وزير الصحة الروسي يكشف متى ستبدأ تجربة لقاح السرطان على البشر.. وهذا أول سرطان عالجه
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
صرح وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو أن اللقاح الضماد للسرطان الذي يطوره العلماء الروس يخضع الآن لدراسات ما قبل السريرية (على الحيوانات)، متوقعا الحصول على النتائج الأولى بحلول نهاية العام الجاري والبدء في التجارب السريرية على البشر.
وجاءت تصريحات موراشكو يوم الأحد لوكالة تاس في مقابلة على هامش منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (SPIEF).
وقال إنه يمكن الحصول على النتائج الأولى للدراسات ما قبل السريرية للقاح الروسي المضاد للسرطان في أواخر عام 2024.
وأضاف أن "اللقاح يخضع الآن لدراسات ما قبل السريرية. ونتوقع الحصول على النتائج الأولى بحلول نهاية العام، والبدء في التجارب السريرية".
وقال موراشكو إن اللقاح تم تطويره بشكل مشترك من قبل عدة فرق من العلماء، يمثلون مركز جماليا الوطني لأبحاث الأوبئة والأحياء الدقيقة، ومعهد هيرتسن موسكو لأبحاث الأورام، ومركز بلوخين لأبحاث السرطان.
وقال الوزير إن البحث "تموله الدولة كجزء من الأمر الحكومي".
من جهته أعلن الأكاديمي الروسي ألكسندر غينسبورغ أن اللقاح الروسي المضاد لجميع أنواع السرطان اجتاز بنجاح الاختبارات التي أجريت على الفئران المخبرية.
وأشار الأكاديمي –وفق تقرير نشره موقع روسيا اليوم– على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، إلى أن اللقاح اجتاز الاختبارات على الفئران، ومن المتوقع أن يعطى هذا اللقاح لمرضى السرطان عن طريق الحقن في الورم الخبيث مباشرة أو سيحقن في العضل وفقا لحالة المريض.
الحمض النووي الريبوزي المرسالوأوضح الأكاديمي أن اللقاح تم تصنيعه بالاعتماد على تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" (إم آر إن إيه) mRNA .
عادة ما تكون اللقاحات مصنوعة من فيروسات معطلة أو ضعيفة، يؤدي حقنها في الجسم إلى تحفيز استجابة مناعية من شأنها وقايته من مسببات الأمراض الحية لاحقا؛ لكن عملية تطوير هذا النوع من اللقاحات يتطلب العديد من المواد الكيميائية والمزارع الخلوية، التي يستغرق إنتاجها وقتا، ويزيد احتمال حدوث تلوث فيها.
في المقابل، لا ينطوي صنع لقاحات الحمض النووي الريبوزي على مثل هذه المشاكل، حيث تعمل هذه الجرعات على إرشاد الجسم لصنع الأجسام المضادة بنفسه، ثم يحتفظ الجهاز المناعي بهذه المستضدات، ويستعد لليوم الذي ستظهر فيه البروتينات المرتبطة بفيروس كورونا. بناء على ذلك، تعلق الآمال على الحمض النووي الريبوزي لشفاء أمراض أخرى، حيث إن بإمكانه توجيه خلايانا لصنع أي بروتين، وفقا لتقرير سابق في بلومبيرغ.
ويقول غينسبورغ: "الميزة الأهم لهذه التكنولوجيا هي أنها تسمح بإنشاء تركيزات كبيرة جدا من المستضد المستهدف في الخلايا، أي البروتين أو الببتيدات التي شفرها المبتكر في mRNA. وهذا ضروري لكي تتمكن منظومة مناعة الشخص المصاب من التمييز بين الخلية السليمة والخبيثة".
ويضيف: "لقد أثبتنا أنه من الضروري إما حقن اللقاح في الورم أو في العضل. لإنه إذا أعطي على شكل قطرات عبر الفم، فإنه سيصل إلى الكبد لأنه مغلف بغلاف دهني. أما في حالة حقنه في الورم او العضلات فإنه سوف يتوزع بالتساوي في جميع أنحاء الجسم".
على أي نوع من السرطان تم اختبار اللقاح الروسي؟يشير غينسبورغ، إلى أن اللقاح أختبر على فئران مصابة بالورم الميلانيني.
و سرطان الجلد الميلانيني (Melanoma) -الذي يعرف أيضا باسم سرطان جلد الميلانوما وسرطان الخلايا الصبغية- هو سرطان يتكون في الخلايا الصباغية، وهي خلايا الجلد التي تنتج الميلانين، وهو صبغة مسؤولة عن لون الجلد.
يظهر سرطان الجلد الميلانيني عادة على شكل بقعة بنية أو سوداء أكبر من الشامة، ويمكن أن تكون للبقعة أو النتوء حدود غير منتظمة وظلال بألوان مختلفة. وقد يكون النتوء محمر اللون مع وجود بقع سوداء أو زرقاء أو أرجوانية مختلطة.
والميلانوما أخطر أنواع سرطان الجلد، لكنه النوع الأقل شيوعا. وينجم هذا المرض عن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس أو ممارسات تغيير لون البشرة في صالونات التجميل.
وقد لاحظ الباحثون الروس أنه بعد مضي 15 يوما على تلقيحها أي عندما تبدأ منظومة المناعة في العمل، فرقا كبيرا في حجم الورم بين الحيوانات الملقحة وغير الملقحة. وكانت النتيجة أن الفئران غير الملقحة باللقاح توفيت بين يومي 19 و22، في حين لا تزال الفئران الملقحة على قيد الحياة حتى الآن.
وفي فبراير/شباط الماضي أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العلماء الروس يقتربون من إنتاج لقاحات للسرطان قد تكون متاحة للمرضى قريبا.
وقال بوتين في تصريحات متلفزة "لقد اقتربنا للغاية من إنتاج ما يسمى بلقاحات السرطان وأدوية تعديل المناعة لجيل جديد".
وأضاف متحدثا في منتدى في موسكو حول تقنيات المستقبل: "آمل أن يتم استخدامها قريبا بشكل فعال كوسائل للعلاج الفردي".
عدة دول تعمل على لقاح للسرطانويعمل عدد من البلدان والشركات على لقاحات للسرطان. وفي العام الماضي، وقعت حكومة المملكة المتحدة اتفاقية مع شركة بيونتك BioNTech ومقرها ألمانيا لإطلاق تجارب سريرية توفر "علاجات شخصية للسرطان"، بهدف الوصول إلى 10000 مريض بحلول عام 2030.
وتعمل شركتا الأدوية موديرنا Moderna وميرك Merck & Co على تطوير لقاح تجريبي للسرطان أظهرت دراسة أنه يقلل من فرصة تكرار الإصابة أو الوفاة بسبب سرطان الجلد – وهو أكثر سرطانات الجلد فتكا – بمقدار النصف بعد ثلاث سنوات من العلاج.
يوجد حاليا ستة لقاحات مرخصة ضد فيروسات الورم الحليمي البشري (HPV) التي تسبب العديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان عنق الرحم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى لقاحات ضد التهاب الكبد بي (HBV)، الذي يمكن أن يؤدي إلى سرطان الكبد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحمض النووی الریبوزی سرطان الجلد أن اللقاح
إقرأ أيضاً:
الصحة الإماراتية و"أسترازينيكا" تتعاونان للكشف المبكر عن سرطان الرئة
وقعت وزارة الصحة ووقاية المجتمع اليوم الثلاثاء، اتفاقية تعاون استراتيجية مع شركة "أسترازينيكا" الطبية العالمية لتعزيز برامج الكشف المبكر عن سرطان الرئة في الدولة بإستخدام أحدث التقنيات والممارسات العالمية، إلى جانب إطلاق منصة رقمية لتقييم صحة الرئة تستهدف الفئات الأكثر عرضة للإصابة، خاصة من هم في عمر 50 عاماً فما فوق من المدخنين الحاليين والسابقين.
وكشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن بدء العمل على الدليل العلمي الوطني للكشف المبكر عن سرطان الرئة ، بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمكافحة السرطان والسيطرة عليه ، وذلك ضمن استراتيجيتها للوقاية من الأمراض غير السارية وتطوير منظومة صحية مستدامة تعزز جودة الحياة بالدولة.
جاء ذلك بالتزامن مع الشهر العالمي للتوعية بمرض سرطان الرئة، وفي إطار جهود الوزارة المستمرة لتحسين نتائج المؤشرات الصحية الوطنية، لترسخ موقع الإمارات كمركز رائد في تبني وتطوير حلول صحية مبتكرة ، ودعم خطة العمل العالمية لمنظمة الصحة العالمية لخفض معدلات الوفيات الناتجة عن السرطان بنسبة 30% بحلول عام 2030.
وتنص الاتفاقية على تطوير منظومة متكاملة للكشف المبكر عن سرطان الرئة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتدريب الكوادر الطبية على أفضل الممارسات العالمية، وتنفيذ برامج توعوية مبتكرة تستهدف الفئات الأكثر عرضة للإصابة وتحديث المبادرات التي تسهم في خفض معدلات الإصابة بالمرض وتنظيم ورشة عمل للخبراء المحليين والعالميين، للاطلاع على أحدث طرق الكشف عن المرض وطرح الرؤى حول أعباء سرطان الرئة على الأنظمة الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي ، إلى جانب عرض تجارب بعض المرضى الذين تعافوا من الإصابة بالمرض نتيجة الكشف المبكر.
ونظمت الوزارة بهذه المناسبة، فعاليات متخصصة على مدار 6 أيام في دبي بالتعاون مع "أسترازينيكا"، وجمعية الإمارات للأورام لتوعية أفراد المجتمع بأهمية الكشف المبكر لسرطان الرئة، وتثقيفهم بأعراض المرض، وتشجيع الفحوصات المنتظمة، وذلك من خلال استبيانات تقييم المخاطر وتوجيه المشاركين لمراجعة المنشآت الصحية للكشف المبكر، إضافة إلى ورش عمل بمشاركة نخبة من الخبراء المحليين والدوليين واستعراض أحدث الابتكارات التكنولوجية المحلية والعالمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي في تشخيص وعلاج سرطان الرئة.
وقال الدكتور حسين الرند، وكيل الوزارة المساعد لقطاع الصحة العامة إن شراكتنا الاستراتيجية مع أسترازينيكا تمثل نموذجاً للتعاون البناء مع المؤسسات العالمية الرائدة لتعزيز برامج الكشف المبكر عن سرطان الرئة باستخدام الذكاء الإصطناعي، حيث تواصل الوزارة العمل على تطوير حلول مبتكرة ومستدامة للتحديات الصحية، مسترشدين برؤية قيادتنا الرشيدة في بناء منظومة صحية متكاملة تضمن حياة صحية وسعيدة لكل أفراد المجتمع.
ونوه بأن الوزارة ستنظم سلسلة من ورش العمل المتخصصة لتدريب الكوادر الطبية في المنشآت الصحية الحكومية والخاصة على أحدث البروتوكولات العالمية في مجال الكشف المبكر عن سرطان الرئة. حيث تحافظ الإمارات على معدلات إصابة بالسرطان أقل من المتوسط العالمي.
وأشار الرند إلى حرص الوزارة على مواكبة التطورات العلمية في مجال مكافحة السرطان وتوفير معلومات موثوقة وشاملة للمجتمع والمهنيين الصحيين، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتعزيز البحث العلمي وتطوير حلول مبتكرة للتحديات الصحية، من خلال بناء شراكات استراتيجية مع المؤسسات الرائدة عالمياً، بما يتماشى مع رؤية الإمارات في توفير أفضل خدمات الرعاية الصحية وتعزيز جودة حياة المجتمع.
وحسب منظمة الصحة العالمية فإن سرطان الرئة هو السبب الرئيسي للوفيات الناجمة عن السرطان في جميع أنحاء العالم، ويمثل أعلى معدلات الوفاة بين الرجال والنساء على السوا.وأن التدخين هو السبب الرئيسي لسرطان الرئة، ويتسبب في حوالي 85٪ من جميع حالات الإصابة.. فيما يمكن للوقاية الأولية مثل تدابير مكافحة التبغ والحد من التعرض لعوامل الخطر البيئية أن تخفض معدلات الإصابة بسرطان الرئة وتنقذ الأرواح.