بعد عقد من النزوح.. المسيحيون العائدون الى سهل نينوى يفكرون بالهجرة
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
بغداد اليوم- بغداد
صرح رئيس أساقفة الكلدان بشار وردة من أربيل أن حوالي 9000 عائلة مسيحية عادت إلى منازلها في سهل نينوى بعد فرارها قبل عقد من الزمن، عندما استولى داعش الإرهابي على المنطقة.
وفي يونيو/حزيران 2014، استولت داعش على الموصل والقرى الواقعة شمال وشرق المدينة، مما أدى إلى نزوح جماعي للمسيحيين والإيزيديين وغيرهم.
وترك احتلال الموصل المسيحيين الآخرين في سهول نينوى عرضة للخطر، وفي الواقع، في 6 أغسطس آب 2014، هرب جميع السكان المسيحيين إلى اقليم كردستان العراق، بسبب المزيد من عدوان داعش.
وقال رئيس الأساقفة وردة في تصريح صحفي، إن "13200 عائلة مسيحية فرت إلى أبرشيته في إقليم كردستان العراق" مضيفا إنه "ممتن للمجتمع الدولي - بما في ذلك رابطة الكنائس المسيحية - لتقديم المساعدات الطارئة والمساعدة في إعادة بناء القرى المدمرة، مما مكن آلاف العائلات المسيحية من العودة إلى أراضيها الأصلية، مع عمل الجميع لتحقيق هدف واحد".
وأشار الى، أن “كل تلك الذكريات الحزينة والمرعبة لا تزال موجودة، ولكن على الأقل تستطيع العائلات المسيحية أن تبدأ بالبناء وترى أن المستقبل في أيديها”.
وأكد رئيس الأساقفة أن "الكنائس امتلأت مرة أخرى"، و"هناك الكثير من الأطفال" الذين يتلقون التعليم المسيحي ويستعدون للمناولة المقدسة الأولى.
وتابع تسليط الضوء على الدور الخاص للجامعة الكاثوليكية في أربيل - الجامعة الكاثوليكية الوحيدة في العراق، التي تأسست عام 2015 وبدعم من رابطة الكنائس المسيحية - في تعزيز الوحدة المسيحية في المنطقة.
وأكد وردة، إن مجتمعه يحتاج إلى كل المساعدة التي يمكنه الحصول عليها "للحفاظ على شعلة الإيمان المسيحي متوهجة" في قلب المسيحية التاريخي في العراق. وأضاف: “أطلب من شعبي التحلي بالصبر والمثابرة”.
وقال رئيس الأساقفة وردة إن العديد من المسيحيين إما غادروا البلاد أو يخططون لمغادرة البلاد بسبب الصعوبات الاقتصادية المستمرة، وأن الشباب "يطلبون وظائف، وليس فقط لتلقي التبرعات".
وأوضح أنه على الرغم من أن الاضطهاد لم يعد همهم الرئيس، إلا أن "الضغط الناتج عن كونهم أقلية حقيقي".
وحث المجتمع الدولي على عدم نسيان معاناة المسيحيين في العراق "في خضم العديد من الأزمات في جميع أنحاء العالم".
وقال رئيس الأساقفة إنه "يود أن يرى" حكومة المملكة المتحدة وزعماء العالم الآخرين يذكرون السياسيين العراقيين بأنهم "يهتمون بالأقليات - المسيحيين والايزيديين والبقية".
وأعرب عن امتنانه لمساعدة رابطة الكنائس المسيحية، قائلاً: "كانت استجابة رابطة الكنائس المسيحية والجمعيات الخيرية المسيحية الأخرى بمثابة مساعدة كبيرة مكنتنا من مساعدة المحتاجين. نصلي من أجلك ومن أجل جميع المحسنين لدينا. وندعو الله أن نضاعف كل ما تقدمونه بطريقة تساعد في تلبية احتياجات الناس.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: رئیس الأساقفة
إقرأ أيضاً:
في غزة لا تنجو حتى بعد النزوح.. قصة أبو همام
نزح أحمد صيام من شمال غزة مع أسرته المكونة من 8 أفراد، بعد أن تصاعدت الهجمات الإسرائيلية، لكنه لم يحمل معه إلا ما خفّ وزنه وثقل وجعه، ولم يكن يتخيل أن يغادر منزله في يوم من الأيام بلا رجعة، ولا أن يُضطر إلى تركه دون أن يلقي نظرة أخيرة عليه.
وحين وصلت العائلة إلى دير البلح، كان الخبر قد سبَقهم: "الدار طارت.. والدكانة احترقت"، ومع هذا الخبر لم يعد للبيت، الذي بناه أبو همام حجرا فوق حجر، وشهد أولى خطوات أولاده، أي أثر.
ما كان فقدان البيت وحده هو الألم الأكبر، بل مصدر رزقه الوحيد -محل صغير لبيع الأدوات المنزلية- احترق بالكامل بفعل القصف، وذهبت معه سنوات من التعب والسعي لستر العائلة.
ووسط هذا الانهيار، وأثناء النزوح، تعرّض الابن الأكبر همام، لإصابة مباشرة في ركبته من شظية حادة اخترقت جسده الهشّ.
وكانت المراكز الطبية غير قادرة على التعامل مع حالته كما ينبغي، بسبب نقص حاد في الأدوية، وقوائم انتظار طويلة، وتكاليف علاجية تفوق طاقة العائلة. كما جلس همام أياما دون مسكنات كافية، ولا أمل واضح في الشفاء.
يروي الأب تفاصيل العلاج بتنهيدة ثقيلة، ويصف شعوره بالعجز كمن يطفو في بحر بلا ضفة.
إعلانويعرف صيام أن كل يوم تأخير في العلاج قد يترك أثرا دائما على قدم ابنه، لكن لا قدرة له على فعل شيء.
ورغم كل ما خسره، لا يزال أبو همام متمسّكا بغزة، لا يرى في التهجير خيارا، ولا في مغادرة الأرض خلاصا، ويقول لمن حوله إن البقاء هنا، ولو وسط الدمار، هو الكرامة الأخيرة التي لا يجب التنازل عنها.
وتختصر قصة عائلة صيام واقع آلاف الأسر في قطاع غزة، التي وجدت نفسها بين نيران القصف ومرارة النزوح، في ظل ظروف إنسانية تتفاقم يوما بعد يوم بفعل استمرار العدوان الإسرائيلي والحصار الخانق.