إسلام آباد – للمرة الثانية خلال 3 أشهر، يُعتقل رئيس الوزراء الباكستاني السابق وزعيم حزب "إنصاف" عمران خان، في واحدة من ضمن عشرات القضايا المرفوعة ضده والتي بقيت تلاحقه منذ إسقاط حكومته في أبريل/نيسان العام الماضي.

وجرى اعتقال خان من مقر إقامته في منطقة "زمان بارك" بمدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب (شرق)، ثم نُقل إلى السجن المركزي في مدينة روالبندي المحاذية لإسلام آباد.

وجاء الاعتقال وفقا لقرار محكمة محلية في العاصمة إسلام آباد بسجن عمران خان 3 سنوات وغرامة 100 ألف روبية باكستانية (الدولار حوالي 280 روبية)، في قضية "توشاخانا" أو "مستودع الهدايا"، والتي يتهم بموجبها خان بعدم الإفصاح عن هدايا حصل عليها وبيعها خلال فترة حكمه.

في المقابل، أعلن حزب "إنصاف" وفريقه القانوني الطعن في الحكم الصادر ضد خان في المحكمة العليا الباكستانية.

وقال الصحفي والمحلل السياسي جاويد رانا إن الحالة القانونية في هذه القضية ليس قوية، وإن الأمر لا يتعلق ببيع الهدايا كما تدعي بعض الأطراف، إنما يتعلق بإخفاء بعض التفاصيل المتعلقة بتلك الهدايا في التقارير السنوية المرسلة إلى لجنة الانتخابات.

ويتعلق الحكم القضائي بتحقيق أجرته لجنة الانتخابات، التي خلصت إلى أنه باع بشكل غير قانوني هدايا تقدر قيمتها بنحو 635 ألف دولار أثناء توليه منصب رئاسة الوزراء من عام 2018 إلى 2022.

ونفى عمران خان أن يكون ارتكب أي مخالفات في هذه القضية، وأكد أن القانون يسمح له بصفته من تلقى الهدايا بأن يشتريها بقيمة منخفضة.

Chairman Imran Khan’s message:

My arrest was expected & I recorded this message before my arrest.

It is one more step in fulfilling London Plan but I want my party workers to remain peaceful, steadfast and strong.

We bow before no one but Allah who is Al Haq. We believe in… pic.twitter.com/1kqg6HQVac

— Imran Khan (@ImranKhanPTI) August 5, 2023

ردود أفعال متواضعة

وفي خطاب مصور وجهه خان لمناصريه على وسائل التواصل الاجتماعي، قال إنه يتوقع أن يتم اعتقاله خلال وقت قريب، وحثهم على التظاهر السلمي اعتراضا على اعتقاله المتوقع.

ونشرت وسائل إعلام محلية باكستانية مشاهد من مدينة لاهور تظهر عددا من المحتجين المناهضين لاعتقال رئيس الوزراء السابق، كما خرجت مظاهرات مماثلة في مدينة بيشاور (شمال غرب).

لكن رد الفعل الشعبي هذه المرة يختلف كثيرا عما كان عليه في التاسع من مايو/أيار الماضي، وهي المرة الأولى التي تم اعتقال خان فيها، وفجرت حينها غضبا عارما في الشارع الباكستاني، وشملت مهاجمة بعض أنصار خان مقرات للجيش والمخابرات والشرطة، وهو ما تسبب في مخاوف من استمرار العنف في البلاد وكسر هيبة الجيش الذي يعد المؤسسة الأقوى في البلاد، خاصة بعد اقتحام مقر قائد فيلق لاهور.

في هذا السياق، قال المحلل السياسي "امتياز جول" إنه لا يعتقد أن يكون رد الفعل الشعبي ضد اعتقال خان كما كان عليه عند اعتقاله في المرة السابقة.

وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح "جول" أن سبب ذلك هو الخوف من الاعتقالات بعد أحداث التاسع من مايو/أيار، حيث لا يزال حزب "إنصاف" يتحدث عن اعتقال الآلاف من مناصريه، إضافة إلى محاكمة عدد منهم في محاكم عسكرية.

من جهته، قال الصحفي والمحلل السياسي جاويد رانا، إن ردود الأفعال ليست كما كانت عليه في السابق، مفسرا ذلك جزئيا باعتقال الآلاف من أنصار عمران خان وحزبه، حيث يوجد قرابة 10 آلاف معتقل وفقا لما يقوله حزب "إنصاف".

وفي تصريحات متلفزة، أضاف جاويد رانا أن الأسباب الأخرى لضعف رد الفعل حاليا، تتمثل في انشقاق عدد كبير من قيادة حزب عمران خان، وانضمام بعضهم إلى أحزاب منافسة أو تشكيل حزب جديد، وهو ما أثر بشكل كبير على ردود الأفعال بعد اعتقال خان للمرة الثانية.


اعتقال يسبق انتخابات عامة

ويشير اعتقال عمران خان في هذه الظروف -ضمنيا- إلى عدم أهليته لتولي مناصب حكومية مستقبلا، وهو قرار أصدرته محكمة تابعة للجنة الانتخابات الباكستانية العام الماضي.

وفي هذا الإطار، وصف المحامي حسن نيازي قوانين عدم الأهلية في باكستان بأنها "أدوات ملائمة للتخلص من السياسيين المزعجين بناءً على طلب من غير المنتخبين" وفق تعبيره.

ونقلت صحيفة "دون" الباكستانية اليوم السبت عن نيازي قوله إن هذه القضية مثل تلك التي سبقتها، ليس لها علاقة تذكر بالممارسات الفاسدة.

وقال رانا إن اعتقال خان في الوقت الحالي يبدو أنه مخطط سياسي لإبقائه في السجن وتأجيلِ الانتخابات وعقدِها في الوقت الذي يعتقد فيه الجيش والأحزاب السياسية الكبرى أنه من المناسب عقدها.

وأكد رانا أن خان لا يزال القائد السياسي الأكثر شعبية في باكستان، مشيرا إلى أن بقاءه خارج السجن في الظروف الحالية سيؤثر على نتيجة الانتخابات.

وقالت حركة إنصاف إن قرار حبس زعيمها متحيز للغاية، ونقطة سوداء في جبين العدالة. واعتبرت الحركة -في بيان- قرار المحكمة انتقاما سياسيا ومحاولة يائسة لتحقيق أهداف "مخزية" بأجندة محددة، وفق تعبيرها.

وأشارت إلى أن المحاكمة أجريت بأكثر الطرق "عبثية" في التاريخ على يد قاض وصفته بأنه "فاسد أخلاقيا"، وقالت إن الشعب لن يقبل بالمؤامرة ومحاولة الانتقام من عمران خان، وفق تعبيرها.


زيادة الشعبية

وقال المحلل السياسي امتياز جول إن المشاعر الشعبية في صالح عمران خان في الوقت الحالي، وقرار اعتقاله يزيد من قوته الشعبية.

وحول مستقبل حزب "إنصاف" بعد الاعتقال الثاني لخان وانشقاق عدد كبير من قياداته بعد أحداث التاسع من مايو/أيار، قال جول إن حزب إنصاف يعني عمران خان، وكما كان اسم "ذو الفقار علي بوتو" هو الداعم الرئيسي لحزب الشعب الباكستاني في جميع الصراعات الانتخابية، فإن اسم عمران خان سيكون الداعم الرئيسي لحزب "إنصاف"، بغض النظر عن انشقاق القيادات.

واستدرك جول بالقول "لكن حتى الآن من غير المعروف ما السياسة التي سيتبعها الحزب خلال المرحلة المقبلة بعد اعتقال عمران خان، حيث إن القائد المحتمل لرئاسة الحزب برويز إلهي تشودري معتقل حتى اللحظة، في حين لا يبدو النائب الأول شاه محمود قريشي أنه الشخص القادر على حشد الناس خاصة في إقليم البنجاب".

واختتم المتحدث بالقول إن الأيام القادمة يمكن أن تحدد ملامح المرحلة المقبلة، حيث لا تزال القضية في محكمة إسلام آباد العليا، ثم المحكمة العليا في باكستان، وذلك بعد أن قدم حزب "إنصاف" طعنا في قرار اعتقال خان والحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات.

ومنذ الإطاحة به إثر تصويت برلماني في أبريل/نيسان 2022، يواجه عمران خان أكثر من 150 قضية بتهم يقول إن دوافعها سياسية. ويقول رئيس الوزراء السابق إن القضايا المرفوعة ضده هي جزء من حملة تقوم بها الحكومة والجيش لمنعه من العودة إلى السلطة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: اعتقال خان فی باکستان عمران خان خان فی

إقرأ أيضاً:

انفجار ضخم في قوة مشاة تابعة لجيش الاحتلال جنوبي لبنان

اشتبكت قوات حزب الله اللبناني، صباح اليوم السبت، مع قوة مشاة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال تقدمها باتجاه محيط البلدية في بلدة العديسة الحدودية، جنوبي لبنان، ما أدى إلى حصول انفجار ضخم في القوة المتقدمة، ما خلَّف العديد من القتلى والجرحى في صفوفها، وفقا لما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان .

مسئول بالاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر يطالب بزيادة التمويل لإغاثة لبنان اليونيفيل: قواتنا في مواقعها جنوبي لبنان رغم طلب إسرائيل نقل بعضها

كما استهدف حزب الله تجمعًا لجنود الاحتلال الإسرائيلي في "كفر يوفال" بصاروخ موجه، وتجمعًا آخر لجنود الاحتلال في كفر جلعادي" بقصف صاروخي.

الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 25 فلسطينيا من الضفة الغربية

اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيليّ، يوم أمس الجمعة، واليوم السبت، 25 فلسطينيا على الأقل من الضّفة الغربية المحتلة، بينهم طفل، وأسرى سابقون، فيما أعدمت قوات الاحتلال الأسير السابق أحمد عوايصة (30 عاماً) من طوباس، خلال عملية اعتقاله.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، في بيان، القول: إن قوات الاحتلال نفذت عمليات تحقيق ميداني للعشرات من المواطنين تحديداً في بلدة بيت أمر/الخليل.

ورافق عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني اعتداءات وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إضافة إلى إطلاق النار بشكل مباشر بهدف القتل، وعمليات التخريب والتدمير الواسعة التي طالت منازل المواطنين.

يُشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أكثر من 11 ألفا و100 مواطن من الضّفة بما فيها القدس، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على أبناء الشعب الفلسطيني.

يذكر أن حملات الاعتقال هذه تشكّل أبرز السّياسات الثّابتة، والممنهجة التي تستخدمها قوات الاحتلال، كما أنها من أبرز أدوات سياسة (العقاب الجماعيّ) التي تشكّل كذلك أداة مركزية لدى الاحتلال في استهداف المواطنين، في ظل العدوان الشامل على شعبنا، والإبادة المستمرة في غزة، وتتضمن المعطيات المتعلقة بحالات الاعتقال، المعتقلين من الضفة دون غزة، والتي تقدر أعدادهم بالآلاف.

مقالات مشابهة

  • انفجار ضخم في قوة مشاة تابعة لجيش الاحتلال جنوبي لبنان
  • الاحتلال يعتقل 25 مواطنًا من الضفة
  • تصريح مثير لبايدن حول الانتخابات الرئاسية.. ماذا قال؟
  • باكستان.. إغلاق إسلام آباد وتعليق خدمات الهاتف لمنع أنصار عمران خان من تنظيم مسيرة
  • ماذا تغير في الانتخابات الرئاسية بتونس بين الأمس واليوم؟
  • السجن ثلاث سنوات للجزائرية المتهمة بالتحريض على أحداث الفنيدق
  • معاقبة شاب بالسجن المشدد 5 سنوات لابتزازه فتاة بصور مخلة على الواتساب
  • الأميرة بياتريس تعلن حملها بطفلها الثاني
  • ماسك: لا أستطيع تحمل 4 سنوات من رؤية وسماع كامالا هاريس
  • الاحتلال يفرج عن الأسيرة الصحفية أسماء هريش