نشرت صحيفة "موند أفريك" الفرنسية، تقريرا، تحدّثت فيه عن إبرام روسيا اتفاقا مع رئيس القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، لبناء مركز لوجستي في ميناء بورتسودان، مقابل توفير الأسلحة والذخائر.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه يتعين على رئيس المجلس الانتقالي السوداني، المفترض أن يواجه شبه حرب أهلية أثارها تمرد الجنرال، محمد حمدان دوغلو، الملقب بـ"حميدتي"، وهو أمير الحرب الذي لا هوادة فيه والذي كان، حتى هذا التحوّل الدبلوماسي الأخير، يحظى بدعم فلاديمير بوتين، ومجموعة فاغنر.



وذكرت الصحيفة أن الاتفاق بين موسكو والخرطوم يثير مخاوف الحكومات الغربية التي تخشى ظهور مشروع روسي لإقامة قاعدة بحرية تسيّر فيها سفن حربية روسية أحد أكثر الطرق البحرية ازدحاما في العالم. ويمثل هذا التقارب الروسي مع القوات المسلحة السودانية أيضا خطوة من روسيا لموازنة موقفها تجاه الحرب الأهلية في السودان.

ناقش وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، هذا المشروع مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، والقائد العام للقوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، خلال زيارته للخرطوم في 8 شباط/ فبراير 2024. ثم التقى نائب الخارجية الروسي، والوزير والممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية للشرق الأوسط وبلدان أفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، البرهان في بورتسودان يومي 28 و29 نيسان/ أبريل 2024 لتعميق ملامح هذا المشروع واعدا "بمساعدات عسكرية نوعية غير مقيدة".

وفي 25 آيار/ مايو، أعلن الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة السودانية، وعضو مجلس السيادة الانتقالي، أن السودان وروسيا سيوقّعان سلسلة من الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية. وتنص هذه الاتفاقيات على إنشاء مركز دعم لوجستي بحري روسي في السودان.

ونقلت الصحيفة عن ياسر العطا أن "روسيا عرضت التعاون العسكري من خلال مركز دعم لوجستي، وليس قاعدة عسكرية كاملة، مقابل أسلحة وذخائر لحالات الطوارئ"، وتم الاتفاق على توسيع التعاون ليشمل الجوانب الاقتصادية مثل المشاريع الزراعية وشراكات التعدين وتطوير الموانئ. في الفاتح من حزيران/ يونيو، صرّح سفير السودان لدى روسيا محمد سراج، لوكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، أن السودان مُلتزم بمشروع المنشأة البحرية في البحر الأحمر، التي وصفها بأنها "مركز للدعم اللوجستي في البحر الأحمر". 

وفد القوات المسلحة السودانية في روسيا
وصل نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، يوم الإثنين 3 حزيران/ يونيو 2024، إلى سانت بطرسبورغ للمشاركة في المنتدى الاقتصادي الدولي السابع والعشرين برفقة وزراء الخارجية والمالية والمناجم السودانيين. واستعرض الوفد، الذي التقى يوم الجمعة 7 حزيران/ يونيو 2024 بوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الوضع الحالي في السودان ومدى تقدم العمليات العسكرية وشارك رؤيته لتحقيق الاستقرار في البلاد وتحقيق السلام.


كما سلّم عقار، رسالة مكتوبة من رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وقال عقار في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" على هامش منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، إن الخرطوم ترغب في إحياء اتفاق بناء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر مع الاعتراف بضرورة أخذ "آراء الدول الأخرى" بعين الاعتبار. وأضاف: "نريد بالتأكيد تنشيط هذه الاتفاقية إذا أراد كلا البلدين ذلك. نحن نناقش حاليا هذه المسألة. وتنص الاتفاقية الحالية بين بلدينا على إنشاء قاعدة".

في غضون ذلك، أكّد وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني، جبريل إبراهيم، وجود محادثات جارية مع روسيا بشأن صفقة محتملة لإقامة قاعدة عسكرية روسية على الساحل السوداني، موضحا أن "الفكرة لا تكمن في أن يكون لدينا خبراء عسكريين أو قاعدة كبيرة، بل مركز خدمة حتى تتمكن السفن الروسية من الحصول على الإمدادات". كما اعترف باعتراضات الولايات المتحدة وحلفائها، لكنه أكد مجددا أن ساحل السودان الشاسع يمكن أن يستوعب شراكات متنوعة.

تحول جذري لبوتين
أثناء زيارته لتشاد في حزيران/ يونيو، دافع رئيس الدبلوماسية الروسية سيرجي لافروف مرة أخرى عن عمليات مجموعة فاغنر شبه العسكرية في إفريقيا "المساهمة في تطبيع الوضع في المنطقة" في مواجهة التهديد "الإرهابي". وأعلن لافروف أن المجموعة الروسية الخاصة "تم نشرها بناء على طلب مباشر من الحكومات"، مستشهدا على وجه الخصوص بـ"جمهورية أفريقيا الوسطى"، وهي دولة تعتبر مختبرا لمجموعة فاغنر في القارة الأفريقية، قبل أن تبدي اهتمامها ببلدان أخرى مثل مالي وبوركينا فاسو.


وبهذا المنطق، كانت موسكو حتى ذلك الحين تدعم قوات الدعم السريع التابعة للجنرال محمد حمدان دقلو، الملقب بـ"حميدتي"، حليف المشير الليبي حفتر والإماراتيين، من خلال تزويده بالمعدات العسكرية عبر مجموعة فاغنر، في الحرب الأهلية المستمرة منذ نيسان/ أبريل 2023. 

ومن الواضح أن موسكو قد غيّرت موقفها الدبلوماسي. إذ تسيطر القوات المسلحة السودانية بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، على الساحل السوداني، وأصبحت محاورا أساسيا لإعادة إطلاق مشروع الكرملين لإنشاء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر.

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن هذا الاتفاق بين روسيا والقوات المسلحة السودانية يمثّل إعادة توازن كبيرة لفلاديمير بوتين في الحرب الأهلية التي تمزق السودان، وهو مؤشر مثير للاهتمام على درجة الانتهازية التي يتمتع بها الرئيس الروسي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية السودانية موسكو مشروع روسي السودان موسكو مشروع روسي المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القوات المسلحة السودانیة عبد الفتاح البرهان مجلس السیادة البحر الأحمر قاعدة بحریة فی السودان

إقرأ أيضاً:

امتحانات الشهادة و مخاوف تقسيم السودان

 

اعتبرت لجنة معلمي السودان أن الإصرار على عقد امتحانات الشهادة الثانوية المؤدية إلى الجامعة في ظل حرمان أكثر من 60 في المئة من الطلاب الذين يفترض جلوسهم للامتحانات، مؤشرا خطيرا لبداية تقسيم السودان.

التغيير _ وكالات

وأثارت الامتحانات التي انطلقت، يوم السبت، في 8 من ولايات البلاد الثمانية عشر مخاوف كبيرة من التأثيرات الكارثية لهذه الامتحانات التي كان يفترض أن يجلس لها أكثر من 500 ألف طالب، منعت الظروف الأمنية الناجمة عن الحرب نحو 300 ألفا من الالتحاق بها.

ومن بين ولايات البلاد الثمانية عشر، تقام الامتحانات بشكل كامل في 4 ولايات فقط هي البحر الأحمر وكسلا والقضارف ونهر النيل والشمالية، وجزئيا في 4 ولايات أخرى، فيما تعذر إقامتها في 10 ولايات، في ظل تمدد الحرب في أكثر من 70 في المئة من مناطق البلاد.

الظروف الملائمة

وتشير تقارير إلى فشل السلطات المعنية بتوفير الظروف الملائمة لإجلاس الطلاب حتى في المناطق التي تقام بها الامتحانات بشكل كامل أو جزئي، حيث تداول ناشطون على وسائط التواصل صورا لطالبين يجلسان وحيدان في غرفة خصصت لجلوس 30 طالبا في أحد المراكز التي تقام فيها الامتحانات في وسط البلاد.

ووفقا للكاتب أسامة عبد الماجد، فإن الغرف الخالية إلا من عدد قليل جدا من الطلاب، تعبر عن مأسي الحرب والدمار والموت والخراب التي أدت إلى حرمان مئات الآلاف من أداء الامتحانات ومن حق العيش بأمان.

وقالت لجنة المعلمين السودانيين في بيان إن حالة من “التخبط والعشوائية” صاحبت التجهيز للامتحانات، مشيرة إلى عدم ظهور أرقام جلوس لعدد كبير من الطلاب في إحدى مناطق مدينة أم درمان شمال الخرطوم، إضافة إلى إلغاء عقد الامتحانات في عدد من المناطق في اللحظات الأخيرة.

واتهمت اللجنة الحكومة، بإدخال البلاد في “مستنقع يصعب إخراجها منه” بسبب إصرارها على عقد الامتحانات في ظل الظروف الحالية.

محسوبية ومجاملة

كما أشارت اللجنة إلى وجود “محسوبية ومجاملة” في اختيار كبار المراقبين للمراكز التي تعقد فيها الامتحانات في دول خارج السودان، وقالت :”يوجد من بين من تم اختيارهم من لم يعمل معلم ولو ليوم واحد”.

ورأت اللجنة أن التداعيات التي ارتبطت بعقد الامتحانات تؤكد أن “هذه الامتحانات ليس الهدف منها العملية التعليمية، بل هدفها تثبيت واقع الحرب”.

وحملت اللجنة الحكومة كامل المسؤولية عن أي نتيجة ترتبت على الإصرار على عقد الامتحانات بهذا الشكل، دون استصحاب شروط العدالة والشمول، والالتزام بإجراءات سلامة المعلمين والطلاب.

وأضافت “هذه الامتحانات تشكل خطرا على الطلاب والمعلمين أثناء عقدها، وخطر على السودان بعد عقدها:.

وطالبت اللجنة بوقف الامتحانات، وقالت “هذه الامتحانات لا تهدف إلى تعزيز العملية التعليمية بقدر ما تُستخدم كأداة لتقسيم السودان”.

وفي ظل الظروف الأمنية الحالية، تتزايد المخاوف من عدم عدالة الامتحانات، حيث أشارت تقارير إلى وجود حالات تلاعب تمثلت في كشف بعض الأوراق قبل الجلوس اليها، كما تحدثت تقارير أيضا عن ارتباك كبير في عملية توزيع أرقام الجلوس والمراكز نفسها التي يبعد بعضها عشرات الكيلومترات عن أماكن سكن الطلاب، في ظل صعوبات كبيرة في التنقل.

نقلاً هن سكاي نيوز

الوسومالشهادة السودانية امتحانات تقسيم البلاد مخاوف

مقالات مشابهة

  • امتحانات الشهادة و مخاوف تقسيم السودان
  • القوات الروسية تتصدى لهجوم مسيرات بحرية أوكرانية
  • روسيا تتطلع لـ”مرفأ” عسكري في السودان
  • روسيا: إجراءات الغرب ضد إعلامنا لن تمر دون رد
  • دبلوماسي أمريكي سابق: روسيا تتطلع لبناء قاعدة بحرية منذ 5 سنوات
  • هذا الاسلوب ليس حكرًا علي البصل الاسلوب دي شي عادي عند المزارع السوداني
  • رئيس الوزراء الجورجي: الغرب يعاقب تبليسي لرفضها فتح جبهة ثانية ضد روسيا
  • نصيحتي لله بعد 70 عاماً من استقلال السودان
  • لافروف يتحدث عن مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا
  • إنضمام قيادي بارز بالمؤتمر السوداني الي حركة العدل والمساواة السودانية