إنجاز هام قد يُحدث تغييرا جذريا في علاج سرطان الرئة
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
تشكل الأورام التي تنتقل إلى الرئتين، أو النقائل الرئوية، تحديا هائلا في مجال علاج السرطان.
غالبا ما يفشل العلاج الكيميائي التقليدي لأنه غير فعال.
وبهذا الصدد، أمضى فريق بحثي في مختبر وانغ ومجموعة تشانغ البحثية في جامعة كاليفورنيا بسان دييغو، السنوات الخمس الماضية في تطوير روبوتات هجينة بيولوجية دقيقة، وهي أجسام صغيرة مصنوعة من مواد طبيعية وصناعية يمكن استخدامها في الطب.
وفي بحث منشور حديثا، طوّر الباحثون روبوتا صغيرا هجينا بيولوجيا يعتمد على الطحالب الدقيقة الخضراء، يمكنه توصيل العلاج الكيميائي مباشرة إلى الرئة وعلاج النقائل الرئوية.
وعادة ما تُصنع الروبوتات الدقيقة الاصطناعية من هياكل معدنية أو بوليمرية صلبة يصعب تصنيعها. وتكون غير قادرة على الوصول إلى أعضاء وأنسجة معينة، ويمكن أن تكون سامة للإنسان.
وتبين أن الطحالب الدقيقة تتغلب على هذه المخاوف، حيث يمكنها التحرك بشكل مستقل عن طريق استخدام ملحق يشبه الشعر يسمى "السوط"، لدفع نفسها عبر أعضاء مثل الرئتين. كما أنها أقل سمية مقارنة بالكائنات الحية الدقيقة الأخرى.
ويجمع الروبوت المطور الهجين الحيوي، المسمى Algae-NP(DOX)، بين الطحالب المجهرية الحية الخضراء الشائعة الاستخدام في المستحضرات الصيدلانية، Chlamydomonas Reinhardtii، وجسيمات نانوية مغلفة بأغشية خلايا الدم الحمراء.
إقرأ المزيد "اكتشاف مفاجئ" يمكن أن يطيل عمر مرضى السرطانوتعمل أغشية الخلايا بمثابة "تمويه" طبيعي لتعزيز التوافق الحيوي للروبوت الصغير، ومنع تعرضه للهجوم من قبل الجهاز المناعي للمريض. وتحمل الجسيمات النانوية نوعا شائعا من أدوية العلاج الكيميائي يسمى "دوكسوروبيسين".
واختبر فريق البحث الروبوت المطور على الفئران المصابة بالنقائل الرئوية. ومن خلال إدخال الروبوت الدقيق عبر القصبة الهوائية، يمكنه نقل الدواء مباشرة إلى الرئتين وتقليل الآثار الجانبية على الأعضاء الأخرى. ويمكنه أيضا تجنب تدمير الخلايا المناعية في الرئتين، ما يسمح بإطلاق الدواء تدريجيا من الجسيمات النانوية.
وساعد هذا النهج على تحسين النتائج العلاجية بشكل كبير، عن طريق تقليص أورام الرئة وإطالة فترة بقاء الفئران المعالجة.
وشهدت الفئران زيادة بنسبة 40% في متوسط مدة البقاء على قيد الحياة.
وفي نهاية المطاف، تقوم الخلايا المناعية بتفكيك الروبوتات الدقيقة إلى مكونات غير سامة وإزالتها بالكامل من الجسم.
ويمكن أن يؤدي دمج استراتيجيات إضافية للتحكم في الحركة، مثل التوجيه المغناطيسي، إلى تعزيز تراكم الأدوية في مواقع مستهدفة محددة في الجسم.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اختراعات البحوث الطبية الطب امراض بحوث تكنولوجيا روبوت مرض السرطان
إقرأ أيضاً:
شهادات ناجين من هجوم الغوطة الكيميائي
سلط تقرير بمجلة نيولاينز الأميركية الضوء على قصص الناجين من هجوم الغوطة الكيميائي في سوريا، فيوم 21 أغسطس/آب 2013، شن النظام السوري أحد أكثر الهجمات الكيميائية دموية في القرن الـ21، مستهدفا منطقة الغوطة الشرقية التي كانت تحت سيطرة الثوار.
وأطلق النظام صواريخ تحمل غاز السارين -وهو غاز أعصاب قاتل- على عدة مواقع، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1144 شخصا، وتسبب في مشاكل تنفسية حادة لأكثر من 6 آلاف آخرين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وول ستريت جورنال تكشف عن التقارير الأخيرة لجهاز استخبارات الأسدlist 2 of 2احتياجات الذكاء الاصطناعي من المياه العذبة هائلةend of listولا يزال الناجون يعانون الندوب الجسدية والعاطفية التي خلفتها تلك الليلة، ويطالبون بمحاسبة "الفظائع" التي ارتكبها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد بحقهم، وتناولت الكاتبة والصحفية المستقلة نيكول دي إيليو مستجدات "المأساة" عبر مقابلات مع الناجين.
العائلة الناجيةوذكر محمد زربا للكاتبة، والذي كانت عائلته الناجية الوحيدة من منطقة زملكا في الغوطة، لحظة الهجوم "المرعبة"، وقال إن صوت الصفير الخافت أمام منزله كان التحذير الوحيد للهجوم الليلي، وسرعان ما بدأت عيناه وأنفه وحلقه بالاحتراق بعدها، وخر والده على الأرض وهو يترنح ويكافح من أجل أن يتنفس.
وأشارت الكاتبة إلى مقطع مصور من تلك الليلة، يمكن فيه رؤية زربا وهو يتشنج على نقالة في طريقه إلى المستشفى، ولم يستعد وعيه إلا بعد 20 ساعة، وسارع إلى الحي ليجد أن جميع من كان يعرفهم قتلوا في أثناء نومهم، وأكد بدوره أن "الخوف من تلك الليلة لن يزول أبدا، ولن ننسى أبد الدهر ما فعله السفاح بشار الأسد بنا".
إعلان الجثث في الشوارعونقلت الصحيفة قصة محمد بركات خليفة، الذي لا يزال يعاني من ضيق التنفس ومشاكل في الرؤية، ولم ينقذه من الهجوم سوى أنه كان مستيقظا، إذ إن الهجوم قتل العائلات بأكملها في أثناء نومها.
ورسم خليفة للمجلة صورة "تقشعر لها الأبدان" لما رآه ليلة الحادثة التي باغتت أهل الحي، حيث امتلأت شوارع زملكا بالجثث الهامدة، وكان بعضهم يلفظ أنفاسه الأخيرة، بينما اجتمع البعض الآخر على الأرض في محاولات يائسة للهروب من الغاز.
سقوط قتلى مدنيين جراء غازات كيميائية بالغوطة الشرقية (الجزيرة)وأكد أنه من المستحيل "نسيان أنفاس الناس المتقطعة، والرغوة تخرج من أفواههم، والرعب محفور في عيونهم"، وأضاف: "اكتظت الشوارع بالجثث، وكان من المستحيل المرور دون التعثر بجثة أحد أهل الحي، وشعرت وكأنها بداية نهاية العالم".
مقابر جماعيةوكان المسعف محمد أحمد سليمان من بين من هرعوا للمساعدة، وفق التقرير، ليكتشف أن عائلته قد قتلت، وكان والده وشقيقه وطفلا أخيه من بين الضحايا الذين دفنهم لاحقا في مقبرة جماعية إلى جانب مئات آخرين.
وقال للمجلة إنه "لم نفتح باب منزل إلا ووجدنا أن أهله قد هلكوا، ورأينا عائلات بأكملها ميتة، ولم يسمح لنا النظام حتى بدفنهم وفق تعاليم ديننا الإسلامي، بل دفنت جثث الرجال بعضها فوق بعض، ووضعت جثث النساء والأطفال في قبر جماعي آخر".
ناجون من مجزرة الغوطة، 2013 (رويترز) هجوم متعمدوكان الهجوم متعمدا، وفق ما نسبته المجلة لمنظمات حقوق الإنسان، وتشير التقارير إلى أن النظام المخلوع قام بتوقيت الضربة في وقت كان فيه الهواء ساكنا، مما ضَمِنَ ترسب الغاز الثقيل على مستوى الأرض بدلا من انتشاره.
وقد وثقت منظمة هيومن رايتس ووتش والشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 8 صواريخ على الأقل على مناطق رئيسية في الغوطة الشرقية، حسب التقرير، وأكدت التحقيقات مسؤولية النظام، على الرغم من نفي الأسد المتكرر.
إعلانورغم موافقة سوريا على تفكيك برنامجها للأسلحة الكيميائية عام 2013 تحت ضغط دولي، فإنه تم تسجيل هجمات لاحقة باستخدام السارين والكلور، وقد وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 222 هجوما كيميائي منذ عام 2012، ونُسب 98% منها إلى قوات الأسد، وفق ما نقله التقرير.
وفي المجموع، قتلت أسلحة الأسد الكيميائية 1514 سوريًا، من بينهم 214 طفلا.
المحاسبة الدواء الوحيدوأشار التقرير إلى أنه بعد انهيار نظام الأسد في أعقاب هجوم الثوار، بدأ الناجون أخيرا في التحدث عن الجرائم التي ارتكبت بحقهم علنا من دون خوف من العقاب، ويطالب السوريون بمحاسبة الأسد على ما وصفوها بـ"مذبحة الأبرياء".
وقال سليمان: "لقد رحل الأسد، ولكننا نريد أن نرى محاكمته ومحاسبته، وحتى ذلك الحين، لن يزول ألمنا".