شبكة انباء العراق:
2024-12-17@09:28:13 GMT

ارواح مستنسخة

تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT

بقلم : كلثوم الجوراني ..

أنت امي ،
أ تسمحين لي بالنوم في أحضانك ، أشتهي أن اشمك طويلاً ثم أنام
_ أنا لست امك ولا اسمح لك بهذا الكلام الجريء
لماذا لا تصدقينني أنت امي التي فقدتها منذ أربعين سنة أأبله أنت ؟ كيف اكون امك وأنا وأنت بنفس العمر
فارس القائد في الجيش المتغطرس الذي يهابه الجميع يبكي كالطفل بين يديها ولكنها كانت قاسية القلب وكأنها قطعة من خشب لم يحرك عاطفتها بل كانت تستصغره وتستهين به
فقد فارس أمه وهو بعمر السابعة وكان وحيدها والمدلل لديها كان أبوه ضابط كبير في الجيش تزوج بعد امه بثلاث نساء كل واحدة منهن أنجبت جيشاً من الأولاد ولكن فارس بقي يتيم حيث لم تكن إحدى هؤلاء الثلاثة أم له أو تعامله بشيء من العطف والحنان .


كبر فارس ولم يكن يحب الدراسة كباقي إخوته ولكنه مجبر على أن يكمل دراسته حتى يصبح ضابطاً كما أراد أبوه له
وأخيرا أصبح ضابطاً وكانت صفته الحزم ، تقاسيم وجهه تنبأ عن شخصية غامضة قوية ، الكل يحترم فارساً ويبجله
وكأي ضابط ملتزم تتوالى على فارس الترقيات حتى أصبح قائداً
يأتمر بأمره ضباط آخرون ويطيعه جنده ، كان قليل الكلام والاختلاط يقضي أوقات فراغه بالقراءة حتى قهوته كانت مميزة فهي تخلو من السكر كي لا تفقد طعمها .
قرر فارس أن لا يتزوج خشية أن تموت زوجته ويبقى أبنائه ايتام كما حصل معه ، وبرغم من وسامته ومنصبه وعشرات المعجبات من حوله والعوائل التي تتمنى أن يطرق بابها كي يصاهرهم إلا أن فارساً ثابت على قراره ، بانت على وجهه خطوط الزمن ولون شعره الاسود شيء من بياض الشيب وبدأت علامات الكبر تظهر عليه ولم يثني ذلك فارسا عن رأيه في الزواج .
بنى بيتاً كبير وكأنه قصر من حيث الفخامة ، كل شيء في بيته يدل على الذوق الرفيع ، الارائك وكأنه جلبها من العصر الكلاسيكي القديم تزين جدران منزله لوحات قديمة بعضها تبدو كخربشات لا يفهمها إلا ناقد تشكيلي ضليع بالفن ، طاولات من الزان وخزانات مرففة تستقر على رفوفها القليل من التحف النادرة .
حرص فارس أن لا يقتني الا النوادر وكان صعب ان يعجبه شيء أما البشر فأصدقائه لا يتعدون اصابع اليد متحفظ ينأى بنفسه عن مخالطة عامة الناس وله بالنساء رأي أخر فهو يراهن ساذجات مثيرات للشفقة حتى أتى اليوم الذي وقع فيه بشباك امرأة قوية ، التقى فارس بسيدة خمسينية ملئت التجاعيد وجهها ويداها ولكن أناقتها وروحها المرحة تجعل من يراها يظن أنها طفلة ،مرحة ضحوك ولكنها جبل من القوة ، ذكية جدا، متفوهة لبقة .
ولأول مرة ينهار فارس أمام امرأة ينظر لوجهها ويرسم ملامح امه ، غير عادته يتقرب إليها وهي تتجاهله وتلذعه بكلمات عساه يبتعد عنها فقد ازعجها بتودده ، تجاهلته كثيرا وكل ما زاد تجاهلها إياه زاد شغفه بها ، حتى وقف إمامها صارخا بوجهها انت ملكي انت لي اريدك ان تكوني امي وبكى خالعاً ثوب كبريائه أمامها .
اشفقت عليه ولكتها ما زالت ترفضه فهي لا تريد أن يدخل رجل لحياتها كي لا يقلق استقرارها ومع الرفض والقسوة ما زال فارس متمسك بها يستجدي عطفها يظنها أنها امه ولكن كيف لسيدة بعمره أن تكون أماً له ، يجلس في منزله ينسج أحلامه بأنها ستكون سيدة هذا المنزل وأنها ستكون الزوجة الام .

user

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

الموسوي: المقاومة كانت وستبقى

أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب إبراهيم الموسوي أن "المقاومة كانت وستبقى موجودة وقوية وفاعلة" وأكد الموسوي أنه "على المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي أن يظهروا لنا مصداقيتهم بما سيفعلون بالخروقات الإسرائيلية المتكررة منذ اتفاق وقف إطلاق النار"، وأضاف: "نحن نعلم أن جيشنا الوطني هو جيش عظيم، وفيه ضباط أكفياء وجنود بواسل، ولكن ليس هناك تسليح كافٍ ولا قرار سياسي حقيقي يضعه بموقف المقاومة والحماية الحقيقية والدفاع عن لبنان". كلام الموسوي جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لعدد من الشهداء في حسينية الإمام الهادي في الأوزاعي، بحضور عدد من الفاعليات والشخصيات السياسية والبلدية والاختيارية والثقافية والاجتماعية، وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.

واعتبر أن "استهداف العدو الإسرائيلي كل الترسانات الصاروخية والثكنات والقوة البحرية والمعاهد العلمية في سوريا، واغتياله عدداً كبيراً من العلماء السوريين، إنما يظهر ويؤكد أن هذا العدو رغم كل القتل الذي ارتكبه، يعيش في حالة خوف مستمرة، وفي حالة قلق وجودية، وأنه يريد أن يدمّر ويقسّم ويفتت كل محيطه، ويجعله مراكز تناحر طائفي وعرقي ومذهبي كي يستطيع أن يستمر في الوجود ويبقى".

ولفت الموسوي إلى أننا "كأبناء المقاومة وحزب الله وحركة أمل، وأبناء الثنائي الوطني، صنعنا الملاحم بدماء أبنائنا وبناتنا وأشلاء أطفالنا، دفاعاً عن لبنان واللبنانيين، ورسمنا هذا العلم اللبناني في كل مكان من لبنان، بدءاً من القصر والهرمل، وانتهاءً بآخر نقطة على الحدود مع فلسطين المحتلة بدمائنا، وهذا هو المعنى الحقيقي لالتزام الوطن والدفاع عنه".

وختم: "نحن لا نقلل من قيمة ما يقدمه الآخرون في سبيل لبنان، ولكن عندما يأتي الامتحان، يظهر حقيقة من هو الوطني ومن هو اللبناني، وليس الموضوع فقط رفع شعارات وترديد كلمات لا تستند إلى أي تضحيات، ولا وجود حقيقي لها في الواقع".

مقالات مشابهة

  • لقاء بين باسيل ووفيق صفا.. كيف كانت أجواء الاجتماع؟
  • هشام يونس: سنكون منفتحين على جهات التدريب الدولية ولكن بضوابط محددة
  • شبانة: جروس مدرب مخضرم ولكن !
  • الجزيرة دفعت التكلفة ولكن المستقبل لها ولمواطنيها
  • ترامب قد لا يستطيع إلغاء حق الجنسية بالولادة.. ولكن
  • أستاذ علاقات دولية: الوجود الروسي في سوريا من أهم الملفات
  • ولكن من الذى كتب مخطوطة «الأسد والغواص»؟
  • الموسوي: المقاومة كانت وستبقى
  • صرف مكافأة لأخصائية طب الأسرة بالمركز الحضري بكيمان فارس
  • أعمال فارس الجمال فاسيلي بولينوف بقاعة زياد بكير بالأوبرا