قالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين رولا أمين إن عدد اللاجئين السودانيين المسجلين لدى المفوضية في مصر يمثل 57% من العدد الإجمالي للاجئين من جميع الجنسيات، بما في ذلك من كانوا في مصر قبل اندلاع النزاع في السودان، مشيرة إلى أنه لا يمكن للمفوضية الوجود في أي مكان في أي دولة من دون موافقة سلطات هذه الدولة.

ومنذ بداية الاقتتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منتصف أبريل/نيسان 2023، أُجبر أكثر من 9 ملايين شخص من المدنيين على الفرار من مناطق النزاع، حيث لجأ بعضهم إلى دول الجوار (مصر وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى)، ونزح آخرون داخليا هربا من الاقتتال.

أعداد مضاعفة

وأضافت رولا أمين -في تصريحات للجزيرة نت- أن أعداد السودانيين الراغبين في التسجيل لدى مفوضية اللاجئين تضاعفت 3 مرات، "فبعد أن كنا نستقبل 800 طلب في اليوم الواحد وصل هذا العدد إلى ما بين ألفي و3 آلاف طلب يوميا، وهذا يمثل عبئا كبيرا على مكاتبنا في القاهرة والإسكندرية".

وبيّنت المتحدثة أن هذه الأرقام تنعكس سلبا على واقع اللاجئين، إذ يطول وقت الانتظار، ولا يتم إنهاء المعاملات بالسرعة التي يتمناها اللاجئون، "رغم أننا ضاعفنا إمكانياتنا وعدد الزملاء الذين يعملون في التسجيل والعمل حتى في أيام العطل".

وفي ما يتعلق بمحاولة فتح مكاتب جديدة للمفوضية على الحدود المصرية وتسجيل اللاجئين فور دخولهم، بدل المشاق التي يتحملونها حتى الوصول إلى القاهرة أو الإسكندرية، أشارت رولا أمين إلى أن المنظمة الأممية "في نقاش مستمر مع الحكومة المصرية لتخفيف القيود على من يدخل إلى مصر". وتابعت أنه "حتى الآن لم نتمكن من الحصول على الأذونات المناسبة والتسهيلات حتى نتمكن من الوجود والتسجيل على الحدود".

وأضافت أن مفوضية اللاجئين "لا تستطيع أن توجد في أي مكان في أي دولة من دون موافقة سلطات هذه الدولة".

ومع ذلك استدركت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن "المفوضية لديها موظفون يعملون على الحدود المصرية من أجل تقديم الدعم والخدمات على نحو سريع للذين يصلون من الحدود السودانية، وكذلك معاونة الصليب الأحمر المصري".

الموارد المالية

وعن شكاوى اللاجئين السودانيين من الأوضاع التي يعانون منها حتى بعد التسجيل في مفوضية اللاجئين، بيّنت رولا أمين أن العجز في الموارد المالية يمثل "عائقا كبيرا" أمام المفوضية من أجل تلبية كل احتياجات اللاجئين المسجلين لديها ومتابعة أوضاعهم المعيشية والصحية.

وأضافت أن المفوضية وضعت بالتعاون مع المنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المحلي خطة إقليمية للاستجابة إلى احتياجات اللاجئين السودانيين ومعاونة المجتمعات التي تستضيفهم.

ورغم أن هذه الخطة انطلقت منذ نحو 6 أشهر، لكنها لم تحقق تمويلا إلا بما يمثل 9% فقط من خطة الاستجابة المراد الوصول إليها، و"هذا رقم ضئيل لا يفي بالاحتياجات ويعرقل قدرتنا على الوصول إلى كل من يحتاج المساعدة".

وفي ما يتعلق بدور المجتمع الدولي والمنظمات الدولية في توفير هذا الدعم، قالت المتحدثة باسم المفوضية إنه "لا بد من التشارك في المسؤولية لتقديم الدعم اللازم والضروري لمساعدة الدول التي تستضيف أعدادا من اللاجئين، حتى تستمر هذه الدول في إبقاء أبوابها مفتوحة أمام من يحاول الهرب خوفا على حياته من السودان".

المفوضية في السودان

من جانبه، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن أطراف النزاع في السودان تواصل وضع العقبات التي تسمح بالوصول إلى المناطق الرئيسية، مما يمنع العاملين في المجال الإنساني من مساعدة المحتاجين، بما في ذلك العمليات التي تجري على الحدود وعلى خطوط التماس.

وفي بيان أمام مجلس الأمن التابع لأمم المتحدة، نهاية مايو/أيار الماضي، قال غراندي إن السودان يعد مثالا على العواقب الأوسع نطاقا لعدم احترام قواعد الحرب والافتقار التام للمساءلة، فلم يذهب أي طفل تقريبا في السودان إلى المدرسة منذ أشهر، وتنتشر الانتهاكات المروعة مثل الاغتصاب والقتل.

أما رولا أمين، فأشارت -للجزيرة نت- إلى أن مفوضية اللاجئين ما زالت تعمل داخل السودان، وتعمل على تقديم كل أنواع المساعدة إلى النازحين داخليا.

???? المفوض السامي لشؤون اللاجئين @FilippoGrandi يتحدث عن أحدث الأرقام المعلنة في تقرير المفوضية عن #الاتجاهات_العالمية حول #النزوح_القسري.

المزيد:https://t.co/26R5xDMmNb pic.twitter.com/m7Zkicl6Z7

— مفوضية اللاجئين (@UNHCR_Arabic) June 13, 2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مفوضیة اللاجئین لشؤون اللاجئین فی السودان على الحدود

إقرأ أيضاً:

أزمة الطلاب السودانيين في تشاد تثير جدلا بمنصات التواصل

تفاعلت منصات التواصل الاجتماعي السودانية مع إعلان مسؤول سوداني أن سلطات تشاد رفضت السماح لآلاف الطلاب السودانيين هناك بأداء الامتحانات، حيث حمّل البعض الحكومة السودانية المسؤولية عن ذلك.

وأعلن مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة الحاكم بالسودان، أن السلطات التشادية رفضت السماح لـ13 ألف طالب سوداني بأداء امتحانات الشهادة الثانوية السودانية -المقررة نهاية الشهر الجاري- على أراضيها، ما يضع مستقبل هؤلاء الطلاب في مهب الريح.

وأظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي عقار وهو يوضح أن عملية الترتيب لعقد امتحانات الشهادة الثانوية تمضي بصورة جيدة، لكنها تواجه مشكلة واحدة وهي أن "حكومة تشاد رفضت امتحان الطلاب في مدينة أبشي"، معتبرا ذلك "جزءا من الحرب الرامية إلى تدمير السودان"، على حد قوله.

وبذل الطلاب السودانيون اللاجئون بتشاد خلال الشهور الماضية جهودا مضنية لتجهيز أنفسهم للجلوس للامتحانات المقررة في نهاية الشهر الحالي، رغم النقص الحاد الذي يواجهونه في الموارد الأساسية للعملية التعليمية، المتمثلة في الفصول والكتب الدراسية والطباشير والمياه وغيرها من المستلزمات الأخرى.

وأظهرت مقاطع مصورة سابقة جانبا من معاناة الطلبة اللاجئين في تشاد، خلال حصولهم على التعليم، ومنهم من طالب آنذاك بمساعدتهم لإتمام دراستهم الثانوية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها بلادهم باستمرار الحرب.

إعلان

وبحسب المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين، فإن شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحده شهد لجوء نحو 60 ألف سوداني إلى تشاد في أعقاب تصاعد حدة القتال في إقليم دارفور، حيث تجاوز إجمالي عدد اللاجئين 1.1 مليون شخص، كـ"أكبر تدفق للاجئين تشهده تشاد في تاريخها".

وأثارت تصريحات المسؤول السوداني ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بين مهاجم ومشكك بشأن ما أثير حول قرار الرفض، إذ اعتبرها مدونون فرصة للتساؤل عن الخدمات التي قدمتها الحكومة السودانية للطلاب داخل البلاد في ظل الحرب، في حين اعتبره البعض "نتاجا طبيعيا لهجوم قيادات الحكومة السودانية على تشاد، واتهامها بالتورط ونقل أسلحة إلى الدعم السريع عبر المعابر الحدودية"، وفق تعبيرهم.

وكتب المدون عماد الجيلي عبر إكس "نتمنى أن تكون الامتحانات في موعدها، مع توفر حلول لاحقا للطلبة والطالبات الذين لم يجلسوا في الزمن المحدد، ولن تفشل الدولة -بإذن الله- في عقد الامتحانات في مواعيدها داخل السودان وخارجه". بينما قالت المدونة أحلام الفيل "عدد الطلاب كبير جدا، لازم الدولة يكون عندها حل لهم".

حقد حسد منعا للامتحان، نتمنى أن تكون الامتحانات في موعدها، وحلول في وقتها للطلبة والطالبات من لم يجلس في هذا الزمان. ولن تفشل الدولة بإذن الله في تغير العملة وعقد الامتحانات في مواعيدها في السودان وخارجه، وتفشل جميع خطط الجنجويد وتقدم الإرهابيتين. #سودنا????????فوق رغم أنف الحاقدين

— Emad Aljalli (@EmadAljalli) December 15, 2024

 

 

حديث نائب رئيس مجلس السيادة بأن تشاد رفضت جلوس 13 الف طالب سوداني لامتحانات الشهادة السودانية في تشاد ده مستوي عدواني جدا مقيت جدا من دولة تشاد.

هؤلاء مجرد طلبة ما عندهم ذنب في حرمانهم من الجلوس للامتحانات ومن المفترض يكونوا خارج اي مشكلة بين الحكومتين

دولة تشاد شوية شوية… pic.twitter.com/rbkXNuKzTm

— Shukri (@shukrisudani) December 14, 2024

 

دا عدد كبير جدا، لازم الدولة يكون عندها حل ليهم.
متوقع جدا ترفض تشاد وهي بتعادينا

— Elham Elfeel (@ElfeelElham) December 15, 2024

 

دا عدد كبير جدا، لازم الدولة يكون عندها حل ليهم.
متوقع جدا ترفض تشاد وهي بتعادينا

— Elham Elfeel (@ElfeelElham) December 15, 2024

 

من أنتم تسبون وتشتمون تشاد في كل منابركم ثم تطالبون منه الخدمات، علما بأن آلاف من السودانين امتحنوا في تشاد ومع ذلك لا تعترفون بالجميل.
اذهبوا إلى مصر

— Souleyman (@Souleymh) December 14, 2024

إعلان

 

مقالات مشابهة

  • بنك السودان المركزي يحدد فئات العملة القديمة التي ما تزال سارية
  • إحصائية جديدة من “أوتشا” حول عدد النازحين واللاجئين السودانيين
  • فيلم للجزيرة 360 يفوز بجائزة أنهار في مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان
  • أزمة الطلاب السودانيين في تشاد تثير جدلا بمنصات التواصل
  • وكيل وزارة الداخلية يناقش مع المفوضية السامية أوضاع اللاجئين في اليمن
  • الناطق باسم كتيبة جنين للجزيرة: أمن السلطة يريد جنين بلا سلاح مقاومة
  • كيف رد أبناء سقطرى على ما يسمى بالمجلس الوطني وتبني الحكم الذاتي للجزيرة؟
  • الصحفية الفلسطينية رولا الدر: الصحفي على أرض غزة ناقلًا وشهيدًا ومصابًا
  • «قيود جديدة» على دخول السودانيين إلى مصر
  • مفوضية اللاجئين تطلب إمهال السوريين وقتاً