خطط نتنياهو وحسابات بلينكن.. لماذا ترفض إسرائيل إعلان موقفها من صفقة بايدن؟
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
بإعلان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) موافقتها على المقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن لإبرام صفقة تنتهي باتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، توجهت الأنظار نحو الطرف الإسرائيلي الذي لم يعلن موقفا واضحا حتى الآن.
ونشرت حركة حماس بيانا -أمس الأربعاء- أكدت فيه أنها أبدت الإيجابية المطلوبة للوصول لاتفاق شامل ومُرض يقوم على مطالب الشعب الفلسطيني العادلة.
وأكدت حماس أنه بينما يواصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الحديث عن موافقة إسرائيل على مقترح بايدن، لم يُسمع أي مسؤول إسرائيلي يتحدث عن هذه الموافقة.
وأشارت إلى أن العالم لم يسمع أيضا أي ترحيب أو موافقة من قبل إسرائيل على قرار مجلس الأمن المؤيد للمقترح الأميركي لوقف إطلاق النار.
وكانت حماس قد أعلنت الموافقة على المقترح الأميركي بعد ساعات من إعلان بايدن، وهو ما فاجأ إسرائيل، وفق أستاذ العلاقات الدولية في جامعة قطر أحمد جميل عزم، الذي أوضح أن إسرائيل حاولت أن تتذرع بأن تلك الموافقة لم تكن نهائية، قبل أن تعود الحركة مجددا وتؤكد موقفها ببيانها أمس.
واعتبر عزم -في حديث للجزيرة نت- أنه من الطبيعي أن تبدي حركة حماس بعض التحفظات من دون أن ترفض شيئا أو تطلب حتى تعديلات حقيقية على المبادرة، وأشار إلى أن الحركة وافقت على بعض النقاط وطلبت استفسارات بشأن نقاط أخرى، كما طلبت ضمانات، وتحديدا من الولايات المتحدة، وأهمها بشأن وقف إطلاق النار.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية أن إسرائيل تعمل -كعادتها- على إبقاء ثغرات في النصوص، دون تحديد خرائط واضحة لعمليات الانسحاب، أو إعطاء تواريخ محددة لإنجاز بنود الاتفاق.
مفاوضات بلا معنىوفي حين يؤكد الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة أن جهود التوصل لاتفاق مستمرة ولن تتوقف، يرى الباحث السياسي سعيد زياد أن بلينكن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاولان جر المقاومة والوسطاء إلى "مفاوضات بلا معنى"، و"يتلاعبان بالألفاظ لإطالة أمد الحرب".
واعتبر زياد -في تصريح للجزيرة- أن واشنطن "غير معنية بوقف الحرب كما تدعي، بدليل تجاهلها وجود إسرائيل في معبر رفح وفيلادلفيا، ويبدو أنها تريد استغلال هذا لإحداث تغيير سياسي أو جغرافي في القطاع".
ولا تختلف قراءة المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، إذ يرى أن الصمت الإسرائيلي الرسمي على خطة بادين، يعكس توجه نتنياهو لاستمرار القتال إلى ما لا نهاية بما يخدم مصالحه.
وأوضح أن نتنياهو حاول منذ طرح خطة الرئيس الأميركي تجنب الصدام مع واشنطن، وألقى بالكرة في ملعب حماس سعيا منه لتحميلها مسؤولية عدم تنفيذ الخطة الأميركية.
وتساءل المحلل العسكري عن غياب أي أفق للتوصل إلى اتفاق، بعد أن تصرف الجيش الإسرائيلي بشكل عدواني، بالتوغل البري والقصف والغارات من الجو في جميع أنحاء القطاع تقريبا، دون أن يتمكن من هزيمة حماس وتحقيق النصر.
واعتبر أن عدم التوصل إلى اتفاق، "مع استمرار وعود نتنياهو الفارغة بالنصر الكامل في الخلفية، سيضغط على الجيش للتوسع والهجوم في القطاع دون هدف إستراتيجي واضح".
ولفت إلى أن هذا الوضع في غزة لربما سيؤدي إلى استمرار القتال وتوسيعه على الجبهة الشمالية مع لبنان، لأن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله سبق أن صرح بأن رجاله لن يوقفوا إطلاق النار حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
واشنطن وغياب الثقةفي المقابل، يقول الباحث في الشؤون السياسية والدولية ستيفن هايز إن الولايات المتحدة لا تتخذ مواقف متناقضة، بل تحاول وقف إطلاق النار، لكنها تتعامل مع الوضع من عدة جهات.
ويرى هايز -في حديث للجزيرة- أن المشكلة حاليا تكمن في غياب الثقة بين إسرائيل وحماس، مشيرا إلى أن كل طرف يرى أن الطرف الآخر سيستغل وقف القتال لصالحه عسكريا، ومن ثم يرفضان التوصل لاتفاق.
واعتبر أن التوصل لاتفاق حاليا يتطلب بناءً للثقة بين الطرفين، وهو أمر غير قابل للتحقق في ظل الظروف الراهنة، وفق رأيه.
غير أن الكاتب والباحث السياسي ساري عرابي يرى أن الجميع شاهد على جملة من التناقضات الأميركية، "فإدارة بايدن منخرطة بالحرب، وتبنت الخطاب الإسرائيلي منذ بدايتها، ومنعت كثيرا محاولات وقف إطلاق النار عبر مجلس الأمن".
وخلص إلى أن إدارة بايدن تريد ابتزاز حركة حماس والضغط عليها، وتوفير الغطاء الدولي والقانوني لاستمرار الحرب، كما أنها تريد أن تحقق للإسرائيليين -عبر ميدان الدبلوماسية- ما لم يحققوه في الميدان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار إلى أن
إقرأ أيضاً:
التلفزيون الإسرائيلي: تل أبيب ترفض مشاركة فرنسا في المفاوضات مع لبنان
عارضت الحكومة الإسرائيلية مشاركة فرنسا في مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان بسبب موقفها الواضح المناهض لإسرائيل.
وقالت القناة 12 العبرية: "إحدى القضايا المهمة التي لا يزال يتعين حلها هي تشكيل لجنة تشرف على تنفيذ الاتفاق، بينما تصر إسرائيل ليس فقط على رفض وساطة باريس في المفاوضات بل وتعارض فكرة كونها جزءا من اللجنة الدولية التي ستراقب تنفيذ شروط الصفقة "
وتعزو القناة ذلك إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لديه "موقف واضح مناهض لإسرائيل"، وذكرت كمثال على ذلك دعوة ماكرون "المخزية" لفرض حظر دولي على توريد الأسلحة إلى إسرائيل، وكذلك تصريحه بأن الأمم المتحدة هي التي أنشأت دولة إسرائيل.
وقد وصل، الثلاثاء، مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط عاموس هوكشتاين، في زيارة رسمية إلى بيروت لمناقشة موقف لبنان وحركة حزب الله من شروط الاتفاق الذي طرحه الجانب الأميركي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل. وفي اليوم التالي، قال هوكشتاين إنه تم تحقيق بعض النجاح خلال المفاوضات مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، قبل أن يشد الرحال إلى إسرائيل يوم الخميس للتحاور مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.
في أوائل نوفمبر، نشرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية "كان" مسودة اتفاق أميركي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، تنص على أن يخضع جنوب لبنان لسيطرة القوات المسلحة اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حصريا وفقا للقرار 1701، وأن تسحب إسرائيل قواتها بالكامل من لبنان خلال سبعة أيام بعد وقف إطلاق النار.