بقلم : جعفر العلوجي ..

نشعر بالزهو ونحن نتوجه الى الاحتفاء بالمناسبات الوطنية التي لها مكانة كبيرة في قلوب الشعب لارتباطها بمكانة خاصة في ضميره ولكن أن ترتبط الذكرى بميلاد الشرف والبطولة والإنسانية وهبة السماء فهذه لها وقع آخر ومكانة لا تدركها العقول البسيطة، وهي ببساطة ولادة حشدنا المقدس الذي يحتفي أبناء شعبنا والأحرار في العالم في يوم 13 حزيران، بالذكرى السنوية لتأسيسه التي تتزامن مع صدور فتوى “الجهاد الكفائي” من قبل المرجع الديني الأعلى آية الله السيد “علي الحسيني السيستاني”، عام 2014.


وتعد قوات الحشد جزءاً من القوات المسلحة العراقية، تأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة وكانت لها صولاتها في فك أسر العراق والإنسانية من براثن الهجمة الكافرة لعصابات الرذيلة التكفيرية التي عاثت بمدننا فسادا وكانت منطلقا لضرب الحرية والأمن والسلم العالمي، ومع كل ما نستذكره من قصص التضحيات الخالدة التي تسابقت بها النخوة والغيرة وطاعة الله وبذل النفوس رخيصة لأجل رد هؤلاء التكفيرين، فإن حشدنا المقدس بات اليوم رقما مهما ولا غنى عنه في الإعمار والبناء وحفظ الأمن.
ومنذ إقرار قانون هيئة الحشد الشعبي بعد تصويت مجلس النواب العراقي بأغلبية الأصوات لصالح القانون عام 2016، وهذه المؤسسة العملاقة تترك أفضل البصمات في العمل أينما حلت بوجهها.
ولعل الأدوار الكبيرة التي لعبها  الحشد المقدس لم تقتصر على الجانب الدفاعي والتحرير، بل أدوار في مجالات أخرى وبحسب متطلبات كل مرحلة، وهذه الحقيقة يشهد لها الجميع وبما أن القوات المسلحة ليست  في حالة حرب دائمة، وطاقاتها العلمية والهندسية التي تتعاظم خلال الحروب لا تبقى معطلة بانتظار حرب أخرى، إنما يجري توجيهها إلى البناء والإعمار، وهو ما حصل فعلا وقولا وكانت النتائج مبهرة بحق كما هو الحال لدى بعض الدول التي تجعل من هذا الأسلوب وسيلة لتمويل المؤسسات الدفاعية ذاتياً إلى جانب استثمار الطاقات والخبرات المتراكمة في عملية الإعمار بميزة أن القوات الأمنية تربت على عقيدة وطنية، فضلا عن الانضباط الذي يحكم عملها، وحماية الأمن لا تتم بالجهد العسكري فقط، إنما بحماية الاقتصاد ودعم الإعمار وتنشيطه، خصوصا إذا كانت الدولة تعاني من البيروقراطية المعيقة للعمل، والفساد الذي يبدد الثروات والجهود من دون أي إنجاز، إزاء ذلك كانت قوات حشدنا جاهزة ومنظمة على أعلى المستويات لتولي مهام الإعمار والبناء ببناء المدارس وتعبيد الطرق والزراعة الاستراتيجية أيضاً التي تجلت بإطلاق مشروع زراعة مليون نخلة في البادية على الحدود مع المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، فضلاً عن مشاريع حفر الآبار وشق الأنهر الجديدة، إن “اتجاه “الحشد الشعبي” في العراق للاستثمار بدأ بشكل تصاعدي منذ نهاية عام 2017، والآن صار الحشد طرفا هائلا في معادلة الإعمار   وأعمال إنشاءات ضخمة لمشاريع استراتيجية كبرى كان عنوانها الأبرز النجاح والتميز بالعلامة الكاملة وتنتظر أبطاله مهام أخرى جسام ستذهل العالم من شدة الإعجاب والإتقان والتنوع الذي نريده لعراقنا الغالي، الرحمة والخلود لشهداء الحشد الشعبي ويبقى العراق عزيزا مقتدرا برجاله الأوفياء.

جعفر العلوجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

سؤال طفولي: لماذا تكرهين القوات المسلحة؟

سؤال طفولي: لماذا تكرهين القوات المسلحة؟

رشا عوض

ما هي  مشكلتك مع الجيش؟ لماذا تكرهين القوات المسلحة؟

أسئلة مكررة في سياق التعليق على ما أكتب حول الجيش! إن شخصنة القضايا العامة هي طفولة سياسية وعجز فكري، لو أن مواقفي في الشأن العام تتحكم فيها الاعتبارات والمصالح الشخصية فلن تكون لي أدنى مشكلة مع الجيش! لأنني من الناحية الإثنية انتمي إلى تلك المجموعات المحظية بالرتب العليا في الجيش! ولي أقارب أعزاء من جهة الأم والأب ضباط في الجيش بعضهم ما زال في الخدمة! ورغم كل ذلك أرى أن هذا الجيش مؤسسة مأزومة تحتاج إلى إعادة بناء من جديد أو على الأقل تحتاج لإصلاحات هيكلية عميقة تفضي إلى إعادة البناء بالتدريج لأسباب فصلتها في عدد من المقالات السابقة، ونقد الجيش لا يعني مخاصمة وكراهية أي فرد انتمى لهذه المؤسسة ضابطاً كان أو جندياً أو قائداً لفرقة، مؤكد هناك أناس محترمين ونزيهين ووطنيين وأكفاء خدموا في الجيش، ولكن المعضلة تكمن في “عقل المؤسسة العسكرية” ومناهج عملها وشبكة المصالح الداخلية والخارجية المرتبطة بها والمتحكمة فيها، وقاصمة الظهر في عهد الإسلامويين هي التسييس المغلظ والهيمنة الحزبية!

هذه المعضلة هي التي جعلت الجيش أكبر مشروع استنزاف للثروة القومية وفي ذات الوقت الغالبية العظمى من جنوده وضباطه الصغار فقراء يعانون شظف العيش!! وهؤلاء أصحاب مصلحة راجحة في إصلاح الجيش!

هذه المعضلة هي التي جعلت الجيش يفشل في وظيفته الأساسية “احتكار العنف نيابة عن الدولة في إطار دستوري وقانوني” وتحول إلى مصنع لإنتاج المليشيات أو على أحسن الفروض متحالف معها ومتوكئاً عليها في حروبه الداخلية!

هذه المعضلة هي التي جعلت الجيش يقصف مواطنين سودانيين بالبراميل المتفجرة والقنابل المحرمة!

هذه المعضلة هي السبب في أن المواطن السوداني يستقبل في بيته الدانات والرصاص الطائش وقذائف الطيران فيقتل ببشاعة أو ينزح بعسر ومذلة رغم أنه هو من دفع ثمن كل هذه الآليات العسكرية لحمايته وليس لقتله وترويعه في صراع سلطة!

هذه المعضلة هي سبب تحويل الجيش إلى “حزب سياسي مسلح” يردد جنوده شعارات سياسية “قحاتة يا كوم الرماد” و”براؤون يا رسول الله”.

معضلة الجيش هي جزء من معضلة السودان السياسية والاقتصادية المزمنة، ولا نهوض ولا تقدم إلى الأمام دون الاعتراف بكل عيوب مؤسساتنا العسكرية والمدنية على حد سواء ولكن المشكلة هي سياج القدسية الذي يحرم تحريماً غليظاً أي كلمة نقد للجيش!

الجيش يا سادتي مؤسسة خدمة عامة (الخدمة العامة في الدولة الحديثة هي الخدمة المدنية والخدمة العسكرية)، علاقة المواطن والمواطنة بمؤسسات الخدمة العامة لا مجال فيها للحب والكراهية أو الولاء والبراء، بل هي علاقة محكومة بحقوق وواجبات دستورية، المواطن هو دافع الضرائب ومالك الثروة القومية التي تمول مؤسسات الخدمة العامة التي من واجبها خدمة المواطن في مجال اختصاصها، ومن حق المواطن قياس جودة ما تقدمه له من خدمات  بمعايير موضوعية.

ثقافة القهر والتخلف السائدة في مجتمعنا والتي تزاوجت مع مشاريع الاستبداد والفساد العسكري المتطاول أدخلت في روع السودانيين أن الجيش بحكم أن في يده السلاح ويستطيع أن يقتل فهو قاهر فوق السودانيين ومالك للدولة وللوطن بما فيه وبمن فيه، وأي نقد للجيش هو كفر بواح يخرج صاحبه من ملة الوطنية ويسلب حقه في ملكية الوطن إذ يتحول إلى خائن وعميل! وأصبح للجيش حصانة وقدسية لا تستند إلى أي منطق سوى منطق القوة، وللأسف لمنطق القوة هذا حاضنة ثقافية معتبرة في المجتمع بحكم الجهل والتخلف وثقافة العنف، وحتى في القطاع الحديث هناك فقر في الثقافة الديمقراطية وتواطؤ معتبر بين بعض التيارات على مشروعية الحكم استناداً إلى قوة السلاح وتمجيد من يحمله.

يجب أن نتذكر دائماً أن الجيوش المحصنة من النقد والتي تجعل من نفسها نصف آلهة أو آلهة كاملة هي أكثر الجيوش تلقياً للهزائم العسكرية وأقلها كفاءة ومهنية.

وأقوى الجيوش في العالم هي جيوش الدول الديمقراطية حيث الجيش خارج الصراع السياسي وملتزم بتنفيذ قرارات الحكومة المنتخبة ديمقراطياً.

الوسومالخدمة العامة الديمقراطية السودان الفساد العسكري القوات المسلحة المليشيات براؤون ثقافة القهر رشا عوض

مقالات مشابهة

  • اليمن ينجح في رصد واستهداف الطائرات الأمريكية MQ-9 بتكتيكات متطورة
  • التحديات التي تواجه خطة إعادة الإعمار
  • سؤال طفولي: لماذا تكرهين القوات المسلحة؟
  • لدورهم وتفانيهم.. دعوة لدعم أخوة الصليب المقدس في العراق
  • الضمير الإيراني العامري: سوريا ستقسم والعراق “آمن بحشده الشعبي”!!!
  • العراق يتلقى دعوة للمشاركة في أكسبو 2027 الذي ستنظمه صربيا
  • «قد العهد».. القوات المسلحة تحيي ذكرى يوم الشهيد |فيديو
  • القوات المسلحة تنشر عدداً من البروموهات بمناسبة ذكرى يوم الشهيد
  • أفخاخ سياسية أم إنجاز قانوني؟ .. تحليل مستفيض لقانون الحشد الشعبي
  • القوات المسلحة تشارك فى تنظيم المؤتمر السنوي للقلب