خبير عسكري: حزب الله أكد لإسرائيل قدرته على ضرب أهداف نوعية وفرض قواعد جديدة
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن رد حزب الله اللبناني على اغتيال إسرائيل القيادي طالب عبد الله كان أكثر حدة وسرعة ونوعية، مؤكدا أن جيش الاحتلال سيواصل تنفيذ اغتيالات نوعية كلما سنحت له الفرصة، لأنه غير قادر على دخول حرب مباشرة في هذا الوقت.
وأعلن حزب الله -اليوم الخميس- استهداف موقع الراهب بالرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية، مؤكدا تحقيق إصابة مباشرة.
وأمس الأربعاء، أطلق حزب الله 215 صاروخا على شمال إسرائيل، فضلا عن مسيّرات وقذائف مدفعية، في أكبر وأوسع هجوم منذ بدء المواجهات الراهنة بين الجانبين.
الردع لم يعد موجوداوأضاف حنا -في مقابلة مع الجزيرة- أن مصطلح الردع بين الجانبين لم يعد موجودا خلال هذه المواجهات، مشيرا إلى أن الهجمات لا تزال ضمن النطاق الجغرافي المعمول به من الجانبين.
وأوضح أنه لم تكن هناك قواعد اشتباك بالمعنى العسكري، بل كان هناك حيز جغرافي للهجمات والهجمات المضادة في حدود 15 كيلومترا من الحدود، مشيرا إلى أن إسرائيل "كانت تذهب أحيانا إلى بيروت ومنطقة البقاع".
وقال حنا إن طالب عبد الله -الذي اغتالته إسرائيل- كان مسؤولا عن المنطقة الشرقية، مما يعني أن إسرائيل تحاول تقليص قدرات حزب الله عبر استهداف قادته النوعيين، وليس قواعده العسكرية كما كانت تفعل في السابق.
ويمثل مقتل عبد الله ضربة قوية جدا بالنظر إلى قيمته العسكرية، ومن ثم كان رد حزب الله أكثر حدة وسرعة ونوعية، لكنه لم يتجاوز النطاق الجغرافي المعمول به، كما يقول حنا، مؤكدا أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لخفض التصعيد على جبهة لبنان حتى لا تبتعد الأنظار عما يجري في قطاع غزة.
نوع جديد من العملياتولفت حنا إلى أن حزب الله "لجأ إلى نوع جديد من العمليات خلال هذه الحرب التي لا تزال في نطاق إسناد المقاومة في غزة، وذلك عبر استهداف أدوات التجسس الإسرائيلية المهمة والنوعية سواء في قاعد ميرون أو مسيّرات هيرمس أو أبراج المراقبة في المناطق الحدودية".
وأراد الحزب من خلال الضربة الأخيرة التي أصابت عدة قواعد عسكرية في إسرائيل "تأكيد قدرته على التصعيد وفرض قواعد لا تقبل بها إسرائيل، لأنه بدأ يستهدف هيمنتها الجوية في لبنان"، وفق الخبير العسكري.
وأكد حنا أن جيش الاحتلال غير قادر على حسم المعارك في غزة أو على الخروج من رمالها، ومن ثم فهو "غير قادر على التحول لحرب واسعة وصريحة في لبنان بسبب خلافات قادته وضعف قواته ونقص الذخائر والصواريخ".
ونظرا لكل هذه الأسباب التي تمنع إسرائيل من توسيع رقعة الحرب، فإن جيش الاحتلال سيواصل سياسة الاغتيالات كلما وجد فرصة لذلك، برأي حنا، الذي خلص إلى أن حزب الله من خلال عملياته الراهنة "يؤكد لإسرائيل أنه قادر على الوصول إلى أهداف نوعية في حال ذهبت الأمور لحرب أوسع، وهذا الأمر يدفع تل أبيب لإعادة التفكير في قراراتها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قادر على حزب الله إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: حزب الله يفرض معادلة عاصمة مقابل عاصمة وقدراته الردعية متماسكة
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء محمد الصمادي إن حزب الله حقق توازن "قصف المدن" مع الاحتلال الإسرائيلي، وأثبت قدرته على الردع الإستراتيجي من خلال استهداف العمق الإسرائيلي ردا على أي تصعيد ضد لبنان.
وأضاف -خلال فقرة التحليل العسكري للوضع الميداني في لبنان- أن الرد السريع لحزب الله على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست حول المفاوضات، باستهداف مركز إستراتيجي في قلب تل أبيب بصاروخ نوعي، أرسى معادلة "عاصمة مقابل عاصمة"، مؤكدا أن استهداف بيروت سيقابله استهداف تل أبيب.
وفيما يتعلق بالمعارك البرية على الحدود اللبنانية، أوضح الخبير العسكري أن جيش الاحتلال يسعى للسيطرة على منطقة الخيام نظرا لموقعها الإستراتيجي، مشيرا إلى أن سيطرة المهاجم على مثل هذه المواقع يجعل المدافع غير قادر على خوض معركة دفاعية ناجحة.
وأوضح الصمادي أن العقيدة القتالية لجيش الاحتلال تعتمد على التقدم عبر محور رئيسي ومحاور ثانوية، لافتا إلى أن الاحتلال حقق خلال الأسابيع الماضية بعض التوغلات المحدودة لكنه تعرض لخسائر دفعته للتراجع بقواته المدرعة والآلية، مما جعله يلجأ لاستخدام المشاة الراجلة في منطقة الخيام بعد تنفيذ عمليات استطلاع مسلح.
تماسك حزب الله
وأكد أن حجم الاختراق الإسرائيلي في المنطقة يتراوح بين 5 إلى 6.5 كيلومترات، مشيرا إلى أن نتنياهو يفضل الحل العسكري والأمني على الحل الدبلوماسي، لكن الواقع الميداني يفرض اتجاهات الحركة التعبوية لمواجهة المقاومة.
وحول إستراتيجية حزب الله في المعارك، أوضح الصمادي أنها حرب غير متماثلة بين قوة نظامية مسنودة بالمدفعية والطيران، وقوات حزب الله التي تعتمد على الرشقات الصاروخية والمسيرات الانقضاضية والقتال بمجموعات صغيرة باستخدام الصواريخ المضادة للدبابات.
وفيما يتعلق بمحور علما الشعب وتلة البياض، أشار إلى أن تقدم قوات الاحتلال باتجاه منطقة علما الشعب إلى حامول والظهيرة قوبل بقتال عنيف، موضحا أن الاحتلال يسعى لقطع الطريق الساحلي والبحث عن منصات إطلاق الصواريخ.
ولفت إلى أن الطبيعة الجغرافية في هذه المنطقة تخدم قوات الاحتلال لكونها مفتوحة وتحوي أودية تساعد على الحركة التعبوية، مؤكدا في الوقت ذاته أن قدرات حزب الله ما زالت متماسكة ومؤثرة وقادرة على تحقيق الردع.
وفي قراءة للواقع الميداني أشار الصمادي إلى أن الساعات القادمة كفيلة بإظهار نتائج المواجهة بين الطرفين، في ظل تصاعد المعارك على مختلف المحاور وتبادل الضربات الإستراتيجية بين الجانبين.