عطوان يكتب : لقاء قادة الجيوش العربية في البحرين وعلاقته باليمن
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
يُؤكّد موقع “أكسيوس” الأمريكي الموثوق والقريب من البيت الأبيض، أنّ قادة خمسة جُيوش عربيّة شاركوا في اجتماعٍ “مُغلقٍ” بحُضورِ الجِنرال هرتسي هاليفي، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، انعقد يوم الاثنين الماضي في البحرين برعايةِ الجِنرال ميشيل إيريك كوريلا قائد القيادة العسكريّة الأمريكيّة.
كان لافتًا أنّ قائد الجيش السعودي كان مُشاركًا في هذا الاجتِماعِ المُغلق، إلى جانب نُظرائه في مِصر والأردن والإمارات والبحرين، الدّولة المُضيفة، مثلما كان لافتًا أيضًا تكثيف دولة الاحتِلال لمجازرها في قطاع غزة، وآخِرها مجزرة النّصيرات التي راح ضحيّتها أكثر من 270 شهيدًا إلى جانب سبعة آلاف جريح وقبل يومين من انعقادِ هذا الاجتِماعِ المُريب.
لم يُفاجئنا، وربّما الكثيرين مِثلنا، مُشاركة دُول مِثل البحرين، والأردن، ومِصر، والإمارات في هذا الاجتماع السّرّي، لأنّ هذه الدّول الأربع طبّعت علاقاتها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في إطار اتّفاقات “سلامٍ” كاذبٍ ومُخادعِ ومفروض، ولكن فاجَأنا، بل وصدَمنا، مُشاركة قائد الجيش السعودي فيه، الدّولة المُفترض أنّها غير مُطبّعة “رسميًّا” على الأقل مع دولة الاحتلال، فهل هذه المُشاركة هي نوعٌ من التّأكيد غير المُباشر، للتّقارير الأمريكيّة والإسرائيليّة المُتكاثرة هذه الأيّام، ونتيجة للزّيارات المُكثّفة للرياض لمسؤولين أمريكيين كِبار مِثل أنتوني بلينكن، وزير الخارجيّة اليهودي المُتباهي بصُهيونيّته، وزميله جيك سوليفان مُستشار الأمن القومي الأمريكي، وتتحدّث عن اتّفاقٍ تطبيعيٍّ إسرائيليٍّ في إطارِ صفقةٍ سعوديّةٍ- أمريكيّة؟
انتظرنا ما يَقرُب اليومين على أمَلِ صُدور نفي لهذا الخبر من الدّول العربيّة الخمسة المُشاركة في هذا الاجتماع الخطير جدًّا، وغير المسبوق، ولكن هذا النّفي لم يَصدُر حتّى كتابة هذه السّطور، وممّا يزيد من احتمال صحّته ويُؤكّده أنّ العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة اجتمع اليوم في قصره في المنامة مع الجِنرال مايكل كوريلا قائد المركزيّة الأمريكيّة، عرّاب هذا الاجتِماع، حسب بيانٍ رسميٍّ بحرينيّ.
***
السُّؤالُ الذي يطرح نفسه بقُوّةٍ هو عن أسباب هذا الاجتماع الحقيقيّة، وفي هذا التّوقيت، والأهداف التي انعقد من أجل تحقيقها، والأدوار التي جرى تكليف الجُيوش العربيّة المُشاركة قادَتها فيه مُجتمعة أو مُنفردة؟
بعد البحث والتّقصّي، يُمكن حصر الإجابة الأوّليّة على هذه التّساؤلات والمُلاحظات التي يُمكن رصدها في كواليس هذا الاجتِماع في النّقاط التّالية:
أوّلًا: مُشاركة الجِنرال الإسرائيلي هاليفي في هذا الاجتماع وعلى هذا المُستوى العسكري، جنبًا إلى جنب مع نُظرائه في خمس دُول عربيّة، يُؤكّد أنّ عمليّة التّطبيع تزداد تَرَسُّخًا، وباتت تسير بوتيرةٍ أسرع رُغم حرب الإبادة في غزة.
ثانيًا: وجود قائد الجيش المِصري في هذا الاجتماع، وبعد احتِلال الجيش الإسرائيلي لمحور صلاح الدين (فيلادلفيا) ومعبر رفح، وجُلوسه جنبًا إلى جنب مع الجِنرال هاليفي الذي “هندس” وقاد جيشه لإنجاز هذا الاحتلال الذي جاء انتهاكًا لاتّفاقات كامب ديفيد، وأوسلو، يُعطي انطباعًا بأنّ هذا الاحتلال تمّ بالتّفاهم المُسبَق بين الجانبين المِصري والإسرائيلي، إذا تأكّد هذا الاجتماع.
ثالثًا: بالنّظر إلى ما تسرّب من تقاريرٍ حول جدول أعمال هذا الاجتِماع الطّارئ، خاصَّةً حول بحث الدّفاع الجوّي المُشترك، والتّعاون في مجالات المُسيّرات والهجمات الصاروخيّة يُمكن القول إنّ هُناك تحضيرات لهُجومٍ مُحتملٍ ومُشترك، وربّما باتَ وشيكًا على إيران، وجبهات محور المُقاومة الأُخرى، وتنسيق الرّد على أيّ تَصَدٍّ له، ومنْع وصول الصّواريخ إلى العُمُق الإسرائيلي بكُل الطُّرق والوسائل.
رابعًا: من الواضح أنّ الولايات المتحدة المُمثّلة في قائد قيادتها المركزيّة (الجِنرال كوريلا) تُريد أنْ تُثَبّت وتُعَمّق السّابقة الخطيرة التي تجسّدت في مُشاركة دُول عربيّة على رأسها الدّفاعات الجويّة الأردنيّة في التصدّي لصواريخ إيران ومُسيّراتها التي قصفت أهدافًا عسكريّة في العُمُق الفِلسطيني المُحتل (النّقب) “الوعد الصّادق” ثأرًا لاستِشهاد جِنرالاتها في غارةٍ إسرائيليّةٍ على سورية، فهذه الدّول العربيّة الخمس ستكون “حائط صَدٍّ” جنبًا إلى جنب في القواعد الأمريكيّة والبريطانيّة والفرنسيّة لحِماية دولة الاحتلال.
خامسًا: صُدور تقرير لوكالة الطّاقة الذريّة يُؤكّد أن إيران أبلغت الوكالة أنه سيتم تركيب 8 مجموعات تحتوي كُل منها على 174 جهاز طرد مركزي في محطّة فوردو لتخصيب اليورانيوم بدرجاتٍ مُرتفعة خلال الأسابيع الثّلاثة المُقبلة، وهذا تطوّرٌ يُشَكّل تهديدًا استراتيجيًّا لدولة الاحتلال قد تستغلّه أمريكا لتحشيدِ حُلفائها للتّسريع بشنّ عُدوانٍ لتدمير المُنشآت النوويّة الإيرانيّة.
سادسًا: تشكيل “ناتو” عربي أمريكي إسرائيلي مُشترك يتصدّى لمحور المُقاومة وأذرعه المُقاتلة، وإيران بالذّات، استعدادًا لتوسيع الجبهات المُتوقّع، وربّما الوشيك، وقد تنطلق الشّرارة من جنوب لبنان، وعدم قُدرة الدّول الخمس على تحمّل نتائج نجاح القوّات البحريّة التّابعة للجيش اليمني وهجماتها التي أغلقت البحرين العربي والأحمر، وتُوشك على إغلاق البحر المتوسّط والمُحيط الهندي في وجْهِ السّفن الإسرائيليّة وتشكيلها تهديدًا جديًّا للأساطيل البحريّة الأمريكيّة في المِنطقة وحاملات طائراتها، ولعلّ اختيار البحرين قاعدة الأسطول الأمريكي لعقد هذا الاجتماع لم يَكُن من قبيل الصّدفة.
سابعًا: إنّ هذا الاجتماع، وعلى هذا المُستوى العسكريّ الرّفيع، يُؤكّد أنّ الحُكومات المُنخَرطة فيه لا تُعير أيّ اهتمامٍ سواءً للرّأي العام الغاضب فيها من جرّاء المجازر في القطاع أوّلًا، ورُضوخها الكامِل للإملاءات الأمريكيّة والإسرائيليّة ثانيًا.
***
ختامًا نقول إن المُقاومة في قطاع غزة، وجنوب لبنان، واليمن، والعِراق هي التي ستُشكّل الخريطة الجديدة للمِنطقة، وإنّ إسرائيل التي كانت هذه الحُكومات تُراهن على حِمايتها انهزمت، وستكون هذه الهزيمة بداية النّهاية للنّفوذ الأمريكي في الشّرق الأوسط برمّته لصالح الصين وروسيا، فأنْ تصمد هذه المُقاومة ثمانية أشهر، وأن تحرق صواريخ “حزب الله” الشّمال الفِلسطيني المُحتل وتهطل كالمطر على المُستوطنات الإسرائيليّة فيه، ويتعاظم التّنسيق اليمني- العِراقي في ميادين المُواجهة، كُلّها مُؤشّرات تُؤكّد هذه الحقيقة التي قُلناها آنفًا، فأينَ القبب الحديديّة، وأين مِقلاعُ داوود، وأين دبّابات الميركافا، وأينَ الجيش الذي لا يُهزَم الذي بدأ جُنوده يُقدمون على الانتِحار هربًا من القتال في قطاع غزة؟
قادة الجيوش الخمسة الذين شاركوا في هذا الاجتماع المُؤامرة، خوفًا من العصا الأمريكيّة، ورُضوخًا لإملاءاتها، يقودون بلادهم إلى مُستقبلٍ مُرعب.. إنّه مجلس حربٍ سُداسيّ.. والأيّام بيننا.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: فی هذا الاجتماع دولة الاحتلال الإسرائیلی ة الاجتماع ا الأمریکی ة الم قاومة م شارکة عربی ة
إقرأ أيضاً:
الرئيس الأمريكي يؤكد أهمية الاستثمارات التي تولد عوائد مالية
انطلقت النسخة الثالثة لقمة الأولوية ” FII PRIORITY “، في ميامي بأجندة تتضمن كلمة رئيسية لفخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، أكد خلالها أهمية الاستثمار لتشكيل المشهد الاقتصادي العالمي.
ونوه الرئيس الأمريكي في كلمته بأهمية الحاجة إلى الاستثمارات الإستراتيجية التي تولد عوائد مالية وتأثيرًا اجتماعيًا طويل الأجل.
وقال فخامته: ” إنه لشرف عظيم أن أصبح أول رئيس أمريكي يلقي كلمة في مناسبة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، وأتيت اليوم برسالة بسيطة لقادة الأعمال من جميع أنحاء البلاد وجميع أنحاء العالم، إذا كنت تريد بناء المستقبل، وتجاوز الحدود، وإطلاق العنان للاختراقات، وتحويل الصناعات وتحقيق ثروة.”
وأكدت القمة، التي استضافتها مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، دورها بصفتها قوة رائدة في جمع القادة والمستثمرين والمبتكرين العالميين لدفع النمو المستدام والشامل.
حضر الخطاب نخبة من قادة الاستثمار والتمويل والتقنية العالميين، بما في ذلك صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ومعالي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، ومعالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان، ومعالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان ، والرئيس التنفيذي لشركة تسلا؛ ومؤسس شركة سبيس إكس؛ ومؤسس شركة xAI؛ إيلون ماسك، والرئيس التنفيذي لشركة أوراكل؛ سافرا كاتز، والرئيس التنفيذي لشركة Bridgewater Associates؛ نير بار ديا، ومؤسس شركة 26North؛ الشريك الإداري لشركة واشنطن كوماندرز؛ جوش هاريس، ورئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة ستاروود كابيتال؛ باري ستيرنليخت، والرئيس التنفيذي السابق ورئيس مجلس إدارة شركة جوجل؛ الدكتور إريك شميدت، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة ساليناس؛ ريكاردو ساليناس بليجو، ومؤسس ورئيس تنفيذي ومدير معلومات في شركة فالور إكويتي بارتنرز؛ أنطونيو جراسياس، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة فيستا إكويتي بارتنرز والرئيس التنفيذي لها؛ روبرت ف. سميث، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم؛ جياني إنفانتينو، والمؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلور؛ نائب رئيس مجموعة شين؛ مارسيلو كلور ، والمدير الإداري لشركة إنسايتس بارتنرز؛ ديفين باريك، والرئيس التنفيذي المشارك لشركة إن إي إيه توني فلورنس.
وقدم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية شكره، لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله -، على استضافة المحادثات في الرياض لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كما شكر معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار الأستاذ ياسر الرميان، على حسن تنظيم قمة الأولوية.
وأدار رئيس اللجنة التنفيذية للمؤسسة ريتشارد أتياس، جلسة حوارية مع فخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، تناولت النجاح في مجال الأعمال وإنجازاته في الحياة وإرثه ونصائحه الاستثمارية للأجيال القادمة، مؤكدًا فخامته أن والده كان مصدر إلهام كبير له، متناولاً القيم الأساسية التي يجب أن يجسدها القادة العظماء.
وتضمنت قمة الأولوية مناقشات شائقة حول موضوعات عالمية، ومنها توسيع أسواق الكربون، والاستدامة البحرية والمحيطات الأكثر هدوءًا، والصحة البشرية والقدرة على تحمل التكاليف، والقادة في الاستدامة والقوى العامل.
وأطلقت مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار على هامش النسخة الثالثة لقمة الأولوية تقرير مستقبل العمل العالمي: السلسلة الثانية، الذي يدرس الفرص والتحديات التي تواجه أسواق العمل في عصر التحول التكنولوجي.