قمة السبع.. اتفاق سياسي على استخدام الأصول الروسية المجمدة لمساعدة كييف
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
اتفق زعماء مجموعة السبع، الخميس، خلال قمتهم في إيطاليا على قرض جديد لأوكرانيا بقيمة 50 مليار دولار باستخدام فوائد الأصول الروسية المجمدة، وفق ما أعلن مسؤول أميركي.
وقال المسؤول الرفيع في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، طالبا عدم كشف هويته "توصلنا إلى تفاهم سياسي على أعلى المستويات بشأن هذا الاتفاق. وسيتم تخصيص 50 مليار دولار هذا العام لأوكرانيا".
وأقرت دول الاتحاد الأوروبي، مطلع مايو، اتفاقاً لاستخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة لتسليح أوكرانيا وهو مصدر قد يدر 2.5 إلى 3 مليارات يورو سنويا.
ودفعت الولايات المتحدة مجموعة السبع نحو استخدام الفوائد على 300 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة في الاتحاد الأوروبي والدول السبع لضمان قروض لأوكرانيا.
وسيوقع الرئيس بايدن اتفاقية أمنية ثنائية مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في إيطاليا، الخميس، كما سيعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مساعدة جديدة لكييف قدرها 242 مليون جنيه استرليني (286 مليون يورو).
والأربعاء، أعلنت الولايات المتحدة رزمة من العقوبات تهدف إلى إعاقة المجهود الحربي الروسي في أوكرانيا عبر زيادة الضغوط على البنوك الأجنبية التي تتعامل مع روسيا فيما توعّدت موسكو الرد.
وتستهدف العقوبات التي فرضتها وزارتا الخزانة والخارجية الأميركيتان أكثر من 300 جهة بما فيها كيانات في روسيا وفي دول مثل الصين وتركيا والإمارات.
من جهتها، تعهدت موسكو، الأربعاء، الرد على العقوبات "المعادية" الأخيرة وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا كما نقلت عنها وكالة تاس الرسمية للانباء إن "روسيا، على جاري عادتها في حالات مماثلة، لن تدع الافعال المعادية للولايات المتحدة من دون رد".
ويجتمع قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة) من الخميس إلى السبت في بوليا جنوبي إيطاليا في قمّة سيشارك فيها جمع من الضيوف من بينهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
مفاوضات بالوكالة.. كييف تتحضر لـ"سلام مهين" مع روسيا
يقول المحلل الأمريكي براندون جيه ويتشرت، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوضحت أنها تتفاوض بشأن نهاية لحرب أوكرانيا التي يبدو أنه لا نهاية لها دون تنازلات أوكرانية.
وبحسب ويتشرت، سوف يتعين على كييف، التي اعتادت على أن تحوز على اهتمام البيت الأبيض إبان حكم الرئيس السابق جو بايدن، أن تقبل ببساطة ما يقرر الزعماء الأمريكيون والروس عمله بشأن الحرب، بحسب تحليل لمجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية.
Zelensky says he’s unhappy Trump spoke to Putin without his permission and demands the U.S. talk to him before making any deals with Russia. pic.twitter.com/M2Ith7kK5u
— Unlimited L's (@unlimited_ls) February 15, 2025 تنازلات تتعلق بالأرضوقال ويتشرت ، باحث شؤون الأمن القومي في مركز ناشيونال إنترست، إن مسؤولي إدارة ترامب أعلنوا بالفعل أنه يتعين على كييف أن تعد نفسها لتقديم تنازلات تتعلق بالأرض، وللحقيقة التي مفادها أنه لن يتم مطلقاً السماح لها بالعضوية في الناتو.
وأضاف ويتشرت، في تقرير نشرته المجلةـ أنه نظراً لأن أوكرانيا ما كانت ستستطيع على الإطلاق قتال روسيا بدون المساعدات العسكرية التي تم تقديمها لها من جانب الدول الأعضاء في الناتو، وبصفة خاصة الولايات المتحدة، فإنه يبدو من غير المعقول إلى حد ما الاعتقاد بأن أوكرانيا سوف تحصل حتى على مقعد على طاولة المفاوضات.
وعموماً، فإن أوكرانيا أساساً وكيل لأمريكا في القتال ضد روسيا، وقد انصاعت مراراً وتكراراً لتوجيهات الولايات المتحدة والناتو الخاصة بالتعامل في ميدان القتال.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالفعل أن الحرب لن تنتهي ألا إذا تم علاج الأسباب وراء قيامه بإطلاق الغزو أساساً. وفي المقام الأول، كان السبب وراء غزو روسيا لأوكرانيا هو مخاوف من أن أوكرانيا سوف تصبح عضواً في حلف الناتو العسكري الذي سيستخدمها كقاعدة أمامية للصواريخ التي يمكن أن تهدد الاتحاد الفيدرالي الروسي.
واتخذت إدارة ترامب الخطوات الأولى لنبديد تلك المخاوف. وهذا هو السبب وراء إعلان البيت الأبيض بعبارات لا يكتنفها أي غموض، أنه لن يتم على الإطلاق الترحيب بأوكرانيا في الناتو. ومن الإنصاف القول إنه لا يمكن من الناحية الفنية قبول أوكرانيا في الحلف في ظل الظروف الحالية لأن هناك نزاعات مفتوحة تتعلق بالأراضي.
أوكرانيا والناتووبسبب المادة الخامسة من ميثاق الناتو، تجعل اللوائح الفرعية التنظيمية للناتو من المستحيل أن تصبح دولة جديدة عضواً إذا كانت في صراع مع دول أخرى. وفي حال تم السماح لدول في صراع مفتوح بالعضوية في الناتو، فإن هذا الوضع سوف يلزم على نحو غير عادل الحلف على الدخول في القتال نيابة عن العضو الجديد.
ولم يمنع ذلك الناتو من دعم أوكرانيا إلى أقصى حد خلال الصراع على مدار السنوات الثلاث. ولكن من المرجح أن تكون جهوده قد ذهبت هباء، حيث من المرجح أن يتم إرغام أوكرانيا على التخلى عن ما يقدر 20% من أراضيها للجيش الروسي.
وصرح ترامب بعد التحدث هاتفياً إلى بوتين لقرابة 90 دقيقة، أن من المقرر بصفة مبدئية الاجتماع في الرياض بالسعودية ولم يتم تحديد موعد معين، ولكن ترامب أكد لوسائل الإعلام أن الاجتماع سوف يعقد في القريب العاجل.
A thoughtful, well-grounded piece on "how we got here" re #Ukraine: https://t.co/xcvZZaZSnw
— Stephen Walt (@stephenWalt) March 4, 2022وخلال اتصالهما الهاتفي، ناقش الرئيسان احتمال عقد قمتين آخريين عقب الاجتماع الحتمي في الرياض، وسوف تستضيف روسيا واحدة، على أن تعقد القمة الأخرى في الولايات المتحدة.
وفي مقابلة مع المذيع بريت باير بشبكة "فوكس نيوز" قبل السوبر بول، اعترف ترامب حتى بأن أوكرانيا تصبح يوماً ما قريباً جزءاً من روسيا (وهذا بالطبع حلم القوميين الأمبرياليين الروس).
والحقيقة هي أن حرب أوكرانيا انتهت ولم يخرج ترامب ويقول هذا بشكل صريح. ولكن من الناحية النظرية والعملية، أكد الأمريكيون تحت حكم ترامب أن الحرب لايمكن أن تستمر.
ويقول ويتشرت أن ما هو أكثر من هذا، هو أن الروس هزموا أوكرانيا، وبالتبعية، هزمت موسكو الناتو أيضاً. وهذا على الأقل ما سوف تقوله حكومة بوتين لشعبها، بدون مفاوضات، سوف يهزم الروس الأوكرانيين في ميدان القتال. وهذا هو السبب الذي سوف يجعل أوكرانيا تسعى إلى تسوية عن طريق المفاوضات وحتى تسوية سوف تتنازل فيها عن معظم، إن لم يكن كل الأراضي التي استولت عليها روسيا، وسوف يكون سلام مهيناً مفضلاً على هزيمة ساحقة لأوكرانيا في ميدان القتال على أيدى القوات المسلحة الروسية.
❓ | #TTP: Would Freezing Ukraine's NATO Membership Process Advance Peace?
Support for ceasefire negotiations between Russia & Ukraine has been growing in the West.
Should Kyiv accept a freezing of the frontline & its #NATO membership?
Experts respond: https://t.co/7w2h4irJQU pic.twitter.com/IQNyhfm5Ly
وفي اجتماع مع قادة الناتو، ناشد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، الأوروبيين بعمل المزيد لإنهاء اعتمادهم على الدفاع الجماعي، والشئ الذي لا يمكن أن تفعله أوروبا هو اللجوء للولايات المتحدة لمواصلة الالتزام بالدفاع عنهم.
وهذا تصريح منطقي إلى حد كبير، إذا أخذنا في الاعتبار أن اجمالي الناتج المحلي المشترك لأوروبا يقترب من 19 تريليون دولار وليس هناك في الحقيقة عذر، لأن يبدو الأوروبيون غير قادرين على الوفاء بالتزاماتهم العسكرية التي يصرون على أنها مهمة لبقاء دولهم وللأمن الإقليمي.
وبدلاً من ذلك، تواصل الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو النظر عبر الأطلسي إلى العم سام (أمريكا) المشغول حالياً بمشاكله في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
Poutine va encore plus loin et confirme qu'il n'y aura pas de paix tant que l'Ukraine possédera une armée : https://t.co/5VJckDocrw
— Xavier Tytelman (@PeurAvion) March 17, 2024وأبلغ هيغسيث، الذي كان يتحدث باسم ترامب، الأوروبيين أن العم سام لن يكون العم المغفل.وكانت هذه الكلمات تحديداً في سياق حرب أوكرانيا، ولكن كل حاضر في الاجتماع كان يمكنه قراءة ما بين السطور.
وإذا كان الروس عازمون على التوغل فيما وراء أوكرانيا في العقد المقبل، كما يقول الأوروبيون، فإن الاحتمال ضعيف بأن الولايات المتحدة سوف تفعل الكثير لإيقاف موسكو، بصرف النظر عن أياً كانت ضمانات الناتو التي وافقت عليها الولايات المتحدة على مدار سنوات.
ومن خلال جعل الجميع في الناتو يشككون في التزام أمريكا بالمادة الخامسة، فإن ترامب يخبرهم أنه يتم على الأقل تجميد حلف الناتو، حتى إشعار آخر. ومن المرجح أن ينتهي أيضاً توسيع الناتو، وهو سبب روسيا المعلن لشن الحرب.
واختتم ويتشرت تقريره بالقول إنه من حيث المبدأ، هذا يعني أن عدوان بوتين يجب أن ينتهي وأن الزمن سوف يقول ما إذا كان سيقرر بوتين أن يتوغل في عمق أوروبا، وما إذا كانت أوروبا تستطيع بالفعل استخدام ثروتها الضخمة والتكنولوجيا الهائلة التي لديها لتصبح قوة عسكرية موثوقة يمكن أن تردع الروس.