مكة بلا غزيين.. الحرب تحرم أهالي القطاع من حلم الحج
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
أضاعت حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة، أحلام الفائزين بالحج في القطاع، بعد أن سيطرت على معبر رفح، الذي يمثّل المنفذ الوحيد لهم للسفر خارج القطاع.
وخيم الحزن على الفلسطينيين من أهالي غزة، خاصّة أنهم اضطروا إلى الانتظار لسنوات طويلة "بحرارة شديدة" قبل أن يحظوا بفرصة الحج؛ بسبب الحصار المشدد الذي تفرضه دولة الاحتلال الإسرائيلي على القطاع منذ منتصف عام 2007.
وفي آذار/ مارس لعام 2023، أجرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة، قُرعة، لاختيار أسماء الحجّاج لعامي 2023 و2024، بسبب محدودية المقاعد واستمرار الحصار؛ إذ يتم اختيار أسماء الحجاج في غزة بنظام القرعة، ووفق شروط تضعها الوزارة؛ بحيث تكون الأولوية لكبار السن والمرضى.
تنديد حكومي
هذا العام، ضاعت فرصة الحج على فلسطينيي غزة الذين ظهرت أسماؤهم في القرعة وسط أجواء من الحزن والقهر، ووسط خسارة مالية تكبدوها.
الأمر الذي ندّدت به وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في غزة نهاية أيار/ مايو الماضي، حيث قالت الوزارة، في بيان: "يتسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة واحتلال معبر رفح البري وإغلاقه (في 7 أيار/ مايو) بالحيلولة دون إتمام موسم الحج لحجاج غزة لهذا العام (1445 هجري)".
وأكدت الوزارة، أن "منع آلاف من مواطني غزة من أداء فريضة الحج، يعدّ انتهاكا واضحا لحرية العبادة وللقانون الدولي الإنساني، ودعت كل من مصر والسعودية إلى "الضغط على جميع الأطراف، وفي مقدمتها الاحتلال، لتمكين أهالي غزة من إقامة شعيرة الحج لهذا العام".
انتظار طويل
مشاعر الحزن المختلطة بالأمل، باتت تُسيطر على فلسطينيي غزة الذين ضاعت منهم فرصة الحج هذا العام، حيث قالت الفلسطينية فوزية رضوان (66 عاما) إن استمرار الحرب على غزة للشهر التاسع أضاعت عليها فرصة الحج التي انتظرتها لأكثر من 7 سنوات.
وأضافت: "منذ 7 سنوات أسجّل بشكل متكرر لدخول القرعة حتى حصلت على الفرصة في 2023، لكن إغلاق المعبر والحصار المطبق يحول دون تأديتنا للفريضة".
وتستكمل قائلة: "الحرب سلبت منا كل ما هو جميل، سلبت منازلنا وأموالنا وأحلامنا وأخيرا أمنياتنا الكبيرة كأداء الحج".
وتشعر فوزية بالحسرة والقهر جراء حرمانها من الحج بشكل "قسري"؛ إثر الإغلاق المتعمد للمعبر في ظل المطالبات بفتحه.
أمنية مغيبة
من جانبها، قالت ليلى يحيى (65 عاما) إنها حصلت على مقعد للحج في القرعة التي أجرتها وزارة الأوقاف عام 2023، "كان أداء مناسك الحج حلما كبيرا بالنسبة لي، لكن الحرب وما رافقها من إغلاق لمعبر رفح حرمني من هذه الفرصة".
وأشارت ليلى، إلى أنها طِوال أكثر من عامين، قد عكفت على تجميع المبلغ المخصص لأداء الفريضة، وما يُرافقه من تكاليف الهدايا للأقارب والأصدقاء، لكن الحرب على القطاع غيّبت حلمها في أداء هذه الفريضة، وبدّدت فرحتها بحصولها على الفرصة بعد سنوات من الانتظار والتحضير.
حزن شديد
تشعر الفلسطينية مروة المصري (66 عامًا) بالحزن الشديد جراء عدم تمكنها من السفر لأداء مناسك الحج بسبب إغلاق المعابر والحصار على غزة.
ومنذ عام 2012، كانت مروة تُسجّل اسمها في قرعة الحجاج، لكنها لم تحصل على الفرصة حيث لم يتم اختيارها طوال السنوات الماضية، وفي عام 2023، حالفها الحظ وتم اختيار اسمها ضمن القرعة، لكن إغلاق معبر رفح حال دون خروجها من القطاع.
وقالت مروة: "انتظرت لسنوات أن أخرج لأداء مناسك الحج، وعندما أتت الفرصة جاءت الحرب وأغلقت إسرائيل المعابر"، مضيفة: "كنت أتمنى أن أخرج هذا العام مع زوجي، حيث قلبي متعلق بأداء مناسك الحج".
مناشدة لزعماء العالم
وبجانب مروة يجلس زوجها فهمي المصري (70 عامًا) حيث يشعر بالحسرة وهو ينظر لشاشة التلفاز، ويرى الحجاج الذين يطوفون حول الكعبة في مكة المكرمة.
وقال فهمي: "كنا ننتظر خروجنا للحج بفارغ الصبر، لكن لا يوجد لنا نصيب بسبب الحرب، نشاهد الحجاج على التلفزيون وهم يطوفون حول الكعبة، وكنت أتمنى أن أكون معهم أنا وزوجتي".
وناشد فهمي، رؤساء وملوك العالم أن ينظروا إليهم بعين الرحمة، ويساعدوهم على أداء مناسك الحج ووقف الحرب على غزة.
مكرمة ملكيةوبخلاف أهالي غزة الذين تحاصرهم الاحتلال الإسرائيلي، سوف يتمكن المئات من فلسطينيي القطاع المتواجدين بالخارج من أداء الحج بشكل استثنائي ضمن مكرمة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
ففي 6 حزيران / يونيو الجاري، أمر الملك سلمان باستضافة ألف حاج من "ذوي الشهداء والمصابين من أهالي غزة" بشكل استثنائي هذا العام، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة، الذي تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية السعودية.
وتم اختيار هؤلاء الحجاج من ضمن الفلسطينيين الذين خرجوا من غزة إلى دول أخرى، إما فرارا من الحرب، بعد أن فقدوا أفرادا من عائلاتهم أو للعلاج نظرا لإصابتهم خلال الحرب.
ولليوم الـ 251، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة الحج وزارة الأوقاف السعودية السعودية غزة الاحتلال الحج وزارة الأوقاف المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی أداء مناسک الحج أهالی غزة هذا العام على غزة
إقرأ أيضاً:
الحرب لم تنته بعد.. نشطاء يعلقون على أوضاع النازحين في قطاع غزة
ويتعرض القطاع لمنخفض جوي مصحوب بأمطار غزيرة ورياح قوية، ومن المتوقع أن يستمر لمدة يومين. وقد أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن النازحين واجهوا ليلة قاسية في الخيام.
ووفقا لحلقة 2025/2/6 من برنامج "شبكات"، فقد أكد المتحدث إغراق المياه لخيام وبيوت المواطنين مما جعلهم يبيتون في العراء. وقد تدوال نشطاء مقاطع فيديو تظهر الوضع القاسي الذي يعانيه الناس.
ولم تعد طواقم الدفاع المدني قادرة على إغاثة المتضررين الذين يسكنون في الخيام وعلى ركام البيوت، وسط مخاوف من اقتلاع الخيام وغرقها، أو انهيار ما تبقى من المنازل الآيلة للسقوط.
الحرب لم تنته
وعلق نشطاء على هذه الظروف الصعبة التي قالوا إنها تبتلع الناس في ظل صمت قاتل، مؤكدين أن وقف إطلاق النار لا يعني توقف الحرب.
فقد علَّق ناشط يدعى "أبجد" على هذه الأوضاع بقوله: "منخفض جوي عميق يضرب غزة، الخيام تناثرت، واقتلعت من جذورها، ونحن حقيقة ننام في الشارع، ولا تستطيع أن تغمض لك عين".
كما كتبت تغريد تقول: "برد وشتاء، أمطار ورياح، خيام من قماش وصمت قاتل لا يزال يبتلعنا شيئا فشيئا، وقف إطلاق النار لا يعني انتهاء الحرب التي يعاني منها النازحون في ظل الظروف المأساوية الراهنة".
إعلانوقال حساب يحمل اسم "ثورة": "رياح شديدة وأمطار غزيرة ومعاناة مستمرة في خيام النازحين في خان يونس، آلاف العائلات فقدت خيامها ونامت في العراء وسط الأمطار و البرد الشديد".
وأخيرا، قالت داليا: "في ظل تواجد أكثر من نصف السكان في الخيام حتى الآن، خيام ترتجف تحت قسوة الرياح، وأصوات الوجع تخترق ظلام الليل الثقيل.. أهل غزة يصرخون بصمت".
وكان رئيس المكتب الإعلامي الحكومي قد تحدث عن رصد خروقات يومية وتنصل الاحتلال من بنود البروتوكول الإنساني الملحق باتفاق وقف إطلاق النار، والذي ينص على أن يتم إدخال 60 ألف منزل متنقل و200 ألف خيمة مؤقتة إلى القطاع لاستيعاب النازحين.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي إنه لم يتسلم سوى 5% فقط من احتياجات القطاع للخيام، وإنهم لم يتسلموا أي بيوت متنقلة حتى الآن، وذلك رغم تأكيد الأمم المتحدة تضرر وتدمير 90% من الوحدات السكنية خلال الحرب.
6/2/2025