ركزت السعودية خلال الفترة الأخيرة، جهودها، على استقدام نجوم الكرة الأوروبية، حيث نجحت في استقطاب عدد منهم، مستفيدة من قدرتها على تقديم عروض مالية خيالية.

صحيفة "ماركا" الإسبانية قالت في تقرير، إن الرياض، استعرضت قوتها المالية خلال فترة الانتقالات الصيفية، ملفتة إلى جهودها التي تُوّجت بضم كل من البرتغالي، كريستيانو رونالو، والفرنسي، كريم بنزيما، والجزائري، ورياض محرز،  وآخرون، لتنشيط الدوري السعودي.

لكن ذات التقرير عاد ليؤكد أن هذا المشهد لا يضمن نجاح عمليتها الرامية إلى ترسيخ نفسها كقوة رياضية، "حيث لم ينجح أي دوري في ترسيخ مكانته كقوة مهيمنة قبل أوروبا حتى الآن".

التقرير ضرب مثلا بالدوري الصيني، ودوري الولايات المتحدة، وقبلهما الدوري الروسي، اللذين حاولوا ذلك سابقا "ولم ينجحوا" .

وأعادت فترة الانتقالات الحالية ذكريات فصول الصيف السابقة عندما حاولت هذه البطولات (الصين والولايات المتحدة وروسيا) انتزاع لاعبين من فرق أوروبية كبرى، لكن الحماس تضاءل تدريجيا، بفعل عوامل مختلفة.

لكن السعودية لا تواجه حاليا، نفس الوضع، وفق التقرير، حيث يختار اللاعبون الآن، الانضمام بمحض إرادتهم، وليس بسبب عدم وجود بدائل.

الدوري الأميركي

سبق وأن تمكن الدوري الأميركي من استقطاب أسماء لامعة في عالم الكرة الأوروبية، خصوصا خلال موسم (2015-2016) لكن الأجور شكلت تحديا لفرق "MLS ".

وقتها، فاجأ النجم البرازيلي، كاكا، الجميع، عندما غادر ميلان إلى أورلاندو سيتي، بينما انضم ديفيد فيا، وفرانك لامبارد، وأندريا بيرلو، إلى نادي نيويورك سيتي لكرة القدم، وستيف جيرارد إلى لوس أنجلوس غالاكسي.

في غضون ذلك، قام لاعبون مثل ديدييه دروغبا، واين  روني، وباستيان شفاينشتايغر  بالانتقال إلى الدوري الأميركي أيضا.

وهذا العام كذلك، تمكن فريق إنتر ميامي من استقطاب أسماء لامعة حين وقع مع نجوم مثل مليونيل يسي، وجوردي ألبا، وسيرجيو بوسكيتس، لكنه واجه صعوبات لضمهم أمام العروض الخيالية التي تلقوها من قبل نواد "غنية".

الدوري الصيني 

إلى ذلك، دخلت الصين، ولا سيما خلال موسم (2018) ساحة كرة القدم بهدف أن يكون لها دوري قوي بحلول عام 2050.

واستثمرت بكين بقوة في كرة القدم والأندية، لكن عصر "الانتقالات بمليون دولار" انتهى بعد موسمين، بسبب ضريبة فرضها الاتحاد الصيني لكرة القدم والحكومة" يؤكد التقرير.

وتتطلب تلك الضريبة رسوم نقل معادلة للصفقة/ ليتم استثمارها في صندوق كرة القدم، مما أدى إلى مضاعفة تكلفة الانتقالات بشكل غير واقعي.

نتيجة لذلك، انتهى الأمر بجميع النجوم الذين ذهبوا إلى الصين بالمغادرة بسبب التعقيدات التي شكلوها للأندية.

الدوري الروسي

القائمون على كرة القدم في روسيا، حاولوا نفس السياسة في 2012،  عندما أنفقوا نحو 100 مليون يورو لضم كل من البرازيلي، هالك،  و البلجيكي أكسيل فيتسل، لنادي زينيت سان بطرسبرغ، بينما حذر رئيس غرفة التدقيق الروسية وقتها، من فرض سقف مالي محتمل على تعاقدات اللاعبين، حتى لا تتجاوز هذه المبالغ الهائلة.

وانضم نادي آنجي ماخاشكالا أيضًا إلى هذا الاتجاه، من خلال التعاقد مع لاعبين مثل روبرتو كارلوس، وصاموئيل إيتو، حيث أنفق الكثير في وقت قصير.

لكن تاك التعاقدات تحولت إلى خيبات أمل، لروسيا التي كانت تخطط لتصبح قوة جديدة في عالم كرة القدم.

استضافة كأس العالم 2030 .. المفتاح؟

لكن التقرير يرى بأن القوة الدافعة وراء الاستثمار الكبير للسعودية في كرة القدم هو تطلعها لاستضافة كأس العالم 2030.

وعلى عكس القيود التي تواجهها الصين، لا توجد حدود تعيق الالتزام المالي للمملكة العربية السعودية، ومن المتوقع أن يستمر هذا خلال السنوات القادمة، على الأقل، حتى يتم التوصل إلى حكم نهائي بشأن كأس العالم 2030.

وفي حين أن براعتهم (السعوديون) المالية لا جدال فيها، فإن الاختبار الحقيقي يكمن في قدرتهم على جذب المواهب الأوروبية باستمرار، وهو إنجاز ليس سهل المنال، يختم تقرير "ماركا".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: کرة القدم

إقرأ أيضاً:

الحرب الجمركية تهزّ عالم «كرة القدم».. ما تأثيراتها المحتملة؟

لم تقتصر أضرار الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وشكلت صدمة عالمية، على القطاع الاقتصادي، بل طالت جميع القطاعات بما فيها كرة القدم،  التي لم تكن بمنأى عن السياسات الاقتصادية، ويمكن أن تترك بصماتها على كرة القدم، سواء من حيث الهوية أو البنية التحتية أو حتى العلاقة بين الجماهير والأندية.

وفي هذا السياق، نشرت صحيفة “آس” الإسبانية، تقريرا سلط الضوء على التداعيات المحتملة لهذه الرسوم على كرة القدم، استنادا إلى آراء خبراء في هذا المجال”.

واعتقد “خوسيه بونال” أستاذ إدارة الرياضة العالمية في الجامعة الأوروبية، أن “الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى كراهية أوروبا أو كراهية أمريكا”.

وأوضح أن “ردود الفعل السلبية قد تمتد لتشمل أسواقا محلية بشكل أكبر، مما يؤدي إلى نوع من “رهاب أوروبا” أو “رهاب أمريكا”، حيث ترفض بعض العلامات التجارية لأسباب أيديولوجية”.

وأضاف بونال: “على المدى القصير، قد تكون الآثار الاقتصادية محدودة، لكننا قد نشهد مشكلات مرتبطة بالهوية على المدى المتوسط. إذا بدأ الجمهور الأمريكي يشعر بأن أوروبا لا تريده، فقد تفضل العلامات التجارية العالمية شركاءها الآسيويين أو من أمريكا الشمالية على الأوروبيين”.

وحذر بونال، “من احتمال حدوث العكس، إذ قد تتردد الأندية الأوروبية في العمل مع شركاء أمريكيين بسبب السياسات التي تضر باقتصاداتها المحلية”.

وأشار إلى “انخفاض مبيعات شركة تسلا بنسبة 13% بعد تحالف “إيلون ماسك” الواضح مع “ترامب”.

ورأى بونال، “أن الرعايات الكبرى مثل تلك الخاصة بريال مدريد وبرشلونة ليست في خطر داهم”، وقال: “أسواق برشلونة في الولايات المتحدة وآسيا حيوية للغاية. الأمر كله يتعلق بالأرقام، وسيكون هناك تأثير، لكنه لن يكون جذريا”، مضيفا: “الرسوم الجمركية المفروضة على مواد مثل الصلب والألمنيوم قد تؤدي إلى زيادة تكاليف بناء الملاعب الجديدة أو تجديد القائمة منها”.

وأكد غابرييل سان ميغيل ، مدير العلوم والرفاهية في شركة beBartlet ، أن “هذه الرسوم قد ترفع نفقات المشاريع الرياضية، مما قد يؤخر الجداول الزمنية أو يرهق الميزانيات، ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة مع اقتراب استضافة الولايات المتحدة لكأس العالم 2026 وأولمبياد 2028، بالإضافة إلى كأس العالم للأندية 2025”.

إلى ذلك، “يشكل قطاع حقوق البث التلفزيوني مصدر دخل رئيسي للأندية والبطولات، وحول التأثير على حقوق البث التلفزيوني، ذحر باولو دينيس، أحد الخبراء في هذا المجال، “من أن جزءا كبيرا من الإيرادات يأتي من الولايات المتحدة، وإذا استمر ترامب في السلطة خلال إعادة التفاوض على العقود، فإن المستقبل يبدو غير واضح”.

وأضاف دينيس: “جزء كبير من دخلنا يأتي من السوق الأمريكية. إذا ظلت هذه السياسات سارية، فقد تتأثر طريقة توزيع الحقوق وقيمها”.

وأضاف: “مع ارتفاع تكاليف سلسلة التوريد نتيجة التعريفات الجمركية، قد تنتقل هذه التكاليف إلى المستهلكين، وهذا يعني أن أسعار القمصان والمعدات والمنتجات الرسمية قد ترتفع”.

مقالات مشابهة

  • أوروبا تدعو الصين لتجنب التصعيد بشأن التعرفات الأميركية
  • مبادرة «نعمة» تنجح في «إنقاذ الغذاء» خلال رمضان
  • من بينها مصر والأردن .. ما هي الدول التي قررت السعودية وقف التأشيرات لها استعداداً لموسم الحج؟
  • الحرب الجمركية تهزّ عالم «كرة القدم».. ما تأثيراتها المحتملة؟
  • الصين تستعد لمعركة طويلة الأمد.. هل تنجح في مواجهة الرسوم الجمركية الأميركية؟
  • حرب ترامب الجمركية تهز عالم كرة القدم
  • ترامب: الصين التي تنهار أسواقها كسبت ما يكفي عبر استغلالنا
  • ترتيب الدوري الإسباني لكرة القدم قبل ختام الجولة 30
  • بولت يتجاهل ميسي ويختار رونالدو في قائمة أعظم 3 لاعبين
  • أول تعليق من مدرب فولهام بعد الفوز على ليفربول في الدوري الإنجليزي