الأهلي للصرافة تستمر في تقديم خدماتها طوال عطلة عيد الاضحى
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
أكد عبد المجيد محيي الدين رئيس مجلس إدارة شركة الاهلي للصرافة ان فروع الشركة تستمر في تقديم خدماتها للعملاء طوال فترة عطلة عيد الأضحى المبارك وعطلات نهاية الاسبوع، سعيا للتيسير على العملاء ولتقديم خدمة متميزة لهم،
وذلك في كافة فروع الشركة البالغة 89 فرعا – والتي ستستمر في العمل خلال عطلة العيد - منتشرة بجميع أنحاء الجمهورية،
وتشهد زيادة كبيرة في الإقبال على بيع مختلف العملات العربية والأجنبية من جانب المواطنين والسائحين.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
فقط لأنه قد رحل
كتب / ناصر توفيق
ربع قرن ويزيد سنوات، مرت على رحيل الحبيب عمر الجاوي، وصاحب أشهر وأخطر القضايا الوطنية، وصاحب حقوق الإنسان، والمناضل من أجل مجتمع مدني، يحترم فيه الإنسان وتصان حقوقه وكرامته.
• سنوات طوال كالدهر، على رحيل أشهر عنيد وطني، وصاحب أجمل أسلوب في الخطابة، وصاحب أجمل ضحكة، وسخرية هادفة.
• سنوات طوال كالدهر، مرت على أشهر المتعففين وأشهر المتسامحين، وأكثر الناس فدائية، وأجملهم مصاحبة، وأحب الناس إلى الناس، والأب الروحي لأدباء الوطن.
• سنوات طوال كالدهر، وصمتا تاريخيًا.. السياسي بالبلاهة والبلادة، بعد أن كان يفور ويمور بقدرة رجل وأحد تمحور حوله أكبر اصطفاف وطني معارض في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر، رجل كان قلب المعارضة ولسانها وضميرها وجزءً أصيلًا من تاريخها وعنوانها الوطني وعنفوانها، بعد تاريخ من الاختباء والركود والتمسح بأركان الأنظمة، وبرحليه تكررت الحدوثة ” عادت حليمة إلى عادتها القديمة “.
• سنوات طوال كالدهر، مات فيها الحلم بغد أفضل والقادم أجمل والمستقبل أكثر إشراقًا وبإنسان أكثر فدائية. وأصبح الناس أكثر واقعية ولسان حالهم يكرر صباح مساء،” يد لا تقدر عليها بوسها ” ورجولتهم تشكلها يوميًا مثل سيء “إذا يدك تحت الحجر جرها بالبصر “.
وفلسفتهم في الحياة ” سلطان غشوم ولا فتنة تدوم”.
• سنوات طوال كالدهر، من رحيل الحبيب عمر، أصبح خلالها الطفيليون أصحاب نظام أو معلقين بنظام، أصبحوا أصحاب شهوات وأمان وأحلام في السيطرة والحلم والشراء. وأصبح الفاعلون التاريخيون (وهم أغلبية الناس) يتمايلون لكسب أسباب عيشة هي إلى الكفاف أقرب. وأصبح ضمير الأمة ووعيها التاريخي وذاكرتها خدم نظام ومبرري سياسيات وأصحاب أمنيات للالتحاق بنظام يلحقهم بطبقات المجتمع العليا حتى وإن كانت بعضا من تنويعات الجهل والجهالة وعصابات القتل، وأكثر الناس سفاهة وتنطعًا.
• سنوات طوال كالدهر، تحول فيها الوطن الذي خرج من أقصاه إلى أقصاه في مسيرات للحلم بصناعة اليمن الحديث والحالم بالإسهام مرة أخرى في صناعة التاريخ إلى مزرعة للتدجين.
وبعد أن كان مقالًا في جريدة يخلق اصطفافًا وطنيًّا، أو اختلافًا في الرأي أو خلافًا، أصبحت الأغلبية أبواقًا لنظام حكم هو إلى الهمجية أقرب بسلوك للصوص ألصق. فقط لأنه الرجل الذي حمل الحلم وباح به وخلق اصطفافات حوله وتحمل من أجله الكثير، رحل بحلمه عنا وعدنا جميعًا إلى مرحلة القطيع مرة أخرى. فقط لأنه الرجل كان يشكل جريدة ويشكل حزبًا ويمثل قطاعًا شعبيًّا مهمًّا.
• سنوات طوال كالدهر – كان الرجل معارضًا حيويًّا وفاعلًا وعاقلًا للنظام والقانون – وكان النظام يستمد منه جودة وعنوانه المدني – والنظام هنا (الرجل الأوحد فيه). وكان الرجلان لاعبين رئيسيين في صياغة حيوية سياسية عنوانها (حكومة ومعارضة) ـ وكانا الأوحديين القادريين على التعبير عن متطلبات النظام بكل تشعباته، والمعارضة بكل مفارقاتها وأحلامها.. كان الرجلان عنوانًا لحيوية سياسية هما قطباها.. فكان رحيل عمر بالمقابل ترحيلًا لحيوية ومدنية النظام (كتلة أو فردًا) إلى أجل غير مسمى.
• عانى الناس خلال السنوات الأخيرة كثيرًا من المهانة وكثيرًا من إهدار الحق المدني، وكثيرًا من الفاقة والعوز، وكثيرًا من إهدار ماء الوجه. ولم يحرك أحد ساكنًا، ولم يحتج ولم يدفع أحد، الناس إلى الاحتجاج ورفع الصوت. وأصبح المجتمع بين ليلة وضحاها سادة وعبيدًا / سفهاء ومعوزين/ أغنياء بالبركة وفقراء بالضرورة، أصحاب نظام أو خدم نظام. وأصبح الخطاب الموجه للناس – وفي هذا الجو الأكثر مأساوية – فارتفعت الأصوات التي تعلي بالناس ضرورة إطاعة ولي الأمر، أو تحول الخطاب إلى مجرد عيون حمراء تحذر الناس حتى من مجرد الحديث الخافت عن سادية النظام وقمع الحكومة وناهبي المال العام، والمنح الدراسة.
• حكومة فاشلة تجبر الناس على الجلوس أيامًا بلياليها أمام نوافذ الصرافين أملا في الحصول على حق، تصر الحكومة على أنه هبة منها تعطيه متى شاءت وتمنعه متى شاءت.
أرامل وعجزة وأيتام وفتيات في عمر الزهور – حولتهم الحاجة – إلى متسولين وأشباح وبائعي متعة حرام لقاء ما يمكن أن يملأ المعدة ويسكت بكاء واحتياح الأطفال.
حكومة أجبرت ضمير وعقل وروح الشعب على التحول إلى مجرد أبواق وبائعي كلام ومروجين لكل أشكال الزندقة السياسة وإجازة أكل المال العام.. وحولتهم إلى كائنات هامشيه نهمه تسعى وبأي شكل اللحاق بناهبي المال العام، وهم على قفاء من يشيل ويشار لهم بملايين الدولارات.
هناك أحزاب ومؤسسات حكم مدني، مصابة بالسكتة الدماغية.. فقط لأن الأستاذ عمر الجاوي البطل، والغائر على سيادة الوطن وكرامة شعبة.. قد رحل.