توقيع العقد النهائى لبناء وتطوير وإدارة وتشغيل السفن السياحية فى موانئ سفاجا والغردقة وشرم الشيخ مع موانئ أبوظبى، يعد إنجازاً مهماً للدولة المصرية فى إطار جذب الاستثمار الخارجية داخل البلاد. وتوقيع هذا العقد له مردود إيجابى كبير فى ظل تحصيل رسوم تتجاوز الخمسمائة مليون دولار، ما يعنى وجود انتعاشة كبيرة فى هذا المجال.
والمعروف أن هذا العقد المهم يأتى فى إطار تعظيم تجارة الترانزيت التى تعد من أهم الأولويات التى يتم العمل حالياً عليها، فى ظل أن مصر تتمتع بمواقع متميزة على البحر. ويأتى ذلك فى ظل توجه القيادة السياسية إلى تحويل البلاد إلى مركز إقليمى للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت. كما أن هذا العقد الذى تم توقيعه مع موانئ أبوظبى له عائد مباشر فى ضخ استثمارات واسعة بملايين الدولارات لتطوير البنية الفوقية للتعامل مع تلك النوعية من السياحة الفاخرة، من أجل تغطية إدارة وتشغيل محطات السفن السياحية.
أما الفائدة الأخرى من هذا المشروع المهم فهى تتمثل فى توفير فرص العمل والعوائد على المقاصد السياحية للسائحين وأنشطة السائحين المختلفة، مما يساهم فى زيادة الدخل القومى. وبذلك تعود فوائد مباشرة من خلال توفير فرص عمل كثيرة للمصريين وزيادة دخل الأنشطة السياحية المختلفة. إضافة إلى أهمية ربط الموانئ المصرية سفاجا والغردقة وشرم الشيخ بميناء زايد، تمهيداً لربطها فيما بعد بكل موانئ الخليج العربى. وهذا العقد يعد بمثابة تكامل مع موانئ أبوظبى التى تتعاون مع خطوط ملاحية عالمية ومقاصد سياحية من كافة دول العالم.
الحقيقة فى هذا الشأن أن مصر تحقق حالياً طفرة رائعة فى مجال النقل شملت البحرى والبرى منها بصورة واضحة، ما يعنى أن هناك تقدماً واسعاً فى هذا المجال، وكلنا يشهد حالياً التطوير العظيم الذى تم فى قطاعات الطرق والكبارى والسكة الحديد ومترو الأنفاق والموانئ الجافة والنقل النهرى والمناطق اللوجيستية، وقد تم تنفيذ مشروعات عملاقة بها فى مختلف مجالات النقل. وهذا لا يعنى أبداً كما يروج أهل الإحباط والشائعات أن مصر تبيع موانئها، وإنما هذا هو تطوير شامل فى هذه المنظومة يستحق كل التقدير للقيادة السياسية وللوزير كامل الوزير الذى تحققت على يديه الكثير من الإنجازات فى هذا الشأن.
تحية لهذا الوزير الذى يستحق كل التقدير والاحترام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاوى العقد النهائي للدولة المصرية أبوظبي السفن السياحية الشركات العالمية تجارة الترانزيت هذا العقد فى هذا
إقرأ أيضاً:
الجمهوريون ضد الجمهوريين.. «الجارديان»: هل يستطيع الرئيس أن يلعب دور صانع السلام داخل حزبه؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن تدخل الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب فى فوز مايك جونسون بمنصب رئيس مجلس النواب كان بمثابة إشارة إلى قوته على الحزب- لكنه لم يكن سوى الاختبار الأول للعديد من الاختبارات الأخرى.
فمع تعثر مساعى مايك جونسون لإعادة انتخابه رئيسًا لمجلس النواب يوم الجمعة الماضي، قاطع الرئيس المنتخب مباراة جولف ليتحدث هاتفيًا مع اثنين من الجمهوريين الرافضين.
وفى وقت قصير ساد فن التعامل، وفاز جونسون فى الجولة الأولى. وكان هذا هو الاختبار الأول من بين العديد من الاختبارات لرئيس قادم معروف بقدرته على تأجيج الانقسام بدلًا من لعب دور صانع السلام.
شعبية ترامبوقالت إلين كامارك، زميلة بارزة فى دراسات الحوكمة فى مؤسسة بروكينجز للأبحاث فى واشنطن: "لقد ظهرت بعض الشقوق العميقة فيه. من ناحية أخرى، يتمتع "ترامب" فى هذه اللحظة بشعبية كافية لتهدئة بعض هذه الشقوق كما فعل فى التدخل الذى جعل رئيس مجلس النواب جونسون يتغلب على الموقف. لقد جاء فى اللحظة الأخيرة وأنقذ الموقف، لذا أتوقع أنه سيكون قويًا جدًا فى توجيه الحزب فى البداية".
وتابعت: "ولا شك أن ترامب لن يكون أقوى مما هو عليه الآن، بعد أن تحدى كل المشككين وفاز بالانتخابات الرئاسية فى نوفمبر الماضي، وبمجرد توليه منصبه ومواجهة مصاعب الحكم، فمن المرجح أن يصبح رأس ماله السياسى من الأصول المتضائلة؛ خاصة لأنه ممنوع دستوريًا من السعى إلى إعادة انتخابه".
وأضافت "كامارك": "لن تكون المشكلة فى العام أو العامين المقبلين؛ بل ستكون عندما يصبح بطة عرجاء ولا يوجد خليفة طبيعى له. سيكون هذا مثيرًا للاهتمام للغاية لأنه عندها سيكون الحزب مقسمًا إلى شرائح: شريحة واحدة هى شعب ماجا ولكن لا تزال هناك هذه المجموعة شبه الليبرالية التى يتحدث باسمها إيلون ماسك، ولا يزال هناك بعض الجمهوريين التقليديين من أصحاب الأعمال الكبرى".
الصراع الحاسم فى عام ٢٠٢٥ويشير بعض المعلقين إلى أن الصراع الحاسم فى عام ٢٠٢٥ لن يكون بين الجمهوريين والديمقراطيين؛ بل بين الجمهوريين والجمهوريين.
فقد انتهى شهر العسل الذى أعقب الانتخابات الشهر الماضي، عندما انتقد نشطاء اليمين المتطرف اختيار ترامب لسريرام كريشنان، وهو رجل أعمال أمريكى من أصل هندي، ليكون مستشارا فى مجال الذكاء الاصطناعي، قائلين: "إنه سيكون له تأثير على سياسات الهجرة التى تنتهجها إدارة ترامب".
وتعهد إيلون ماسك، الرئيس التنفيذى لشركتى تسلا وسبيس إكس، المولود فى جنوب أفريقيا، بالذهاب إلى "الحرب" للدفاع عن برنامج تأشيرة H-١B للعاملين الأجانب فى مجال التكنولوجيا.
وكتب على موقع X موجها كلامه إلى أنصار ترامب: "خذوا خطوة كبيرة إلى الوراء واذهبوا إلى الجحيم"، ووصفهم بأنهم "حمقى حقيرون" و"يجب إزالتهم من الحزب الجمهوري، من الجذور".
وألقى رجل الأعمال فيفيك راماسوامي، الذى يرأس مع ماسك "إدارة كفاءة الحكومة"، بثقله فى الأمر؛ ما أثار ردود فعل غاضبة من قاعدة ترامب القومية.
كما أدان ستيف بانون، مستشار ترامب القديم، "أصحاب رؤوس الأموال من شركات التكنولوجيا الكبرى" لدعمهم برنامج تأشيرة H-١B ووصف الهجرة بأنها تهديد للحضارة الغربية.
وفى هذا الأسبوع، وصف بانون ماسك وغيره من داعمى وادى السيليكون بأنهم "متحولون حديثًا" إلى قضية ترامب، محذرًا: "لا تصعد إلى المنبر فى أسبوعك الأول هنا وتبدأ فى إلقاء المحاضرات على الناس حول الطريقة التى ستكون عليها الأمور. إذا كنت ستفعل ذلك، فسوف نمزق وجهك".
وشكل هذا الانقسام صداعًا سياسيًا لـ"ترامب"، الذى تحرك للحد من استخدام التأشيرات خلال رئاسته الأولى ووعد بترحيل جميع المهاجرين الذين يتواجدون فى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
وقرر الوقوف إلى جانب ماسك، الذى أنفق أكثر من ربع مليار دولار لمساعدته على الفوز فى الانتخابات، قائلًا إنه يدعم بشكل كامل برنامج تأشيرة H-١B للعاملين الأجانب فى مجال التكنولوجيا.
ويشتبه منتقدو ترامب فى أن هذه مجرد معاينة للصراعات القادمة مع ظهور التناقضات المتأصلة فى ائتلاف ترامب على السطح.
وأخيرًا فقد كانت ثورة الجمعة القصيرة بمثابة إشارة إلى المتاعب التى ستواجهها البلاد فى عام ٢٠٢٥ فى ظل الأغلبية الضئيلة التى يتمتع بها الحزب.
وقال جون زغبي، المؤلف وخبير استطلاعات الرأي: "الحقيقة هى أن ترامب الثانى غامض مثل ترامب الأول.. نحن نعلم ما هى الأجندة هذه المرة، لكن احتمالات اندلاع العديد من الصراعات هائلة. وهو يزدهر على هذا الأساس. والرقم واحد على الأجندة هو دونالد ترامب. وكلما زاد عدد هؤلاء الرجال الذين يقاتلون، كلما أصبح فى ذهنه رونالد ريجان فوق كل شيء".