في يوم 27 مايو/أيار، قال زعيم حزب إسرائيل بيتنا وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان "أدعو جدعون ساعر وبيني غانتس ويائير لبيد، لنشكل ائتلافا مشتركا من أجل الإطاحة بهذه الحكومة".

في نفس اليوم، الاثنين، خرج رئيس حزب الأمل الجديد ووزير العدل الأسبق جدعون ساعر في مؤتمر لنقابة المحامين الإسرائيلية، قائلا إنه منفتح على تقديم تنازلات من أجل تشكيل كتلة يمينية معارضة للحكومة الحالية.

وسرعان ما انضم إليهما -في اجتماع يوم الأربعاء- زعيم المعارضة ورئيس حزب هناك مستقبل يائير لبيد، ليُعلنوا معا عن تشكيل تحالف يميني جديد، على أن ينضم إليهم لاحقا زعيم حزب معسكر الدولة بيني غانتس.

يأمل هذا التحالف في أن يتمكن من تشكيل حكومة جديدة من خلال الكنيست، أو الدعوة لانتخابات مبكرة تؤدي إلى تمكينه من قيادة دولة الاحتلال الإسرائيلي، مع الإعلان عن أنه لن يضم إليهم أيّ من الأحزاب العربية.

تشكيل هذا التحالف يثير تساؤلات عن دلالات هذه الخطوة الآن، وإذا ما كان سيتمكن من تحقيق هدفه بالإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

الهدف الوحيد المعلن للتحالف الجديد هو الإطاحة بنتنياهو واستقطاب الجمهور اليميني المحبط منه (غيتي) هدف وحيد

من المثير للاهتمام أن يكون الهدف الوحيد المعلن للتحالف الجديد هو الإطاحة بنتنياهو واستقطاب الجمهور اليميني المحبط منه، وهو ما يشير إلى حقيقة الأزمة التي يعيشها الكيان في ظل الحكومة الحالية.

واللافت في الأمر أن هذا التحالف لم يعلن عن أي برنامج سياسي محدد، خصوصا في ضوء الخلافات حول أهداف الحرب وطريقة إدارتها والموقف الأميركي مما بعدها، وفيما يخص السلطة الفلسطينية ودورها المستقبلي المحتمل في قطاع غزة.

ويأتي ذلك ليكرس حالة الانقسام والتشرذم في المجتمع الإسرائيلي، والتي تفاقمت بعد فشل الحملة العسكرية التي تشنها قوات الاحتلال على غزة في تحقيق الأهداف المعلنة؛ وهي القضاء على حماس وتحرير الأسرى.

وأدى ذلك إلى تزايد القناعة لدى الشارع والأحزاب المعارضة، فضلا عن العسكريين، بضرورة تقديم أولوية إطلاق سراح الأسرى على الاستمرار في الحرب التي يرى نتنياهو أنها الطريقة الوحيدة التي تمنع تعرّضه للمحاكمات بتهم الفساد وبفشل حكومته في أحداث 7 أكتوبر.

اليمين والشارع الإسرائيلي

وتشير ولادة حزب يميني جديد إلى حالة التشظي التي تعاني منها الحياة السياسية الإسرائيلية منذ نشأة الكيان، الذي بدأ بحزبين رئيسيين هما العمل والليكود، وإلى تعزيز مكانة اليمين الصهيوني في إسرائيل في السنوات الأخيرة بشكل كبير، وأن أغلبية الشعب عمليا توجد في الجانب اليميني من الخريطة السياسية.

وقد تمثل ذلك في تشكيل حكومة نتنياهو التي كانت مقاعدها مناصفة بين حزب الليكود (32 مقعدا) واليمين الديني (حزبي شاس وحزب يهودية التوراة 18 مقعدا) واليمين المتطرف (حزبي القوة اليهودية 14 مقعدا)، كما ازدادت قوة هذا التيار بعد أحداث السابع من أكتوبر.

وأظهر استطلاع رأي أجرته القناة 14 العبرية في 2 يونيو/حزيران الحالي أن 84% من الإسرائيليين ضد وقف الحرب في غزة، حتى لو تمت صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، في حين يؤيد 13% من المشاركين وقف الأعمال القتالية بشكل كامل في القطاع، بينما قال 3% منهم إنهم غير مهتمين.

وأشار استطلاع آخر لمركز بيو للأبحاث إلى أن 39% من الإسرائيليين يقولون إن الرد العسكري الإسرائيلي ضد حماس كان صحيحا تقريبا، بينما ذهب 34% منهم إلى أنه لم يكن كافيا، فيما اعتقد 19% أنه مبالغ فيه جدا.

ولذلك، فإن التحدي الذي سيواجهه التحالف هو اختيار الزعيم الأكثر يمينية، والذي سيكون قادرا على اجتذاب الأحزاب الدينية واليمينية معا.

الخلافات بين زعماء الأحزاب المتحالفة قد يصعّب اختيار زعيم التحالف الجديد (غيتي)

ولكن الخلافات بين زعماء الأحزاب المتحالفة قد تصعّب هذه المهمة؛ حيث يرى لبيد أنه الأحق بها، بحكم خبرته في التشكيل الحكومي السابق، ويعتبر أن غانتس بمشاركته في الحكومة نفخ الروح في نتنياهو.

فيما يرى غانتس أنه الأحق بالرئاسة، لأن حزب المعسكر الذي يتزعمه يمتلك العدد الأكبر من الأصوات متفوقا على الليكود، كما تشير الاستطلاعات. في حين يطمح كل من ليبرمان وساعر -المنشق عن معسكر الدولة- إلى الزعامة، ويعتبران نفسهما الأقرب إلى اليمين، كما أن ليبرمان يرى نفسه الأجدر بقيادة المعسكر في ظل الاستطلاعات التي ترجّح مضاعفة عدد مقاعد حزبه في الكنيست.

ويكمن التحدي لدى هذا التكتل في قدرته على مخاطبة الجمهور اليميني واكتسابه في مواجهة خطاب نتنياهو الذي يجيد هذه اللعبة.

وإضافة إلى هدف الإطاحة بنتنياهو، فإن التحالف الجديد سيكون مطالبا بالتجاوب مع السياسة الأميركية في المنطقة، لتنفيذ صفقة التبادل والدخول في عملية تطبيع ستهيئ للولايات المتحدة الخروج من المنطقة للتركيز على الصين وروسيا.

استغلال التناقضات

ويعوّل زعماء التحالف على توحيد صفوف أحزاب المعارضة بشكل قوي، ومحاولة التأثير على 4 أعضاء من الكنيست للتصويت ضد الحكومة عند طرح الدعوة لانتخابات مبكرة تتم قبل نهاية السنة، بدلا من استمرار ولاية الكنيست الحالي التي تمتد للعام 2026.

يأتي ذلك لحرمان نتنياهو وتحالفه من الأغلبية (64 صوتا من أصل 120)، أو ربما النجاح في إقناع 17 عضوا من الليكود بالإطاحة برئيس الوزراء من رئاسة الكتلة الانتخابية في الكنيست (32 عضوا)، وبالتالي تشكيل حكومة جديدة يمكن من خلالها تجنب اللجوء لانتخابات جديدة وإكمال الكنيست دورته العادية.

ويسعى التحالف الجديد لاستغلال التناقضات في الائتلاف الحكومي، وانتظار خروج غانتس، ومعه إيزنكوت من مجلس الحرب، بما يحدث هزة في الحكومة.

كما يسعى لاستغلال محاولة نتنياهو تمرير قانون فرض الخدمة الإجبارية في الجيش على الحريديم، والذي يفترض -بحسب الصيغة الحالية- أن يمرر حالة الإعفاء السابقة لهم، وإن بشكل أقل من القانون السابق، ذلك لأن رئيس الوزراء لا يريد خسارة هذه الأحزاب المتحالف معها ولا متطرفي اليمين القومي: بن غفير وسموتريتش.

إذ ربما يؤدي تمرير هذا القانون إلى إحداث خلخلة في حزب الليكود، وعلى الأخص التأثير على وزير الحرب يوآف غالانت الذي صعّد المطالبة بتجنيد هذه الفئة للحاجة إليهم في ظل استمرار الحرب في قطاع غزة.

ولمحاولة تجنب هذه الهزة، قد يسعى نتنياهو إلى اعتبار التصويت على القانون تصويتا على الثقة؛ ليلزم كل أعضاء الليكود بالتصويت لصالحه.

كما أن موقف نتنياهو من صفقة التبادل بعد إعلان بايدن عنها سيحدد مدى استقرار ائتلافه الحاكم، بل قد تؤدي إلى عدول غانتس عن الاستقالة التي هدد بها، فضلا عن أن زعيم التشكيل الجديد للمعارضة -وهو يائير لبيد- وعد نتنياهو بتشكيل شبكة أمان له في حال وافق على الصفقة، وأدى ذلك لانسحاب حزبي الصهيونية الدينية من حكومته، إذ يمتلك حزب "هناك مستقبل" 24 مقعدا في الكنيست.

أمل ضئيل

ومن النتائج المتوقعة لتأسيس هذا التحالف اليميني احتمال تراجع الليكود بل حتى تشظيه، وهو إن حصل فسيعني تغيرا مهما في وجه الكيان بتراجع الحزبين الرئيسيين (أولا العمل ثم الليكود)، وسيساهم في وضع حد للظاهرة التي يسميها الإسرائيليون "البيبية"، في تعبير عن أن نتنياهو كرّس نفسه قائدا أوحد لإسرائيل لمدة أكثر من 15 عاما مجتمعة ومتفرقة.

ورغم أن هذا التكتل سينجح في استبعاد أحزاب اليمين المتطرف، ولكنه قد يجد نفسه مضطرا للحاجة لها في ظل التشظي الإسرائيلي، الأمر الذي قد يعتبر عائقا أمام نجاح هذه الأحزاب في تشكيل بديل حقيقي لحكومة نتنياهو، متحرر من الأحزاب الدينية واليمينية المتطرفة.

غير أن هذا التكتل لن يشكل تغييرا حقيقيا في التوجهات التي يقودها نتنياهو، وعلى الأخص تلك المتعلقة بالحل السياسي والقبول بالدولة الفلسطينية، لا، بل سيظل مصرّا على استمرار الحرب على غزة بحكم توجهات الشارع الإسرائيلي، بما قد يؤدي إلى مشاكل مع الإدارة الأميركية، والتعارض مع مطالبها السياسية.

أما على صعيد النتائج، فإن استكمال التحالف يعتمد على موقف نتنياهو من صفقة التبادل، وعلى الأرجح، فإنه سيعمد إلى تعطيلها؛ وهو ما يعزز من حراك وتأثير التحالف الجديد، ولكن ذلك يظل مرهونا بالقدرة على استقطاب أعضاء من الليكود.

وفيما تكاد تكون فرصة شق الليكود وإقناع 17 عضوا منهم بالتصويت ضد نتنياهو لتغيير الحكومة بدون انتخابات جديدة معدومة، فإن فرصة تصويت 4 أعضاء على الأقل من الليكود لصالح سحب الثقة من الحكومة والدعوة لتبكير الانتخابات تظل واردة ولكنها أيضا صعبة، لأن سطوته قوية، فيما لم يتفق التحالف الجديد على زعيم يتولى زمام استقطاب أعضاء الكنيست لصالحه.

ولكن بقاء نتنياهو في الحكومة مع انسحاب غانتس وإيزنكوت، وربما غالانت أيضا، سيضطره لإلغاء مجلس الحرب حتى لا يطالب بن غفير وسموتريتش بالانضمام إليه، وحينها سيكون أمام ضغط اليمين في الحكومة ومكبلا أكثر في قراره السياسي.

وفي حال نجح التحالف الجديد في إسقاط نتنياهو وتمكّن من تشكيل حكومة جديدة، فإنه سيلجأ إلى صيغة تقاسم الحكم والتناوب على رئاستها، كما حصل في الحكومة السابقة بتناوب لبيد وبينت.

أما في حالة الفشل واستمرار نتنياهو في الحكم، فإن أمام التحالف الجديد تشكيل حكومة ظل تعمل على تنسيق جهودها لإسقاط الحالية، وذلك في ظل دعم أميركي غير معلن، إلا أن هذا التشكيل سيحتاج إلى الاتفاق على رأس له؛ وهي معضلة كبيرة يحتاج الفرقاء إلى حلها.

بل إن الأهم هو تقديم برنامج بديل والعمل على إقناع الشارع وأعضاء الكنيست به، وسيكون أقرب إلى القبول الأميركي، ولكنه لن يشكل فرقا بالنسبة للشعب الفلسطيني، طالما أن الجميع متفق على تكريس الاحتلال والهيمنة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التحالف الجدید هذا التحالف تشکیل حکومة فی الحکومة أن هذا

إقرأ أيضاً:

يهود دمشق يردون على نتنياهو: نحن سوريون ونرفض الاحتلال الإسرائيلي

يأمل آخر من تبقى في سوريا من أفراد الطائفة الموسوية (اليهودية)، التي تشتت أفرادها على يد نظام البعث المخلوع، في لمّ شملهم مع عائلاتهم في العاصمة دمشق، كما كانوا في السابق، مؤكّدين انتماءهم الوطني لسوريا ورفضهم أي احتلال إسرائيلي لأراضي من بلدهم.

وعبر التاريخ، احتضنت سوريا العديد من الحضارات، وعاش فيها عدد كبير من اليهود. إلا أن أعدادهم بدأت بالتراجع في عهد الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد، واضطر معظمهم إلى مغادرة البلاد عام 1992، فيما صودرت ممتلكات بعضهم.

قبل 30 إلى 35 عامًا، كان عدد اليهود في سوريا يُقدّر بحوالي 5 آلاف نسمة، لكن هذا العدد انخفض اليوم إلى أقل من 10 أفراد، معظمهم يقطنون الأحياء القديمة في دمشق.

وبعد سقوط نظام البعث في 8 كانون الثاني/ ديسمبر 2024، يتطلع العديد من اليهود السوريين لزيارة وطنهم بعد عقود من الغياب، تمامًا كما فعل الحاخام يوسف حمرا، الذي عاد إلى دمشق في 18 شباط/ فبراير الماضي، بعد 33 عامًا من إجباره على مغادرة بلاده عام 1992.

ورد اليهود في دمشق على التوغل الإسرائيلي الأخير الذي وصل إلى عشرات الكيلومترات داخل سوريا، وما هدد به رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من ضرب دمشق.

"جزء من الشعب السوري"
فريق وكالة الأناضول التقى بعض اليهود السوريين الذين لا يزالون يعيشون في العاصمة دمشق، وأكدوا أنهم جزء من النسيج الوطني السوري.

وقال زعيم الطائفة الموسوية (اليهودية) في سوريا، بحور شمطوب، إن أفراد عائلته هاجروا إلى الولايات المتحدة و"إسرائيل" عام 1992، وهو منذ ذلك الحين يعيش بمفرده في دمشق.

وأضاف: "هذا المكان قضيت فيه طفولتي. أحب دمشق وسوريا، نحن نعيش معًا هنا دون أي تفرقة دينية. الحمد لله، الأمور جيدة، لا أواجه أي مشكلات مع أي أقلية أو طائفة، أنا جزء من الشعب السوري، والحمد لله الجميع يحبني كثيرًا، لهذا السبب لم أغادر".


التحرر من ضغوط البعث
وعن الفترة التي عاشها في ظل نظام البعث، قال شمطوب: "في السبعينيات، خلال حكم حافظ الأسد، كانت هناك قيود شديدة على اليهود. لم يكن يُسمح لنا بالسفر أو امتلاك العقارات. في ذلك الوقت، كان يُمنع أي شخص من التحدث مع اليهود، وكانت بطاقات هويتنا تحمل كلمة ’موسوي’ بحروف حمراء كبيرة".

ووفق شمطوب، فإنه "خلال الثمانينيات، مُنع اليهود من مغادرة البلاد، أما في التسعينيات، فقد توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق مع حافظ الأسد، سُمح بموجبه لليهود الذين يرغبون في مغادرة سوريا بالخروج".

واستطرد: "كنا مثل الطيور المحبوسة في قفص، وبمجرد فتح الباب، طار الجميع. لقد غادر العديد من اليهود تاركين منازلهم وأعمالهم، بينما تمكن آخرون من بيع ممتلكاتهم قبل الرحيل".

شمطوب أوضح أنه "بعد الهجرة الجماعية قبل 33 عامًا، بقي في سوريا حوالي 30 يهوديًا، لكن هذا العدد انخفض اليوم إلى 7 فقط، بينهم 3 نساء".

وعن الضغوط التي تعرضوا لها خلال حكم البعث، قال: "في شبابي، إذا تحدثت إلى فتاة، كانت تُستدعى للتحقيق في فرع الأمن المسمى فلسطين".

وأضاف: "قبل 4 سنوات، اعتُقل 3 من أصدقائي (غير اليهود) لمدة 3 أشهر، فقط لأنهم تحدثوا إلينا. كان التحدث إلى الأجانب ممنوعًا، لكن الآن يمكننا التحدث إلى من نشاء. خلال عهد النظام (البعث)، كنا نعيش تحت الضغوط، ولهذا السبب غادر شبّاننا البلاد".

وأشار شمطوب إلى أن سقوط نظام البعث غيّر حياة الجميع، بما في ذلك حياته، وقال: "لدينا الآن حرية أكبر. يمكننا التحدث بصراحة. لم يعد هناك حواجز أمنية تعترض طريقنا، ولم يعد هناك من يراقبنا من أجهزة المخابرات. باختصار، أشعر أنني أصبحت حرًا. الأمور الآن أفضل مما كانت عليه سابقًا".

حنين إلى الماضي

شمطوب، الذي يعرفه الجميع في حي باب توما، أحد الأحياء القديمة في العاصمة السورية، قال إن الحزن يملأ منزله، وإنه ينتظر عودة أفراد العائلة إلى دمشق في أقرب وقت ممكن.

واستدرك: "لكن كيف سيعودون؟ المنازل تحتاج إلى ترميم، ولا يمكنهم ترك الولايات المتحدة والعودة إلى دمشق حيث لا يوجد ماء ولا كهرباء".

وأوضح أنه بعد تركه المدرسة، عمل في مجال الخياطة، ثم افتتح متجرًا، كما أنه عمل لاحقًا في تجارة المجوهرات والعقارات.

وتابع: "في الماضي، كنا عائلة واحدة، نعيش معًا، نتبادل الأحاديث ونُعدّ الطعام. أما الآن فأنا وحدي، أطبخ لنفسي، وأغسل الصحون بنفسي، لقد اعتدت على هذه الحياة".


"إسرائيل" لا تمثلنا
وعن احتلال "إسرائيل" لأراضٍ سورية حدودية عقب سقوط نظام البعث، قال شمطوب: "(إسرائيل) ستنسحب في النهاية، ما يفعلونه خطأ. لكنهم لا يستمعون لأحد، لأن الولايات المتحدة وأوروبا تدعمهم".

ولدى سؤاله عمّا إذا كان يعتبر "إسرائيل" جهةً ممثلة له، أجاب: "لا، إطلاقًا، هم شيء، ونحن شيء آخر. هم إسرائيليون، ونحن سوريون".

توقعات بزيارة عائلات يهودية
من جانبه، قال التاجر اليهودي الدمشقي سليم دبدوب، الذي يمتلك متجرًا للقطع الأثرية في سوق الحميدية بدمشق، إنه انفصل عن عائلته عام 1992 لدى هجرتهم.

وقال دبدوب، المولود في دمشق عام 1970: "بقيت هنا لإدارة أعمالي. أسافر باستمرار بسبب العمل، وهذا يسمح لي أيضًا برؤية عائلتي في الولايات المتحدة. الحمد لله، أمورنا جيدة. لا يوجد تمييز هنا، الجميع يحب بعضهم البعض".

وأشار دبدوب إلى أن التوقعات تزايدت بزيارة العديد من العائلات اليهودية سوريا بعد سقوط النظام، وقال: "قبل عام 1992، كان هناك حوالي 4 آلاف يهودي في دمشق. كان لدينا حاخام، وكان التجار هنا، الجميع كان هنا، لكن الجميع هاجر في ذلك العام".

وأردف: "بعض ممتلكات اليهود الذين غادروا لا تزال قائمة، لكن بعضها الآخر تم الاستيلاء عليه بطرق غير مشروعة. بعض المتورطين في الاستيلاء كانوا على صلة بالنظام، وقد زوّروا الوثائق للاستيلاء على الممتلكات".

"أفتقد مجتمعي"
التاجر دبدوب أعرب عن أمله في إعادة فتح أماكن العبادة اليهودية، قائلاً: "لدينا كنيس هنا، وأحيانًا يأتي رئيس الطائفة ويفتحه، فيجتمع 2-3 أشخاص، لكن لا تُقام الصلوات فيه بشكل مستمر. أفتقد مجتمعي وعائلتي وإخوتي".

وأكد دبدوب أنه يتمتع بعلاقات جيدة مع جميع فئات المجتمع، مضيفًا: "الحمد لله، لا نشعر بالغربة هنا، نحن جميعًا إخوة".

وأشار إلى أن بعض الزوار يبدون دهشتهم عندما يعلمون أنه يهودي، موضحًا أنه "في الماضي، كنا نواجه صعوبات أمنية، فقد كنا تحت المراقبة المستمرة من قبل قوات الأمن، وكان هناك خوف دائم. الحمد لله، لم يعد هناك خوف اليوم. إن شاء الله سيكون المستقبل أفضل، وسيعمّ السلام بين الشعوب".

وأعرب دبدوب عن أمله في مستقبل مزدهر للتجارة، وقال: "هذا المتجر (متجر التحف) مملوك لعائلتي منذ عام 1980، وبعد هجرتهم أصبحت أنا من يديره".

وفي ما يتعلق باليهود الدمشقيين الذين غادروا البلاد، ختم حديثه بالقول: "هم الآن سعداء للغاية (لانتهاء عهد التضييق)، ويتطلعون إلى زيارة دمشق واستعادة ذكرياتهم القديمة. كان مجتمعنا يقدّر الحياة الأسرية كثيرًا، وكنا نذهب إلى أماكن العبادة يوميًا".

ومنذ 1967، تحتل "إسرائيل" معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، حيث احتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا لعام 1974.

وبسطت فصائل سوريا سيطرتها على دمشق، في 8 كانون أول/ ديسمبر 2024، منهيةً 61 عاما من حكم حزب البعث الدموي و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.

وتعكس تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بشأن سوريا غضبا من تولي الإدارة الجديدة زمام الأمور فيها، بعد إسقاط نظام الأسد والذي تشير تقارير إعلامية وتصريحات مسؤولين إلى أن "إسرائيل" لم ترغب يوما في سقوطه و"كانت ترى فيه لاعبا مفيدا".

وما عزز هذا الاعتقاد بحالة "التعايش والتناغم" بين نظام الأسد و"إسرائيل"، إقدام الأخيرة، فور سقوط النظام، على قصف عشرات الأهداف ومخزونات الأسلحة الاستراتيجية التابعة للجيش السوري السابق خشية وصولها إلى قوات الإدارة الجديدة.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: تفجيرات البيجر أدت إلى إسقاط نظام الأسد
  • أحمد موسى: الكنيست الإسرائيلي شهد خناقة واشتباكات بسبب نتنياهو
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت: يجب طرد نتنياهو
  • إعلام عبري: رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد يعقد اجتماعا لبحث استعدادات العودة للقتال بغزة
  • الحكومة الفلسطينية تحذّر من مجاعة في قطاع غزة بعد إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لكافة المعابر
  • رئيس الدولي للخماسي الحديث: مصر من أفضل الدول التي تنظم البطولات واللعبة أصبحت أكثر متعة وإثارة بالنظام الجديد
  • يهود دمشق يردون على نتنياهو: نحن سوريون ونرفض الاحتلال الإسرائيلي
  • استطلاعات الرأي الإسرائيلية تمنح بينيت أفضلية على الليكود في الانتخابات
  • الضربات التي أوجعت الولايات المتحدة!!