«صوت أمريكا»: سياسات بكين الجديدة بشأن بحر الصين الجنوبى تزيد من مخاطر اندلاع الحرب
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يحذر الخبراء العسكريون من زيادة خطر اندلاع حرب مع بكين بعد إعلانها مؤخرا عن سياسات أكثر صرامة بشأن ما تراه أحقيتها فى المناطق المتنازع عليها فى بحر الصين الجنوبي، بحسب ما ذكرته إذاعة "صوت أمريكا".
فى أواخر الشهر الماضي، أعلنت الصين أن خفر السواحل سيتمتع بسلطة التحقيق والاحتجاز لمدة تصل إلى ٦٠ يوما "للأجانب الذين يعرضون الأمن القومى والمصالح الصينية للخطر" فى المياه المتنازع عليها.
وفى ٨ يونيو، أعلنت الصين أنها ستسمح للفلبين بتسليم الإمدادات وإجلاء الأفراد من موقع استيطانى فى "سكند توماس شول" المتنازع عليه، والذى قررته محكمة دولية أنه يقع داخل المياه الفلبينية، فقط إذا أبلغت بكين أولا.
ورد مجلس الأمن القومى الفلبينى بأن البلاد ستواصل الحفاظ على مواقعها الاستيطانية فى بحر الصين الجنوبى وتزويدها بالإمدادات دون طلب إذن من أى دولة أخرى.
وقال مستشار الأمن القومى الفلبينى إدواردو أنو، بشأن خطوات بكين، أنها "سخيفة وغير مقبولة."
ووفقا لتقرير نشر فى ١٠ يونيو فى صحيفة "جنوب الصين الصباحية"، أظهر استطلاع للرأى أجراه "OCTA Research" أن ٧٣٪ من الفلبينيين يؤيدون إتخاذ المزيد من التحركات العسكرية لحماية حقوق الفلبين الإقليمية، بما فى ذلك الدوريات البحرية الموسعة وإرسال قوات إضافية.
وتعتقد وسائل الإعلام الفلبينية أن إجراءات بكين الجديدة ستمكن خفر السواحل الصينى من اعتقال الفلبينيين "بشكل تعسفي" فى مياههم. وتشمل ادعاءات الصين بأحقيتها بالبحر بأكمله تقريبا، المناطق الاقتصادية المعترف بها دوليا فى العديد من دول جنوب شرق آسيا.
ووصف الرئيس الفلبينى فرديناند ماركوس جونيور، السياسات الصينية الجديدة بأنها "غير مقبولة على الإطلاق"، وقال إنه سيتخذ جميع الإجراءات اللازمة "لحماية المواطنين"، متعهدا بمواصلة "الدفاع عن أراضى البلاد."
وفى خطابه خلال حوار "شانجريلا" الأمني، فى سنغافورة فى ٣١ مايو، أشار ماركوس جونيور إلى أنه إذا قتل فلبينى فى صراع على بحر الصين الجنوبى مع الصين، فمن شبه المؤكد أن ذلك سيكون بمثابة تجاوز للخط الأحمر ويقترب جدا مما تعتبره الفلبين بأنه إعلان حرب.
وقال القائد السابق للقيادة الأمريكية فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ جون سى أكويلينو، أمام الكونجرس الأمريكى الشهر الماضى أن مانيلا يمكن أن تفعل معاهدة الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة التى تم توقيعها فى عام ١٩٥١، فى مثل هذه الحالة.
وأوضح رئيس التجارة الدولية فى معهد السياسة العالمية فى لندن بوب سافيتش، الأسبوع الماضى إن هذا قد يدخل الولايات المتحدة والصين فى صراع مباشر.
وكتب سافيتش فى مقال له نشر فى صحيفة "آسيا تايمز"، "ما تسبب فى اندلاع الحرب العالمية الأولى فى ٢٨ يونيو ١٩١٤، اغتيال الوريث المفترض لعرش الإمبراطورية النمساوية المجرية فرانتس فرديناند فى بلد فى جنوب شرق أوروبا. هذه المرة، قد تندلع بسبب وفاة بحار فلبينى فى المياه الاستوائية لجنوب شرق آسيا."
ويعتقد سافيتش أنه إذا اضطرت مانيلا لطلب المساعدة الأمريكية بموجب معاهدة الدفاع المشترك، فمن المتصور أن تواجه سفن خفر السواحل الصينية بسرعة السفن الحربية الأمريكية التى تحافظ على حرية الملاحة فى المنطقة، وكتب: "يجب على الولايات المتحدة والصين التأكد من عدم الاتجاه نحو تكرار مأساة عام ١٩١٤ فى النصف الثانى من يونيو ٢٠٢٤، أو فى أى وقت فى المستقبل."
وقالت الباحثة في معهد شئون المحيطين الهندى والهادئ أندريا كلوى وونج، فى تصريحات نشرتها "صوت أمريكا"، أنه إذا تم تفعيل معاهدة الدفاع المشترك، "فقد يؤدى ذلك إلى تصعيد أو صراع بين الفلبين والصين".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصين الفلبين بحر الصین
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: توتر بين القوميين المتطرفين الروسييين في ظل التقارب المفاجئ مع الولايات المتحدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه في أعقاب التحول الكبير في سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه روسيا، يسعى القوميون المتطرفون المؤثرون في روسيا لفهم التغير المفاجئ في العلاقات مع أكبر أعداء روسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ الهجوم الروسي الكامل على أوكرانيا قبل ثلاث سنوات، كان العديد من أفراد المجتمع الروسي، وخاصة أولئك الذين يشاركون بنشاط في الحرب، قد تم تغذيتهم بالأيديولوجيا التي يروج لها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقوميون الروس، والتي تعتبر أن روسيا تخوض حربًا وجودية ضد "الغرب الجماعي" بقيادة الولايات المتحدة.
وأعطت الحرب انكشافًا كبيرًا لما يُعرف بمجتمع "Z" الروسي - المتطوعين المؤيدين للحرب، والمدونين العسكريين، والقوميين المتطرفين الذين يرغبون في رؤية إخضاع أوكرانيا تمامًا.
وقال العديد ممن تمت مقابلتهم من قبل واشنطن بوست إنهم لن يقبلوا بتسوية سلام إلا إذا تضمنت إقالة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتغيير السلطة في كييف.
ومع تقدم المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة ببطء، سيضطر بوتين إلى مراقبة هذه الفئة الصاخبة (والمسلحة جيدًا) من المجتمع، التي أصبحت أقوى خلال الحرب وفي مرحلة ما انفجرت في تمرد مفتوح مع تمرد قائد المرتزقة يفجيني بريجوجين.
وذكرت الصحيفة أن القوميين المتطرفين لعبوا دورًا مهمًا طوال الصراع، فالعديد منهم قاتلوا في الصفوف الأمامية وتم مكافأتهم بزيادة في مكانتهم الاجتماعية في المجتمع الروسي خلال الحرب، ولعقود من الزمن، كان هؤلاء الشخصيات القومية يُنظر إليهم من قبل الرئاسة الروسية "الكرملين" كمصدر غير مستقر للمعارضة المحتملة، ولكن تم استخدامهم لدعم الرسالة الحكومية حول ضرورة هذه الحرب الدموية والمستمرة.
ومع ذلك، ظهرت هذه الفئة أيضًا كمصدر نادر للنقد تجاه بوتين وقرارات حكومته، وتم التعامل مع بعضهم عندما تجاوزوا الحدود، فلقد تم تهديد الكرملين داخليًا عندما حدث تمرد بريجوجين ومجموعة فاجنر في 2023، والذي كان يمثل أكبر تهديد داخلي في الذاكرة الحديثة. وتم احتواء تمرده، ولقي بريجوجين وقادته مصرعهم في حادث تحطم طائرة غامض.
وفي العام الماضي، تم سجن إيجور جيركين، وهو ضابط سابق في جهاز الأمن الفيدرالي وقائد انفصاليين، لمدة أربع سنوات بتهم التطرف.
وأشارت الصحيفة إلى هناك حالة قلق أخرى من المجتمع الأرثوذكسي الروسي، الذي كان قد دعم بسرعة رواية الكرملين بأن الغزو جزء من "حرب حضارية" و"روحية" ضد الغرب الفاسد والشيطاني، وبعد البداية الحماسية لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، بدأ القلق في الظهور.
وكتب بوريس كورشيفنيكوف، مقدم برنامج على قناة "سباس" الدينية التابعة للدولة الروسية، على تليجرام الأسبوع الماضي أن الأمريكيين يرونها "صفقة" بينما هي بالنسبة لهم "حرب وتضحية من أجل مستقبل روسيا".
وأضاف أن "كلمة صفقة" مثيرة للاشمئزاز لأنها تتغاضى عن التضحية الروسية وشرف الجيش الروسي.
ومن جهة أخرى، يشعر العديد من الجنود الروس في الخطوط الأمامية أن الحرب هي أكثر من مجرد قتال ضد الأوكرانيين، حيث يعتقدون أنهم يخوضون حربًا ضد الناتو والولايات المتحدة، بعدما شهدوا بشكل مباشر الأثر المدمر للأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا.
وقال قائد وحدة استطلاع في تشاسيف يار إن معظم الجنود الروس "لا يهتمون" بتقارير وسائل الإعلام التي وصفوها بأنها "هراء عاطفي" كانت موجهة للاستهلاك الغربي، وقال إنه هو وزملاؤه يركزون فقط على تنفيذ الأوامر.
وأضاف "نحن نعمل، ليس لدينا وقت، ولسنا مهتمين بالأمر. كل شيء يتعلق بالنصر، النصر، النصر بالنسبة لنا".
ويعتقد بعض القوميين المتطرفين أن أي تسوية سلام ستضر بمصالحهم الوطنية. وعلى الرغم من وجود فرصة ضئيلة لقيام هؤلاء الراديكاليين في وقت لاحق بالاعتراض على صفقة سلام محتملة، إلا أنهم لا يزالون يمثلون أقلية في المجتمع الروسي، حيث يظل غالبية الروس غير مهتمين ومستعدين لدعم أي قرار يتخذه بوتين - على حد تفسير الصحيفة الأمريكية.
وقال أليكسي فيديديكتوف، رئيس تحرير محطة "إيكو موسكفي" الإذاعية، إن "السؤال دائمًا هو، ماذا نحن نقاتل من أجله؟ ومن ضد من؟ الآن أصبح الأمر مكشوفًا مجددًا أننا لا نقاتل ضد أحد، بل نحن نقاتل من أجل مكاننا تحت الشمس، والقمر، والسماء".