أستمعت لتسجيل صوتي قيل (إنه بين السيد مبارك اردول وطرف آخر السيد محمد عثمان) ، و لا أستطيع التأكيد على صحة ما جرى أو عدمه ، ولكنه منتشر بشكل واسع ، واعلق عليه فى عدة نقاط:
اولا : شيوع هذا السلوك فى المحادثات أمر غير مقبول ، خاصة إن كان بين طرفين بينهما ثقة لتبادل الحديث ، واذكر فى نهاية الثمانينات ابتزاز صحيفة (السياسة مالكها خالد فرح) للسيد سيد احمد الحسين لمحادثة قيل إنها مع السفير المصرى ، وكان واضحا إنها جزء من الصراع بين حزبي الأمة القومي وعلى قيادته عبدالرحمن فرح مع رجل الاتحادي القوى الحسين.
ثانيا: استهداف شخص ما بالتسريبات كل مرة واخري ، وبصورة مكررة ، هو حالة ترصد واضح ، وقصد الإضرار به بشكل منهجي ومدروس ، وما يدل على ذلك توظيف التقنية فى اخراج المحادثات وتفاصيل اطرافها والصور والخلفيات وبعض المعالجات بالمونتاج والحذف والدمج ، ويشير ذلك إلى تدنى الممارسة السياسية وبؤس الادوار فى استخدام وسائل مبتذلة للابتزاز ، حيث تحولت بعض القوى السياسية إلى عصابات أكثر من طرح أفكار ونقاشات..
وثالثا: طريقة النقاش وطرح الاسئلة ، والاكتفاء بالمداخلات من احد المتحدثين يوحي أن المحادثة لم تكن عرضية أو فى كلياتها مفبركة ، لان الأصل فى الحديث تبادل الاراء.. وليس إطلاق العنان لطرف واكتفاء الآخر بتوجيه الحديث لمقاصده..
أعتقد أن القوى السياسية والمجتمعية مطالبة الارتقاء بسلوكها إلى الرشد والشفافية ، والابتعاد عن التصرفات الساذجة قصيرة النظر والمضرة بالقضية الوطنية عموما..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق على
13 يونيو 2024م
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مصر وفرنسا بين شامبليون وماكرون.. طلاسم الهيروغليفية رموز الخلود والتواصل الحديث بشيفرات المستقبل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حين وقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جامعة القاهرة، وألقى بجملته اللافتة: "مصر أقدم حضارات العالم وأكثر البلاد شبابًا وهذا هو التناقض الذي نراه اليوم في مصر فلديكم حضارة تحدث عنها شامبليون، وهناك مصري من كل اثنين يقل سنه عن ٢٥ عاما"، لم يكن يصف مفارقة عابرة، بل كان يلتقط جوهر الجاذبية الفرنسية تجاه مصر: بلدٌ تضرب جذوره في أعماق التاريخ، وينبض حاضره بطاقة شابة تتطلع إلى المستقبل.
فبينما يواصل العلماء الفرنسيون فَكّ أسرار المقابر الفرعونية، ينشغل شباب مصر بفك شيفرات الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال. ومهما اختلفت الشيفرات، يبقى الحوار قائمًا بين حضارتين، بين بلد يرى في مصر مرآة ماضيه وصورة لمستقبله.
ومنذ أن فك الفرنسي جان فرانسوا شامبليون طلاسم حجر رشيد، لم تهدأ جذوة الشغف الفرنسي بالحضارة المصرية. لكن هذا الشغف لم يبقَ حبيس المتاحف والمعابد، بل تحوّل إلى علاقة متجددة، تبحث في مصر القديمة عن رموز الخلود، وفي مصر الحديثة عن نبض المستقبل.
وتعود العلاقة العميقة بين فرنسا ومصر إلى حملة نابليون بونابرت عام 1798، والتي وإن كانت عسكرية في ظاهرها، إلا أنها وضعت بذورًا علمية وثقافية لا تزال آثارها قائمة حتى اليوم.. فقد رافق الحملة علماء وفنانون، ألفوا موسوعة "وصف مصر"، ثم جاء الاكتشاف الحاسم: حجر رشيد، الذي مهد الطريق أمام شامبليون لفك رموز الكتابة الهيروغليفية عام 1822، ليولد ما يُعرف اليوم بـ "علم المصريات".
منذ ذلك الحين، أصبحت مصر القديمة عنصرًا دائم الحضور في المخيلة الفرنسية، ليس فقط في قاعات متحف اللوفر، بل في كتب الأطفال، وأعمال المسرح، وعروض الأزياء، والأفلام.
وفي هذا السياق، يقول عالم الآثار الفرنسي جان كلود جولفان: "لا يمكن لدارس أي حضارة ألا يتوقف أمام الحضارة المصرية القديمة".
وبالنسبة لفرنسا، تمثل مصر مزيجًا نادرًا من الغموض والخلود، أرضًا يعلو فيها الصمت المقدس فوق رمال الأهرامات، لكن ينبض فيها أيضًا شغف البحث والاكتشاف.
وقد دعمت فرنسا بعثات أثرية في الأقصر وسقارة وأسوان، وساهمت في ترميم معابد ومقابر، وأرسلت خبراءها لدعم ملفات تسجيل التراث المصري في اليونسكو.
ولكن، بينما تبحر فرنسا في دهشة الماضي، فإنها تلتفت أيضًا إلى واقع مصر اليوم.
فتصريح ماكرون بجامعة القاهرة لم يكن مجرد مجاملة، بل هو توصيف دقيق لمفارقة حضارية: كيف لبلد هو من أقدم كيانات التاريخ أن يكون شابًا بهذا الشكل؟ أكثر من 60% من سكان مصر تحت سن الخامسة والعشرين.
تلك الطاقة الشبابية الهائلة تطرح على العالم- وعلى فرنسا تحديدًا- أسئلة حول المستقبل، والتعليم، والثقافة، والهوية، بل وتحفز الشراكات بين الجامعات، والتبادل الثقافي، والمبادرات الرقمية بين البلدين.
وبين ماضي عتيق يتحدث الهيروغليفية ومستقبل يتحدث بلغة "أكواد البرمجة" فإن فرنسا لا ترى مصر فقط كحضارة منقوشة على جدران المعابد، بل كدولة تواجه تحديات معاصرة في الاقتصاد، البيئة، التكنولوجيا، والتعليم.
وكثفت باريس خلال العقد الأخير من مبادراتها الثقافية والتعليمية في مصر، مثل دعم المعهد الفرنسي، وتوسيع برامج المنح الدراسية، والمشاريع التنموية المشتركة في صعيد مصر وسيناء.
وفي هذا الصدد، يقول الكاتب الفرنسي روبير سوليه: "الحضارة المصرية غنية لا يضاهيها شيء".
ويبقى سؤال بسيط في كلماته عميق في إجاباته.. لماذا لا تزال مصر تثير فضول فرنسا بهذا الشكل؟. ربما لأن مصر ليست مجرد ماضٍ عظيم، بل حاضر غني بالتناقضات، ومستقبل لا يمكن التنبؤ بآفاقه.