جيولوجي ينفى نشأة الحياة على أراضي المملكة قبل 3.48 مليار سنة
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
الرياض
كشف المدير الأعلى لمركز المسح الجيولوجي والتنقيب عن المعادن في هيئة المساحة الجيولوجية، الدكتور عبدالله النبهان، ان ما جرى تداوله بأن الحياة على الأرض قد نشأت في المملكة قبل 3.48 مليار سنة، خاليا تماما من الصحة.
وكانت دراسة، نُشرت في مجلة «الجيولوجيا»، أجراها علماء يعملون على «الستروماتوليتات» الحية (التركيب الرسوبي العضوي)،قد كشفت أن الحياة على الأرض ربما نشأت في جزيرة شيبارة بالبحر الأحمر، قبل 3.
وتستكشف الدراسة،المستندة على التركيبات العضوية والهياكل الصخرية الحديثة المكتشفة في البحر الأحمر، أن الهياكل الميكروبية القديمة، وتقدم لمحة فريدة عن الحياة المبكرة للأرض والظروف البيئية التي سادت منذ مليارات السنين.
تعقيبا على ذلك، قال النبهان: “يعد البحر الأحمر وجزره وتكويناته الجيولوجية، وما يحتضنه من بقايا لكائنات حية حديثي التكوين (٢٩ مليون سنة) مقارنة بالعمر السحيق لبداية الحياة على الأرض قبل 3.48 مليار سنة، حيث أن أقدم الأحافير المكتشفة في العالم وجدت في قارة أستراليا والتي يصل عمرها إلى مليارات السنين، والممثلة لبقايا مستعمرات مجهرية لطحالب خضراء مزرقة كأول كائنات حية ظهرت على الأرض، وكانت قادرة على إنتاج غاز الأوكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئي، ولها أثر كبير في ازدياد كمية الأكسجين في الكون، وبداية دورة النشاط الحيوي فيه”.
وأضاف عالم الجيولوجيا: “لا شك بأن اكتشاف تلك التركيبات العضوية للهياكل الصخرية، والتي قد لا تتجاوز أعمارها الآلاف من السنين في جزر حديثة في البحر الأحمر أمر بالغ الأهمية لندرة تلك الكائنات، وحساسيتها للمؤثرات المحيطة بها، إضافة إلى أن تواجد تلك الهياكل العضوية الميكروبية الحية في عصرنا الحديث أمر هام لمعرفة البيئة الجيولوجية الحديثة ومقارنتها بالقديمة، وعليه فإنه لا يوجد منطق فيما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول هذا الموضوع، وإنما هو خلط إعلامي قد يكون غير مقصود لتشعب هذا الموضوع العلمي”.
وتابع: ” التقرير الذي تم نشره عبر موقع “ذا ديبريف” الجيولوجي عن الورقة العلمية التي أعدها ونشرها علماء جيولوجيون من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والتي تسلط الضوء على كيفية تكوّن وتشكل تلك الكائنات المجهرية الحديثة بجزيرة شيبارة في مياه البحر الأحمر بالسعودية، وأنها تشبه مثيلاتها للتركيبات العضوية الحديثة للطبقات الرسوبية النادرة في غرب أستراليا وجزر الباهاما، ولم يرد في البحث بأن الحياة على الأرض ربما تكون قد نشأت في المملكة”.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: البحر الأحمر جزيرة شيبارة الحیاة على الأرض البحر الأحمر ملیار سنة
إقرأ أيضاً:
«السمك الناشف».. تقليد غذائي أصيل لأهالي البحر الأحمر في عيد الفطر
يحتفظ أهالي محافظة البحر الأحمر بعادة غذائية متوارثة خلال عيد الفطر، تميزهم عن بقية محافظات مصر، حيث يعتبر "السمك الناشف" أو المالح وجبة رئيسية على موائدهم في أول أيام العيد.
ويعزى هذا التقليد إلى الظروف البيئية التي عاشها الصيادون في الماضي، حيث ابتكروا طرقًا لحفظ الأسماك لتظل صالحة للاستهلاك بعد رحلات صيد طويلة في عرض البحر.
يروي الحاج محمد مصلح، أحد أقدم تجار السمك المالح في المنطقة، أن الصيادين كانوا يقضون شهورًا في البحر دون وسائل تبريد تحفظ صيدهم، ما دفعهم إلى استخدام الملح كأسلوب طبيعي لحفظ الأسماك.
كانوا يقومون بتشريح الأسماك بطريقة احترافية، بشقها من الظهر، ثم توزيع الملح داخل الأنسجة، قبل تركها لساعات حتى تتشبع.
بعد ذلك، تُغسل جيدًا وتُعرض للشمس لتجف تمامًا، وهي العملية التي تضمن عدم فسادها حتى يعود الصيادون إلى الشاطئ، حيث تُعرض الأسماك في مزادات علنية تُعرف محليًا بـ"الدلالة"، ليتم تصنيفها حسب النوع والحجم، ما يحدد أسعارها في الأسواق.
يؤكد مصلح أن اختيار السمك الناشف الجيد يحتاج إلى خبرة، إذ يجب أن يكون لون اللحم طبيعيًا وليس أبيض ناصعًا، كما ينبغي أن يحتفظ بتماسكه عند فركه بين الأصابع، إذ إن تفتته يشير إلى أنه تعرض للتجميد لفترة طويلة أو أنه غير طازج عند تمليحه.
ليس كل نوع من الأسماك يصلح ليصبح "سمكًا ناشفًا"، بل هناك أنواع محددة تُستخدم في هذه العملية، مثل "الشعور"، و"أبو قرن"، و"الغبانى"، و"الرهو"، و"الحريت".
تمر هذه الأسماك بعملية تنظيف دقيقة قبل التمليح، حيث تُغسل بمياه البحر، ثم تُشّرح ويوضع الملح داخل الأنسجة، قبل أن تترك لتجف تحت أشعة الشمس ليوم كامل.
طرق طهي السمك الناشف.. نكهة مميزة ومذاق مختلفعلى عكس الأسماك الطازجة التي تُطهى غالبًا مشوية أو مقلية، يتم تحضير السمك الناشف بطريقة مختلفة تمامًا.
يوضح صالح سليمان الرشندي، أحد أبناء الغردقة، أن الأسر تبدأ في نقع السمك بالماء ليلة العيد، ثم يُطهى في صباح اليوم التالي بعد تخليصه من الجلد والشوك، حيث يُضاف إلى "التسبيكة" المكونة من البصل والطماطم والصلصة والفلفل الأخضر والتوابل، ليمنحه ذلك مذاقًا غنيًا ومميزًا.
ارتفاع الأسعار والإقبال المستمررغم ارتفاع أسعار السمك المالح في السنوات الأخيرة، إلا أن الإقبال عليه لم يتراجع، إذ يعتبره أبناء البحر الأحمر وجبة خفيفة على المعدة بعد شهر من الصيام، ما يجعله الخيار الأمثل لبدء يوم العيد بوجبة شهية وسهلة الهضم.
بهذا، يظل "السمك الناشف" جزءًا أصيلًا من تراث البحر الأحمر، حيث يجمع بين عبق الماضي وخصوصية المذاق، ليحافظ على مكانته كأحد أبرز الأطباق التقليدية التي يحرص الأهالي على تناولها في عيد الفطر.