طوَّر باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس الأمريكية، رقعة حلق ثورية، تُمكن الأشخاص الذين فقدوا قدرتهم على التحدث بسبب تلف الأحبال الصوتية من استعادة أصواتهم، دون أي تدخل جراحي.. فكيف تعمل هذه الرقعة؟

رقعة مبتكرة لاستعادة القدرة على التحدث

بحسب ما ورد على موقع «odditycentral»، فإن هذه الرقعة المبتكرة تعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي لفك تشفير حركات عضلات الحلق وترجمتها إلى خطاب واضح، ما يمثل بديلًا واعدًا للحلول الحالية مثل الحنجرة الاصطناعية التي غالبًا ما تكون غازية أو باهظة الثمن أو غير فعّالة.

ونشأت فكرة هذه الرقعة من تجربة شخصية للأستاذ المساعد في الهندسة الحيوية بجامعة كاليفورنيا، جون تشن، الذي عانى من إجهاد في أحباله الصوتية بعد إلقاء محاضرة لعدة ساعات، ما دفعه إلى البحث عن حلول بديلة لتمكين الكلام دون الحاجة إلى استخدام الحبال الصوتية، ومع البحث، توصل أخيرًا إلى هذه الرقعة المبتكرة.

تصميم ذكي وتقنية متطورة

وتتميز رقعة الحلق بتصميمها الخفيف والمقاوم لتعرق الجلد، وتعتمد على تقنية ذكية تتكون من خمس طبقات رقيقة، بما في ذلك مواد تستجيب للحركات الدقيقة لـ عضلات الحلق؛ فعندما يتحرك المستخدم للفظ عبارة معينة، تُنتج هذه المواد إشارات كهربائية يتم تحويلها إلى كلام باستخدام خوارزمية تعلم آلي متطورة.

وتُشكل الطبقات الخارجية للرقعة من السيليكون الناعم والمرن، بينما تتكون الطبقة الوسطى من السيليكون والمغناطيسات الدقيقة التي تُنشئ مجالًا مغناطيسيًا يتغير مع حركة العضلات، أما الطبقتان في الوسط فتحتويان على ملفات من الأسلاك النحاسية التي تحول تغيرات المجال المغناطيسي إلى نبضات كهربائية.

كما أظهرت الدراسات التي أجراها البروفيسور «تشن» وزملاؤه، أن خوارزمية التعلم الآلي للرقعة تتمتع بدقة تصل إلى 95٪ في ترجمة النبضات الكهربائية إلى كلام، سواء عند نطق العبارات بصوت عالٍ أو «بدون صوت»، ويعد هذا إنجازًا هامًا يشير إلى قدرة الخوارزمية على تفسير الأشكال الموجية بشكل موثوق وترجمتها إلى كلام مفهوم.

خطوات واعدة وآفاق مستقبلية

وعلى الرغم من الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات على نطاق أوسع، فإن رقعة الحلق تُقدم وعودًا هائلة لتمكين الأشخاص الذين فقدوا أصواتهم من التواصل والتعبير عن أنفسهم بشكل طبيعي، كما تشير التقديرات إلى أن حوالي 30٪ من الأشخاص سيعانون من اضطراب صوتي واحد على الأقل في حياتهم، ما يجعل هذه الرقعة حلًا ذا أهمية كبيرة لملايين الأشخاص حول العالم.

جدير بالذكر، أن رقعة الحلق هذه لا تزال في مراحلها الأولى من التطوير، ولم يتم الموافقة عليها للاستخدام السريري بعد، وتقتصر الدراسات الأولية على عدد قليل من المشاركين، وهناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لتقييم فعاليتها على نطاق أوسع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي التدخل الجراحي تقنيات الذكاء الاصطناعي هذه الرقعة

إقرأ أيضاً:

فساد في الأرض.. دار الإفتاء تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم

قالت دار الإفتاء المصرية، إن وصف الدواء للمريض هو من اختصاص الطبيب المعالج، ولا يجوز لغير الطبيب المختص التجرؤ والإقدام على التحدث في أمور الطب أو وصف دواءٍ لمريض، ولقد حَذَّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن تَطبُّب غير الطبيب وتَصدُّرِه لعلاج الناس من غير أهلية لذلك، وأخبر أَنَّ فاعل ذلك مُتَحمِّل لتبعات فعله وآثار تصرفه، ولا يَشْفَع له حُسْن مقصده؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ؛ فَهُوَ ضَامِنٌ» رواه أبو داود. ومعنى التَّطبُّب: الإقدام على ممارسة الطب مع الجهل بهذه الممارسة، ولَفْظَة: "تَطبُّب" تدل على تكلّف الشيء والدخول فيه بعُسْرٍ وكُلْفَة، وأنَّه ليس من أهله.

وأضافت دار الإفتاء فى منشور لها عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه ينبغي على الإنسان العاقل ألَّا يضع أمر صحة بدنه تحت تَصرُّفِ كل مَنْ تُسوِّل له نفسه أنَّه يفهم في كلِّ شيء، فالعبث بحياة الناس والإضرار بصحتهم وأبدانهم نوعٌ من الفساد في الأرض يتنافى مع حرص الإسلام الشديد على حماية الحياة الإنسانية وصيانتها وتحريم الاعتداء عليها.

سائل يقول: انتشر في الآونة الأخيرة خاصة على صفحات التواصل نشر وصفات طبية من غير أهل الطب المتخصصين؛ فما حكم ذلك شرعًا؟

وصف الدواء للمريض هو من اختصاص الطبيب المعالج، ولا يجوز لغير الطبيب المختص التجرؤ والإقدام على التحدث في أمور الطب أو وصف دواءٍ لمريض، وينبغي على الإنسان العاقل أن لا يضع أمر صحة بدنه تحت تَصرُّفِ كل مَنْ تُسوِّل له نفسه أنَّه يَفْقَه في كلِّ شيء، فالعبث بحياة الناس والإضرار بصحتهم وأبدانهم نوعٌ من الفساد في الأرض يتنافى مع حرص الإسلام الشديد على حماية الحياة الإنسانية وصيانتها وتحريم الاعتداء عليها.

المعنى المراد من قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون﴾

أرشدنا الشرع الشريف إلى اللجوء إلى ذوي الخبرة وأهل الاختصاص كلٍّ في تخصّصه؛ وسؤال أهل الذِّكْر إذا خَفِي علينا شيء؛ فقال تعالى: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون﴾ [النحل: 43]. وقال جلَّ شأنه: ﴿الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا﴾ [الفرقان: 59].

كما عَلَّمنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم احترام التخصّص؛ فبرغم عِلْمه صلى الله عليه وآله وسلم الرباني إلا أنَّه كان يستشير المتخصصين من الصحابة في كافة الشئون الدنيوية ليعلمنا اللجوء للمتخصصين، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يُنوِّه بتخصصات أصحابه الكرام إشادة بهم؛ فيقول: «أَرْحَمُ أُمَّتِى بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللهِ عُمَرُ -وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً فِي أَمْرِ اللهِ عُمَرُ- وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَإِنَّ أَمِينَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ» رواه أحمد في "المسند"، وابن ماجه والترمذي والنسائي في "سننهم".

ففي هذا الحديث تنبيه للناس ليكونوا على بيِّنة من هذه التخصصات حتى يلجؤوا إليها عند الحاجة، أو لترجيح قول صاحب التخصص عند التعارض.

التحذير من التحدث في أمور الطب بغير علم

لأجل الإحالة على أهل الاختصاص؛ حَذَّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن تَطبُّب غير الطبيب وتَصدُّرِه لعلاج الناس من غير أهلية لذلك، وأخبر أَنَّ فاعل ذلك مُتَحمِّل لتبعات فعله وآثار تصرفه، ولا يَشْفَع له حُسْن القصد؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ؛ فَهُوَ ضَامِنٌ» أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه والدارقطني في "السنن"، والحاكم في "المستدرك"، وقال: "صحيح الإسناد".

وفي لفظٍ: «مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ بِالطِّبِّ مَعْرُوفًا فَأَصَابَ نَفْسًا فَمَا دُونَهَا؛ فَهُوَ ضَامِنٌ» رواه البيهقي في "السنن".

ومعنى التَّطبُّب: الإقدام على ممارسة الطب مع الجهل بهذه الممارسة؛ ولَفْظَة: "تَطبُّب" تدل على تكلّف الشيء والدخول فيه بعُسْرٍ وكُلْفَة، وأنَّه ليس من أهله؛ قال الإمام الخطابي في "معالم السنن" (4/ 39، ط. المطبعة العلمية): [والمتعاطي عِلْمًا أو عملًا لا يعرفه مُتَعَدٍّ، فإذا تولّد من فعله التلفُ ضمن الدية، وسقط عنه القَوَد؛ لأنَّه لا يستبد بذلك دون إذن المريض] اهـ.

الخلاصة
بناءً على ما سبق: فعلى الإنسان العاقل أن لا يضع أمر صحة بدنه تحت تَصرُّفِ كل مَنْ تُسوِّل له نفسه أنَّه يَفْقَه في كلِّ شيء، فالعبث بحياة الناس والإضرار بصحتهم وأبدانهم نوعٌ من الفساد في الأرض يتنافى مع حرص الإسلام الشديد على حماية الحياة الإنسانية وصيانتها وتحريم الاعتداء عليها، ووصف الدواء للمريض هو من اختصاص الطبيب المعالج، ولا يجوز لغير الطبيب المختص التجرؤ على وصف دواءٍ لمريض.

مقالات مشابهة

  • القدرة الشرائية للدولار تتراجع 26.6% في 2024
  • الجهاني: كلام خوري مرسل ولم يوضح معوقات رسم خارطة طريق حقيقية
  • 9 مشروبات تخفف احتقان الحلق وانسداد الأنف في الشتاء
  • كل كلام يقوله الإنسان محسوب عليه إلا 3 أمور فما هي؟.. علي جمعة يوضح
  • فساد في الأرض.. دار الإفتاء تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم
  • دار الإفتاء تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم
  • "الروح" تحلق بـ"روح الروح".. استشهاد صاحب أشهر مقولة مؤثرة في غزة
  • الرئيس السيسي وملك البحرين يحذران من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط
  • انطلاق مسابقة التحدث باللغة الكورية بألسن عين شمس
  • ماهي فيروسات البرد المميتة وكيف نكافحها؟