تستعد صلالة في سلطنة عُمان لاستقبال الضيوف للاستمتاع بروعة المناخ الأكثر برودة وانتعاشا خلال "موسم الخريف"، الذي يمتد من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول.

وتعد مدينة صلالة واحدة من أبرز الوجهات السياحية التي تجذب مئات الآلاف من السائحين خلال السنوات الأخيرة، لما تقدمه من طبيعة خضراء ساحرة، وطقس مثالي.

شق يعرف باسم "الثقب" في شاطئ المغسيل بصلالة يجتذب السياح من أنحاء الخليج خلال موسم الخريف (رويترز)

ويستمتع زوار صلالة بموسم "الخريف" في جنوب عُمان، حيث الأجواء الساحرة خلال فترة الرياح الموسمية الممطرة، التي تتميز برذاذ الأمطار الندية والشلالات الخلابة والمناظر الطبيعية الخضراء البديعة.

وتنتشر المنتجعات الجميلة على طول شواطئ مرباط في صلالة، وتبعد عن معظم عواصم دول الخليج قرابة الساعتين إلى 3 ساعات بالطائرة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سهل صلالة درة السياحة العمانية لتميزه بزراعة الفاكهة الاستوائيةlist 2 of 2كيف وظفت سلطنة عُمان إمكانياتها لدعم السياحة ورفع إيراداتها؟end of list

وتزهر الحياة في المنطقة خلال موسم الخريف، مع كثير من المساحات الخضراء والشلالات والوديان، كما أنها تتمتع بطقس رائع، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 20 و25 درجة مئوية فقط، بالترافق مع هطول الأمطار بوتيرة متكررة.

ويمكن لزوار المنطقة اكتشاف جمال المياه الهادئة في "خليج أليلا حينو"، وتحديدا في بحيرة "أليلا حينو"، واستكشاف روعة الطبيعة الخلابة من خلال مغامرة قوارب الكاياك.

كما يمكنهم الاستمتاع برحلة إلى الينابيع والشلالات، التي تأخذهم إلى وادي دربات وصولا إلى سفح جبل سمحان البديع.

قارب سياحي في وادي دربات في صلالة بمحافظة ظفار حيث جمال الطبيعة المميز (رويترز) رحلة فوق الغيوم

ولمزيد من المتعة، يمكن للزائر القيام برحلة فوق الغيوم على ارتفاع 1800 متر فوق سطح البحر نزولا نحو الساحل في وادي حينا، حيث توجد "بقعة مقاومة للجاذبية".

ويمكن لعشاق المغامرات الاستمتاع بالقيادة عبر الطرق المتعرجة والجبال الوعرة وصولا إلى كهف "طوي أعتير"، المعروف بأنه من كبرى الحفر الأرضية في العالم.

ولا بد من تجربة إحدى النزهات المميزة في "خليج أليلا حينو"، التي يتم تنظيمها بجانب البحيرة لتكون ملاذا رائعا بعد جولة ممتعة.

تجارب متنوعة ومميزة

ولأن السياحة تجمع بين الرفاهية والاهتمام براحة الجسم والنفس والروح، يمكن خوض تجارب متعددة في أمسية واحدة، مثل جلسة علاجية، يليها عشاء، أو جلسة تأمل على الشاطئ.

وتعمد المنتجعات الصحية لاستخدام الزيوت الطبيعية المستخلصة من اللبان، الذي تشتهر به ظفار -التي تعتبر أرض اللبان– وبالطرق التقليدية، التي توائم الجسم وتحسن أداء الأعصاب والعقل، خلال جلسات المساج.

ومع حلول الليل، يمكن للسائح عيش تجربة مميزة تحت ضوء النجوم، وتناول الطعام مع نسيم عليل وأطباق عُمانية شهية مثل الصفيلح، الذي يتم إعداده من مصادر مستدامة ويشتهر بمذاقه الغني وقوامه الفريد.

وتوفر طبيعة صلالة الخلابة إمكانية خوض مغامرات، حيث تمكن مشاهدة الجِمال أو طيور الفلامينغو وهي تتجول بحرية، حيث يجمع المكان بين الهندسة المعمارية العمانية التقليدية والتفاصيل المعاصرة، الجمال الطبيعي للمنطقة، مما يتيح للسياح تجربة المعنى الحقيقي للرفاهية والمغامرة معا.

صلالة توفر تجارب متعددة في أمسية واحدة مثل عشاء خاص وجلسة تأمل على الشاطئ (الألمانية) شواهد تاريخية وتراثية

وبالعودة إلى مدينة صلالة، يمكن لعشاق التراث زيارة الحصون التاريخية التي تعتبر شواهد على حضارة المنطقة، ومنها حصن مرباط وحصن سدح وحصن طاقة.

كما توجد في صلالة مجموعة من المعالم البارزة، منها متحف أرض اللبان الذي يعد الأشهر في سلطنة عمان، ويقع في منطقة البليد الأثرية، وينقسم المتحف إلى قسمين، الأول يضم مقتنيات تصور الحياة البحرية في عمان، أما القسم الثاني فيتناول تاريخ عمان القديم والحديث.

أما قرية سمهرم التراثية، فتعد من أهم وأشهر المناطق الأثرية، وهي عبارة عن ميناء قديم يتجاوز عمره آلاف السنين، وتضم القرية متحفا صغيرا يعرض أفلاما وثائقية تصور الحياة في سلطنة عمان.

صلالة عاصمة محافظة ظفار

وتعتبر صلالة عاصمة محافظة ظفار وكبرى مدنها، ويبلغ عدد قاطنيها 180 ألف نسمة، وتبتعد عن العاصمة مسقط بنحو ألف كيلومتر.

وتقول عائشة الكلباني، وهي عُمانية من مسقط، "عندما نأتي إلى صلالة في أشهر الصيف والخريف نقيم فوق الجبال المرتفعة، التي يزيد ارتفاع بعضها على 800 متر، ومن حولنا تتحرك السحب، وتقتحم جلساتنا في مشهد لا يوصف".

وتضيف "توصف صلالة بأنها سويسرا العرب، حيث يعيش من يصل إليها بين شلالات تسقط من ارتفاعات تصل إلى 20 مترا، ومنها شلالات أثوم، وعين كور، وتحيطها بحيرات من مياه الأمطار وقنوات تتدفق فيها مياه العيون الطبيعية، والأشجار الشاهقة".

ويتوجه زوار صلالة إلى قمم الجبال المطلة على المحيط الهندي، وتحديدا في منطقة أفتلقوت، "لرؤية الجبال الخضراء وهي تحتضن أمواج المحيط الهندي، ومن حولنا السحب، لنعيش أوقاتا لا تنسى"، كما تقول الكلباني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سلطنة ع

إقرأ أيضاً:

سرد بصري للتاريخ العُماني في السينما الوثائقية

شهد معرض مسقط الدولي للكتاب جلسة حوارية بعنوان "سلطنة عمان بعدسة صناع الأفلام - تجارب عالمية"، أدارها اطلال الشحري، واستضافت الكاتبة والمخرجة البريطانية بتني هيوز، والمخرج الألماني فريدرش كلوتشه، وسط حضور من المهتمين بالتاريخ والسينما والثقافة العُمانية.

واستعرضت بتني هيوز تجربتها في إنتاج سلسلة "كنوز عالم الإنسان"، مؤكدة أن سلطنة عمان كانت محطة محورية في هذه السلسلة، لما تحمله من إرث حضاري عريق. وتطرقت إلى زيارتها لمواقع أثرية تعود لآلاف السنين، كمقابر أقدم من الأهرامات، وأنظمة الري القديمة، ومسارات تجارة اللبان ، كما تحدثت عن كتابها الصادر مؤخرًا والذي تصدّر قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في المملكة المتحدة، مؤكدة أن تجربتها في عمان ألهمتها كثيرًا لما لمسته من عمق التاريخ والحضارة.

وأكدت هيوز أن الشعور بالدهشة هو حاجة إنسانية أساسية، لا تقل أهمية عن الطعام أو المأوى، وهو ما دفعها لتأليف كتابها عن عجائب الدنيا السبع، موضحة أن الكتابة عنها تنبع من قناعة بأن الإنسان بطبيعته يسعى إلى الإبداع والتعاون وتحقيق المستحيل، مشيرةً إلى أن صناعة الأفلام تمثل نموذجًا لهذا التعاون البشري، حيث تُخلق المعرفة والجمال بتضافر الجهود.

ولفتت إلى أن الحاجة إلى "الدهشة" تتجلى أكثر في أوقات الأزمات، كما حدث خلال جائحة كورونا، حين لجأ الناس إلى مشاركة الفنون والقصائد وصور العجائب، بما في ذلك مشاهد من تاريخ سلطنة عمان، تعبيرًا عن البحث عما يغذي الروح. وكشفت هيوز أنها زارت مواقع جميع عجائب الدنيا السبع القديمة باستثناء حدائق بابل المعلقة، مؤكدة وجود صلة بينها وبين تقنيات الري العُمانية، مثل نظام "الفلج"، الذي يُعتقد أنه ألهم طرق الري في بابل، وهو ما ذكرته في كتابها.

وأضافت أن فهم "الإرث الرمزي" لعجائب الدنيا يسهم في فهم الإنسان لذاته، وأن أبحاثًا حديثة في علم الأعصاب تشير إلى أن البشر يولدون بذاكرة رمزية، وأن الدهشة تخلق تفاعلًا يؤدي إلى الفهم، ومن ثم الحب، مشيرة إلى أن خلق الدهشة هو "فعل حب".

وتحدثت هيوز عن بداية اهتمامها بعُمان منذ الطفولة، حين ارتبط في ذهنها اللبان الذي قُدِّم مع الذهب للطفل يسوع، مما دفعها لاحقًا للبحث عن مصدره، وأضافت عند دراستها للجغرافيين القدماء مثل بطليموس، اكتشفت أن "الميناء الخفي" الذي أشار إليه كان ميناء مسقط، الذي وُصف قبل أكثر من 2000 عام.

وأشارت إلى أنها زارت عُمان بهدف توثيق الاكتشافات الأثرية من خلال الفيلم الوثائقي Treasures of Oman، مؤكدة أن الهدف من الفيلم هو تعريف الجمهور العالمي بتاريخ عمان المدهش، مبينةً أن اختيار القصص لم يكن سهلاً نظرًا لغنى التاريخ العُماني وتعدد رواياته، لكن الفريق ركّز على القصص ذات الصدى الإنساني والبصري، والتي تتعلق بالطبيعة والشعر، وتحمل قيمة عالمية.

وأكدت أن الحوار مع العُمانيين ساعد الفريق على اختيار القصص الأنسب للفيلم، مشيرة إلى أن الفيلم شاهده أكثر من 450 مليون مشاهد حول العالم، ما يعكس أهميته في تسليط الضوء على تاريخ عمان، كما عبّرت عن رغبتها في ترجمة كتابها إلى اللغة العربية، داعية المترجمين المهتمين إلى التواصل معها.

تاريخ حيّ على جدران المنازل

من جانبه، استعرض المخرج الألماني فريدرش كلوتشه تجربته في إنتاج الفيلم الوثائقي "بيت العجائب"، الذي يوثق الحضور العُماني في زنجبار وشرق أفريقيا. وذكر أن اهتمامه بعمان بدأ بعد أن شاهد أحد المهتمين في سلطنة عمان أحد أفلامه عن المحيط الهندي، وتلقى بعدها دعوة من عبدالله بن محمد السالمي عضو مجلس إدارة الجامعة الألمانية في سلطنة عمان لإنتاج فيلم عن محطات بارزة في التاريخ العُماني، وانه في تلك الفترة تجوّل في أرجاء عمان وبدأ يكتشف عمق القصص التاريخية، وذكر تجربة شخصية تركت فيه أثرًا، حين زار ولاية إبراء في الداخل العماني، واكتشف منازل تجار عمانيين كبار بُنيت على بعد 300 كيلومتر من الساحل، ومع ذلك كانت مرتبطة بالتجارة البحرية، على عكس ما اعتاده في ألمانيا حيث يقطن التجار المدن الساحلية.

وأشار الى انه صعد الدرج في أحد تلك البيوت شبه المهدّمة، ووجد رسومًا قديمة على الجدران في الأعلى ، إحداها لسفينة شراعية ، ربما رسمت قبل 200 أو 300 عام، مؤكداً ان هذا ما جعله يدرك أن التاريخ حي هنا، وأنه ينتظر من يكتشفه.

وتحدث كلوتشه عن فيلم "بيت العجائب" الذي تم عرضه خلال الجلسة، مشيرًا إلى أن المبنى، الواقع في قلب زنجبار، يعكس مزيجًا من التقنيات الغربية والتأثيرات الهندية والرموز المعمارية العُمانية. وقال إن "بيت العجائب" مكّن فريق العمل من ربط قرون من التاريخ في محور سردي واحد.وأوضح أن الفكرة في جعل المبنى نفسه راويًا للفيلم وُلدت خلال جائحة كورونا، حين أتاح توقف التصوير وقتًا إضافيًا للمونتاج، حيث استُخدمت تقنية LiDAR لمسح المبنى ثلاثي الأبعاد بالتعاون مع اليونسكو، وعند مشاهدة النموذج الرقمي، تقرر منحه "صوتًا" لرواية القصة.

وأشار إلى أن الفيلم مكوّن من ثلاثة أجزاء، تناولت الحضور العُماني في زنجبار وشرق أفريقيا، وأُنتجت بثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والسواحيلية، وسلطت الضوء على إسهامات العُمانيين في السياسة والتجارة والثقافة. وتصدّر الجزء الأول سعيد بن سلطان، بينما تناول الثاني شخصية "تيبوتيب"، وجسد الثالث شخصية يؤديها مبارك الهنائي.

وأوضح أن التصوير جرى في مواقع متعددة حول العالم، من بينها زنجبار، ودول أفريقية وآسيوية، وأوروبا، والولايات المتحدة، وسلطنة عُمان، مؤكدًا أن الهدف من الفيلم هو استعادة قصة عُمانية كبرى طواها النسيان بعد أحداث عام 1964.

وأضاف كلوتشه أن الفريق قرر تحويل المواد التي لم تُدرج في الفيلم إلى كتاب شامل يوثق كل ما جمعوه خلال البحث، مشيرًا إلى أن العمل على الفيلم بدأ عام 2019 واستغرق سنوات من البحث والإنتاج والترجمة.

شهدت الجلسة عرض مقتطفات مرئية من أعمال الضيفين، ونقاشات حول الحساسية الثقافية، والنية الإبداعية، والبعد البصري في توثيق التاريخ العُماني، ودور التكنولوجيا الحديثة، مثل استخدام LiDAR في تصوير المباني الأثرية.

مقالات مشابهة

  • غرفة بيشة تنظّم اللقاء الأول لرجال ورواد ورائدات الأعمال تحت شعار “غرفة بيشة التي نُريد”
  • سرد بصري للتاريخ العُماني في السينما الوثائقية
  • شرطة دبي تُضم رولز رويس كولينان لأسطول دورياتها السياحية
  • تواصل منافسات دوري أشبال الهوكي بمحافظة ظفار
  • وهبي: لا يمكن توفير طبيب شرعي لكل إقليم بسبب ضعف أجور التشريح التي لا تتجاوز 100 درهم
  • "عُمران" تستعرض جهود التنمية السياحية المستدامة بـ"معرض سوق السفر العربي"
  • هذه أبرز وظائف المستقبل التي تنبأ بها الذكاء الاصطناعي
  • “هآرتس” : يمكن لترامب إنهاء حرب غزة بتغريدة واحدة فقط
  • وزير الخارجية ونظيره الإيراني يستعرضان مستجدات المحادثات التي ترعاها سلطنة عمان
  • نتائج لافتة في الجولة الثانية لدوري الناشئين للهوكي