عجزت الفيزياء الحديثة عن تفسير ماهية العدم حتى الآن واختلف الفلاسفة فيما بينهم على وضع معنى واضح وصريح يشرح طبيعة العدم. فاذا حاول المرء تخيل العدم سيخطر بباله اللاشىء أو الظلام الدامس لأن ليس هناك ظلمة أشد من ظلمة العدم.
لأنه مظلم والمظلم سمى مظلما لأنه لا يظهر للابصار وقد قال احمد فى مسنده ان الله جل وعلا خلق خلقه فى ظلمة فالقى عليهم من نوره وذهب ابن عطاء الله السكندرى فى احدى الحكم العطائية بان الكون كله ظلمة وإنما أناره ظهور الحق فيه.
اذاً فالله هو نور السماوات والأرض واسم النور من الأسماء الحسنى وقد ورد ذكر النور ومشتقاته فى القرآن الكريم 49 مرة في39 آية فى 24 سورة وهناك سورة اسمها سورة النور وقد أجمع العلماء والمتكلمون على أن النور هو الظاهر بنفسه المظهر لغيره وأجمعوا على أنه قسمين: نور حسى ظاهرى وبه يدرك البصر الأشياء من المبصرات،ونور معنوى باطنى وبه تحيى القلوب، وتهتدى البصيرة، وتستضىء النفس، ويسير به الإنسان فى ظلمات الجهل والمادة،القرآن الكريم لا تنتهى عجائبه فهو السهل الممتنع بكل ما تحمله هذه المقولة من معانٍ، فهو الهدى الذى يسّره اللَّه للذكر، وانتقى ألفاظه ومعانيه لتوافق أفهام الناس جميعًا، فهو لصفوتهم كما أنه لعامّتهم، وفى الوقت نفسه هو الممتنع الذى تحدَّى اللَّه به الإنس والجن فى نظمه ورسمه وفحواه.
النور فى أصله صفة أزلية قائمة بالذات الأحدية، وبواسطته أظهر الله السماوات والأرض من العدم إلى الوجود، لأن النور إذا تجلى على شىء أو فى شىء أظهره لذلك النور واحد فى جوهره، متعدد فى أعراضه وأغراضه وهذا ما بينه الذكر الحكيم ان النور جاء على خمسة أوجه نور الذات «اللَّهُ نور السماوات والأرض» ونور القرآن «وأنزلنا إليكم نورا مبينا» ونور النبى الحبيب صلى الله عليه وسلم «قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين» ونور الإيمان «الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور»، ونور الأكوان «هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا».
يقول الشّيخ أحمد بن عجيبة عن انواع نور الواردات ان أوّلها: نور وارد الانتباه: ومن شأنه أن يكشف ظلمة الغفلة، ويُظهر نور اليقظة، فتحكم البصيرة بقبح الغفلة وحسن اليقظة، فيُقبل القلب حينئذٍ على ذكر ربّه، ويدبّر عما يُغْفِلهُ عن ربّه، وهذا: هو نور الطّالبين.
الثّانى: نور وارد الإقبال: ومن شأنه أن يكشف ظلمة الأغيار، ويظهر بهجة المعارف والأسرار، فتحكم البصيرة بضرر الأغيار وحسن الأسرار، فيقبل القلب على بهجة الأسرار، ويدبر عن ظلمة الأغيار، وهذا: هو نور السائرين.
الثّالث: نور وارد الوصال: ومن شأنه أن يكشف ظلمة الكون ورداء الصّون، ويظهر نور تجلّيات المكوِّن، فيقبل القلب على مشاهدة مولاه، ويدبر عن الالتفات إلى ما سواه، وهذا: هو نور الواصلين، وهو نور المواجهة، ونور ما قبله نور التّوجه.
ولا شك أن هذه الايام المشهودة التى اقسم الله بها فى كتابه العزيز والفجر وليال عشر عامرة بنور التقوى والايمان، حيث يقف فيها الحجيج بملابس الإحرام على جبال النور خاشعين يهللون بشعار الافتقار لبيك اللهم ولبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفيزياء الحديثة الأسماء الحسنى القران الكريم أجمع العلماء هو نور
إقرأ أيضاً:
بحضور السفير القطري .. إفطار رمضاني بمسجد النور بمدينة بورتسودان – صور
إفطار رمضاني بمسجد النور بمدينة بورتسودان بحضور السفير القطري لدى السودان محمد بن إبراهيم السادة ووزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم.الجزيرة – السودان إنضم لقناة النيلين على واتساب