المدرسة العمرية.. مبنى تاريخي من عهد المماليك يثير مطامع الاحتلال
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
مدرسة تقع بالبلدة القديمة في القدس، وسط شارع طريق الآلام الممتد من شارع الواد حتى باب الأسباط، بنيت على قطعة أرض ملاصقة للمسجد الأقصى من الناحية الشمالية الغربية، وعلى مقربة من باب الغوانمة.
إطلالتها وقربها من المسجد الأقصى جعلاها محل أطماع سلطات الاحتلال التي تعمل على استهدافها ومحاولة تفريغها من الطلاب المقدسيين.
أنشئ مبنى المدرسة في العهد المملوكي عام 1312م، ويقع في الرواق الشمالي للمسجد الأقصى وعلى مقربة من باب الغوانمة، أحد أبواب المسجد الأقصى الذي يحوي المصلى القبلي وقبة الصخرة، ويحدّه من الجنوب المسجد الأقصى ومن الشمال الطريق العام المسمّى طريق المجاهدين أو السرايا القديم والآلام حاليا، ومن الغرب الطريق المؤدّي إلى المسجد الأقصى والمعروف بطريق بوابة الغوانمة، ومن الشرق حاكورة تابعة للمدرسة الملكية.
في أواخر العصر المملوكي، استعمل المبنى دارا للنيابة، وفي أوائل عهد الدولة العثمانية استخدم دارا للحاكم وللجيش العثماني.
وفي عام 1930، عقد أول مؤتمر للعالم الإسلامي في المبنى، ثم في عام 1935 عقد فيه مؤتمر علماء فلسطين، وعام 1938 اتخذه المجاهدون مقرا للجهاد ضد الاستعمار البريطاني.
المدرسة العمرية في القدس تقع على طريق باب الغوانمة (الجزيرة)في عهد الانتداب البريطاني، تم تجديد المبنى على يد المجلس الإسلامي الأعلى، بينما بقيت القاعة والأبنية الموجودة أسفله على حالها منذ العهد المملوكي، واستأجره الشيخ محمد الصالح من الأوقاف وحوله إلى مدرسة لتعليم الأولاد باسم "روضة المعارف".
وبقيت كذلك حتى سنة 1938، ثم استولى عليها البريطانيون عام 1939 وحوّلوها إلى مركز للشرطة، وفي عام 1948 أصبح مقرا لجيش الإنقاذ العربي، ثم مقرا لقائد القدس الأردني.
وفي العام نفسه (1948)، كان موقع المبنى مركزا لقيادة القوات الأردنية، وفي عام 1952 افتتح مرة أخرى وسمي "المدرسة العمرية". ويوجد في موقع المدرسة مدفن الشيخ الصوفي درباس الكردي الهكاري.
للمبنى تاريخ عريق عمره 8 قرون، إذ إنه بني في العصر المملوكي، وشكل 3 مدارس مملوكية هي:
المدرسة المحدثية: وهي مدرسة تاريخية يرجع تأسيسها إلى العصر المملوكي، وتقع داخل أسوار البلدة القديمة لمدينة القدس عند قبو الغوانمة في الركن الشمالي من ساحة المسجد الأقصى، وهي مكونة من طابقين، كل طابق فيه 5 غرف وفي الطابق السفلي منها مسجد بمساحة 10م×5م، أنشأها عز الدين أبو محمد عبد العزيز العجمي الأردبيلي سنة 762هـ/1360م، وتشرف على المسجد الأقصى المبارك ولها درج يؤدّي إلى المسجد الأقصى لكنّه أغلق مؤخرا. المدرسة الجاولية: وتقع عند زاوية المسجد الأقصى الشمالية إلى الغرب. وقد وقفها الأمير علم الدين سنجر الجاولي نائب غزة والقدس (683-745هـ /1284-1344م) وجعلها مدرسة فسميت باسمه. المدرسة الصبيبية: تأسست على يد الأمير علاء الدين بن علي بن محمد الصبيبي، نائب قلعة نصيبين، وذلك عام 800هـ، وهي تحتلّ الجزء الشرقي من المدرسة العمرية اليوم وتشمل القاعة والأبنية أسفلها وتمتدّ باتجاه المسجد الأقصى. المدرسة العمرية تقع في البلدة القديمة في القدس (الجزيرة) مساحة المدرسة العمريةتقدّر مساحة المدرسة بحوالي 8 دونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع)، وهي عبارة عن بناء مستطيل من الشرق إلى الغرب يبلغ طولها 95م وعرضها 55م، ويتألف هذا المستطيل من عدة أبنية تعود لفترات تاريخية مختلفة، ويتكون من:
الطابق الأرضي: وهي عبارة عن أبنية وقنوات مائية مرتفعة قديمة. الطابق الأول: وهو عبارة عن أروقة و32 غرفة وساحتين. الطابق الثاني: عبارة عن 25 غرفة وساحتين كذلك. الطابق الثالث: عبارة عن 8 غرف وسطوح المدرسة. أهمية المدرسة العمريةللمدرسة العمرية أهمية كبيرة حيث تطل صفوفها مباشرة على المسجد الأقصى من سوره الشمالي، وتقع في طريق المجاهدين قرب طريق الآلام، وتجاور أبواب المسجد الأقصى (الغوانمة، الملك فيصل، حطة، الأسباط).
المدرسة العمرية وأطماع الاحتلالاستولت عليها سلطات الاحتلال عام 1967، ووضعتها بشكل كامل تحت تصرف بلدية الاحتلال في القدس ووزارة المعارف الإسرائيلية، ومن الأمور التي قامت بها سلطات الاحتلال:
تمّ خلع البلاطة التي كانت موجودة على باب الأسباط وتحمل اسم شارع المجاهدين، وحل محلها اسم غورو "القائد اليهودي الذي دخل القدس". تمّت إزالة صورة صلاح الدين الأيوبي التي كانت على مدخل المدرسة. تم حرق باب الغوانمة أكثر من مرة واستعمال المدرسة العمرية لقنص المتظاهرين والمصلين في المسجد الأقصى المبارك. تم فتح بوابة للنفق من تحت بوابتها تماما وأصبحت مركزا لتحويل النفق باتجاه الشرق، إذ يصل نفق من تحت العمرية إلى كراج الأوقاف للسيارات في باب الأسباط.ويعتقد اليهود أن البركة الموجودة في باب الأسباط هي بركة إسرائيل، ولا بد لمن يريد دخول الهيكل أنْ يتطهّر فيها أولا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المسجد الأقصى باب الأسباط عبارة عن فی القدس فی عام
إقرأ أيضاً:
أسرى القدس المحررون.. حكايات وأوجاع
القدس المحتلة – بعد ثمانية أشهر ونيف، تحررت من سجون الاحتلال الطفلة المقدسية روز خويص التي ستنتقل إلى مرحلة الشباب في أبريل/نيسان المقبل، وذلك بعد إدراج اسمها في قائمة الأسيرات اللاتي سيتحررن ضمن الدفعة الأولى من صفقة التبادل التي وقعت بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
اتهمت روز بمحاولة تنفيذ عملية طعن قرب باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى، وبعد سلسلة جلسات في محاكم الاحتلال، طالبت النيابة العامة الإسرائيلية بسجنها لمدة 15 عاما تم تقليصها لاحقا لعشرة أعوام.
لم تكن هذه الطفلة تعاني من أي مشكلات صحية قبل اعتقالها، لكنها تقول إن ظروف الزنازين البائسة التي احتُجزت فيها بطريقة مهينة "كانت كفيلة بإصابتي بجلطة وارتفاع في ضغط الدم نُقلت على إثرهما للمستشفى ومكثت على سرير المرض أربعة أيام لم يقدم لي خلالها العلاج الملائم".
وبعد عودتها إلى السجن، طلبت روز مرارا زيارة الطبيب بسبب آلامها، لكن رد السجانين كان يأتي بتعنيفها ورفض طلبها دائما وإجبارها على العودة إلى الزنزانة.
أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية عن 16 أسيرا وأسيرة من مدينة القدس، في اليوم الأول من المرحلة الأولى، ضمن الصفقة المبرمة بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي.
والأسرى المحررون هم: آدم الهدرة، وعصام أبو دياب، وفراس المقدسي، وثائر أبو سدرة، وقاسم جعافرة، ومحمود… pic.twitter.com/wqtbVs5Dzf
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) January 20, 2025
إعلان قمع وإهانة"تعامل إدارة السجن معنا كان سيئا للغاية.. كنا نتعرض للقمع المتواصل ولإجراء النقل من زنزانة إلى أخرى بشكل مفاجئ، إضافة لسوء التغذية، وعدم تقديم العلاج للأسيرات المريضات واقتصار الأدوية على نصف حبّة من المسكن"، أضافت المحررة روز خويص.
وعن أقسى ما حرمت منه الأسيرات في السجون الإسرائيلية خلال الحرب، قالت روز "الهواء والضوء"، إذ لا يسمح للأسيرات بمغادرة زنازينهن لرؤية الشمس سوى لساعة واحدة يوميا.
وقبيل تحررهم بيوم واحد، تم نقل 90 أسيرة وطفلا من السجون إلى سجن عوفر غرب مدينة رام الله تمهيدا لإطلاق سراحهم، ومن بينهم روز خويص التي طوت صفحة اعتقالها وفتحت صفحة جديدة في كتاب حياتها الذي كان عنوان آخر فصول الطفولة فيه "الأسر في ظل الحرب".
وكان نصيب القدس من الدفعة الأولى بصفقة تبادل الأسرى 16 أسيرا، هم 7 قاصرين و9 نساء، وبعد تجميع هؤلاء في سجن عوفر تم نقلهم إلى مركز تحقيق المسكوبية في غربي القدس واحتجزوا لساعات طويلة فيه قبل أن توصلهم مخابرات الاحتلال في سيارات خاصة بعد منتصف ليلة الاثنين إلى منازلهم التي تأكدوا من خلوّها من المهنئين.
ومن بين الأسيرات المحررات زينة بربر من حي رأس العامود في بلدة سلوان، وهي ابنة الأسير المقدسي المحرر مجد بربر، الذي قضى 20 عاما في سجون الاحتلال وتحرر في مارس/آذار 2021، ويتهم الاحتلال زينة بالمشاركة في أنشطة طلابية في إطار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وبالتحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
واقتحمت شرطة ومخابرات الاحتلال منزل زينة بربر خمس مرات في اليوم الذي تحررت به، وأفاد شهود عيان للجزيرة نت بأن دوريات من الشرطة والجيش كررت اقتحامها للحي ولمحيط المنزل اليوم الاثنين للتأكد من عدم تردد المهنئين عليه، وضمان عدم إقامة احتفالات ابتهاجا بتحرر زينة.
لقاء الأسيرة المحررة المقدسية زينة بربر من القدس المحتلة بأقاربها بعد الإفراج عنها ضمن صفقة طوفان الأحرار. pic.twitter.com/zkiJLpzib0
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 20, 2025
إعلان معظم المحررات موقوفاتوتحررت أيضا المقدسية نوال فتيحة التي كانت تقضي حكما بالسجن لمدة ثمانية أعوام، قضت منها قرابة خمس سنوات بعد اتهامها بمحاولة تنفيذ عملية طعن.
أما بقية الأسيرات المحررات فجميعهن موقوفات وتتهمهن سلطات الاحتلال بالتحريض عبر مواقع التواصل باستثناء أسيل شحادة من مخيم قلنديا والتي اعتقلت قبل أشهر بعد رفعها الراية الخضراء خلال سيرها باتجاه حاجز قلنديا العسكري شمال القدس.
ومن أبرز المحررين القاصرين محمود عليوات الذي اعتقل مطلع عام 2023 بينما كان يبلغ من العمر 13 عاما بعد تنفيذه إطلاق نار في حي وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى أصيب على إثره مستوطنان مسلحان، وخاض اشتباكا مع أحدهما قبل أن يصاب بالرصاص ويعتقل.
وبسبب صغر سنه، خرج عليوات من المستشفى بعد التعافي من إصابته إلى مؤسسة داخلية تتبع لوزارة الشؤون الاجتماعية الإسرائيلية حتى بلغ من العمر 14 عاما ونُقل إلى السجون، وكان ينتظره حكم بالسجن ما بين 15 و20 عاما، واعتبر مختصون بشؤون الأسرى أن تحرره يعتبر مكسبا كبيرا.
ووفق بيانات لجنة أهالي الأسرى، يقبع في سجون الاحتلال 440 أسيرا مقدسيا بين شاب ومسن، ويضاف إليهم 12 أسيرة تحررت منهن 9، و70 قاصرا تحرر منهم 7.
ويعد الأسير المقدسي وائل قاسم صاحب أطول حكم إذ يقضي حكما بالسجن لمدة 3515 عاما، وأُدرج اسمه ضمن المرحلة الأولى من الصفقة لكن مع نية إبعاده خارج البلاد، كما يقبع في السجون 42 أسيرا مقدسيا محكوما بالسجن مدى الحياة.