مشروع روسي لإقامة قاعدة بحرية في السودان.. ما مخاوف الغرب؟
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
نشرت صحيفة "موند أفريك" الفرنسية، تقريرا، تحدّثت فيه عن إبرام روسيا اتفاقا مع رئيس القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، لبناء مركز لوجستي في ميناء بورتسودان، مقابل توفير الأسلحة والذخائر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه يتعين على رئيس المجلس الانتقالي السوداني، المفترض أن يواجه شبه حرب أهلية أثارها تمرد الجنرال، محمد حمدان دوغلو، الملقب بـ"حميدتي"، وهو أمير الحرب الذي لا هوادة فيه والذي كان، حتى هذا التحوّل الدبلوماسي الأخير، يحظى بدعم فلاديمير بوتين، ومجموعة فاغنر.
وذكرت الصحيفة أن الاتفاق بين موسكو والخرطوم يثير مخاوف الحكومات الغربية التي تخشى ظهور مشروع روسي لإقامة قاعدة بحرية تسيّر فيها سفن حربية روسية أحد أكثر الطرق البحرية ازدحاما في العالم. ويمثل هذا التقارب الروسي مع القوات المسلحة السودانية أيضا خطوة من روسيا لموازنة موقفها تجاه الحرب الأهلية في السودان.
ناقش وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، هذا المشروع مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، خلال زيارته للخرطوم في 8 شباط/ فبراير 2024. ثم التقى نائب الخارجية الروسي، والوزير والممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية للشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، البرهان في بورتسودان يومي 28 و29 نيسان/ أبريل 2024 لتعميق ملامح هذا المشروع واعدا "بمساعدات عسكرية نوعية غير مقيدة".
وفي 25 آيار/ مايو، أعلن الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وعضو مجلس السيادة الانتقالي، أن السودان وروسيا سيوقّعان سلسلة من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية. وتنص هذه الاتفاقيات على إنشاء مركز دعم لوجستي بحري روسي في السودان.
ونقلت الصحيفة عن ياسر العطا أن "روسيا عرضت التعاون العسكري من خلال مركز دعم لوجستي، وليس قاعدة عسكرية كاملة، مقابل أسلحة وذخائر لحالات الطوارئ"، وتم الاتفاق على توسيع التعاون ليشمل الجوانب الاقتصادية مثل المشاريع الزراعية وشراكات التعدين وتطوير الموانئ. في الفاتح من حزيران/ يونيو، صرّح سفير السودان لدى روسيا محمد سراج، لوكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، أن السودان مُلتزم بمشروع المنشأة البحرية في البحر الأحمر، التي وصفها بأنها "مركز للدعم اللوجستي في البحر الأحمر".
وفد القوات المسلحة السودانية في روسيا
وصل نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، يوم الإثنين 3 حزيران/ يونيو 2024، إلى سانت بطرسبورغ للمشاركة في المنتدى الاقتصادي الدولي السابع والعشرين برفقة وزراء الخارجية والمالية والمناجم السودانيين. واستعرض الوفد، الذي التقى يوم الجمعة 7 حزيران/ يونيو 2024 بوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الوضع الحالي في السودان ومدى تقدم العمليات العسكرية وشارك رؤيته لتحقيق الاستقرار في البلاد وتحقيق السلام.
كما سلّم عقار، رسالة مكتوبة من رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وقال عقار في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" على هامش منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، إن الخرطوم ترغب في إحياء اتفاق بناء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر مع الاعتراف بضرورة أخذ "آراء الدول الأخرى" بعين الاعتبار. وأضاف: "نريد بالتأكيد تنشيط هذه الاتفاقية إذا أراد كلا البلدين ذلك. نحن نناقش حاليا هذه المسألة. وتنص الاتفاقية الحالية بين بلدينا على إنشاء قاعدة".
في غضون ذلك، أكّد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، جبريل إبراهيم، وجود محادثات جارية مع روسيا بشأن صفقة محتملة لإقامة قاعدة عسكرية روسية على الساحل السوداني، موضحا أن "الفكرة لا تكمن في أن يكون لدينا خبراء عسكريين أو قاعدة كبيرة، بل مركز خدمة حتى تتمكن السفن الروسية من الحصول على الإمدادات". كما اعترف باعتراضات الولايات المتحدة وحلفائها، لكنه أكد مجددا أن ساحل السودان الشاسع يمكن أن يستوعب شراكات متنوعة.
تحول جذري لبوتين
أثناء زيارته لتشاد في حزيران/ يونيو، دافع رئيس الدبلوماسية الروسية سيرجي لافروف مرة أخرى عن عمليات مجموعة فاغنر شبه العسكرية في إفريقيا "المساهمة في تطبيع الوضع في المنطقة" في مواجهة التهديد "الإرهابي". وأعلن لافروف أن المجموعة الروسية الخاصة "تم نشرها بناء على طلب مباشر من الحكومات"، مستشهدا على وجه الخصوص بـ"جمهورية أفريقيا الوسطى"، وهي دولة تعتبر مختبرا لمجموعة فاغنر في القارة الأفريقية، قبل أن تبدي اهتمامها ببلدان أخرى مثل مالي وبوركينا فاسو.
وبهذا المنطق، كانت موسكو حتى ذلك الحين تدعم قوات الدعم السريع التابعة للجنرال محمد حمدان دقلو، الملقب بـ"حميدتي"، حليف المشير الليبي حفتر والإماراتيين، من خلال تزويده بالمعدات العسكرية عبر مجموعة فاغنر، في الحرب الأهلية المستمرة منذ نيسان/ أبريل 2023.
ومن الواضح أن موسكو قد غيّرت موقفها الدبلوماسي. إذ تسيطر القوات المسلحة السودانية بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، على الساحل السوداني، وأصبحت محاورا أساسيا لإعادة إطلاق مشروع الكرملين لإنشاء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن هذا الاتفاق بين روسيا والقوات المسلحة السودانية يمثّل إعادة توازن كبيرة لفلاديمير بوتين في الحرب الأهلية التي تمزق السودان، وهو مؤشر مثير للاهتمام على درجة الانتهازية التي يتمتع بها الرئيس الروسي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية السودانية موسكو مشروع روسي السودان موسكو مشروع روسي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات المسلحة السودانیة عبد الفتاح البرهان مجلس السیادة البحر الأحمر قاعدة بحریة فی السودان
إقرأ أيضاً:
الدفاع الروسية: استهداف اجتماع لقيادة القوات الأوكرانية في سومي بصواريخ “إسكندر”
يمانيون../
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الاثنين، استهداف القوات التابعة لها، بصاروخي “إسكندر – إم”، اجتماعا في سومي، لمجموعة “سيفيرسك” العملياتية التكتيكية الأوكرانية، ما أسفر عن مقتل أكثر من 60 عسكريا أوكرانيا.
وأوضحت الوزارة في بيان: “أمس، في مدينة سومي، أطلقت القوات المسلحة الروسية، ورغم تفعيل حالة الرد السريع من قبل القوات المسلحة الأوكرانية، باستخدام الحرب الإلكترونية وأنظمة الدفاع الجوي الأجنبية، ضربة بصاروخين عملياتيين تكتيكيين من طراز إسكندر-إم، على موقع عقد اجتماع لقيادة مجموعة سيفيرسك العملياتية التكتيكية (الأوكرانية)”.
وأكدت الوزارة أنه وفي الوقت نفسه، فإن “نظام كييف يواصل استخدام المدنيين الأوكرانيين كدروع بشرية، ويثبت منشآت عسكرية، ويقيم فعاليات بمشاركة عسكريين في وسط مدينة مكتظة بالسكان”.
وأوضح البيان أن وحدات مجموعة قوات “الغرب” التابعة للقوات المسلحة الروسية، عززت مواقعها واستهدفت أفرادًا ومعدات من القوات المسلحة الأوكرانية، وكبدتها خسائر بلغت قرابة 240 عسكرياً والعديد من المعدات العسكرية.
وجاء في البيان: “عززت وحدات مجوعة قوات “الغرب” الروسية مواقعها على الخطوط الأمامية، واستهدفت أفراد ومعدات، تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق بلدات، كوبيانسك، وبوروفايا، وكامينكا في مقاطعة خاركوف، وكيروفسك، وكاربوفكا، وكراسني ليمان، في جمهورية دونيتسك الشعبية”.
وبلغت خسائر العدو قرابة 240 عسكرياً، وثلاث مركبات قتالية مصفحة بما فيها ناقلتي جند “إم 113” أمريكية الصنع، و خمس سيارات، ومدفعي ميدان، وتدمير مستودعي ذخيرة، ومحطة حرب إلكترونية.
كما استهدفت وحدات مجموعة قوات “دنيبر” أفراد تشكيلات تابعة للقوات الأوكرانية، في مناطق نوفودانيلوفكا، بافلوفكا في مقاطعة زابوروجيا، بونياتوفكا، أنتونوفكا ونيكولسكويه في مقاطعة خيرسون”.
وأوضحت الوزارة أن “خسائر العدو بلغت 55 عسكريًا وسبع سيارات، وآليات أخرى”
ودحرت وحدات من مجموعة قوات “الشمال”، على محور بيلغورود، تشكيلات تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية في مناطق ليسنوي وميروبولسكوي وبتروشيفكا وبروخودي في منطقة سومي.
وبلغت خسائر القوات المسلحة الأوكرانية ما يصل إلى 95 عسكريًا، ومركبة قتالية مدرعة، وثلاث سيارات، ومدفع مدفعية ميداني، ومركبة قتالية مزودة بنظام إطلاق صواريخ متعدد، وثلاث محطات للحرب الإلكترونية.
وعززت وحدات من مجموعة قوات “الجنوب” مواقعها التكتيكية، وألحقت خسائر جسيمة بالقوى البشرية والمعدات التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق بتروفكا وكالينوفو وتاراسوفكا وتشاسوف يار وكليبان بيك في جمهورية دونيتسك الشعبية.
وبلغت خسائر العدو ما يصل إلى 315 عسكريًا وأربع مركبات قتالية مدرعة، بما في ذلك سيارة مدرعة من طر”هامفي” أمريكية الصنع، و13 سيارة، ومدفعا ميدانيا، وتم تدمير محطتين للحرب الإلكترونية وستة مستودعات للذخيرة.
كما عززت وحدات مجموعة قوات “المركز” مواقعها، واستهدفت أفراد ومعدات،تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق، ميروليوبوفكا، وليسوفكا ،وزفيريفو، ورودينسكوي، وكراسنوأرميسك، وكوتلينو، وأوداتشنوي، وأليكسييفكا، وبرياوبراجينكا، في جمهورية دونيتسك الشعبية”.
وبلغت خسائر العدو بلغت قرابة 420 عسكرياً، وخمس مركبات قتالية مصفحة، بما فيها اربع ناقلات جند مصفحة “إم 113” أمريكية الصنع، وست سيارات، واربع مدافع ميدان.
كما تابعت وحدات مجموعة قوات “الشرق” توغلها، في عمق دفاعات العدو، وألحقت خسائر بشرية ومادية بالقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق شيفتشينكو، وزيليوني كوت، وزيلينوي بولي، وبوغاتير، وفوسكريسينكا التابعة لجمهورية دونيتسك الشعبية، ومدينة غولايبولي في مقاطعة زابوروجيه”.
وبلغت خسائر القوات المسلحة الأوكرانية ما يصل إلى 165 عسكريا، ودبابة، وخمس مركبات، وثلاثة مدافع ميدان.
وأردف البيان: “أسقطت أنظمة الدفاع الجوي ست قنابل جوية موجهة من نوع “جدام”، وثلاثة صواريخ تم إطلاقها من راجمات “هيمارس” الأمريكية، بالإضافة إلى 227 طائرة دون طيار.