عيد الأضحى.. احتفالية دينية دسمة قد تؤدي إلى عواقب صحية وخيمة
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
إعداد: صفاء أبو الهدى
يعتبر عيد الأضحى من أهم الأعياد وأكثرها قدسية في التقويم الإسلامي. ففي كل سنة، تجمع هذه المناسبة الدينية العائلات والأصدقاء لإحياء هذه السنة والاحتفال بها من خلال التقرب إلى الله بالأضحية. وترافق هذه المناسبة المميزة ولائم فاخرة يكون فيها لحم الخروف المكون الرئيسي، والذي يتم إعداده بطرق متعددة ومتنوعة لإرضاء كافة الأذواق.
لكن خلف هذه الأجواء الاحتفالية والوجبات المتنوعة والشهية، تظهر إكراهات صحية لا بد من أخذها بعين الاعتبار. فعلى الرغم من أن لحم الخروف يعد مصدرا ممتازا للبروتين والمواد المغذية الأساسية، إلا أنه يمكن أن يصبح أيضا عدوا خطير على صحتنا إذا لم يتم تناوله باعتدال.
ويمكن أن تشكل الأطباق التقليدية، التي غالبا ما تحتوي على نسبة عالية من الدهون والكوليسترول، مخاطر كبيرة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية أو ارتفاع نسبة الكوليسترول.
وفي هذا السياق، تؤكد أخصائية التغذية أميمة نيا، أن لحم الخروف يعد مصدرا مهما للبروتين والحديد والزنك وفيتامين B9 الضروري للحفاظ على كتلة العضلات والوقاية من الأمراض مثل فقر الدم، كما يحتوي أيضا على دهون مفيدة تساعد على تخزين الطاقة وتركيب الهرمونات.
وأوضحت، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن مائة غرام من لحم الخروف تحتوي على حوالي 24.5 غرام من البروتين، و1.88 غرام من الحديد، و4.46 غرام من الزنك، و2.55 غرام من فيتامين B9، مسجلة في المقابل أن هذه الحصة نفسها تحتوي أيضا على 97 ملغرام من الكوليسترول، وهو مستوى مرتفع يمكن أن يرفع خطر الغصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتشير الأخصائية إلى أن "الإفراط في تناول لحوم الخروف يمكن أن يؤدي إلى تراكم الكولسترول الضار (LDL) في الشرايين، مما يساهم في الإصابة بتصلب الشرايين وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب".
في يوم العيد، تضيف أخصائية التغذية، غالبا ما يكون الطبق الرئيسي هو "بولفاف"، ويتكون بشكل أساسي من الكبد وباقي أحشاء الذبيحة، والتي على الرغم من أنها غنية بالبروتينات والحديد والزنك والفوسفور، إلا أن هذه الأحشاء تحتوي أيضا على نسبة عالية من الكوليسترول تصل إلى 410 ملغرام لكل 100 غرام، مذكرة أنه من الضروري بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية أو ارتفاع الكوليسترول في الدم، الحذر عند استهلاك هذه الأطعمة، "على سبيل المثال، يجب على الشخص الذي يزن 60 كيلوغرام أن يتناول 50 غراما فقط من اللحم أو 15 غراما من الكبد". وفي هذا الصدد، أشارت السيدة نيا إلى أن الأشخاص الذين يعانون من النقرس يجب عليهم تجنب أحشاء الأضحية بسبب غناها بحمض اليوريك، بينما يجب على النساء الحوامل تجنبها بسبب محتواها العالي من فيتامين أ، الذي قد يكون ضارا بنمو الجنين.
ومن أجل الحد من الآثار السلبية لتناول اللحوم خلال عيد الأضحى، تنصح أخصائية التغذية بالبدء بسلطة الخضر النيئة، لأن الألياف الغذائية التي تحتويها الخضر تساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار وتعزز صحة الجهاز الهضمي، كما تساعد في تنظيم نسبة السكر في الدم.
كما توصي الأخصائية بتنويع مصادر البروتين من خلال تجنب تناول اللحوم في كل وجبة، واختيار بدائل مثل السمك أو الدجاج، مبرزة أنه يجب الاقتصار على ثلاث وجبات في اليوم، مما يتيح الوقت لعملية الهضم وتجنب عسر الهضم أو تطور التهاب المعدة.
وشددت السيدة نيا، على ضرورة اعتماد طرق طهي صحية، وتجنب طهي اللحوم بالزيت أو الزبدة، داعية إلى اعتماد الطهي في الفرن أو البخار أو الطاجين أو الشواء (تجنب تفحم اللحوم لمنع تكوين مركبات مسرطنة).
وختمت الأخصائية الغذائية بالتأطيد على أهمية النشاط البدني المنتظم، مثل المشي لمدة 30 دقيقة يوميا، والذي يساعد في الحفاظ على التوازن الصحي.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: غرام من
إقرأ أيضاً:
مسؤولة أممية: كل الطرق في غزة تؤدي إلى الموت
الثورة نت/..
قالت مسؤولة الطوارئ في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونـروا” لويز ووتريدج، اليوم الجمعة، إن أكثر من مليوني شخص ما زالوا محاصرين في ظروف مروعة في غزة ومحرومين من احتياجاتهم الأساسية.
ونوهت ووتريدج إلى أن “السكان لا يمكنهم الفرار، ويبدو الأمر وكأن كل طريق يمكن أن تسلكه يؤدي إلى الموت”.
من جانبها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” إن “الحرب على الأطفال في غزة” تشكل تذكيرا صارخا بمسؤولية العالم الجماعية للقيام بكل ما هو ممكن لإنهاء معاناتهم، مؤكدة أن”جيلا من الأطفال يتحملون وطأة الانتهاك الوحشي لحقوقهم وتدمير مستقبلهم”.
وأضافت “اليونيسيف” على لسان، مسؤولة الاتصالات الرئيسية في المنظمة في غزة روزاليا بولين “إن غزة هي واحدة من أكثر الأماكن المحزنة بالنسبة لنا كعاملين في المجال الإنساني، لأن كل جهد صغير لإنقاذ حياة طفل يضيع بسبب الدمار العنيف، ولأكثر من 14 شهرا، ظل الأطفال على حافة هذا الكابوس، حيث أبلغ عن قتل أكثر من 14500 طفل، وإصابة الآلاف غيرهم”.
وحذرت “اليونيسف” من صعوبة الوضع مع حلول فصل الشتاء على غزة، حيث الأطفال “يشعرون بالبرد والرطوبة وهم حفاة الأقدام”، فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف، مضيفة أن الأطفال يبحثون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية ليحرقوها، وأن الأمراض منتشرة في القطاع في ظل انعدام الخدمات الصحية وتعرض المستشفيات للهجوم بشكل مستمر.