعلى – رئيس اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى العلامة محمد مفتاح، بالجهود الكبيرة في الحشد والتعبئة لنصرة الشعب الفلسطيني في ميدان السبعين ومعظم ساحات الجمهورية والتي تعود في جزء منها إلى اهتمام العلماء والخطباء بحشد الناس وتوعيتهم بأهمية الحضور في المسيرات المساندة للشعب الفلسطيني.
وبارك النجاح الكبير الذي حققته الأجهزة الأمنية بضبطها وكشفها شبكة التجسس الأمريكية والإسرائيلية التي عملت منذ عقود على جمع معلومات سرية عن الوضع الأمني والعسكري والاقتصادي وعملت على التدمير الممنهج للعمل المؤسسي ولمنظومة القيم والأخلاق وإهلاك الحرث والنسل في كل جوانب الحياة في اليمن.
وأشار العلامة مفتاح، إلى أن ما تم الافصاح عنه في وسائل الإعلام هو جزء صغير مما يتخيله أي عاقل.. داعياً الخطباء إلى توضيح هذا الأمر للناس بغرض توعية المجتمع.
ونوه بموقف الشعب اليمني وقيادته الحكيمة المنسجم مع الانتماء الأخلاقي والديني والإنساني والعربي مع القضية الفلسطينية ومواجهة ثلاثي الشر “أمريكا وإسرائيل وبريطانيا”.
وفي الفعالية التي حضرها رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبد المجيد الحوثي، أشار مفتي محافظة تعز العلامة علوي بن عقيل، إلى أهمية فريضة الحج التي جعلها الله شعيرة مقدسة تدل على واحدية الأمة في العبادات والمقاصد رغم اختلاف أجناسهم وألوانهم وألسنتهم وتوجهاتهم.
ولفت إلى أن الأعداء يسعون إلى تمزيق الأمة عبر مخططات وأحكام تؤدي إلى التفرقة.. مؤكدا أن الأمة اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الوحدة وتحرير المقدسات من الهيمنة والاستكبار العالمي، لإعادة مجد هذه الأمة ومكانتها الحضارية والإسلامية التي كانت مزدهرة ومنارة للعالم أجمع.
كما ألقيت كلمات من عضو مجلس الشورى صالح العويري، ووكيل أول أمانة العاصمة خالد المداني، ووكيل وزارة الإرشاد العزي راجح، باركت النجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية في القبض والكشف عن شبكة التجسس الأمريكية والإسرائيلية والتي كانت تنخر في كل مفاصل ومؤسسات الدولة بمختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية والزراعية والصحية والتعليمية على مدى عقود.
وتطرقت إلى عظمة فريضة الحج الأكبر وقدسية الأماكن وأهمية تعظيم شعائر الله التي جعلها للناس جميعاً.. مبينة أن نظام آل سعود أفرغ المشاعر المقدسة من مضمونها الإيماني والديني وسخرها للجانب السياسي والاقتصادي.
وأوضحت الكلمات أن العدو الأمريكي يسعى للسيطرة على فريضة الحج.. مؤكدة على أهمية المسؤولية الملقاة على عاتق العلماء والخطباء لتوضيح الخطر الأمريكي والأنظمة العميلة التي ارتمت في أحضان قوى الاستكبار.
حضر الفعالية أعضاء رابطة علماء اليمن، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ورؤساء الجامعات والأكاديميين والخطباء والمرشدين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الأجهزة الأمنیة الشعب الیمنی فریضة الحج شرف الدین إلى أن
إقرأ أيضاً:
أحمد نعينع يفتتح شعائر صلاة الجمعة بتلاوة القرآن الكريم من مسجد مصر الكبير
افتتح القارئ الدكتور أحمد نعينع، شعائر صلاة الجمعة اليوم بقراءة آيات من القرآن الكريم، في مسجد مصر الكبير في العاصمة الإدراية الجديدة، بعد ضم المسجد رسميًا إلى وزارة الأوقاف المصرية، وإقامة صلاة الجمعة فيه، التي نقلها التليفزيون المصري، بثًا مباشرًا.
ويؤدي خطبة الجمعة من مسجد مصر الكبير، الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، بعنوان: «التحذير من خطورة التكفير»، والهدف من هذه الخطبة التي حددتها وزارة الأوقاف هو: التحذير من الفهم المغلوط للكتاب والسنة وأثره في التكفير.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، صدق على نقل تبعية مسجد مصر الكبير إلى وزارة الأوقاف، تعزيزًا للدور الحضاري والديني للمساجد الكبرى في مصر، وقد أعلنت الوزارة عن برامج دعوية وعلمية شاملة تهدف إلى جعل المسجد منارة للفكر الإسلامي الوسطي ومركزًا لنشر الثقافة الإسلامية الرشيدة.
التحذير من خطورة التكفير
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الحَمْدُ للهِ غَافِرِ الذَّنْبِ، وَقَابِلِ التَّوْبِ، شَدِيدِ العِقَابِ، ذِي الطَّوْلِ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ، الحَمْدُ للهِ حَمْدًا يُوَافِي نِعَمَهُ وَيُكَافِئُ مَزِيدَهُ، نَحْمَدُكَ اللَّهُمَّ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، وَنَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الهُدَى وَالرِّضَا وَالعَفَافَ وَالغِنَى، ونَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، ونَشْهدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ وَخَلِيلُهُ، صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيمِ، النَّبِيُّ المُصْطَفَى الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ –تَعَالَى- رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ الفِكْرَ التَّكْفِيرِيَّ مِنْ أَخْطَرِ مَا يُوَاجِهُ أَوْطَانَ المُسْلِمِينَ، يُهَدِّدُ اسْتِقْرَارَهَا وَنُمُوَّهَا وَتَقَدُّمَهَا، وَيَسْعَى فِي تَدْمِيرِ حَاضِرِهَا وَمُسْتَقْبَلِهَا، فَمَا أَنْ يَنْبُتَ ذَلِكَ الفِكْرُ الظَّلَامِيُّ فِي أَرْضِ التَّأْوِيلَاتِ الفَاسِدَةِ وَالاعْتِدَاءِ عَلَى نُصُوصِ الوَحْيَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، حَتَّى تَخْرُجَ لِلدُّنْيَا ثِمَارُهُ الفَاسِدَةُ المُخَرِّبَةُ، فَيُهْدَمُ الإِنْسَانُ وَتُدَمَّرُ الحَضَارَةُ.
أَيُّهَا السَّادَةُ، مَنْ نَصَّبَ هَؤُلَاءِ الحُدَثَاءَ حُكَّامًا عَلَى دِينِ المُسْلِمِينَ بِالتَّفْسِيقِ وَالتَّكْفِيرِ؟! بِأَيِّ حَقٍّ يُدْخِلُونَ هَؤُلَاءِ الجَنَّةَ وَيُخْرِجُونَ أُولَئِكَ مِنَ النَّارِ؟ أَلَيْسَ الوَعِيدُ النَّبَوِيُّ الشَّدِيدُ حَاضِرًا يَهُزُّ القُلُوبَ «أيُّما رَجُلٍ قَالَ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرُ، فقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُما»، وَكَأَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَنْظُرُ مِنْ وَرَاءِ الحُجُبِ وَيَصِفُ هَؤُلَاءِ وَصْفًا عَجِيبًا: «إِنَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ قَرَأَ الْقُرْآنَ حَتَّى إِذَا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عَلَيْهِ، وَكَانَ رِدْءَ الْإِسْلَامِ، اعْتَرَاهُ إِلَى مَا شَاءَ اللهُ؛ انْسَلَخَ مِنْهُ وَنَبَذَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، وَسَعَى عَلَى جَارِهِ بِالسَّيْفِ، وَرَمَاهُ بِالشِّرْكِ، قِيلَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَيُّهُمَا أَوْلَى بِالشِّرْكِ، الْمَرْمِيُّ أَمِ الرَّامِي؟ قَالَ: «بَلِ الرَّامِي»، ثُمَّ قُلْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا المُكَرَّمُ: أَلَيْسَ هَذَا المَشْهَدُ حَاضِرًا اليَوْمَ بِكُلِّ تَفَاصِيلِهِ؟
أَيُّهَا الكِرَامُ، إِنَّ هَؤُلَاءِ المُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ قَدْ أَجْرَمُوا بِالتَّعَدِّي عَلَى آيَاتِ القُرْآنِ الكَرِيمِ وَأَحَادِيثِ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ الأَمِينِ -صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ-، يَقْتَطِعُونَهَا مِنْ سِيَاقِهَا، وَيُنْزِلُونَهَا عَلَى المَعْنَى النَّفسِيِّ الظَّلْمَانِيِّ الَّذِي يَمْلَؤُهُ الاسْتِئثَارُ وَالأَنَانِيَّةُ، وَيُدْخِلُونَ الفُرُوعَ فِي الأُصُولِ بِلَا بَصِيرَةٍ مِنْ عِلْمٍ أَوْ فَهْمٍ، وَقَدْ صَدَقَ فِيهِم الوَصْفُ النَّبَوِيُّ: «يَقْرَأُونَ القُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَقُولُونَ مِنْ قَوْلِ خَيْرِ البَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»، فَكَانَ الفَهْمُ المَغْلُوطُ مَنْهَجَهُمْ، وَحَمْلُ السِّلَاحِ وَسِيلَتَهُمْ، وَإِذَاقَةُ المُجْتَمَعِ وَيْلَاتِ الدَّمَارِ وَالشَّتَاتِ غَايَتَهُمْ.
أفضل دعاء يوم الجمعة .. ردد أجمل أدعية مستجابة لراحة البال وانشراح الصدربعد ضمه رسميا لوزارة الأوقاف.. أول صلاة جمعة من مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية
يَا أَتْبَاعَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ وَالتَّسَامُحِ، اعْلَمُوا أَنَّ التَّكفِيرَ فِي حَقِيقَتِهِ سَمْتٌ نَفْسِيٌّ مُنْحَرِفٌ، وَمِزَاجٌ حَادٌّ ثَأْرِيٌّ عَنِيفٌ، وَأَنَّ سِرَّ خُصُومَةِ التَّكْفِيرِيِّينَ مَعَ بَنِي الإِنْسَانِ هُوَ الأَنَانِيَّةُ وَالكِبْرُ، وَأَنَّ تَارِيخَهُمْ مُلَوَّثٌ بِتَكْفِيرِ الصَّحَابَةِ وَالعُلَمَاءِ وَالأَتْقِيَاءِ، وَسَفْكِ الدِّمَاءِ، وَانْتِهَاكِ الحُرُمَاتِ، والتَّعَدِّي عَلَى بُنْيَانِ الإِنْسَانِ، وَحَاضِرَهُمْ شَاهِدٌ بِالحَرْقِ وَالذَّبْحِ وَقَطْعِ الرِّقَابِ، فِي مَشَاهِدَ لَمْ تَجْنِ مِنْهَا الأُمَّةُ المرْحُومَةُ إِلَّا الخَرَاب.
وَهَذِهِ رِسَالَةٌ لِكُلِّ مَنْ يَنْتَمِي إِلَى هَذَا الفِكْرِ الظَّلَامِيِّ: هَلْ تَسْتَحِقُّ أُمَّتُكَ المَصُونَةُ المَرْحُومَةُ أَنْ تُكَفَّرَ أَفْرَادُهَا؟ كَيْفَ تَسْتَسِيغُ نَفْسُكَ أن تُدَنِّسَ ثَوْبَ الإِسلَامِ النَّقِيِّ الَّذِي بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ بِالعُدْوَانِ عَلَيْهِ تَفْسِيقًا وَتَبْدِيعًا وَتَكْفِيرًا؟! قِفْ وَقْفَةً مَعَ نَفْسِكَ، مَعَ فِكْرِكَ، مَعَ وِجْدَانِكَ، فَمَا زَالَ الأَذَانُ يُرْفَعُ فِي سَمَاء بِلَادِنَا صَادِحًا بِالحَقِّ وَالسَّكِينَةِ وَالأَمَانِ، وَلَا زَالَتْ شَعَائِرُ الإِسْلَامِ ظَاهِرَةً مُتَأَلِّقَةً تَقُولُ لِلْمُسْلِمِينَ: انْشُرُوا السَّلَامَ وَالأَمَانَ فِي الدُّنْيَا؛ فَأَنْتُمْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَالإِحسَانِ وَالْإِكْرَامِ لِلْخَلق.
وَيَا أَيُّهَا المِصْرِيُّونَ، أَبْشِرُوا وَاطْمَئِنُّوا! سَتَظَلُّ مِصْرُ الأَزْهَر حَائِطَ صَدٍّ مَنِيعٍ وَحَجَرَ عَثرَةٍ أَمَامَ الفِكْرِ التَّكْفِيرِيِّ الظَّلَامِيِّ، مُدَافِعةً عَنِ القِيَمِ، مُؤْتَمَنَةً عَلَى الشَّرْعِ الشَّرِيفِ، مُصَدِّرَةً الخَيْرَ وَالرَّحْمَةَ وَالجَمَالَ لِلْعَالَمِينَ، صَانِعَةً لِلْحَضَارَةِ، شِعَارُهَا تَلَقِّي الوَحْيِ الشَّرِيفِ بِالفَهْمِ الصَّحِيحِ الَّذِي يُحَقِّقُ مَقَاصِدَهُ وَغَايَاتِهِ، وَيُرَسِّخُ مُرَادَ اللهِ فِي أُمَّةِ حَبِيبِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.
*
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ الغِشَّ آفَةٌ ذَمِيمَةٌ، وَجَرِيمَةٌ مُنْكَرَةٌ، تَعْصِفُ بِالمُجْتَمَعِ، وَتُعَطِّلُ طَاقَاتِهِ، وَتَنْهَشُ ثَرَوَاتِهِ، فَكَمْ مِنْ مَوَاهِبَ دُمِّرَتْ، وَكَمْ مِنْ حُقُوقٍ ضُيِّعَتْ، وَكَمْ مِنْ أَرْوَاحٍ أُزْهِقَتْ بِسَبَبِ ذَلِكَ الغِشِّ المَقِيت.
فَيَا أُمَّةَ (اقْرَأْ) أَنْقِذُوا أَجْيَالَنَا مِنْ غِشٍّ يُدَمِّرُ مُسْتَقْبَلَ النَّشْءِ، وَيَقْتَلِعُ عَمَلِيَّةَ التَّعْلِيمِ مِنْ جُذُورِهَا، وَيَا أَيُّهَا التُّجَّارُ الشُّرَفَاءُ اعْلَمُوا أَنَّ الغِشَّ وَالتَّدْلِيسَ سَرَطَانٌ اقْتِصَادِيٌّ مَقِيتٌ، مَا بَيْنَ عَلَامَاتٍ تِجَارِيَّةٍ زَائِفَةٍ، وَتَعَدٍّ عَلَى حُقُوقِ المِلْكِيَّةِ الفِكْرِيَّةِ، وَنَصْبٍ إِلِكْتِرُونِيٍّ فَاضِحٍ، وَنَقْصٍ فِي الأَوْزَانِ وَالمَكَايِيلِ، ثُمَّ يَأْتِي السُّؤَالُ: أَلَمْ يَسْمَعْ أُولَئِكَ الغَشَّاشُونَ هَذَا الوَعِيدَ الإِلَهِيَّ الَّذِي يَخْلَعُ القُلُوبَ {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}، أَلَمْ يَقْرَأُوا هَذَا التَّحْذِيرَ الرَّبَّانِيَّ الشَّدِيدَ {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}، أَمَا آنَ أَنْ تَتَرَبَّى الضَّمَائِرُ مِن جَدِيدٍ عَلَى مَائِدَةِ القُرْآنِ العَظِيم!.
السَّادَة الكِرَام، أَلَا تَرَوْنَ أَنَّ الغِشَّ فِي النَّصِيحَةِ، وَالتَّزْيِيفَ، وَتَضْلِيلَ الأَفْكَارِ يُورِثُ عُقُولًا مُتَطَرِّفَةً تُمَثِّلُ عُدْوَانًا صَارِخًا عَلَى الدِّينِ وَالإِنْسَانِ وَالحَضَارَة، وَيُعَدُّ خِيَانَةً لِلْمَقْصِدِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ مِنْ قَوْلِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، أَلَيْسَ التَّلَاعُبُ فِي الأَسْهُمِ وَالسَّنَدَاتِ وَالبُورْصَةِ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ قَوْلُ الجَنَابِ الأَنوَرِ -صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ-: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا»؟!
إِنَّها صَيْحَةُ تَحْذِيرٍ غَايَتُهَا الْحِفَاظُ عَلَى عُقُولِ وَمُقَدَّرَاتِ هَذَا الوَطَنِ مِنَ الغِشِّ الَّذِي يَنْهَشُ فِي ثَرَوَاتِ الوَطَنِ المَادِّيَّةِ وَالعَقْلِيَّةِ نَهْشًا، فَهَلْ مِنْ مُعْتَبِر!.. اللَّهُمَّ احْفَظْ عُقُولَ شَبَابِنَا وَاهْدِ قُلُوبَهُمْ.. وَانْشُر السَّكِينَةَ وَالطُّمَأْنِينَةَ فِي بِلَادِ المُسْلِمِينَ.