ينذر تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا وتقلده مواقع متقدمة مؤخرا في انتخابات البرلمان الأوروبي، بتغير وتأثير قوي على السياسات العامة للاتحاد، سواء الداخلية أو الخارجية.

ونشرت صحيفة "لكسبرس" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن تصاعد التيارات اليمينية المتطرفة وما لذلك من تأثير على قرارات البرلمان الأوروبي الجديد.

 

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الحركة القومية واليمينية المتطرفة حصلت على نحو ربع المقاعد في البرلمان الأوروبي، ما ينذر بتغير ملامح المجموعات البرلمانية المستقبلية، وسيتم تنظيم هذه القوى في الأسابيع المقبلة داخل البرلمان الأوروبي الجديد.

في هذه المرحلة، لدى حزب المحافظين الإصلاحيين الأوروبيين 73 مسؤولا منتخبا، ونجد كتلة الهوية والديمقراطية بحوالي 58 نائب من بينهم 30 من حزب التجمع الوطني. أما النواب الألمان الخمسة عشر الجدد فهم من حزب البديل من أجل ألمانيا، 10 من حزب فيدس المجري فيكتور أوربان، بالإضافة إلى حوالي عشرين آخرين من مجموعات أوروبية مختلفة، ليس لديهم حتى الآن قاعدة محلية.

ومن الناحية الحسابية، لن يحقق اليمين المتطرف أقلية "معيقة" بشأن القوانين الأوروبية المستقبلية لأن "أغلبية فون دير لاين" تحتفظ بالأغلبية المطلقة من المقاعد. مع ذلك، بما أن مركز جاذبية البرلمان قد تحرك بشكل واضح نحو اليمين، بما في ذلك لصالح النتيجة الجيدة للمسيحيين الديمقراطيين (25.65 بالمئة من المقاعد لهم وحدهم)، فيمكنها أن تأمل التأثير على توجهات الكتلة في السنوات المقبلة. 


سيكون التركيز على أوروبا "قوية وآمنة"
يؤكد أحد الدبلوماسيين أن "رؤساء الدول والحكومات سينظرون في كيفية مراعاة العدد الأكبر من الناخبين الذين صوتوا لليمين المتطرف. وفي 17 حزيران/ يونيو، خلال اجتماعهم المقبل، سيكون لديهم مناقشة سياسية".

وفي الواقع، تنتشر أفكار اليمين المتطرف بالفعل داخل النظام الأوروبي. ويتجلى هذا على سبيل المثال في "الأجندة الإستراتيجية" أي خارطة الطريق التي سيضعها القادة السبعة والعشرون للمفوضية الأوروبية على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وأضافت الصحيفة أنه يجب أن يتم اعتماد الوثيقة بشكل نهائي في نهاية حزيران/ يونيو. وفقًا لنسخة مؤقتة تم تسريبها في الأسابيع القليلة الماضية، فإن التركيز سوف ينصب على أوروبا "قوية وآمنة" تحمي حدودها، فضلا عن قدرتها التنافسية. في المقابل، لم تُذكر كلمة واحدة تقريبًا عن مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري - حيث تتم مناقشة التحول البيئي فقط من خلال منظور تطوير الصناعات الخضراء. 

ونقلت الصحيفة عن بافل زيركا، المحلل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "من المحتمل أن يؤثر التحول إلى اليمين على السياسات المتعلقة بالمناخ والهجرة وتوسيع الاتحاد الأوروبي والميزانية وسيادة القانون". وفيما يتعلق بالهجرة، فإن المروّجين "للحل الرواندي"، وهي اتفاقية تهدف إلى طرد الأجانب الذين وصلوا بشكل غير قانوني إلى المملكة المتحدة نحو هذه الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، سوف يشعرون بشرعية مطالبهم.


وخلال الحملة الانتخابية، كتبت 15 دولة أوروبية، بما في ذلك إيطاليا والنمسا وبولندا، إلى المفوضية الأوروبية حتى تتمكن من استكشاف "حلول جديدة" تشمل إعادة طالبي اللجوء إلى بلدان ثالثة. وعلى صعيد التوسعة، ينبغي ترقّب العواقب التي قد تترتب على تقدم المحادثات مع أوكرانيا، أو مولدوفا، أو دول البلقان.

وفي حين كان البرلمان الأوروبي دائما في طليعة الدفاع عن الحريات وسيادة القانون، محفزا الزعماء الوطنيين الذين لا يتعجلون غالبا في فرض عقوبات على أحدهم، فإن الخريطة البرلمانية الجديدة قد تكون أقل مرونة تجاه دول مثل المجر.

وحسب مصدر من الجناح اليميني، فإن "الصورة السياسية للبرلمان الجديد تشبه بشكل متزايد صورة المجلس الأوروبي". على طاولة الزعماء الأوروبيين، يأتي 13 رئيس حكومة من اليمين المحافظ، وتعد الإيطالية جيورجيا ميلوني والتشيكي بيتر فيالا أعضاء في المجلس الأوروبي، حيث يرغب فيكتور أوربان في التقرب منهما، إلى جانب شخصيات يمينية متطرفة في العديد من الائتلافات في شمال أوروبا، بما في ذلك هولندا قريبا.

 لقياس مدى الاندفاع نحو اليمين، سيتعين أيضا انتظار نتيجة الانتخابات التشريعية الفرنسية. ومن شأن حكومة يقودها التجمع الوطني أن تؤثر بشكل أكبر على التوازنات السياسية الأوروبية. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية انتخابات البرلمان الاتحاد الأوروبي اليمن الاتحاد الأوروبي انتخابات البرلمان سن القوانين سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البرلمان الأوروبی الیمین المتطرف

إقرأ أيضاً:

أردوغان يجدد رغبة بلاده بالانضمام للاتحاد الأوروبي.. لا يُتصور أمن لأوروبا دون تركيا

شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، على عدم إمكانية تصور أمن أوروبا دون تركيا، مجددا تأكيده ضرورة انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال أردوغان في كلمة له على هامش مأدبة إفطار رمضاني مع السفراء الأجانب المعتمدين في أنقرة، "باعتبارنا جزءا لا يتجزأ من أوروبا نرى أن عملية انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي أولوية استراتيجية".

وأضاف أنه "أصبح من الصعب على أوروبا أن تستمر كفاعل عالمي دون أن تمنح تركيا مكانتها التي تستحقها"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن تصوّر أمن أوروبا بدون تركيا"، حسب وكالة الأناضول.


والشهر الماضي، أكد أردوغان حاجة دول الاتحاد الأوروبي لأنقرة لإنقاذها من "المأزق" الذي تواجهه على الصعيد السياسي والاقتصادي والدفاعي، لافتا إلى أن عضوية كاملة لبلاده في التكتل الأوروبي "ستمنحه ماء الحياة".

وقال أردوغان إن تركيا هي الوحيدة القادرة على إنقاذ الاتحاد الأوروبي من المأزق الذي وقع فيه بدءا من الاقتصاد والدفاع وصولا إلى السياسة والسمعة الدولية، مضيفا أن "عضوية تركيا الكاملة في الاتحاد هي القادرة على الإنقاذ"، وفقا لوكالة الأناضول.

وبحسب أردوغان، فإن "تركيا، وعضويتها الكاملة، هي التي ستمنح الحياة لأوروبا، التي يعاني اقتصادها وبنيتها الديموغرافية من الشيخوخة السريعة".

وشدد على أنه "كلما أسرع الاتحاد الأوروبي في مواجهة هذه الحقائق، كان ذلك أفضل له"، مشيرا إلى رغبة بلاده في "المضي قدما في مسار عضويتها، كما كان الحال دائما، من خلال نهج بنّاء يقوم على المنفعة والاحترام المتبادلين".

وفي سياق آخر، لفت الرئيس التركي خلال كلمته خلال مأدبة الإفطار الرمضاني إلى أن الوقت قد حان لكي تتكيف آليات صنع القرار العالمية مع الظروف المتغيرة في العالم، محذرا من حدوث أزمات عسكرية أو سياسية في حال لم يتم منع التطورات التي تشهدها المنطقة.

وأشار إلى أن سعي تركيا بشعار "العالم أكبر من خمسة" ليس لحل المشاكل فحسب، بل يهدف إلى بناء هيكلا أكثر شمولا ليحل محل هذا النظام العالمي، الذي لا يكتفي بعدم حل المشكلات بل أصبح هو نفسه منتجا لها.


وشدد على أن "الوقت قد حان منذ فترة طويلة لكي تتكيّف آليات صنع القرار العالمية مع الظروف المتغيرة في العالم"، مردفا بالقول "وبعبارة أوضح، يجب الآن أن يتم تمثيل المسلمين الذين يشكلون ربع سكان العالم، في عمليات صنع القرار بالطريقة التي يستحقونها".

وأكد الرئيس التركي أن "وجود دولة إسلامية تمتلك سلطة النقض (فيتو) في مجلس الأمن الدولي أصبح الآن ضرورة وليس حاجة"، لافتا إلى أن الدول الخمس الدائمة العضوية تحاول قمع المشاكل من خلال تركيز السلطة بدلا من تقاسم السلطة على أساس العدالة.

وأضاف: "لا ينبغي أن ننسى أنه طالما أننا نقاوم موجة التغيير، فإن عدد وحجم مشاكلنا سوف يستمران في النمو"، وفق وكالة الأناضول.

مقالات مشابهة

  • البرلمان الأوروبي: لابد من الوقوف إلى جانب أوكرانيا لأنها تقاتل من أجلنا
  • هل تستطيع تركيا إنقاذ الاتحاد الأوروبي؟
  • مرصد الأزهر: تصاعد اليمين المتطرف في ألمانيا ينذر بمخاطر على المهاجرين والتعايش السلمي
  • اليمين المتطرف بأوروبا بين دعم أجندة ترامب وتحفظ حذر من سياساته
  • كاتب يهاجم إدارة ترامب: الديمقراطية الأكثر إثارة للإعجاب محتجزة لدى اليمين المتطرف
  • المركز الثقافي اليمني البلجيكي يشارك في اجتماع أمني رفيع في البرلمان الأوروبي ببروكسل
  • مساعد الخارجية الأسبق: اليمين المتطرف الاستيطاني بإسرائيل يريد احتلال مزيد من الأراضي
  • البرلمان الأوروبي: على أوروبا أن تقف على قدميها وتواصل دعم أوكرانيا
  • أردوغان يجدد رغبة بلاده بالانضمام للاتحاد الأوروبي.. لا يُتصور أمن لأوروبا دون تركيا
  • أردوغان: انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أولوية استراتيجية