بوابة الوفد:
2025-03-29@01:22:38 GMT

حوكمة الذكاء الاصطناعى

تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT

نعيش حالياً فى عصر حديث متطور تكنولوجيا، وتعمل الثورة التكنولوجية على تغيير حياتنا بسرعة هائلة، حيث يمر الذكاء الاصطناعى (AI) بنمو هائل وإيجاد تطبيقات وتقنيات جديدة فى عدد متزايد من القطاعات، بما فى ذلك الأمن والبيئة والبحث والتعليم والصحة والثقافة والتجارة والإبداع والابتكار وغيرها.
ويمكن للذكاء الاصطناعى أن يفتح فرصًا هائلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لكن علينا معالجة تحديات الذكاء الاصطناعى للاستفادة من إيجابياته، حيث إنه يثير قضايا أخلاقية كبرى، فكيف يمكننا التأكد من عدم انتهاك حقوق الإنسان الأساسية من الخصوصية وسرية البيانات؟، هل يمكن برمجة القيم المجتمعية والأخلاقية والدينية؟.


أيضاً هل نحن فى مصر لدينا الاستعداد الكافى والجاهزية لاستخدام تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعى وحوكمتها؟، هل لدينا بنية تحتية رقمية مؤهلة؟، وماذا عن شبابنا وطلابنا وامتلاكهم مهارات وقدرات إبداعية وابتكارية للتفاعل مع تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعى والسعى لخلق كوادر مؤهلة ومدربة جيداً ويكون لدينا أجيال جديدة من المبتكرين والمطورين؟، بالتأكيد نواجه تحديات كبيرة فى هذه الملفات بعضها يمثل عائقا والبعض الآخر يمثل لنا فرصة مهمة لمعالجة التحديات وإحداث نقلة نوعية فى تطوير برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعى.
يجب على العالم أن يضمن استخدام التكنولوجيات الحديثة خاصة تلك القائمة على الذكاء الاصطناعى، لصالح مجتمعاتنا وتنميتها المستدامة، كما يجب أن تنظم تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعى بحيث تتوافق مع الحقوق الأساسية، فحوكمة الذكاء الاصطناعى باتت أمراً ضرورياً، بأن يكون هناك إطار تشريعى ينظمه وقواعد وضوابط تحكم تطبيق وتفعيله دون الإضرار بالمجتمع وقيمه وأخلاقياته وبما يضمن المساهمة فى تحقيق التنمية ودفع عجلة الإنتاج والنمو الاقتصادى، فلابد أن يتم الاتفاق على إطار أخلاقى لتطوير الذكاء الاصطناعى.
من الضرورى أن يكون لنا فى مصر ودول القارة الأفريقية مشاركة كبيرة فى التحولات المتعلقة بالذكاء الاصطناعى، ليس فقط كمستفيد ولكن أيضًا كمشارك من المنبع، والمساهمة بشكل مباشر فى تنميتها، من خلال الاهتمام بالتعليم والبحث العلمى فى مجال الذكاء الاصطناعى، وتشجيع الطلاب والشباب على الالتحاق بالكليات التكنولوجية ومجالات الذكاء الاصطناعى فى الجامعات، كما يجب علينا تمكين الشباب من خلال تزويدهم بالمهارات التى يحتاجونها لاستخدام الذكاء الاصطناعى والاندماج فى سوق العمل المتغير.
أيضاً على الحكومة أن تضع استراتيجية وطنية رقمية شاملة تشمل خطة زمنية لحوكمة واستخدام الذكاء الاصطناعى، والعمل على تأهيل وتطوير البنية التحتية الرقمية فى مصر، وفتح باب المشاركة مع القطاع الخاص والمجتمع المدنى فى تأهيل البنية التحتية وإقامة مشروعات رقمية تعزز استخدام الذكاء الاصطناعى، وتشجيع إقامة مشروعات ريادة الأعمال والابتكار فى مجال الذكاء الاصطناعى، وتحفيز الشباب وصغار المستثمرين على تأسيس الشركات الناشئة فى مجال الذكاء الاصطناعى، وتعزيز الاقتصاد الرقمى، وتحفيز المبتكرين والمطورين على التطوير والتحديث فى تقنيات الذكاء الاصطناعى، كما يجب علينا أن نتأكد من تطويره من خلال نهج إنسانى قائم على القيم وحقوق الإنسان، وهناك ضرورة لدعم الصناعات الإبداعية والثقافية. 
وأنوه كذلك إلى ضرورة تطوير وتحديث المناهج بما يواكب تطورات سوق العمل، لتخريج خريجين لديهم مهارات ومؤهلين، والاستثمار فى أبحاث سلامة الذكاء الاصطناعى، فضلاً عن تعزيز التعاون الدولى مع الدول الرائدة فى مجال الذكاء الاصطناعى لتوفير أجيال مبتكرة.
إن آفاق الذكاء الاصطناعى الذكى واعدة ومثيرة للقلق، فمن ناحية، فإنه يحمل وعدا باكتشافات علمية رائدة وابتكارات تكنولوجية وتقدم مجتمعى، يمكن للذكاء الاصطناعى الذكى تحسين الأنظمة المعقدة والنهوض بالتعليم والرعاية الصحية ومعالجة التحديات العالمية مثل تغير المناخ، إلا أنه يستلزم الأمر وضع مبادئ توجيهية وأنظمة واضحة لضمان التطوير المسئول ونشر الذكاء الاصطناعى الذكى، ويجب أن تكون تطبيقات الذكاء الاصطناعى الذكية شفافة وخاضعة للمساءلة لتعزيز ثقة الجمهور ومنع إساءة الاستخدام.
ختاماً.. الوعى الخطوة الأولى دائما لدرء المخاطر؛ لذا علينا التوعية بأهمية وإيجابيات استخدام الذكاء الاصطناعى والتوعية أيضاً بمحاذيره وأضراره، ليكون لدى المواطن خلفية عن كيفية التعامل والتفاعل وأوجه الاستفادة.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حازم الجندى حوكمة الذكاء الاصطناعي متطور تكنولوجيا الثورة التكنولوجية الذكاء الاصطناعي التنمية المستدامة حقوق الإنسان الأساسية

إقرأ أيضاً:

فلسفة العيد التي علينا البحث عنها

ينتظر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها وهم يحيون العشر الأواخر من رمضان يوم الجائزة وهو يوم العيد. والعيد في الفكر الإسلامي لحظة وجودية بالغة العمق، تتجلّى فيها روح الإنسان بعد أن تُصقل بالتهذيب والتطهر المعنوي طوال شهر كامل من الصيام والقيام، يخرج الصائم منها كيوم ولدته أمه؛ لذلك تبدو فكرة عيد الفطر السعيد أكبر من كونها مناسبة تأتي بعد أن أكمل المسلم صوم شهره الذي هو أحد أركان الإسلام الخمسة فهي أقرب إلى الولادة المعنوية للإنسان بعد أن يكون قد نجح في مجاهدة النفس، وتكون العبادة قد نقته من شوائب العادة، فأصبح أكثر صفاء وطهرا، والصوم هو ثورة داخلية على شهوات الإنسان وترسيخ لحالة السمو النفسي، وقرب من الذات العليا للإنسان.. وهي الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها؛ لذا يكون العيد لحظة احتفاء بانبثاق الإنسان الجديد الذي هذبه الصيام ونقته العبادة.

وفي فلسفة العيد، يتلاقى البعد الفردي مع الجماعي، إذ يخرج الناس من حالة الاعتكاف والعبادة التي يبدو عليها في الكثير من الأوقات البعد الفردي إلى حالة الفرح الجماعية وكأن العيد يقول لهم: أنتم أكثر نقاء الآن وأكثر تسامحا وأقل أنانية، وبهذا البعد وهذه الفلسفة تتجلّى عبقرية الإسلام في مزجه بين الروح والواقع، بين الإيمان والسلوك، بين الذات والآخر.

ويتجاوز العيد بمنطقه الإنساني الحدود الجغرافية وأسوار اللغة واللون ليتحول إلى رمز كوني تبدو فيه حاجة الإنسان أكثر وضوحا للحظة يتوقف فيها الزمن ليستطيع تأمل ذاته ويعاهد نفسه على أن يبدأ من جديد. وتبدو هذه الفرصة/ المناسبة مواتية للصفح، وموعدا لمحو الضغائن، وإعلانا للخروج على العادات السيئة، يبدأها الفرد من ذاته، وينسجها في علاقاته مع من حوله.

والعيد كما يربي الإسلام أفراده عليه أكبر بكثير من فرحة تعاش في يوم واحد ولكنه معنى يُبنى وسؤال يُطرح في وجدان الجميع: هل خرجت من رمضان كما دخلت؟ أو أنك الآن أكثر صفاء، وأكثر قربا من حقيقتك الكبرى؟ هنا، تبدأ صفحة جديدة تسطر بالنوايا الصادقة والأعمال الخيرة التي تتعالى فوق الضغائن وفوق الأحقاد وفوق المصالح الفردية المؤقتة؛ لذلك يكون المجتمع بعد العيد أكثر تماسكا وأكثر قدرة على فهم بعضه البعض والعمل في إطار واحد.

وهذه المعاني التي على الإنسان أن يستحضرها وهو مقبل على أيام العيد السعيد، حتى يستطيع أن يعيش العيد في معناه العميق لا في لحظته الآنية التي قد يبدو فيها الاحتفاء أقرب إلى احتفاء مادي بعيدا عن العمق المعنوي المقصود من فكرة بناء الإسلام للمسلمين في يوم العيد.

مقالات مشابهة

  • حبس شخصين بتهمة تداول عملات رقمية مشفرة على المنصات الإلكترونية والاتجار بها
  • شرط الواقف والاستدامة وحقوق المستفيدين.. أبرز مبادئ دليل حوكمة الأوقاف
  • «بريسايت» و«مايكروسوفت» تدعمان شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة
  • بمناسبة يوم القدس العالمي: كيف مرت علينا غزة؟!
  • 24 يونيو.. أول مؤتمر أفريقي لحلول الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية
  • دي خيا: علينا إنهاء الموسم بأفضل طريقة ممكنة
  • 24 يونيو..انطلاق أول مؤتمر أفريقي لحلول الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية
  • أحمد عبدالنعيم: الذكاء الاصطناعى يُصيب الأطفال بالعجز الفنى.. ولدىَّ تفاؤل بالجيل الجديد
  • فلسفة العيد التي علينا البحث عنها
  • اكتشاف مجموعة تطبيقات أندرويد تستخدم في التجسس لصالح كوريا الشمالية.. ما القصة؟